( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ) 5/9/1437 هـ
مبارك العشوان
1437/09/04 - 2016/06/09 13:37PM
إنَّ الحمدَ للهِ…ورسولُهُ. أما بعدُ: فاتقوا الله… مسلمون.
عبادَ الله: صَحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ قالَ: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).
هذهِ الأحاديثُ الثلاثةُ مِن روايةِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وكُلُّها في صحيحِ البُخاريِّ رحمهُ الله.
في كُلِّ هذهِ الأحاديثِ، تَكَرَرَتْ: ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) لِتَدُلَّ على أنَّ رَمَضَانَ مِنْ أعظَمِ الفُرَصِ لِمَغْفِرَةِ الذنوب؛ صيامُه، وقيامُهُ، وقيامُ ليلةِ القدرِ.
وهذا خاصٌ بمن فَعلَ ذلك ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا )
( إيماناً ) بِفَرَضِيَّةِ الصومِ.( واحتساباً ) أي: طلبًا للأجرِ؛ لا لأمرٍ من أمورِ الدنيا.
الإخلاصُ شرطٌ في العباداتِ كلِّها، ومن ضِمْنِها الصيام، ففي الحديث القدسي، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي ) رواه البخاري.
قالَ في أوَّلِهِ ( لي ) وقالَ في آخِرِهِ: ( مِنْ أجْلِي ) لِيَدُلَّ على ضَرُورَةِ إخلاصِ الصوم لله.
عباد الله: لما عَرَّفَ الفقهاءُ الصيامَ؛ قالوا: هوَ التَّعبدُ للهِ تعالى بالإمساكِ عنِ المفطِّراتِ، من طُلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشمس.
فليس الصيامُ مجردَ إمساكٍ عن الطعام والشراب والشهوة فحسب، بل هو تعبدٌ للهِ تعالى بهذا الإمساكِ، وخُضُوعٌ وتذللٌ لهُ سُبحانه.
الصيامُ عبادَ اللهِ: انقِيادٌ لِله تعالى، وامتثالٌ لأمرِهِ؛ إذ كَتَبَ الصيامَ وَأمَرَ بِهِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة 183
الصائمُ المُدِرِكُ لِحَقِيقةِ الصيام؛ مُنذُ أنْ يَطلُعَ الفجرُ إلى أنْ تَغرُبَ الشمسُ؛ يعلمُ أنهُ طِيلَةَ هذا الوقتِ مُتَلَبِّسٌ بِعِبادةِ الصومِ.
ومَتى استعشرَ الصائمُ هذا المعنى نَفَعَهُ نفعاً عظيماً، فَقَادَهُ إلى الطاعاتِ، وَكَفَّهُ عن كثيرٍ من المُحَرَّمّاتِ؛ إذْ كيفَ يرتكبُ المعصيةَ في وقتٍ هوَ يؤدي فيهِ عبادة.
ولمَّا غابَ هذا المعنى عنِ بعضِ الصائمِين؛ وَجِدَ منهم مَنْ يكذبُ وهو صائمٌ، ويغتابُ وهو صائمٌ، ويسبُّ ويشتمُ وهو صائمٌ، ويقولُ الزورَ وهو صائمٌ، ويغشُ وهو صائمٌ، وُجدَ من يطلق بصرهُ في الحرامِ وهو صائمٌ، وُجِدَ مَنْ ينشطُ أيامَ رمضانَ للسَّرِقَةِ والنَّهْبِ وهو صائم؛ فأينَ هؤلاءِ مِنَ الصِّيامِ، أينَ مَنْ يرتكبُ هذهِ المحرماتِ من قولِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) رواه البخاري.
ألا فاحفظوا ـ رحمكمُ اللهُ ـ صِيامَكم، صُونُوهُ عن كُلِّ ما يُفْسِدُهُ أو يُنْقِصُ أجرَه.
بارك الله لي ولكم... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله... أما بعد: فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) رواه البخاري.
احرِصُوا أيُّها الصائمونَ ـ وفقكم الله ـ أن يكونَ صِّيَامُكم جُنَّةٌ أي: ( وِقاية ) وقايةٌ منَ الشيطانِ، ووقايةٌ منَ المعاصِي، ووقايةٌ منَ النار.
يقول النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ ) أخرجه النسائي، وصححه الألباني.
اللهمَّ فَأجِرْنَا مِنَ النارِ بِرَحمتكَ يا أرحمَ الراحمين.
اللهم اعْصِمْنَا وَأعِذنَا مِنَ الشيطان، اللهم واحفظنَا مِنَ العِصْيَان.
اللهم اجعلنا ممن يصومُ هذا الشهرَ إيماناً واحتسابا، ويقومُهُ إيمانا واحتسابا، وَبَلِّغْنَا ليلةَ القدرِ وأعِنَّا على قيامِهَا إيمانا واحتسابا.
اللهم تَقَبَّلْ منَّا إنكَ أنتَ السميعُ العليم، واغفر لنا إنكَ أنتَ الغفورُ الرحيم.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ...
اللهم أصلحْ أئِمَتَنَا وولاةَ أمورنا، اللهم وَفِّقْ ولاةَ أمرنا لِمَا تُحِبُّ وترضى...
عبادَ الله: صلوا وسلموا ...
عباد الله: اذكروا الله...
عبادَ الله: صَحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ قالَ: ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).
هذهِ الأحاديثُ الثلاثةُ مِن روايةِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وكُلُّها في صحيحِ البُخاريِّ رحمهُ الله.
في كُلِّ هذهِ الأحاديثِ، تَكَرَرَتْ: ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) لِتَدُلَّ على أنَّ رَمَضَانَ مِنْ أعظَمِ الفُرَصِ لِمَغْفِرَةِ الذنوب؛ صيامُه، وقيامُهُ، وقيامُ ليلةِ القدرِ.
وهذا خاصٌ بمن فَعلَ ذلك ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا )
( إيماناً ) بِفَرَضِيَّةِ الصومِ.( واحتساباً ) أي: طلبًا للأجرِ؛ لا لأمرٍ من أمورِ الدنيا.
الإخلاصُ شرطٌ في العباداتِ كلِّها، ومن ضِمْنِها الصيام، ففي الحديث القدسي، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي ) رواه البخاري.
قالَ في أوَّلِهِ ( لي ) وقالَ في آخِرِهِ: ( مِنْ أجْلِي ) لِيَدُلَّ على ضَرُورَةِ إخلاصِ الصوم لله.
عباد الله: لما عَرَّفَ الفقهاءُ الصيامَ؛ قالوا: هوَ التَّعبدُ للهِ تعالى بالإمساكِ عنِ المفطِّراتِ، من طُلوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشمس.
فليس الصيامُ مجردَ إمساكٍ عن الطعام والشراب والشهوة فحسب، بل هو تعبدٌ للهِ تعالى بهذا الإمساكِ، وخُضُوعٌ وتذللٌ لهُ سُبحانه.
الصيامُ عبادَ اللهِ: انقِيادٌ لِله تعالى، وامتثالٌ لأمرِهِ؛ إذ كَتَبَ الصيامَ وَأمَرَ بِهِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة 183
الصائمُ المُدِرِكُ لِحَقِيقةِ الصيام؛ مُنذُ أنْ يَطلُعَ الفجرُ إلى أنْ تَغرُبَ الشمسُ؛ يعلمُ أنهُ طِيلَةَ هذا الوقتِ مُتَلَبِّسٌ بِعِبادةِ الصومِ.
ومَتى استعشرَ الصائمُ هذا المعنى نَفَعَهُ نفعاً عظيماً، فَقَادَهُ إلى الطاعاتِ، وَكَفَّهُ عن كثيرٍ من المُحَرَّمّاتِ؛ إذْ كيفَ يرتكبُ المعصيةَ في وقتٍ هوَ يؤدي فيهِ عبادة.
ولمَّا غابَ هذا المعنى عنِ بعضِ الصائمِين؛ وَجِدَ منهم مَنْ يكذبُ وهو صائمٌ، ويغتابُ وهو صائمٌ، ويسبُّ ويشتمُ وهو صائمٌ، ويقولُ الزورَ وهو صائمٌ، ويغشُ وهو صائمٌ، وُجدَ من يطلق بصرهُ في الحرامِ وهو صائمٌ، وُجِدَ مَنْ ينشطُ أيامَ رمضانَ للسَّرِقَةِ والنَّهْبِ وهو صائم؛ فأينَ هؤلاءِ مِنَ الصِّيامِ، أينَ مَنْ يرتكبُ هذهِ المحرماتِ من قولِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) رواه البخاري.
ألا فاحفظوا ـ رحمكمُ اللهُ ـ صِيامَكم، صُونُوهُ عن كُلِّ ما يُفْسِدُهُ أو يُنْقِصُ أجرَه.
بارك الله لي ولكم... وأقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمد لله... أما بعد: فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) رواه البخاري.
احرِصُوا أيُّها الصائمونَ ـ وفقكم الله ـ أن يكونَ صِّيَامُكم جُنَّةٌ أي: ( وِقاية ) وقايةٌ منَ الشيطانِ، ووقايةٌ منَ المعاصِي، ووقايةٌ منَ النار.
يقول النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ ) أخرجه النسائي، وصححه الألباني.
اللهمَّ فَأجِرْنَا مِنَ النارِ بِرَحمتكَ يا أرحمَ الراحمين.
اللهم اعْصِمْنَا وَأعِذنَا مِنَ الشيطان، اللهم واحفظنَا مِنَ العِصْيَان.
اللهم اجعلنا ممن يصومُ هذا الشهرَ إيماناً واحتسابا، ويقومُهُ إيمانا واحتسابا، وَبَلِّغْنَا ليلةَ القدرِ وأعِنَّا على قيامِهَا إيمانا واحتسابا.
اللهم تَقَبَّلْ منَّا إنكَ أنتَ السميعُ العليم، واغفر لنا إنكَ أنتَ الغفورُ الرحيم.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ...
اللهم أصلحْ أئِمَتَنَا وولاةَ أمورنا، اللهم وَفِّقْ ولاةَ أمرنا لِمَا تُحِبُّ وترضى...
عبادَ الله: صلوا وسلموا ...
عباد الله: اذكروا الله...