اثر العبادة 12/10
محسن الشامي
1435/10/07 - 2014/08/03 22:33PM
إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،واشهد أن محمداً عبده ورسوله،بلغ الرسالة وأدى الأمانة،ونصح الأمة وتركها على بيضاء ليلها كنهارهالا يزيغ عنه إلا هالك فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين أما بعد عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا فاتقوه حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
إخوة الايمان: قبل أيام وفي مدرسة رمضان اصطفَّت الأقدامُ في محاريب التعبدِ واستمتعت الأعينُ بالنظر إلى كتاب الله المبين وتشنفت الأسماعُ بآيات الرحمن سمت الأخلاق بسبب الصيام وكان أثرُ القربات بادياً وحسنُ التلاقي وجميلُ التخاطبِ في مجتمعنا ظاهراً كانت حياةُ الناس طيبة وسيرتُهم عطرة فإن من النصح للنفس والسعي الحق لنجاتها قبل فوات زمان هلاكها أن يفتش الإنسان عن أثر تلك المدرسة المباركة وما الدروس التي استفادها والآثار التي خرج بها؟وتأتي أهمية هذا التفتيش لأنه صورة من صور محاسبة النفس ولئن كان أهلُ الدنيا يراجعون حساباتهم عقب كل موسم من المواسم التجارية أفليس أهل التجارة مع الله أولى بهذا؟ فالموفق يحرص على تفقد أثر أعماله عليه ليبادر بالمحاسبة قبل أن يتفاجأ بأن أرباحه ضعيفة وإن كنا نرجو لكل من عمل صالحاً أن يجد ثوابه عند ربه غير منقوص فلا تظن يا عبدالله أن الرب الذي يعطي على الحسنة عشر أمثالها إلى 700 ضعف أنه لا يثيبك ثواب الكرام
عباد الله إن الإنسان ليتساءل والأمة تتخرج من هذه الجامعة الإيمانية الرمضانية أين أثر هذه الطاعات على الأمة كلها؟! وأين أثرها على حياتهم؟! وما التقدم الذي طرأ في طريق سيرهم إلى الله؟! وكم معصية أقلعوا عنها بعد هذا الموسم الإيماني العظيم؟!
أيها الإخوة المؤمنون:لنتأمل هذه الآية التي وردت في قصة شعيب مع قومه الذين قالوا
له (يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} ؟! فهم مع كفرهم يدركون أن للصلاة تأثيراً ولا بد على استقامة سلوك الإنسان وتوحيده بل حتى في معاملاته المالية!ونحن نقرأ في كتاب ربنا قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}فأين أثرها في أكثر المصلين!كم هم المصلون الذين يصرون على بعض المعاصي منذ سنوات؟!كم هم المصلون الذين ما زالوا مصرين على قطيعة أرحامهم بسبب لعاعة من الدنيا؟بل والله لقد وجد من الناس من مرّ عليه عيد هذه السنة ولم يعايد أباه ولم يعايد إخوته في قطيعةٍ خطيرة للرحم عياذاً بالله كم هم المصلون الذين لا يتورعون من أكل المال الحرام إما بربا او اتجار بسموم ومخدرات؟! في سلسلة من المخالفات التي تجعل الإنسان يعيد السؤال مرة أخرى: أين أثر الصلاة؟لقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله يحرصون على تفقد أعمالهم، والبحث عن أثرها، وتجنب ما يكدر ذلك في مواقف مشرقة، أذكر منها، هذا الموقف الذي ذكره ابن أبي الدنيا عن أبي همام قال: قلت لعيسى بن وردان وكان يتنفس تنفساً شديداً، فقلت: ما غايةُ شهوتِك من الدنيا؟ فبكى ثم قال: أشتهي أن ينفرج لي عن صدري فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ!ونحن نعلم أنه لو فرج له عن صدره لم يجد إلا مضغة لحم، لكنها أمنية تعبر عن حرصه: على تفقد أثر هذا الوحي في قلبه وهو يقودنا إلى سؤال آخر: أين أثر قراءة القرآن التي عُمرت بها المساجد والبيوت؟!
أيها الإخوة: إنها مشكلة تحتاج إلى وقفة محاسبة لمعرفة سبب ضعف أثرعبادتنا علينا إلا من رحم الله؟!إنَّ من يقلب النظر في هذا الأمر ليجد أن من أعظم وأكثر الأسباب التي قللت أو حالت دون وجود أثر يذكر للطاعات والعبادات التساهل في الذنوب صغارها وكبارها واغترار بعض الناس ببعض الطاعات التي وفقهم الله لها فإن مثل هؤلاء الذين يتساهلون بالإصرار على بعض المعاصي بحجة أن عندهم بعض الطاعات كفلاح يزرع ويجتهد طوال موسم الزرع ثم لما جاء موسم الحصاد وجد أن زرعه قليل الفائدة والجدوى ولم يستفد من زرعه لماذا ؟لقد كان هذا الفلاح مشغولاً بالزرع لكنه كان غافلاً عن الآفات التي تؤثر على سلامة الزرع! إذ أنَّ التساهل في الذنوب صغارها وكبارها آفة تجعل المسلم لا يجد أثرا لعمله من عبادات وطاعات قال تعالى{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}وقال صلى الله عليه وسلم(إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ)متفقٌ عليه وفي البخاري عن ابن مسعود قال:إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرعلى أنفه فقال به هكذا سبحان الله ما أعظم عبارته!هل تخيلت حالة إنسان يخشى من وقوع جبل على رأسه أيكون مطمئناً؟أتراه يضحك ويقهقه والجبل يوشك أن يقع عليه؟ والسؤال من منا إذا أذنب ذنبا صغيرا فضلاً عن الكبيرةـ يعيش هذه الحالة ؟اللهم عفوك ولكي تدرك يا عبدالله عظيم استشعار السلف لهذه القضية تأمل معي قول الصحابي أنس كما في البخاري (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات أي:من المهلكات الله أكبر أي مقارنة بين الشعر وبين الموبقات وإنك لتتعجب ما هذه الموبقات التي خوطب بها ذلك الجيل الفاضل جيل التابعين؟ولا أدري لو كان أنسٌ حياً في عصرنا فما الكلمة التي يمكن أن يضعها بدلاً من كلمة (الشَّعْر)إنها نصوص وكلمات تؤكد على قضية يجب أن تكون واضحة إن كنا نريد أن نجد لأعمالنا الصالحة أثراً فعمل الصالحات وحده لا يكفي بل لا بد من اجتناب المعاصي وإلا كنا كذاك الزارع الذي زرع وأغفل مكافحة الحشائش المهلكة لزرعه
معاشر المسلمين:إن الاستقامة على الدين والهداية التامة لا تتم إلا بأمرين متلازمين:
العمل بالطاعات واجتناب المعاصي والسيئات وهذا المعنى واضح لمن تدبر سورة الفاتحة جيداً فإن الله تعالى أمرنا أن نسأله الهداية في اليوم والليلة سبع عشر مرة على أقل الأحوال ولم يقف الأمر على ذلك بل نؤمر باجتناب طريق المغضوب عليهم
والضالين ! لأن الاستقامة لا تتم إلا بذلك اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه اما بعد أيها الناس اتقوا الله وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا واليكم وصية من عالم عاقل مجرب كتب فوصف وأبدع إذ وقف على الداء والدواء يقول ابن الجوزي :"ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي ،فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل ،وإن كان حلمه يسع الذنوب، إلا أنه إذا شاء عفا ،فعفا كلَّ كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر.ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا ، فقُلعت أصولهم، ونُقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق عز وجل، وظنوا أن ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم ، فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم!".وقال: في موضع آخر "فوا عجبا للمغالط نفسه، يرضي نفسه بشهوة ثم يرضي ربه بطاعة، ويقول حسنة، وسيئة. ويحك؟! من كيسك تنفق، ومن بضاعتك تهدم، ووجه جاهك تشين ؟!رب جراحة قتلت، ورب عثرة أهلكت، ورب فارطٍ لا يستدرك!".نسأل الله عز وجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين!
اللهم بصرنا بمواطن الزلل منا واغفر لنا وارحمنا
إخوة الايمان: قبل أيام وفي مدرسة رمضان اصطفَّت الأقدامُ في محاريب التعبدِ واستمتعت الأعينُ بالنظر إلى كتاب الله المبين وتشنفت الأسماعُ بآيات الرحمن سمت الأخلاق بسبب الصيام وكان أثرُ القربات بادياً وحسنُ التلاقي وجميلُ التخاطبِ في مجتمعنا ظاهراً كانت حياةُ الناس طيبة وسيرتُهم عطرة فإن من النصح للنفس والسعي الحق لنجاتها قبل فوات زمان هلاكها أن يفتش الإنسان عن أثر تلك المدرسة المباركة وما الدروس التي استفادها والآثار التي خرج بها؟وتأتي أهمية هذا التفتيش لأنه صورة من صور محاسبة النفس ولئن كان أهلُ الدنيا يراجعون حساباتهم عقب كل موسم من المواسم التجارية أفليس أهل التجارة مع الله أولى بهذا؟ فالموفق يحرص على تفقد أثر أعماله عليه ليبادر بالمحاسبة قبل أن يتفاجأ بأن أرباحه ضعيفة وإن كنا نرجو لكل من عمل صالحاً أن يجد ثوابه عند ربه غير منقوص فلا تظن يا عبدالله أن الرب الذي يعطي على الحسنة عشر أمثالها إلى 700 ضعف أنه لا يثيبك ثواب الكرام
عباد الله إن الإنسان ليتساءل والأمة تتخرج من هذه الجامعة الإيمانية الرمضانية أين أثر هذه الطاعات على الأمة كلها؟! وأين أثرها على حياتهم؟! وما التقدم الذي طرأ في طريق سيرهم إلى الله؟! وكم معصية أقلعوا عنها بعد هذا الموسم الإيماني العظيم؟!
أيها الإخوة المؤمنون:لنتأمل هذه الآية التي وردت في قصة شعيب مع قومه الذين قالوا
له (يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} ؟! فهم مع كفرهم يدركون أن للصلاة تأثيراً ولا بد على استقامة سلوك الإنسان وتوحيده بل حتى في معاملاته المالية!ونحن نقرأ في كتاب ربنا قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}فأين أثرها في أكثر المصلين!كم هم المصلون الذين يصرون على بعض المعاصي منذ سنوات؟!كم هم المصلون الذين ما زالوا مصرين على قطيعة أرحامهم بسبب لعاعة من الدنيا؟بل والله لقد وجد من الناس من مرّ عليه عيد هذه السنة ولم يعايد أباه ولم يعايد إخوته في قطيعةٍ خطيرة للرحم عياذاً بالله كم هم المصلون الذين لا يتورعون من أكل المال الحرام إما بربا او اتجار بسموم ومخدرات؟! في سلسلة من المخالفات التي تجعل الإنسان يعيد السؤال مرة أخرى: أين أثر الصلاة؟لقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله يحرصون على تفقد أعمالهم، والبحث عن أثرها، وتجنب ما يكدر ذلك في مواقف مشرقة، أذكر منها، هذا الموقف الذي ذكره ابن أبي الدنيا عن أبي همام قال: قلت لعيسى بن وردان وكان يتنفس تنفساً شديداً، فقلت: ما غايةُ شهوتِك من الدنيا؟ فبكى ثم قال: أشتهي أن ينفرج لي عن صدري فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ!ونحن نعلم أنه لو فرج له عن صدره لم يجد إلا مضغة لحم، لكنها أمنية تعبر عن حرصه: على تفقد أثر هذا الوحي في قلبه وهو يقودنا إلى سؤال آخر: أين أثر قراءة القرآن التي عُمرت بها المساجد والبيوت؟!
أيها الإخوة: إنها مشكلة تحتاج إلى وقفة محاسبة لمعرفة سبب ضعف أثرعبادتنا علينا إلا من رحم الله؟!إنَّ من يقلب النظر في هذا الأمر ليجد أن من أعظم وأكثر الأسباب التي قللت أو حالت دون وجود أثر يذكر للطاعات والعبادات التساهل في الذنوب صغارها وكبارها واغترار بعض الناس ببعض الطاعات التي وفقهم الله لها فإن مثل هؤلاء الذين يتساهلون بالإصرار على بعض المعاصي بحجة أن عندهم بعض الطاعات كفلاح يزرع ويجتهد طوال موسم الزرع ثم لما جاء موسم الحصاد وجد أن زرعه قليل الفائدة والجدوى ولم يستفد من زرعه لماذا ؟لقد كان هذا الفلاح مشغولاً بالزرع لكنه كان غافلاً عن الآفات التي تؤثر على سلامة الزرع! إذ أنَّ التساهل في الذنوب صغارها وكبارها آفة تجعل المسلم لا يجد أثرا لعمله من عبادات وطاعات قال تعالى{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}وقال صلى الله عليه وسلم(إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ)متفقٌ عليه وفي البخاري عن ابن مسعود قال:إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرعلى أنفه فقال به هكذا سبحان الله ما أعظم عبارته!هل تخيلت حالة إنسان يخشى من وقوع جبل على رأسه أيكون مطمئناً؟أتراه يضحك ويقهقه والجبل يوشك أن يقع عليه؟ والسؤال من منا إذا أذنب ذنبا صغيرا فضلاً عن الكبيرةـ يعيش هذه الحالة ؟اللهم عفوك ولكي تدرك يا عبدالله عظيم استشعار السلف لهذه القضية تأمل معي قول الصحابي أنس كما في البخاري (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات أي:من المهلكات الله أكبر أي مقارنة بين الشعر وبين الموبقات وإنك لتتعجب ما هذه الموبقات التي خوطب بها ذلك الجيل الفاضل جيل التابعين؟ولا أدري لو كان أنسٌ حياً في عصرنا فما الكلمة التي يمكن أن يضعها بدلاً من كلمة (الشَّعْر)إنها نصوص وكلمات تؤكد على قضية يجب أن تكون واضحة إن كنا نريد أن نجد لأعمالنا الصالحة أثراً فعمل الصالحات وحده لا يكفي بل لا بد من اجتناب المعاصي وإلا كنا كذاك الزارع الذي زرع وأغفل مكافحة الحشائش المهلكة لزرعه
معاشر المسلمين:إن الاستقامة على الدين والهداية التامة لا تتم إلا بأمرين متلازمين:
العمل بالطاعات واجتناب المعاصي والسيئات وهذا المعنى واضح لمن تدبر سورة الفاتحة جيداً فإن الله تعالى أمرنا أن نسأله الهداية في اليوم والليلة سبع عشر مرة على أقل الأحوال ولم يقف الأمر على ذلك بل نؤمر باجتناب طريق المغضوب عليهم
والضالين ! لأن الاستقامة لا تتم إلا بذلك اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه اما بعد أيها الناس اتقوا الله وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا واليكم وصية من عالم عاقل مجرب كتب فوصف وأبدع إذ وقف على الداء والدواء يقول ابن الجوزي :"ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي ،فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل ،وإن كان حلمه يسع الذنوب، إلا أنه إذا شاء عفا ،فعفا كلَّ كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر.ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا ، فقُلعت أصولهم، ونُقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق عز وجل، وظنوا أن ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم ، فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم!".وقال: في موضع آخر "فوا عجبا للمغالط نفسه، يرضي نفسه بشهوة ثم يرضي ربه بطاعة، ويقول حسنة، وسيئة. ويحك؟! من كيسك تنفق، ومن بضاعتك تهدم، ووجه جاهك تشين ؟!رب جراحة قتلت، ورب عثرة أهلكت، ورب فارطٍ لا يستدرك!".نسأل الله عز وجل أن ينبهنا من رقدات الغافلين!
اللهم بصرنا بمواطن الزلل منا واغفر لنا وارحمنا
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق