اجتنبوا السبع الموبقات ..
HAMZAH HAMZAH
{ اجتنبوا السبع الموبقات ...} ومخاطر الذنوب...!
الحمدُ لله رب العالمين، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين، ولا عزَّ إلا للتائبين ، ولا خسارةَ إلا للمنهزمين ...{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأَعلون إن كنتم مؤمنين }. نحمده ونشكره ، ومن كل ذنب نستغفره ،ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد : عبادَ الله : هل يوجدُ عاقلٌ يقول بحلاوة الذنوب وجمالها ، وحسن عاقبتها، ونحن نُشاهدُ طوامها في أصحابها، ونحسُّ بها في أنفسنا إذا لم نسارع بالتوبة....!وهنالك مناكرُ، وذنوبٌ مهلكات ، استسهلها بعضُنا ، وقد سمّاها صلى الله عليه وسلم :{ السبعَ الموبقات } كما قال في المتفق عليه { اجتنبوا السبع الموبقات } وسماها موبقات لأنها توبقُ العبدَ وتُهلكه،...! فيا للهِ كم تورّط فيها من إنسان فأهلكته، وكم تساهل بها أقوامٌ فأردتهم ، وكم قارفها من بشر -امتطوها كما يمتطيها أرباب الغفلةِ والذنوب - فأركستهم...!لأنه لا يمكن لعاقلٍ وقد نوَّر اللهُ بصرَه وبصيرتَه ، أن يَزِج بنفسه فيها... فمتى الاعتبار...؟!! { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ، لعلكم تفلحون } سورة النور .قال أبو سليمانَ الداراني رحمه الله:" من صفّى صُفّي له ، ومن كَدّر كُدرَ عليه ، ومن أحسنَ في ليله، كوفئ في نهاره ، ومن أحسنَ في نهاره ، كوفئ في ليلهِ " . سبعٌ موبقات يُفسِدُ العبدُ بها قلبَه ، ويُعكر صفوَ حياته ، ويَحرمُها لذةَ العيش ، وهناءةَ الحياة الطيبة .. قال تعالى :{ فأهلكناهم بذنوبهم، وأنشأنا بعدهم قرنا آخرين } سورة الأنعام . يقول عليه الصلاة والسلام : { قَالَ : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ }.فاعتبروا يا مسلمون ، واتعظوا من تصرعِ أناسٍ ،وقعوا في مستنقع الذنوب ، أغراهمُ الشيطان فنسوا ربهم، ووقعوا في شر أعمالهم ...{ أفمن زُين لهم سوءُ عمله فرآه حسنا } سورة فاطر .قال العلامة ابن القيم رحمه الله " الذنوب جراحاتٌ وربَّ جُرحٍ وقع في مَقتل " . " اتقوا السبع الموبقات "أولى هذه المهلكات، كما في الحديث الشرك بالله : وهو أن تجعل لله ندا وقد خلقك ، أو تجعل له مثيلا وهو رزقك ، قال تعالى :{ ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يصنعون } سورة المائدة . فالواجب توحيدُ الله بالعبادة ، وعدمُ إشراكِ أي مخلوق كان، أو صرفُ عبادة له كالذبح، أو الدعاء أو النذر والاستغاثة وشبهها، أو موالاة أعداء الله، ومشاركتهم أعيادهم وشعائرهم...!وهو نوعان: شركٌ أكبر ، يُخرج من الملة، كدعاء غير الله .وشركٌ أصغر ، يَنقضُ التوحيد كالحلف بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم:{ مَن حلفَ بغير الله فقد كفر أو أشرك }. ومنه الرياء وهو النفاقُ العملي .وثانيها : السحرُ، وهو عبارةٌ عن عزائمَ ورُقى، تؤثر في الأبدان والقلوب ، فتحدث البلايا والأسقام والعداوات .ومن المؤسفِ انتشاره هذه الأيام ، لا سيما بين المجتمعات الجاهلة، والمتخلفة عن أنوارِ العلم والوعي . وهو محرمٌ بالإجماع ، ومن أعمال الكفر ، لأنه لا يِتمُّ إلا باستعانة بالشياطين، وهي لا تخدمه حتى يكفر بالله ، قال تعالى :{ وما يعلمانِ من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } سورة البقرة .فاتقوا الله يا مسلمون، وحاذروا ، وتجنبوا مسالكَ أولئك الكذبة المدعين علمَ الغيب، ونفع الناس أو ضرهم ...{ ولا يُفلح الساحرُ حيث أتى } سورة طه .اللهم احفظ علينا دينَنا، وثبتنا حتى نلقاك ، إنك على كل شيء قدير..أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين...——-الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين:وبعد :أيها الإخوةُ الفضلاء : ومن الموبقات المذكورة هنا أيضا:ﻗﺘﻞُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ، يزهقها ظلما وعدوانًا ، فيفرِّقُ الجماعة، ويصنعُ الفتن ، ويُحدِثُ الذعر، وقد قال تعالى : ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ [الإسراء: 33].ورابعًا: الربا الفظيع ، مدمر الاقتصاد ، وهو الزيادة في أشياء مخصوصة ، وهو ﻣﺤﺮﻡٌ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭالإﺟﻤﺎﻉ، قال - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ). سورة البقرة .وفيه يستولي الأغنياءُ على المال ويتسلطون على الفقراء، ويُغرقون الناس في الديون، ولا يتورعون أو يرتدعون .قال بعضهم :" الورع الخروج من الشهوات، وترك السيئات ".وخامسها : ﺃﻛﻞُ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ، فكيف يعمد بعضُنا إلى سلْبه والاعتداء عليه وهو مسكينٌ ضعيف ..؟!ﻗﺎﻝ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأنعام: 152].وفعلُه علامةُ فقدان الرحمة ، وقسوة بني آدم ..!وسادسُها : ﺍﻟﺘﻮﻟﻲ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﺰﺣﻒ، والمرادُ به ﺍﻟﻔﺮﺍﺭُ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﻭتركُ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ الحروب ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 15، 16].
سابعها : ﻗﺬﻑُ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻓﻼﺕ، والمرادُ به ﺭﻣﻲُ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ صراحةً أو كنايةً، وهو محرم بالإجماع ، منافٍ للإسلام وأدبه وأخلاقه.فاتقوا يا مسلمون وراقبوا ربكم، وحاذروا الذنوب ومسالكها ، والخطايا وعارَها ورزاياها....
عافانا الله وإياكم ، ووفقنا لهديه المستقيم .وصلوا وسلموا ....