إيران توكل كل شئون الشيعة في العراق لحسن نصر الله

احمد ابوبكر
1437/07/11 - 2016/04/18 02:46AM
[align=justify] أثارت تقارير إعلامية تحدثت عن إيعاز إيران لحزب الله اللبناني بدخول المشهد العراقي وإعادة تجميع الأطراف الشيعية المتقاطعة في مشروع واحد، تساؤلات عدة حول أسباب إيكال هذه المهمة إلى نصر الله بالرغم من العلاقة الوثيقة والمباشرة التي تربط إيران بالقيادات الشيعية العراقية.

وأشارت مصادر إعلامية إلى زيارة أجراها رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وعبد الحليم الزهيري مستشار رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وجواد الشهرستاني وكيل المرجع الشيعي علي السيستاني، إلى بيروت ولقائهم بزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وبحسب ما ذكرت مواقع عراقية، فإن الهدف من الزيارة المتزامنة غير المعلنة هو توسيط حزب الله لإصلاح البيت الشيعي العراقي وإعادة تأهيله لقيادة مرحلة جديدة، بتكليف مباشر من إيران.

ويفسر مراقبون للشأن العراقي اجتماع الأطراف الشيعية بزعيم حزب الله حسن نصر الله، بتوجيه من إيران، بأنه يدخل ضمن حالة الصراع الذي يشهده العراق بين مشروع إيران ومحور سوريا ولبنان من جهة وبين مشروع أمريكا ومحور السعودية وتركيا من جهة أخرى.

وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي عدنان التكريتي، إن "الأشهر الماضية قبلت إيران بدور أمريكي عسكري محدود، لكنها اكتشفت أن التأثير بات سياسيا، مع حرمانها من ساحتي محافظتي الأنبار ونينوى العراقيتين".

وأضاف في حديث مع "عربي21": "نعيش اليوم حركة إيرانية لإثارة الفوضى ويمكن القول إنها إلى الآن متفوقة"، لافتا إلى أن "إيران انتدبت حسن نصر الله ليكون وسيطا، رأس التدبير المالكي وأداته الصدر (علم أو لم يعلم)".

وبحسب التكريتي، فإن "الخطة هي خلط الأوراق وسحب البساط من تحت أقدام الأمريكان وعبر إثارة الفوضى للشحن العاطفي، وحتى يغيب المنطق، وما حصل من اعتصام في البرلمان وضرب بالقناني والأحذية، يأتي ضمن هذا الإطار".

وكان نواب معتصمون أقالوا رئيس البرلمان سليم الجبوري، في جلسة وصفت بـ"غير الدستورية" عقدوها، الخميس، وقالوا إن "173 نائبا حضروا الجلسة، من أصل 328 هم مجموع أعضاء المجلس"، إلا أن مقطع فيديو تداوله ناشطون يحصي بشكل دقيق تصويت 131 نائبا فقط على اقتراح إقالة الجبوري.

ويرى الباحث في الشأن العراقي، أن "كسر الرموز السنية معناه كسر المشروع السعودي التركي الأمريكي، وهو مشروع قائم ورسالة للأمريكان بأننا نستطيع تحطيم أدواتكم".

ولفت إلى أن "المالكي يريد التخلص من غريمه العبادي وكسب إيران، وأن الصدر كالعادة يمثل المشروع الفوضوي"، معربا عن توقعه بأنه "حتى لو حل الأمر الآن، فإن المشهد سيبقى مفتوحا، بمعنى أننا أمام رد أمريكي قريب لا أحد يعلم كيف سيكون".

والطرح ذاته يتفق معه الصحفي اللبناني الشيعي علي الأمين، الذي أكد أن "حزب الله المحاصر عربيا تريد له إيران دورا بارزا وأساسيا على المستوى الإقليمي، لا سيما في العراق".

ويقول رئيس تحرير موقع "جنوبية" اللبناني، إن "السعي الإيراني لمحاولة لملمة ما يسمونه (البيت الشيعي) مسألة أساسية مرتبطة بالعراق، ومحاولة لإظهار دور لحزب الله على المستوى الإقليمي".

لكن الأمين تساءل: "حزب الله القادر على أن ينجز شيئا في العراق، ألا يستطيع أن يحل الأزمة القائمة في لبنان؟".

وكشفت مصادر لـ"عربي21"، أن "زيارة الصدر إلى لبنان التي كانت بدعوة من حسن نصر الله وبتوجيه إيراني لإجراء مصالحة بينه وبين المالكي، باءت بالفشل لأن الصدر كشف في اللحظات الأخيرة أن المالكي يريد أن يستخدمه جسرا لتحقيق مآربه السياسية".

وجرى في مباحثات الصدر والمالكي التي مثله فيها مستشاره عبد الحليم الزهيري، مناقشة عودة الصدر للبيت الشيعي والتنسيق مع الشركاء الشيعة، ضمن مشروع سياسي يضمن هيمنة الشيعة على العملية السياسية في العراق والتصدي للمشروع السعودي والتحالف الإسلامي في المنطقة، وفقا للمصادر.

وتشهد العلاقة بين الصدر والمالكي قطيعة منذ سنوات، تبادل فيها الجانبان الاتهامات، وكان آخرها السبت، حين وصف المالكي اعتصام النواب بالبرلمان بأنه "حراك سياسي ناضج"، وفسر الصدر ذلك بأنه تجيير له ولحزبه، وقال: "تبا للحكومة السابقة ولقائدها صاحب الولاية الثالثة المنهارة".
المصدر: عربي 21[/align]
المشاهدات 513 | التعليقات 0