اجرام الخوارج ( داعش ) في بلاد الحرمين وفي ليلة القدر
محمد البدر
1437/10/02 - 2016/07/07 20:08PM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد: عباد الله : قال تعالى :﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
إن من أجل النعم التي نحمد الله عليها بلوغ شهر رمضان والتوفيق لتمام صيامه وقيامه ،نسأل الله لنا وللجميع قبول الأعمال والفوز بالجنة والعتق من النار وكذلك من نعم الله علينا الأمن والأمان ،والصحة في الأبدان والطمأنينة في العبادات والعيش الهنيء ، وهذه من أكبر النعم وأفضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .وهذه النعم التي أنعم الله علينا بها لا تروق لفئام من الناس وشرذمة قليلة منهم ، إنها سرطان ظهر واستفحل في هذه الأمة أمة الاسلام واستهدف بلاد التوحيد بلاد الأمن والأمان وقبلة المسلمين هذا الفيروس والجرثومة الخبيثة من الخوارج المارقين أو ما يسمى ( داعش ) زوراً وبهتانا وحسدا وغلاً وحقدا على بلاد التوحيد فعاثوا في بلاد الحرمين الفساد يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين ، وهذا مصداق لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وهاهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يوجهون سلاحهم إلى المسلمين ، في أفضل الليالي في ليالي تحري ليلة القدر وطلب الرحمة والغفران والعتق من النيران وهؤلاء يتحرون الوقت المناسب لتنفيذ مخططاتهم ويتحرون مراقبة رجال الأمن الساهرين على أمن هذه البلاد بلاد التوحيد ويستغلون انشغال المسلمين بمناجات ربهم في المساجد فيالله الا يخافون الله في هؤلاء الركع السجود فيمن يدعون ربهم خوفا وطمعاً وخشية وتضرعاً سبحان الله هذا دأب الخوارج استحلوا دمائهم وبلادهم باسم الاسلام والدين ، وتركوا اليهود والنصارى والرافضة وغيرهم .
فَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وفي زماننا هذا ظهر منهم الكثير، يستدلون من القرآن والسنة على جواز فعلهم ، فيتقربون إلى الله عز وجل بإراقة دماء المسلمين .
عباد الله :لقد ابتليت بلادنا خاصة و الأمة الإسلامية عامة في هذا الزمان بدعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله دعاة للباطل والضلال ولتأجيج نار الفتنة وتحريض شباب الأمة على بلدانهم وأوطانهم وحكامهم وعلمائهم بل حتى في مقدساتهم وفي دور العبادة ووصل بهم السفه وقلة العقل والدين حتى دبروا مكيدة للتفجير بالقرب من المسجد النبوي إظهاراً لحسد كبرائهم وحقدهم الدفين على مأرز المؤمنين ومأوا أفئدتهم ومهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أظهرهم الإعلام الفاسد ووسائل الاتصالات المختلفة لنشر مكرهم وأفكارهم الهدامة ضد بلدان المسلمين ، وًهم السبب وراء كل شر وبلية فقد أجازوا لهم المظاهرات والاعتصامات والخروج على حكامهم ، فًعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ »قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ «نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا »قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ »فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَصَحَّ عَنِ ابنِ سِيرِينَ رحمه اللهُ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ هَذَا العِلمِ دِينٌ، فَانظُرُوا عَمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم".
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
اما بعد: الحذر الحذر يا عباد الله من هؤلاء الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ فًعَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
يقول الإمام الآجُرِي رحمه الله في كتابه الشريعة " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي ، قد خرج على إمام ، عدلا كان الإمام أو جائرا ، فخرج وجمع جماعة ، وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صومه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " أ .هـ
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا". وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ » صححه الألباني .
البركة مع الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجل من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور .
الا وصلوا ....
[/align]
أما بعد: عباد الله : قال تعالى :﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
إن من أجل النعم التي نحمد الله عليها بلوغ شهر رمضان والتوفيق لتمام صيامه وقيامه ،نسأل الله لنا وللجميع قبول الأعمال والفوز بالجنة والعتق من النار وكذلك من نعم الله علينا الأمن والأمان ،والصحة في الأبدان والطمأنينة في العبادات والعيش الهنيء ، وهذه من أكبر النعم وأفضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .وهذه النعم التي أنعم الله علينا بها لا تروق لفئام من الناس وشرذمة قليلة منهم ، إنها سرطان ظهر واستفحل في هذه الأمة أمة الاسلام واستهدف بلاد التوحيد بلاد الأمن والأمان وقبلة المسلمين هذا الفيروس والجرثومة الخبيثة من الخوارج المارقين أو ما يسمى ( داعش ) زوراً وبهتانا وحسدا وغلاً وحقدا على بلاد التوحيد فعاثوا في بلاد الحرمين الفساد يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين ، وهذا مصداق لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وهاهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يوجهون سلاحهم إلى المسلمين ، في أفضل الليالي في ليالي تحري ليلة القدر وطلب الرحمة والغفران والعتق من النيران وهؤلاء يتحرون الوقت المناسب لتنفيذ مخططاتهم ويتحرون مراقبة رجال الأمن الساهرين على أمن هذه البلاد بلاد التوحيد ويستغلون انشغال المسلمين بمناجات ربهم في المساجد فيالله الا يخافون الله في هؤلاء الركع السجود فيمن يدعون ربهم خوفا وطمعاً وخشية وتضرعاً سبحان الله هذا دأب الخوارج استحلوا دمائهم وبلادهم باسم الاسلام والدين ، وتركوا اليهود والنصارى والرافضة وغيرهم .
فَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وفي زماننا هذا ظهر منهم الكثير، يستدلون من القرآن والسنة على جواز فعلهم ، فيتقربون إلى الله عز وجل بإراقة دماء المسلمين .
عباد الله :لقد ابتليت بلادنا خاصة و الأمة الإسلامية عامة في هذا الزمان بدعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله دعاة للباطل والضلال ولتأجيج نار الفتنة وتحريض شباب الأمة على بلدانهم وأوطانهم وحكامهم وعلمائهم بل حتى في مقدساتهم وفي دور العبادة ووصل بهم السفه وقلة العقل والدين حتى دبروا مكيدة للتفجير بالقرب من المسجد النبوي إظهاراً لحسد كبرائهم وحقدهم الدفين على مأرز المؤمنين ومأوا أفئدتهم ومهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أظهرهم الإعلام الفاسد ووسائل الاتصالات المختلفة لنشر مكرهم وأفكارهم الهدامة ضد بلدان المسلمين ، وًهم السبب وراء كل شر وبلية فقد أجازوا لهم المظاهرات والاعتصامات والخروج على حكامهم ، فًعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ »قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ «نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا »قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ »فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَصَحَّ عَنِ ابنِ سِيرِينَ رحمه اللهُ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ هَذَا العِلمِ دِينٌ، فَانظُرُوا عَمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم".
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
اما بعد: الحذر الحذر يا عباد الله من هؤلاء الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ فًعَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
يقول الإمام الآجُرِي رحمه الله في كتابه الشريعة " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي ، قد خرج على إمام ، عدلا كان الإمام أو جائرا ، فخرج وجمع جماعة ، وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صومه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " أ .هـ
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا يَزَالُ النَّاسُ صَالِحِينَ مُتَمَاسِكِينَ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا". وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ » صححه الألباني .
البركة مع الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجل من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور .
الا وصلوا ....
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق