إنهم يساعدون الأسد

احمد ابوبكر
1434/06/07 - 2013/04/17 02:08AM
بينما يلهث الناشطون السوريون الزاحفون إلى المناصب الوهمية والافتراضية لعلهم يحققون كسبا شخصيا تحت ذريعة العمل الإغاثي والتسليح والطبابة والتوحيد والإدارة والتنسيق . و يُقْلِعُ الائتلاف لتشكيل حكومة الرمال المتحركة بشخصيات مفروضة على رقاب السوريون الأحرار . ويُعلَنُ هيتو رئيساً مكلفاً لهذه الحكومة منتخباً من المتوهمين بقوامتهم على الشعب السوري وتمثيلهم ثورة الكرامة ، بالرغم من أن هناك من يملك معطيات تؤكد أن بعض هؤلاء استمدوا شرعية قوامتهم من قبل بعض أجهزة المخابرات ، وضربوا بعرض الحائط رأي من نذروا دمائهم في سبيل تحرير سوريا ، والمنشغلون في معركتهم اليومية بمواجهة عائلة الأسد ونظامها وعصاباتها وحزبها . ومستهترين بكل الدماء التي بذلت ، وكل الجراح التي أثخنت ، وكل الأعضاء التي بترت ، والأعراض التي انتهكت ، وكل الأحبة الذين فقدوا ، والبيوت التي سلبت ودمرت ، والأهالي الذين شردوا ونزحوا وهاموا على وجوههم . نعم لقد ضربوا عرض الحائط بالسنين التي فقدتها سوريا الوطن من مقدرات شبابها ومستقبل أولادها المؤجل والمرتهن لأهواء هؤلاء الكائنات الذين يعلم الله وحده آلية تعيينهم قوامون علينا ، وكيفية تجميع وتركيب هذه الحلقات والدمى لتغدو تارة مجلساً وطنياً ، وتارة هيئة عامة أو تنسيق ، وتارة أخرى ائتلاف وطني ، ناهيك عن شراذم أطر كثيرة تحت مسميات مختلفة . وثمة من يجمع المجد المزور والوهمي من كافة أطرافه فيكون عضواً في الهيئة والمجلس والائتلاف بآن واحد وهذا ما يدل على جوع أزلي للسلطة . وهيتو المكلف يعلن عن حاجته لذوي الكفاءات ليُرَقِعُ فيها العباءة السورية التي مزقتها المعارضة ربيبة بيئة البعث الأسدي . وبينما هؤلاء وغيرهم يعيثون بثورتنا فساداً وإفساداً وتضليلاً وحرفاً لمسارها يتسلل مؤدو الواجب الجهادي من كوادر وعناصر حزب الله في لبنان وجلاوزة مقتدى الصدر وشبيحة المالكي وكواسر أبو الفضل العباس وفيلق القدس والحرس الثوري الإيرانيين والوعيد بإرسال ستمائة ألفاً من الجند الصفوية ليكون جلياً للبشرية أنها حرب وجود أو لا وجود بين الشيعة والسنة في سوريا ، وبقايا الجيش الأحمر الروسي وخليط مرتزقة من هنا وهناك ليجعلوا من الوطن بؤرة تفتت وصراع وضعف ووهن وتصبح سوريا شلو ساحٍ والأسد سيدها .

إن هؤلاء القوامون المزعومون لا يملكون من القرار سوى تلاوته فكل شيء يرسل اليهم إما مبستراً أو معلباً أو مغلفاً وما عليهم سوى التسويق . لذلك نرى بعض التقدم على المستوى العسكري للنظام الأسدي كالتوغل في حي المرجة بحلب ، وفك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية في ادلب ، وضرب الطوق حول دمشق بأعداد هائلة من الشبيحة والحرس الجمهوري تمهيدا للحسم العسكري .

إن هؤلاء الدمى أصابهم ما أصاب جنود المسلمين في جبل أحد حيث تركوا الثبات والقتال وركضوا إلى الغنائم والمغانم فتشتت جيش المسلمين كما يتشتت الجيش الحر اليوم .

إن مسؤولية الضعف الذي اعترى المقاتلين الأحرار في الآونة الأخيرة يقع على عاتق هؤلاء القوامون بسبب اتباعهم سياسة التطنيش في دعم الكتائب بالعتاد والسلاح اللازم لثباتهم وانتصاراتهم والذي وُعِدوا به . كما أن الفرقة الحاصلة والتي تتفشى بين الإخوة المقاتلين اليوم هي الأخرى تقع على عاتق هؤلاء القوامون لأنهم لم يبذلوا الجهد الكافي لتشكيل قيادة سياسية تلبي الحاجة الثورية وتكون مقنعة للمحيط الإقليمي والدول العربية والإسلامية والعالم . وتفرض عليهم الالتزام بواجباتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه ثورة الكرامة السورية .

صدام عكاش
المشاهدات 956 | التعليقات 0