إنهم أعداء الإسلام!

ناصر محمد الأحمد
1436/03/08 - 2014/12/30 03:34AM
إنهم أعداء الإسلام!
11/3/1436ه
د. ناصر بن محمد الأحمد

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: إن الإسلام كما أنزله الله وكما طبق في واقع الأرض ذات يوم هو غير موجود في الأرض اليوم، بل نعلم جيداً أنه بصورته المثالية لم يعش إلا فترة محدودةً في صدر الإسلام.
إن مثالية تلك الفترة الأولى ناشئة من أن المسلمين يومئذ لم يكتفوا بأداء ما هو مفروض عليهم، وإنما تطوعوا طمعاً في رضوان الله بأن يحاولوا تنفيذ المندوبات والمستحبات كأنها فروض مفروضة، فارتفعوا بذلك إلى تلك الآفاق التي لم تتكرر في التاريخ. ونضرب أمثلة توضح هذه الحقيقة:
التكافل في المجتمع المسلم فريضة: ولكن ما قام به ذلك المسلم العظيم الذي جاءه ضيف، وهو لا يملك إلا تمرات يتغذى بها، فوضعها أمام ضيفه واتفق مع امرأته أن يتظاهرا أمام الضيف أنهما يأكلان معه، بينما تمتد يداهما فارغتين في الفضاء، ليوفرا الطعام كله للضيف. هذا تطوع نبيل لم يفرضه الله فرضاً على أحد. لذلك أنزل الله فيه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة: (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
مثال آخر: حق الفقراء في أموال الزكاة ثابت: (والذين في أموالهم حق معلوم، للسائل والمحروم) ، ولكن ذلك الرجل الفقير الذي قال لامراته أن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فهلا سألناه أن يعطينا، فقالت له: تريد أن تشكو الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فصبر، وصبرت معه امرأته. هذان لم يكونا يتصرفان في حدود ما أوجب الله عليهما، وإنما كانا يتطوعان تطوعاً نبيلاً فيرتفعان إلى ذلك الأفق السامق ابتغاء مرضاة الله: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد).
مثال ثالث: تلمس الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء حياته خلق إسلامي لا شك فيه: ولكن المرأة التي كانت تُصرع فتتكشف في أثناء نوبتها، وطلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بالشفاء من صرعها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئت دعوت لك، وإن شئت صبرت ولك الجنة". فقالت: أصبر يا رسول الله، ولكن ادع لي ألا أتكشف، فدعا لها فلم تعد تتكشف. هذه المرأة العظيمة لم تكن تعيش في مستوى ما فرض الله عليها، بل اختارت أن ترتفع إلى آفاق عليا، ابتغاء مرضاة الله، فصبرت على مرضها ابتغاء الجنة، واستصغرت متاع الأرض كله لتنال الآخرة.
ومئات من هذه النماذج بل ألوف احتشدت في تلك الفترة المثالية فمنحتها مثاليتها الفريدة في التاريخ.
ولكنّا لا نأخذ أحداً بتلك النماذج وهي حقيقة تاريخية واقعة، لأنها تطوع نبيل بأعمال لم يفرضها الله، وإن كان حبب إليها. ولا يحاسب الله أحداً من خلقه لأنه لم يرتفع إلى تلك الآفاق، إنما يضاعف الأجر لمن يستطيع الوصول إلى تلك الدرجة الرفيعة، ويثيب المسلم العادي على إسلامه إذا التزم بما فرضه الله عليه، فيدخله الجنة، ينعم فيها بما وعد الله.
هذا الإسلام العادي - إن صح التعبير - هو الذي تحاسب عليه الأمة، فتثاب إن قامت به، وتعاقب إن هبطت عنه. وهذا الإسلام العادي استمر عدة قرون في واقع الأرض، رغم ما وقع من المسلمين من انحراف في بعض الجوانب، وهو الذي نرجو أن تعود إليه الأمة، ليعود لها التمكين والتأمين والاستخلاف كما وعد الله: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا).
والذي نتأسى به في ذلك الجيل الفريد ليس هو ما تطوعوا به فوق الفريضة، وإن كان الواقع أنه لم يخل جيل من أجيال المسلمين من أفراد يرتفعون إلى ذلك المستوى السامق، ولكن نتأسى بما التزموا فيه بما فرض الله، لأنه فرض على كل الأجيال، وليس على الجيل الاول وحده، وهو هو الذي ندعو إليه.
أيها المسلمون: إن انحراف الأمة عن الجادة وانحسار الإسلام في نفوس المسلمين شمل عدداً من جوانب الحياة:
برز الفكر الإرجائي الذي يخرج العمل من مسمى الإيمان، ويقول إن الإيمان هو التصديق، أو هو التصديق والإقرار، وليس العمل داخلاً في مسمى الإيمان، ويقول: من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن ولو لم يعمل عملاً واحداً من أعمال الإسلام!.
وبرز الفكر الصوفي الذي يركز على الجانب التعبدي (شعائر التعبد) وينزوي في الزوايا، ويهمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقول: دع الخلق للخالق! لو شاء الله لهداهم!.
وبرز الترف المهلك في قصور الأغنياء وذوي السلطان، مع ما يصاحبه بالضرورة من وجود فقراء في المجتمع لا ينبغي أن يكونوا فقراء.
ورويداً رويداً أُهملت الجوانب الإجتماعية في هذا الدين وصار كأنه شأن فردي، يقوم به كل فرد بمفرده، وضعف بذلك الرباط الأقوى الذي يربط الأمة بعضها ببعض، والذي هو عصب هذا الدين، ومنبع قوته في السراء والضراء.
وأهمل التعليم، وأهمل الضرب في مناكب الأرض، وحل التواكل محل التوكل الصحيح مع اتخاذ الأسباب. فعم الجهل والمرض والتخلف في كل اتجاه.
وغنى عن البيان أن هذا كله لم يحدث دفعة واحدة، فنحن هنا نختصر مسيرة ما يقرب من عشرة قرون في بضعة سطور!.
وعلى الرغم من تلك الإنحرافات كلها ظل المجتمع الإسلامي محافظاً على كثير من أخلاقياته، وظل عدة قرون يقف في انحداره عند حاجزين عظيمين: الصلاة، وتحكيم شريعة الله. فالمسلم في نظر المجتمع لا بد أن يصلي، والمسلم بداهةً يتحاكم إلى شريعة الله. إلى أن جاء الأعداء فهدموا ما بقي عند الناس من الإسلام، أو حاولوا هدمه على أقل تقدير!.
هنا يجيء دور العوامل الخارجية:
حين رأى الأعداء الحال التي آلت إليها الإمة في مختلف مجالاتها، رأو أن الفرصة قد سنحت للقضاء الأخير على الإسلام، فتكالبوا عليها من كل حدب وصوب، وتحقق النذير الذي أنذر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته قبل أربعة عشر قرناً: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينـزعن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".
لم يكن يتوقع من الأعداء حين يرون الأمة تغفو وتتخاذل عن تكاليف دينها، وتقع فيما وقعت فيه من ضعف وعجز أن يربتوا على ضعفها، ويعينوها على النهوض!. ولكن يجب أن نعرف قبل ذلك: لماذا هم أعداء؟ وأعداء ماذا على وجه التحديد؟.
إنهم أعداء الإسلام. هم أعداؤه لأنه الإسلام! وهم أعداء المسلمين لأنهم مسلمون!. (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).
والذين يظنون بسذاجة أن الحرب المشبوبة اليوم على الإسلام في كل الأرض سببها أحداث الحادي عشر من سبتمبر عليهم أن يراجعوا التاريخ.
فحين غدر فرديناند بالمسلمين في الأندلس بعد أن أمّنهم، وقتل منهم عشرات الألوف في القرن الخامس عشر الميلادي لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد!.
وحين سقطت آخر دويلة إسلامية في الأندلس، دويلة غرناطة سنة 1492م، وقسّم البابا أرض المسلمين التي سماها أرض الكفار بين إسبانيا والبرتغال، وقال لهم لا تكتفوا بطردهم من الأندلس بل تابعوهم في الخارج لتقضوا عليهم، لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد.
وحين استجاب فاسكو داجاما لنداء البابا فخرج يتعرف على بلاد المسلمين، حتى وصل إلى جزر الهند الشرقية بمعاونة البحار المسلم ابن ماجد، فقال: الآن طوقنا رقبة الإسلام ولم يبق إلا جذب الحبل فيختنق ويموت، لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد.
وحين قام ماجلان برحلته إلى شرق آسيا ليضم بلاد الفلبين المسلمة إلى الصليب كما قال للبابا ليأذن له بالقيام برحلته، لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد، إنما كانت الدولة الإسلامية في الأندلس تقوم بدور حضاري هائل، لتخرج الناس في أوربا من ظلمات قرونهم الوسطى إلى النور!.
وحين استولى أللنبي الإنجليزي على القدس عام 1917م فقال: الآن انتهت الحروب الصليبية، لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد.
وحين وقف الجنرال غورو الفرنسي على قبر صلاح الدين سنة 1920م فقال: ها قد عدنا يا صلاح الدين! نحن أبناء الصليبيين، ومن أعجبه حكمنا فليبق، ومن لم يعجبه حكمنا فليغادر البلاد، لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد وقعت بعد.
أيها المسلمون: الإسلام كما أنزله الله ليس موجوداً في الأرض اليوم، لا لأنه غير قابل للتطبيق، فقد طبق في واقع الأرض سواء على المستوى المثالي الذي كان أيام الخلافة الراشدة، أو على المستوى العادي الذي استمر عدة قرون وأنشأ حضارة متميزة فريدة في التاريخ، جذورها لا إله إلا الله، وفروعها كل مناشط الحياة. ولا لأن الزمن قد تجاوزه، فلا يمكن لشيء أن يتجاوز المنهج الرباني الذي أنزله ليحكم الحياة منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بعد أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، وبعد أن ختمت الرسالة برسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
ولكن للأسباب التي بيناها فيما سبق، سواء منها ما طرأ على الأمة من انحراف، أو ما فعله الأعداء في محاولتهم القضاء على هذا الدين، والتي يلخصها حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام في أبلغ عبارة: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم"، هذه هي المؤامرة من جانب الأعداء. "ولكنكم عثاء كغثاء السيل"، هذا هو حال الأمة من الداخل. الأمران موجودان معاً وفي وقت واحد، لا نحتاج أن ننفي أحدهما لنثبت الآخر. لا نحتاج أن ننفي المؤامرة لنثبت سوء أحوال الأمة كما يفعل العلمانيون، ولا نحتاج أن نركز على المؤامرة ونهمّش سوء أحوال الأمة كما يفعل بعض الكتاب الإسلاميين، إنما نذكرهما معاً ونركز عليهما معاً، لأنهما معاً يشكلان واقعنا المعاصر.

بارك الله ..


الخطبة الثانية :
الحمد لله ..
أما بعد: أيها المسلمون: أياً كان الأمر فهذا هو الحاضر وليس هو المستقبل.
والمستقبل للإسلام، نقولها تحقيقاً لا تعليقاً. لماذا:
أولاً: لأنه وعد الله الذي لا يخلف: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)، (وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وثانياً: بسبب ما يشتمل عليه هذا الدين من عناصر الصلاح التي أودعها إياه العليم الخبير، الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وما يصلحه وما يصلح له، سواء في مجال العدل السياسي، أو العدل الاقتصادي، أو العدل الاجتماعي، أو فيما بين الجنسين، أو فيما يتعلق بالجريمة والعقاب، وهي مبادئ حين تطبقها البشرية تكون في أحسن حالاتها، وحين تتجافى عنها يصيبها الخلل والإضطراب.
وثالثاً: لأن الأمة بدأت تستيقظ بالفعل وتعود إلى الإسلام، وأن عودة الأمة إلى نبضها الطبيعي الذي عاشت به عدة قرون أمر لا يستغرب ولا يحتاج إلى تفسير من خارجه، إنما كان الذي يحتاج إلى تفسير هو أن تدير هذه الأمة ظهرها لهذا الدين الذي عاشت به عدة قرون، واستمتعت بنعمته عدة قرون، ومكّنها الله به في الأرض عدة قرون.
وصحيح أن الصحوة ما تزال في مبادئها، وأنها قد تستغرق زمناً حتى تشمل من نطاق الأمة ما يكفي للنهوض، ولكن الظاهرة موجودة بوضوح، تشغل بال الأرض كلها، سواء الأصدقاء والأعداء. الأصدقاء يتمنون للصحوة مزيداً من النمو، ومزيداً من الرشد، والأعداء يحاولون إطفاء الجذوة والقضاء عليها.
ورابعاً: بسبب ما يرتكبه الأعداء من الحماقات.
إن الحماقة الكبرى التي يقوم بها الأعداء في المرحلة الراهنة، والتي تدل على نقص مزر عندهم في الوعي التاريخي، هي الضغط على تيار صاعد على أمل القضاء عليه!.
تجربة التاريخ التي يغفل عنها الأعداء بسبب ما في قلوبهم من حقد على الإسلام أن الضغط على تيار صاعد على أمل القضاء عليه، ينتهي دائماً بتنامي التيار الصاعد، وهزيمة الذين يضغطون عليه، وخروجهم من التاريخ.
ومن آثار الحماقة التي يقوم بها الأعداء اليوم أن صار عند المسلمين مزيداً من الوعي بأن الذي يُحارَب اليوم في الأرض هو الإسلام تحت ستار الحرب على الإرهاب، وكان من النتائج التي ترتبت على هذه الحرب زوال الغشاوة عن عيون كثير من الناس الذين كانوا مخدوعين بالحضارة الغربية، وعودتهم إلى الإسلام، كما كان من نتائجها زيادة عدد الداخلين في الإسلام في كل بقاع الأرض. فرنسا اليوم تشتكي من تنامي الإسلام عندهم بشكل كبير مزعج لهم، بلغ عدد الفرنسيين المسلمين اليوم أكثر من ستة ملايين، هؤلاء ماذا يفعلون بهم وهم فرنسيون؟.
إن الأمة التي تستشعر الهزيمة في داخل نفسها، تقعدها الهزيمة ذاتها عن بذل الجهد للنهوض. وحين وقعت هزيمة المسلمين في غزوة أحد بسبب عصيانهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان التوجيه الرباني: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) وكان هذا التوجيه هو البلسم الشافي من آثار الهزيمة، فحركت النفوس بالفعل، وكان النصر من عند الله بعد الهزيمة: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم).
لابد أن يخرج حس الهزيمة من القلوب، لكي تتحرك النفوس للعمل.
ومن واجب الدعاة أن يركزوا على هذه النقطة: أن الهزيمة أمام العدو لأي سبب من الأسباب لا تعني أن العدو أعلى من المؤمنين. إنما المؤمنون بإيمانهم هم الأعلون. ولكن عليهم لكي يستعلوا بالإيمان أن يعلموا أولاً حقيقة الدين الذي هم مؤمنون به، ثم يعيشوه واقعاً، ويؤدوا تكاليفه. وإلا فالإيمان بغير علم بحقيقة الدين لا يغير شيئاً من الواقع، والإيمان بغير تطبيق واقعي وأداء للتكاليف، أماني ذاهبة في الفضاء: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيرا). (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

اللهم ..
المشاهدات 1987 | التعليقات 0