إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ
محمد البدر
1436/06/27 - 2015/04/16 23:46PM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد : عبادالله :قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا}.
إن الإسلام، هو أجلّ دين على وجه الأرض، لم ينزل على نبي من الأنبياء مثله، ولا كان لأمة من الأمم نظيره. فإنه دين الفطرة، دين الرقي، دين العدالة، دين المدنية الفاضلة، دين العمل، دين الاجتماع، دين التسامح والتوادد والتناصح والتحابب والإخاء، دين العلم و العمل ،شامل لجميع منافع العباد ومصالحهم، على ممر السنين وتعاقب الدهور،إلى أن تقوم الساعة. عباد الله :استطاع أعداء الاسلام تفريق المسلمين وتمزيقهم فرقا وأحزابا وجماعات بما ابتدعوه من حزبية بغيضة مقيتة فرقت المسلمين وجعلتهم أحزابا وشيعا كل حزب بما لديهم فرحون ..
وقال تعالى :{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ « الْجَمَاعَةُ » رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
فنحن ياعباد الله في زمن كثرة فيه الطوائف والأحزاب والجماعات ،وساءت فيه الأخلاق ، وانتشر الفساد في البلاد ، والعباد ، وظهر الجهل ، وتفرقت الأمة شذر مذر ، وقتل بعضهم بعضا ، وكان بأسهم بينهم شديد ، وظهرت البغضاء والحسد ، وتدابر المؤمنون وقد أثرت فيهم الدنيا ، وكرهوا الموت في سبيل الحق سبحانه .
فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ » رواه ابو داود وصححه الألباني.
وعَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ قَالَ « الْقَتْلُ » رواه ابن ماجه وصححه الألباني وعَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا».متفق عليه .
ولا يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة إلا بالرجوع إلى دينهم والتسمك بكتاب ربهم وسنة نبيهم بفهم السلف الصالح ، فلن يصلح حالهم إلا بما صلح به حال أولهم ، وما صلح الأمر الأول إلا باجتماعهم على الحق والعمل به ، والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ، ولن تعود لهم العزة والكرامة ، والسيادة والريادة وتقدم الأمم إلا بتجاوز ذاتيتهم ومصالحهم وخلافاتهم المبنية على الهوى وأفهامهم الضيقة وحزبيتهم المقيتة ، والرجوع إلى منهج الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبته الكرام الذين كانت لهم العزة والكرامة ، بفمهم لهذا الدين الفهم الصحيح الذي أراده الله منهم أن يكونوا عليه .
ويوم يعود ذلك الفهم الصحيح الغائب في أغلب واقع المسلمين إلا في بقايا من الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، يومها يأتي النصر وتأتي العزة الكرامة ويفرح المؤمنون يومئذ بنصر ، وهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد ..أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية:
عباد الله : إن الناظر في كثير من بلاد المسلمين مثل سوريا ومصر والسودان وليبيا والعراق وأفغانستان وباكستان و اليمن ،يجد أن أخبار القتل صارت أمراً معتاداً، فلا يكاد يمر يوم أو يومان إلا وتطالع خبراً مفاده مقتل العشرات أو المئات في إحدى هذه الدول أو في عدد منها، والغالب في هذا القتل أن يكون القتلة والمقتولون من المسلمين! فأعداد القتلى بأيدي المسلمين تبلغ أضعاف أعداد القتلى بأيدي الكفار!نعم، إن الله جعل بأس هذه الأمة بينها شديداً لحكمة يعلمها هو سبحانه، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: « سَأَلْتُ رَبِّى ثَلاَثًا فَأَعْطَانِى ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِى وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّى أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا »رواه مسلم .
بالرغم من أن ذلك البأس الشديد بين المسلمين أمر حاصل لا مناص منه - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم - فإن السبب الجوهري في انتشار العنف والقتل في بلاد المسلمين هو الابتعاد عن قيم الدين الحنيف الذي يحرِّم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ويؤكد أن المسلم الحق هو من سلم المسلمون من لسانه ويده ،فلذلك ما يحدث في بلاد المسلمين من سفك وإراقة للدماء دون وجه حق تدل على تحكم الهوى وسيطرة الشيطان نتيجة لبعد المسلم عن الدين .الا وصلوا ..
[/align]
أما بعد : عبادالله :قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا}.
إن الإسلام، هو أجلّ دين على وجه الأرض، لم ينزل على نبي من الأنبياء مثله، ولا كان لأمة من الأمم نظيره. فإنه دين الفطرة، دين الرقي، دين العدالة، دين المدنية الفاضلة، دين العمل، دين الاجتماع، دين التسامح والتوادد والتناصح والتحابب والإخاء، دين العلم و العمل ،شامل لجميع منافع العباد ومصالحهم، على ممر السنين وتعاقب الدهور،إلى أن تقوم الساعة. عباد الله :استطاع أعداء الاسلام تفريق المسلمين وتمزيقهم فرقا وأحزابا وجماعات بما ابتدعوه من حزبية بغيضة مقيتة فرقت المسلمين وجعلتهم أحزابا وشيعا كل حزب بما لديهم فرحون ..
وقال تعالى :{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ « الْجَمَاعَةُ » رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
فنحن ياعباد الله في زمن كثرة فيه الطوائف والأحزاب والجماعات ،وساءت فيه الأخلاق ، وانتشر الفساد في البلاد ، والعباد ، وظهر الجهل ، وتفرقت الأمة شذر مذر ، وقتل بعضهم بعضا ، وكان بأسهم بينهم شديد ، وظهرت البغضاء والحسد ، وتدابر المؤمنون وقد أثرت فيهم الدنيا ، وكرهوا الموت في سبيل الحق سبحانه .
فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ » رواه ابو داود وصححه الألباني.
وعَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ قَالَ « الْقَتْلُ » رواه ابن ماجه وصححه الألباني وعَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا».متفق عليه .
ولا يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة إلا بالرجوع إلى دينهم والتسمك بكتاب ربهم وسنة نبيهم بفهم السلف الصالح ، فلن يصلح حالهم إلا بما صلح به حال أولهم ، وما صلح الأمر الأول إلا باجتماعهم على الحق والعمل به ، والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ، ولن تعود لهم العزة والكرامة ، والسيادة والريادة وتقدم الأمم إلا بتجاوز ذاتيتهم ومصالحهم وخلافاتهم المبنية على الهوى وأفهامهم الضيقة وحزبيتهم المقيتة ، والرجوع إلى منهج الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبته الكرام الذين كانت لهم العزة والكرامة ، بفمهم لهذا الدين الفهم الصحيح الذي أراده الله منهم أن يكونوا عليه .
ويوم يعود ذلك الفهم الصحيح الغائب في أغلب واقع المسلمين إلا في بقايا من الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، يومها يأتي النصر وتأتي العزة الكرامة ويفرح المؤمنون يومئذ بنصر ، وهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد ..أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية:
عباد الله : إن الناظر في كثير من بلاد المسلمين مثل سوريا ومصر والسودان وليبيا والعراق وأفغانستان وباكستان و اليمن ،يجد أن أخبار القتل صارت أمراً معتاداً، فلا يكاد يمر يوم أو يومان إلا وتطالع خبراً مفاده مقتل العشرات أو المئات في إحدى هذه الدول أو في عدد منها، والغالب في هذا القتل أن يكون القتلة والمقتولون من المسلمين! فأعداد القتلى بأيدي المسلمين تبلغ أضعاف أعداد القتلى بأيدي الكفار!نعم، إن الله جعل بأس هذه الأمة بينها شديداً لحكمة يعلمها هو سبحانه، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: « سَأَلْتُ رَبِّى ثَلاَثًا فَأَعْطَانِى ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِى وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّى أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِى بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا »رواه مسلم .
بالرغم من أن ذلك البأس الشديد بين المسلمين أمر حاصل لا مناص منه - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم - فإن السبب الجوهري في انتشار العنف والقتل في بلاد المسلمين هو الابتعاد عن قيم الدين الحنيف الذي يحرِّم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ويؤكد أن المسلم الحق هو من سلم المسلمون من لسانه ويده ،فلذلك ما يحدث في بلاد المسلمين من سفك وإراقة للدماء دون وجه حق تدل على تحكم الهوى وسيطرة الشيطان نتيجة لبعد المسلم عن الدين .الا وصلوا ..
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق