احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك.
أ.د عبدالله الطيار
الْحَمْدُ للهِ أَهْلِ الْحَمْدِ والثَّنَاءِ، المُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، الْمُسْتَحِقِّ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَلالِ وَالْعَلاءِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ في الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَأشْكُرُه عَلَى السَّرَّاءِ وَالنَّعْمَاءِ يَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا إِلى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ فالتَّقْوَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَلاذًا، وَلِلْعَاصِينَ لِوَاذًا، قَالَ جَلَّ وَعَلا: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) النبأ: [31].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: جاءَ في صحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) أخرجه مسلم (2664).
عِبَادَ اللهِ: وفِي الْحَدِيثِ قَاعِدَة نُورَانِيَّة، مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِ النَّبِيِّ ﷺ حَوَتْ السَّعَادَةَ وَأَسْبَابَهَا، وَالنَّجَاحَ وَوَسَائِلِهِ، والْفَلاحَ وَطَرَائِقِهِ، في عِبَارَاتٍ بَسِيطَةٍ، وَكَلِمَاتٍ مُوجَزَة، اخْتَصَرَتْ مُحَاضَرَاتٍ مُطَوَّلَة، وَمُؤَلَّفَاتٍ مُنَقَّحَة، وَهَذِه الْقَاعِدَة مَتَى لَزِمَهَا المَرْءُ، حَازَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَظَفرَ بِالمَطْلُوبِ، وَأَدْرَكَ المأْمُولَ والمرْغُوبَ.
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَقَاعِدَةُ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) شَطْرُ السَّعَادَةِ وَبَابُهَا، وَعُنْوَانُ الرَّاحَةِ وَسَبِيلُهَا، فَعَلى قَدْرِ انْشِغَالِ المرْءِ بِنَفْسِهِ، تَكُونُ الرَّاحَةُ والطُّمَأْنِينَةُ، والْهُدُوء والسَّكِينَة، وإذَا انْشَغَلَ المَرْءُ بِنَفْسِهِ، حَسُنَ إِسْلامُهُ، وَكَمُلَ إِيمَانُهُ، وَتَفَرَّغَ لأَوْلَوِيَّاتِهِ، وأَبْصَرَ عُيُوبَهُ، وأَصْلَحَ شُؤُونَهُ، فَكَانَ عَلَى نَفْسِهِ رَقِيبًا، وَلأَعْمَالِهِ حَسِيبًا، قالَ ﷺ: (مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه) أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976) وصححه الألباني في شرح الطحاوية (262) وعَلَى الضِّدِّ، فإنَّ الانْشِغَالَ بِالْغَيْرِ وَمُتَابَعَةَ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَرَمْي الأَبْصَار، وَتَلَصُّص الأَخْبَار، تُورِثُ الْوَهَنْ، وَتَفُتُّ الْعَزْمَ، وَتُضَيِّعُ الأَوْلَوِيَّات، وَتَخْرِقُ المُرُوءَة، وَتَئِدُ الإِبْدَاعَ في الْفَرْدِ.
عِبَادَ اللهِ: وَقَاعِدَةُ (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَقْتَضِي الْجَلدَ والْجِدَّ، والْعَمَلَ وَالْكَدَّ وَتُنَافِي الْكَسَلَ والتَّوَانِي، وَمُسَامَرَة الأَمَانِي، وتَقْتَضِي السَّعْيَ لمعَالِي الأَهْدَافِ وَسَامِقِ الأَخْلاقِ، وَأَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ، وَتَقْتَضِي اغْتِنَام الأَعْمَار، وَإِعْمَار الأَوْقَات، قَالَ تَعَالَى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الْمُلْكِ: [22].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَقَاعِدَة: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَذْكِيرٌ بِأَنَّ الْحَيَاةَ قَصِيرَةٌ، شَبَابٌ يَعْقُبُهُ هَرَم، وَصِحَّةٌ يَحُوطُهَا سَقَم، وَالْعَاقِلُ مَنْ يُعِدُّ الزَّادَ لِسَفَرٍ أَكِيدٍ، وَيَتَجَهَّز بِالْعَمَلِ لِقَادِمٍ قَرِيبٍ، قَالَ تَعَالَى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف: [34].
عِبَادَ اللهِ: وَقَاعِدَةُ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَقْتَضِي أنْ يَشْتَغِلَ المرْءُ بِالمَرَابِحِ القَيِّمَةِ، والمَغَانِمِ النَّفِيسَةِ، والْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَعُمُّ نَفْعُهُ، وَيَدُومُ أَثَرُهُ، وَيَمْتَدُّ فَضْلُهُ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) يس: [12].
أيُّهَا المُؤْمِنُونَ: وَقَاعِدَةُ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) عِلاجٌ لِلْمُسْلِمِ عِنْدَ الْفِتَنِ، وَتَضَارُب الأَقْوَال، وَتَصَارع الآَرَاء، قَالَ ﷺ :(الزَمْ بيتَك واملِكْ عليك لسانَك وخُذْ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ وعليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ) أخرجه أبو داود (4343) وصححه الألباني.
عِبَادَ اللهِ: وَقَاعِدَةُ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تُوَجِّهُ الطَّاقَات إلى الْبِنَاءِ وَالنَّمَاءِ وَتُورِثُ الْحَيَاةَ بَرَكَةً، وَتَزِيدُ الْعَمَلَ رُسُوخًا، فَإِذَا عَكَفَ الطَّالِبُ عَلَى دِرَاسَتِهِ، أَثْمَرَ ذَلِكَ نَجَاحًا وَتَفَوُّقًا، وَإِذَا عَكَفَ المُوَظَّفُ عَلَى عَمَلِهِ يُتْقِنهُ وَيُحْسِنه، أَثْمَرَ ذَلِكَ لِلْمُجْتَمَعِ نَمَاءً وَازْدِهَارًا، وَإِذَا عَكَفَت المَرْأَةُ عَلَى بَيْتِهَا وَأَبْنَائِهَا، تَرْبِيَةً وَتَعْلِيمًا، وَإِصْلاحًا وَتَأْدِيبًا، فَإِنَّ ذَلِكَ أَغْلَى مَا تُقَدِّمهُ لِدِينِهَا وَوَطَنِهَا وَأُمَّتِهَا، قَالَ تَعَالَى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة: [105].
أيها المؤمنون: وَقَاعِدَة: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَقْتَضِي مُجَالَسَة الصَّالِحِينَ، وَمُصَاحَبَة النَّافِعِينَ، وَمُجَانَبَة الْقَاعِدِينَ، وَالْبُعْد عَن الْبَطَّالِين، فَالصَّاحِبُ سَاحِب، وَالمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) الشعراء: [100-101] قال قتادة: («يَعْلَمُونَ وَاللَّهِ أَنَّ الصَّدِيقَ إِذَا كَانَ صَالِحًا نَفَعَ، وَأَنَّ الْحَمِيمَ إِذَا كَانَ صَالِحًا شَفَعَ) تفسير الطبري (17/ 600).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) الزخرف: [67].
بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أنَّ قَاعِدَةَ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَقْتَضِي أَنْ يَصْرِفَ المَرْءُ جهْدَهُ فِي طَلَبِ المَعَالِي والنَّفَائِسِ، وَيَتَرَفَّع عن السَّفَاسِفِ وَالصَّغَائِرِ وَيُعْرِض عَن التَّفَاهَاتِ وَيَتَجَنَّب المُجَادَلات، وَالمُؤْمِنُ مَأْمُورٌ بِالإِعْرَاضِ عَنِ الْبَطَّالِينَ، وَمُجَانَبَةِ الطَّالِحِينَ، قَالَ تَعَالَى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الأعراف: [199] وامتدح ربنا جل وعلا عباده المؤمنين بقوله: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) الفرقان: [63].
أيها المؤمنون: إنّ قَاعِدَةَ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ) تَقْتَضِي تَرْتِيب الأَوْلَوِيَّاتِ، وَتَقْيِيد المهَمَّات، والتَّخْطِيط والتَّنْظِيم، وتَقْدِيم الأَهَم عَلَى المُهِم، وَالأَعْلَى عَلَى الأَدْنَى، قَالَ تَعَالَى: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) القيامة: [20-21].
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِصَالِحِ الأَعْمَالِ، وَتَدَارُك الأَعْمَارِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ برحمتك يا أرحم الراحمين.
اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادم الحرمينِ الشريفينِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاء، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَار، عَاجِلًا غَيرَ آجِل. اللَّهُمَّ لِتَنْفَعَ بِهِ الْبِلادَ، وتَسْقِيَ بِهِ الْعِبَادَ، وتجعلَهُ بَلاغًا للحاضرِ والْبَادِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
الجمعة 22/ 4/ 1446هـ