إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ
محمد البدر
1439/02/28 - 2017/11/17 02:03AM
الخطبة الأولى:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى:﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
وَقَال تَعَالَى:﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.
عِبَادَ اللهِ :إن من نعم الله -عز وجل- على هذه البلاد المباركة وهي من أجل النعم نعمة التوحيد والسنة؛ وما منَّ به من سعة الأرزاق وكثرتها، وشيوع الأمن والآمان والخيرات والبركات، حتى غدت هذه البلاد مطمع ومحل إعجاب كثير من الناس في شتى بقاع الأرض، وانتشرت سمعتها الطيبة، فأصبح كلُ مريد للخير، وطالبٍ للرزق يتمنى ويأمل في الوصول إلى هذه البلاد، بل ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، فانتشر خيراتها في شتى بقاع الدنيا، شرقها وغربها، وشمالها وجنوبيها، دون استثناء، وعم خيرُها جميعَ أرجاء المعمور، فانتفع بخيراتها المادية والمعنوية القاصي والدّاني.
وإن مما تتميز به هذه البلاد أن لها منهج متميز في الحكم والتحاكم إلى شريعة الله، وانتشار العلم والتعليم، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، ورعاية المصالح الشرعية، والروابط الاجتماعية، مع الأخذ بالجديد والمفيد في كل مجالات الحياة.
عِبَادَ اللهِ :التديّن سمةٌ عامة للمجتمع، ويتجلّى ذلك ظاهراً في المحافظة على فرائض الإسلام، وشعائره، والإعلانِ بها، وكثرت المساجد وروادها،والحرص على الثقافة الشرعية، والسؤال عن أحكام الدين، وسيادة الحياء والحشمة والعفاف، ومحافظة المرأة في هذه البلاد على عفافها وحجابها، والمشاعر النافرة من المستخبثات الشرعية، وشيوع الآداب في حركات الناس وتعاملاتهم، في أكلهم ولباسهم وتحيّتهم، وتوقير الكبير، واحترام العلماء،والاهتمام بشؤون المسلمين، والدفاع عن حقوقهم، وبذل المستطاع في عونهم، ومساعدتهم، وإغاثتهم، ونحو ذلك.
وإن مما تتميز به هذه البلاد عن غيرها من البلدان:إغلاق المحلات التجارية حين المناداة لوقت الصلاة ،وتوجههم إلى المساجد كذلك اهتمامها بالقرآن الكريم والسنة النبوية من خلال دعمها لمدارس تعليم القرآن وإقامة مسابقات محلية ودولية ومن ذلك انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وانتفع به خلق كثير كذلك سيتم بإذن الله انشاء مجمع الملك سلمان لطباعة كتب السنة، خدمة للسنة النبوية الصحيحة.
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.أقول قول هذا ..
الخطبة الثانية:
عِبَادَ اللهِ :إن من نعم الله على هذه البلاد نعمة التوحيد والسنة فليس فيها أضرحة ولا قبور يطاف بها ولا اولياء يعبدون من دون الله ولا أعياد ميلاد أو موالد أنبياء وليس فيها بدع ولا خرافات بل كل من يعيش فيها يحارب البدع فينبغي لنا أن نحافظ على هذه النعم وأولها نعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن فبالشكر تدوم النعم وتزول النقم قَال تَعَالَى:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
عِبَادَ اللهِ :ينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نعمة الاسلام ونعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن والأمان ونعمة إقامة شرع الله ، في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة.... الا وصلوا...