احذروا الأكلة ودعاة الفتنة! موافقة للتعميم

عبدالرزاق بن محمد العنزي
1443/03/15 - 2021/10/21 06:12AM

الخطبة الأولى:(احذروا الأكلة)16/3/1443هـ                                       

أيها المسلمون: إن المتأمل في شعائر الإسلام وشرائعه يلمس بوضوح حرص الشارع الحكيم على ضرورة التزام الجماعة في كل أمر ذي بال، فالصلوات الخمس والجمعة التي تجتمعون فيها هذه الساعة، والعيدان والصوم وهكذا الحج     تظهر فيها وحدة الأمة وترابُطِها.                                                  

وهذا واضح جدًّا من معنى الحديث: ((المسلم للمسلم كالبنيان، يشد بعضه بعضًا))، فالبنيان المتماسك القوي هو الذي تكون أجزاؤه قوية سليمة، أما إذا كانت الأجزاء تالفة، تنخر فيها الأكلة، فهنا يدب لها الفساد، ولا تلبث أن تنهار؛ لأنها معرضة دائمًا لهبوب الرياح.                                           

وهكذا صرح الجماعة المسلمة ما دام الترابط بينهم والتماسك شعارهم، فستكون لهم العزة والغلبة، وأما إذا تفرقوا وتخاذلوا، وأكل بعضهم بعضًا، فالويل لهم من أنفسهم وأعدائهم؛ ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ                                                                               

عباد الله: وردت في القرآن العظيم، آيات تأمر المؤمنين، وتحثهم على لزوم الجماعة والائتلاف، وتُبين لهم أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، وهي حقيقة جاء تأكيدها في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومن ذلك: قوله تعالى:﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا،وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقال تعالى:﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ وقال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾.

فهذه الآيات وغيرها - مما جاء في معناها - واضحة الدلالة، وكلها تهدف إلى منع التفرق في الآراء والمعتقدات.                               

وكما تعددت الأدلة من كتاب الله تعالى في الأمر بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة؛ كذلك تعددت الأدلة من السنة النبوية، ومنها:ما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَن خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وفارَقَ الجَماعَةَ فَماتَ، ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً، ومَن قاتَلَ تَحْتَ رايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أوْ يَدْعُو إلى عَصَبَةٍ، أوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فقِتْلَةٌ جاهِلِيَّةٌ، ومَن خَرَجَ علَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّها وفاجِرَها، ولا يَتَحاشَى مِن مُؤْمِنِها، ولا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فليسَ مِنِّي ولَسْتُ منه).                                            

لقد تضمن هذا الحديث العظيم وصايا عظيمة من أعظمها:السّمع والطاعة لولاة أمر المسلمين، والنصح لهم وعدم الخروج عليهم، ونزع اليد من طاعتهم، والحذر من مفارقة جماعتهم، وولاة الأمر - بإذن الله - بهم تنتظم مصالح المسلمين، وتجتمع كلمتهم وتؤمن سبلهم، وتقام صلاتهم، ويُجاهد عدوهم، ودونَهم تتعطل الأحكام، وتعمُ الفوضى، ويختل الأمن ويكثر السّلب والنهب، وأنواع الاعتداء، وينهار صَرْح الإسلام، ولا يأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم.                                                                      

إِن الْحكمةَ في الأمر بطاعةِ ولِي الأمر عظيمةٌ، فَبِطَاعَتِهِ تَتفقُ الْكلمةُ، وبمعصيَتِهِ تتفَرقُ، وكما أَن طاعتهُ فيها مصلحةُ الدين والدنيا فَإن في مخالَفتهِ فَسادَ الدين والدنيا.                                   

بارك الله لي ولكم ،،،،

 

الخطبة الثانية:                                                                              

معاشر المؤمنين: الاعْتِصَام بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ سَبِيلُ إِرْضَاءِ اللهِ وَأَسَاسُ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ، وَالوِقَايَةُ مِنَ الفِتَنِ.                        

ولنعلم جميعاً أَنَّ كُلَّ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى وِحْدَةِ الصَّفِّ حَولَ وُلاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَثِّ شُبَهٍ وَأَفْكَارٍ، أَو تَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ مُنْحَرِفَةٍ، قَائِمَةٍ عَلى مُنَازَعَةِ وُلاةِ الأَمْرِ وَالخُرُوجِ عَلَى الْحُكَّامِ، وَإثَارَةِ الفِتَنِ فِي الدُّوَلِ، أَنَّ الانْتِمَاءَ إليهَا مُحَرَّمٌ شَرْعًا. فَمِنْ تلك الجَمَاعَاتِ خَرَجَتْ جَمَاعَاتٌ إرْهَابِيَةٌ مُتَطَرِّفَةٌ عَاثَتْ فِي البِلادِ وَالعِبَادِ فَسَادَاً, لا تُمَثِّلُ مَنْهَجَ الإسْلامِ بِشيءٍ، إنَّمَا تَتَّبِعُ أَهْدَافَهَا الْحِزْبِيَّةَ الْمُخَالِفَةَ لِهَدْي دِينِنَا، وَتَتَسَتَّرُ بِالدِّينِ وَتُمَارِسُ مَا يُخَالِفُهُ مِنْ الفُرْقَةِ وَإِثَارِةِ الفِتْنَةِ والإرْهَابِ, وَمِنْ رِحِمِ جَمَاعَةِ الإخْوانِ الإرْهَابِيَّةِ خَرَجَتْ جَمَاعَةُ السُّرُورِيَّةِ، نسبة إلى مؤسسها(مُحَمَّدُ بْنُ سُرُورِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ مِنْ أَصْلٍ سُورِيٍّ) والتي تَنْهَجُ السِّرِيَّةَ للوصولِ إلى أَهدَافِهِمُ الإرْهَابِيَّة والتي من أعظمها:إسقاط هيبة كبار العلماء كابن باز رحمه الله والفوزان وغيرهم واتهامهم بأنهم لا يفقهون الواقع.                                                         

ومن شر أهدافهم أيضاً:التنقص من شأن ولاة الأمر والطعن فيهم والتحريض على الخروج عليهم.                         

ومنها:تزهيد الناس في كتب أئمة الدعوة وعلى رأسها كتاب التوحيد ووصف هذه الكتب بالجفاء وقد وصف الشيخ الفوزان قائل هذا القول بأنه من دعاة الضلال نسأل الله العافية.                                                          

  فَعَلَى الْجَمِيعِ الْحَذَرُ مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ وَعَدَمُ الانْتِمَاءِ إِليهَا أَو التَّعَاطُفُ مَعَهَا.                                                                              

 ثم صلوا وسلموا،،،

المشاهدات 1739 | التعليقات 0