احتفال رأس السنة الميلادية .. بم يفرح المسلمون؟

1434/02/14 - 2012/12/27 20:10PM
احتفال رأس السنة الميلادية .. بم يفرح المسلمون؟ الجمعة 15 صفر 1434هـ 28/12/2012
الْحَمْدُ للهِ الذي هدانا للإسلام، وأكمل لنا بنيانَه، وفضَّل ديننا على سائر الأديان، وجعله للشرف والعفة عنوانَه. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم المنان، أثنى على أحبَّتِه من المؤمنين بقوله: {يحبهم ويحبونه}، ونشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا خليل الرحمن، ورسوله إلى الإنس والجان، لا يحبّ الله منكم إلا الذين يتبعونَه. صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وعلى أنبياء الله ورسله، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يلقونَه.. أَمَّا بَعْدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتُّقوا الله تعالى وأطيعوه، واشكروه على ما هداكم؛ فأكثر الناس قد ضلوا عن دينه، وحادوا عن شريعته، واستوجبوا سخطه ونقمته جل في علاه، وقليل من هداهم إلى ما يحبه ويرضاه من الدين، وكنتم من هذا القليل بفضل الله تعالى عليكم، وهدايته لكم، {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}. مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: إن اتخاذ (الأعياد)، واصطناع المناسبات ظاهرة بشرية، لا تخلو منها أمة من الأمم. وهي تنبع من رغبة عميقة في إحياء ذكرى معينة، أو التعبير عن الفرح والسرور، أو الشكر والامتنان، بصفة دورية تعود عاماً إثر عام، ولذلك سميت عيداً لعودها وتكررها. ولما علم الله من عباده هذه النزعة الفطرية، هداهم إلى التعبير عنها بصورة كريمة وعظيمة، في إطار النظرة الشمولية لحكمة الخلق، ووظيفة هذا المخلوق، وعبوديته لله. فعن أنس بن مالك  قال: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ»، قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ» [رواه أبو داود وأحمد]، وقال لأبي بكر: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا» رواه البخاري. وهذان دليلان على اختصاص هذه الأمة بأعيادها التي تمتزج فيها العقيدة والحياة، وافتراقها عن سائر الأعياد الأجنبية، أياً كانت صفتها؛ دينيةً، أو دنيوية.. وتجتاح العالم منذ الخامس والعشرين من ديسمبر (أعياد الميلاد)، ثم تتوج ليلة الحادي والثلاثين منه بما يسمى عيد رأس السنة الميلادية. وينخرط بعض المسلمين، بوعي، أو بغير وعي، في هذه الأعياد، دون شعور بالتميز، والاختصاص، والكرامة التي أكرم الله بها هذه الأمة.. وقد جاءت النصوص الشرعية المتكاثرة داله على تميز هذه الأمة المحمدية وعلى ضرورة مفارقتها ومجانبتها لسائر الأمم والملل والنحل والطوائف، وأن تكون شامة بين الأمم. ولا غرو فهي أمة الرسالة الخاتمة؛ نبيها محمد، وكتابها القرآن الكريم. وقد زينها الله - عز وجل- بأعظم زينة حين وصفها بقوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}. فهذه الأمة خير الأمم، ففي حديث معاوية بن حيده قال: قال الرسول: «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأنتم أكرم على الله - عز وجل -». [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم]. وقال أيضاً: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً» [رواه الترمذي، وابن ماجة، وأحمد]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له، فاليوم لنا، وغداً اليهود، وبعد غد النصارى» متفق عليه. قال ابن كثير - رحمه الله -: "وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد، فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم، لم يعطه نبياً قبله ولا رسولاً من الرسل. فالعمل على منهاجه وسبيله، يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه". عِبَادَ اللهِ: ونتيجة لغياب الوعي الصحيح، وضعف الانتماء العقدي الأصيل، انجرّ بعض المسلمين في هذه الأزمنة المتأخرة إلى الاحتفال بعيد الميلاد، وعيد رأس السنة، وباتوا يتمظهرون بمظاهر النصارى، وشعاراتهم، مثل: تبادل التهاني، وبطاقات المعايدة، خاصة بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة.. ومثل مشاركة النصارى في إحياء تلك الأعياد، في الكنائس، أو الفنادق، و بالسهرات، أو عبر الفضائيات.. أو شراء شجرة عيد الميلاد، وتجسيد شخصية (بابا نويل) المحبب للأطفال، بتوزيعه للهدايا ليلة رأس السنة.. ومثل الرقص، والعزف، والفسق، والفجور، وشرب الخمور،، وإطفاء الأنوار،، الذي يقع ليلة رأس السنة. وغير ذلك من المظاهر العامة والخاصة مما ظهر وما بطن.. وكلا العيدين؛ (الميلاد) و (رأس السنة) لا يجوز اتخاذه عيداً.. فالأول: له صفة دينية نصرانية، يجري فيه وصف المسيح - عليه السلام -، بصفات الألوهية، والحلول، والتجسد، والأبنية، والصلب، إلى غير ذلك من العقائد التي يضج بها القسس والرهبان في أعياد الميلاد. والثاني: له صفة دنيوية منحرفة، يجري فيها من الاستهتار، والانحطاط الخلقي البهيمي، ما لا يليق بإنسان، فضلاً عن مؤمن حنيف. وقد كان نبينا شديد التيقظ لهذا الأمر، فحين نَذَرَ رَجُلٌ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، أَتَى النَّبِيَّ  فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» رواه أبو داود. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «من بنى ببلاد المشركين، وصنع نيروزهم ومهرجانهم، حتى يموت حُشر معهم يوم القيامة» [رواه البيهقي في السنن]. والنيروز والمهرجان كان من أعياد المشركين المجوس. وسر هذا الأمر أن بين التشبه الظاهري، والاعتقاد الباطني صلة وثيقة. يقول ابن تيميه - رحمه الله -: " إن الصراط المستقيم (أو الإسلام) هو أمور باطنة في القلب؛ من اعتقادات، وإرادات (ونيات) وغير ذلك، وأمور ظاهرة؛ من أقوال، وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون أيضاً عادات في الطعام، واللباس، والنكاح، والمسكن والاجتماع، والافتراق، والسفر، والركوب، وغير ذلك. وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباط ومناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهره، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً. وقد بعث الله محمداً  بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له. فكان من هذه الحكمة أن شرع له من الأعمال والأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم الضالين. فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة، لأمور: منها أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما، في الأخلاق والأعمال.. إلى أن قال: ("ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة، توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين، وأعداءه الخاسرين. وكلما كان القلب أتم حياه وأعرف بالإسلام.. كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التميز ظاهراً، بين المهديين المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالين، إلى غير ذلك من الأسباب الحِكمية، هذا إذا لم يكن ذلك الهدي الظاهر إلا مباحاً محضاً لو تجرد عن مشابهتهم، فأما إن كان من موجَبَات كفرهم كان شعبة من شعب الكفر. فموافقتهم فيه موافقة في نوع من أنواع معاصيهم. فهذا أصل ينبغي أن يتفطن له".. ولا يدرك هذه المعاني إلا القلب الحساس بالإيمان، والشعور المرهف بالتوحيد. أما أصحاب التدين التقليدي، والإيمان البليد، فلا يرفعون بذلك رأساً، ولا يرون بالتشبه بأساً، فتراهم يتبادلون التهاني، ويظهرون الفرح والمرح في تلك الأعياد دون أدنى حرج. وقد ذهب بعض العلماء إلى حرمة التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم.. مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم.. قالوا: هو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، أو التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه.. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعه فقد تعرض لمقت الله وغضبه.. نسأل الله ان يهدي جميع المسلمين الى الحق، و ان يجعلهم يعتزون بدينهم ويبرئون من الكفار وأعيادهم.. (آمين) وَأقُولُ قَوْلي هَذَا..

الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، مَنَّ على من شاء من عباده بهدايتهم للإيمان، وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تفرد بالكمال والجلال والعظمة والسلطان، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ رسالة ربه وبين غاية البيان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى رسل الله و أنبيائه، ومن تبعهم بإحسان.. أَمَّا بَعْدُ، عِبَادَ اللهِ: فممّا ابتليت به الأمة الإسلامية عبر تاريخها ثلة من ضعاف الإيمان والعزيمة، ممن انهزموا في قلوبهم قبل أن ينهزموا بجيوشهم، فجعلوا حياتهم مرآة لحياة الآخرين، وجعلوا الديانات والملل بستانا يقطفون منها ما يشاءون ليزينوا بها حياتهم، حتى غدت حياة الواحد منهم سلة مليئة بالديانات والملل والنحل .وفي المواسم والأعياد نرى مثل هذه الظاهرة جلية في مجتمعاتنا المسلمة، خاصة تلك المواسم العالمية التي يكثر فيها الهرج والمرج، ويعلو فيها صوت اللغو واللهو الذي هو من سمات هذه الدنيا الفانية. وفي كل عام ميلادي يواجه المسلمون تحديا عظيما من تحديات العصر، وهو الاحتفال العالمي ببدأ السنة الميلادية الجديدة، التي غدت بمهرجاناتها العالمية لا احتفالا، بل احتلالا حضاريا وثقافيا، كالإحتلال العسكري الجرار الذي يجوب البلاد ولا يدع غادية ولا رائحة إلا وخطفها من بين أهلها، فلا ترى في تلك المواسم إلا قتيلا في سبيل فرحتها - الفرحة من أجل ليلة راس السنة - ، أو جريحا من أجل لذتها، أو صريعا مجندلا فداء نشوتها، وليس القتيل والصريع والمجندل في الحقيقة إلا دين هؤلاء وعقيدتهم وثباتهم على دينهم.. إن احتفال السنة الميلادية احتفال نصراني خالص، أساسه إحياء ذكرى ميلاد يسوع المسيح (كما يعتقدون) . فهو إعلان صريح بالعقيدة النصرانية التي تغذي هذا المناسبة، وصارت احتفالات النصارى ببدأ السنة الميلادية يحمل زخما على مر العصور بحسب الأحداث التي غذت الصراع بينهم وبين المسلمين، فبابا نويل الذي صار رمزا لهدايا الأطفال ما هو إلا راهب من الرهبان الذين أرسلهم البابا لجمع التبرعات لتمويل الحروب الصليبية، والثلج والجليد ما هو إلا إيحاء إلى الجو الذي ولد فيه يسوع المسيح(كما يظنون أنه ولد في الشتاء) ! وشجرة الأرز وتعليق الأماني والآمال والهدايا عليها ما هو إلا ترميز للمثابة التي في قلوب النصارى .ثم تطور الاحتفال ببدأ السنة ليجر مع الخطأ العقدي الجسيم خطأ أخلاقيا أكبر، يتمثل في الاحتفالات الماجنة التي تقام في ليلة رأس السنة، فشرب الخمور واختلاط النساء بالرجال ومشاهد الفجور، وحصول الجرم الخلقي على وجه البسيطة في تلك الليلة صار أمرا لا ينكره إلا مكابر . وفي ظل الأزمة الحالكة التي تحيط بأمتنا المسلمة صار من نافلة القول أن نسرد الأدلة في تحريم الاحتفال بليلة رأس السنة، وصار من سقيم القول أن نجتر أقاويل أهل العلم في جرم من تهادى مع النصارى في هذا الاحتفال، لما فيه من تعظيم ليوم من أيامهم، وعيد من أعيادهم، مما يستتبع تعظيما لمعتقداتهم الذي هو الضلال بعينه، نقول: صار هذا كله غير سائغ ونحن نرى هذه الدول التي تسحب العالم وراءها في احتفالاتها، هي نفسها التي تسحل المسلمين وتقتلهم وتعذبهم وتأسرهم وتسجنهم وتمثل بجثثهم وتدمير مساجدهم وتحتل أراضيهم وتنهب ثرواتهم وتصادر قراراتهم وتحيك المؤامرات ضدهم في أكثر من بلد مسلم.. إن الصورة غدت واضحة لكل ذي عينين، وصار من غير المعقول أن نوضح ونشرح للمسلمين أن هناك مؤامرة تحاك في الظلام لهم وضدهم، لأن ما يحاك الآن للمسلمين صار يحاك في النهار والشمس في رابعته، وتصريحات أتباع النصرانية ( الذي يحتفلون بميلاده كل سنة ) حادة وقوية في تدمير ما تبقى من بلاد المسلمين.. إن الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة -على غرار القوم- أشبه مايكون بالرقص على أشلاء المسلمين، الذين يقتلهم الصليبيون الجدد، فكيف نشاركهم في احتفال يكرس كفرهم وظلمهم واعتداءهم؟! لم يبق إلا أن نتأمل في صورة أبناء جلدتنا من المسلمين ممن يحتفلون بليلة رأس السنة الميلادية لنقول لهم: عودوا إلى دينكم يرحمكم الله.. توبوا إلى بارئكم يرحمكم الله .. أصلحوا حياتكم ودنياكم، وأصلحوا ذات بينكم يرحمكم الله .. نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من مضلات الفتن، وأن يقيهم شرور أنفسهم، ومكر أعدائهم، انه سميع مجيب.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.. اَللّـهُمَّ لك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة، حيث أرسلت إلينا خير رسلك، وأنزلت عليه خير كتبك، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك، وهديتنا لمعالم دينك الذى ليس فيه التباس، وجعلتنا خير أمة أخرجت للناس.. اللهم اجعلنا من المسلمين الفائزين، وعلى حوض نبيك من الواردين، وبيده الكريمتين من الشاربين، ولا تحل بيننا وبينه يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. نسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ أَحْوَالَنَا وَأَنْ يَهْدِيَ شيبنا وشَبَابَنَا، وَأَنْ يَحْفَظَ دِمَاءَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَعْرَاضَنَا. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَناَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنا آخِرَتَنا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، اللَّهُمَّ إِنَّا نعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ قٌلُوبٍ لَا تَخْشَعُ، وَمِنْ نَفُوسٍ لَا تَشْبَعُ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والْمُسْلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللهم احْمِ حَوْزَةَ الدْينِ ! اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الـمُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَأْنَ بِلَادِ المسْلِمِينَ وَاحْقِنْ دِماءَهُم، وَوَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شَرَّ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الكُفَّارِ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلَامِ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَتَهَمْ عَلَى الحَقِّ يَارَبَّ العَالَمِينَ . اللَّهُمَّ انصرنا على أعدائنا، واكْشف عنَّا ما نزَلَ بنا، وَاجْمع قلوبنا على الوحْدة والمحبَّة؛ اللَّهُمَّ لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، وارحمنا في الدنيا والآخرة.. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمن.. ربنا آتنا في .. (آمين).. عبادَ اللهِ! اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المشاهدات 3749 | التعليقات 1

خطبة مقتبسة من كلام أهل العلم.. (دوري فيها الجمع و الترتيب). و بالله التوفيق..