إنها النار !!!

منديل الفقيه
1434/09/09 - 2013/07/17 02:22AM
إنهاالنار
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين ، أعد النار بعدله للأشقياء الكافرين ، وحذر من عذابها الأتقياء المؤمنين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة إلى يوم الدين ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله أنذر أصحابه من النار وطلبهم أن يستعيذوا منها في الصلاة لرب العالمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آ له وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}إنّ القلوب بحاجة جد ماسة إلى أن نوردها المواعظ ونخوفها بما خوفها الله به وخوفها به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكم كان رسول الله يتعاهد أصحابه بالمواعظ التي توجل منها القلوب وتذرف منها العيون وترتعد منها الفرائص. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ فَخَطَبَ فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ "مسلم . فلم يتم النبي  كلامه إلا والصحابة قد خفضوا رؤوسهم وأكبوا على وجوههم ولهم ضجيج وخنين بالبكاء . أيها المسلمون : ما أحوج نفوسنا إلى المواعظ فهي بحاجة جد ماسة إلى أن نوردها المواعظ والنذر، ونذكرها بما ذكرها الله به وذكرها به رسوله  فها هو رسولنا يخطب وهو يقول : « لا تنسوا العظيمتين » قلنا : وما العظيمتان ؟ قال : « الجنة والنار » ثم بكى حتى جرى وابل دموعه جانبي لحيته ، ثم قال : « والذي نفس محمد ، بيده لو تعلمون من علم الآخرة ما أعلم ، لمشيتم إلى الصعيد فلحثيتم على رؤوسكم التراب »
أيها المسلمون : إنها النار ،كم حذرنا المولى منها وأنذر، كم حذر عباده أشد التحذير ، وأنذرهم غاية الإنذار من عذاب النار، ومن دار الخزي والبوار فقال تعالى :{ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} وقال :{ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ* نَذِيرًا لِلْبَشَرِ } كم في كتاب الله من وصف للنار. لقد وصف الله في كتابه حرّها ولظاها ، ووصف طعامها وشرابها ، ووصف أغلالها ونكالها ، ووصف جحيمها وغساقها ، ووصف أصفادها وسرابيلها ، ووصف حال أهلها ، حتى إنّ من يَقرأُ القرآن بقلب حاضر ويسمع وصف عذابها لكأنما أُقِيم على شفيرها فهو يراها يحطم بعضها بعضاً، ولكأنما يرى أهلها وهم يتقلبون في دركاتها ، ويسحبون في أوديتها. كل ذلك من الله تحذير وإنذار وتخويف لنا من النار .
أيها المسلمون: لقد خوفنا رسول الله من النار وحذرنا منها وهو الشفيق على الأمة الحريص على نجاة العباد، فخوف وحذر أنذر فعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ حَتَّى لَوْ كَانَ رَجُلٌ كَانَ فِي أَقْصَى السُّوقِ سَمِعَهُ وَسَمِعَ أَهْلُ السُّوقِ صَوْتَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ"المسند .
أيها المسلمون : ذكر جهنم أطار نوم الخائفين، ونصب أقدام المتهجدين ، وأسبل عبرات المشفقين ، ونغص عيش الصالحين، أما اليوم فقد أصبح الحديث عن النار حديثاً لا تستشعره القلوب، وقل أن تذرف له العيون ، حتى إنك إذا تحدثت عنها في مجلس قوم قالوا لا تعقد الحياة ودعنا نعيش وكأن النار لم تخلق لهم . أيها المسلمون: وليكن الحديث اليوم عن النار وأهوالها لعل القلوب القاسية تلين ولعل الغفلة عن قلوبنا تذهب فإن سألتم عن النار فقد سألتم عن دار مهولة، قعرها بعيد ، وعذابها شديد ، وماؤها صديد ، وطعامها ضريع وزقوم ، روى مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا" {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}إن بكى لا ينفعه البكاء وإن ندم لا ينفعه الندم .
ما ظنكم يا عباد اللهبحر نار أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يرى لهبها ولا يضيء شررها .
ما ظنكم يا عباد الله بنار نارنا هذه التي نوقدها جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً قَالَ فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا"البخاري.
ما ظنكم يا عباد الله بنار غمسة واحدة فيها تنسى نعيم الدنيا كله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ " مسلم .
ما ظنكم يا عباد الله بنار يسقط الحجر من شفيرها فلا يصل إلى قعرها إلا بعد سبعين خريفاً فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْرُونَ مَا هَذَا قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا"مسلم .
ما ظنكم يا عبد الله بنار اشتكت إلى ربها من شدة حرها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ"البخاري ومسلم . ما ظنكم يا عباد الله بنار يقول المصطفى فيما رواه البزار وأبو يعلى عن بعض أهوالها " لو كان في المسجد مائة ألف أو يزيدون ثم تنفس رجل من أهل النار لأحرقهم " صححه الألباني .
أيها المسلمون: هل يقوى أحد منا على حريق نار الدنيا؟ والجواب كلا . فإذا كان هذا الحال مع نار الدنيا فكيف الحال مع حريق نار الآخرة ؟ وأين حريق من حريق في شدته أو مدته ؟ فحريق الدنيا بنار يوقدها الخلق، وحريق الآخرة بنار يوقدها الخالق ، حريق الدنيا لحظات وينتهي . وحريق الآخرة آباد لا يعلمها إلا الله، وفوق حريق الآخرة غضب الله وسخطه .
وإن سألتم عن أبواب النار فلها سبعة أبواب " لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " وإن سألتم عن طعام أهلها فاسمعوا ما يقول ربها وخالقها والمتوعد بعذابها{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ *هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّين}{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} فما هي شجرة الزقوم ؟ يقول تعالى عنها :{ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله  :" لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ}أحمد والترمذي وصححه الحاكم وابن حبان والألباني. وليس الزقوم وحدها هي الطعام بل من طعامهم كما أخبر تعالى :{ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا } قال ابن عباس :" وطعاماً ذا غصة قال شوك ينشب في الحلق لا يدخل ولا يخرج، ومن طعامهم كما قال تعالى :{ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } قال ابن عباس :" الضريع شجر في جهنم، ومن طعامهم القيح والصديد الذي يسيل من جلود أهل النار ومن فروج الزانيات يأكلونه قبل أن تأكله النار { فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ }والغسلين قال عنه ابن عباس :هو صديد أهل النار . وإن سألتم عن شراب أهل النار فاسمعوا إلى ما يقول تعالى :{ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}{ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}{ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} فمن شدة حرارته أنهم إذا قربوه من وجوههم سقطت فروة لحم وجوههم من شدته وحرارته وإن شربوا منه قطَّع أمعائهم في بطونهم حتى تخرج من أدبارهم قال تعالى { وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}
وإن سألتم عن سلاسلها وأغلالها يقول تعالى مبيناً ومحذرا ومنذراً :{ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} ويقول تعالى :{ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} ,{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} فتجمع ناصية رأسه إلى قدميه وراء ظهره , ويقول تعالى { إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} والأنكال هي القيود قال أبو عمران الجوني :" قيود لا تحل والله أبداً " عن أبي سنان ، قال : تلا الحسن : ( إن لدينا أنكالا قال : « قيودا » ثم قال : « أما وعزته ما قيدهم مخافة أن يعجزوه ، ولكن قيدهم لترسى بهم النار ».
وإن سألتم عن لباس أهل النار فهو مصنوع من نار {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيم }
وإن سألتم عن سعة النار فَعنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَتَدْرِي مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ قُلْتُ لَا قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ مَا تَدْرِي أَنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ قُلْتُ أَنْهَارًا قَالَ لَا بَلْ أَوْدِيَةً ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ قُلْتُ لَا قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ مَا تَدْرِي حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ{ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ" رواه أحمد وصحح إسناده الحاكم والألباني . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ"الترمذي وصححه الحاكم والألباني . ولأحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَقْعَدُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا"حسنه الألباني.
وإن سألتم عن حالِ أهلِ النار فحالُهم شر حال وهوانُهم أعظمُ هوان ، وعذابهم أشد عذاب، ما ظنكم يا عباد الله بعذابٍ أهونُ أهله عذاباً من كان في أسفلِ قدميه جمرتان يغلي منها دماغه.وعن النُّعْمَانَ بن بشير سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ"أحمد والترمذي وصححه الألباني. ما ظنكم يا عباد الله بعذاب أهون أهله عذاباً من له نعلان من نار يغلي منها دماغه ما يرى أن أحداً أشد من عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا"مسلم. ما ظنكم يا عباد الله بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة ونزل عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ولم يأكلوا أكلاً ولم يشربواً شراباً حتى تقطعت أعناقهم عطشاً ، واحترقت أمعاؤهم واحشاؤهم جوعاً ثم انصرف بهم إلى النار فيسقون من عين آنية، فلو رأيتموهم وقد سكنوا داراً ضيقة الأرجاء ، مظلمةَ المسالك ، مبهمةَ المهالك، قد شُدَّت أقدامُهم إلى النواصي ، واسودت وجوهم من كثرة المعاصي ، يسبحون في النار على وجوههم {ونحشرهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا},{ا لَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا"البخاري ومسلم.{ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} فيسحبون على وجوههم مغلولين ، النار من فوقهم، والنار من تحتهم ، والنار عن شمائلهم ، والنار عن أيمانهم ، فغطاؤهم من نار ، وفراشهم من نار ، وشرابهم من نار ، ولباسهم من نار ، ومهادهم من نار ، فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران ، وجر السلاسل ، يتجلجلون في أوديتها ودركاتها ، ويضطربون بين غواشيها، قد جعل الله جلد الواحد منهم مسيرة ثلاث ومقعده ما بين مكة والمدينة وضرسه مثل جبل أحد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِرْسُ الْكَافِرِ أَوْ نَابُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ"مسلم. تغلى بهم كغلي القدور، ويهتفون على أنفسهم بالويل ، ويدعون عليها بالبثور{ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}فهل هناك خسارة أعظم من هذه الخسارة { لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ } يخبر تعالى عن حالهم أنهم أخسر الناس صفقة في الدار الآخرة؛ لأنهم استبدلوا بالدركات عن الدرجات، واعتاضوا عن نعيم الجنان بحميم آن، وعن شرب الرحيق المختوم بَسمُوم وحميم، وظِلٍّ من يحموم، وعن الحور العين بطعام من غِسْلين، وعن القصور العالية بالهاوية، وعن قرب الرحمن ورؤيته بغضب الديان وعقوبته، فلا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون.

الخطبة الثانية
أيها المسلمون : فلو رأيتم حال أهل النار وهم على تلك الحال لرأيتم حالاً مهينة ، قد صب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود{ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ* كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} يتفجر الصديد من أفواههم وتسيل أعينهم وأهدابهم على خدودهم{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} فعندها يحاولون الخروج منها فتتلقاهم الملائكة الغلاظ الشداد { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} معهم مقامع من حديد { وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ *كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} يقول الرسول  عن هذه المقامع لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ فَاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلَانِ مَا أَقَلُّوهُ مِنْ الْأَرْضِ" أحمد وصححه الحاكم . ينادون الله تعالى ويقولون {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} ويقول لهم :{ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} فإذا أيسوا لجأوا إلى مالك خازن النار فينادونه ألف عام يقولون: يا مالك قد أثقلنا الحديد ، يا مالك قد حق علينا الوعيد ، يا مالك قد نضجت منا الجلود ، يا مالك قد تقطعت منا الكبود ، يا مالك العدم خير من هذا الوجود ، يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود ، يا مالك ليقضي علينا ربك فيجيبهم بعد ألف عام { إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} أمانيهم في النار الهلاك ، ومالهم من أسر جهنم فكاك ،
أيها المسلمون : ما حال دار أماني أهلها أن يموتوا ، فكيف بكم لو رأيتموهم وقد اسودت وجوههم فهي أشد سواداً من الجحيم ، وعميت أبصارهم ، وأبكمت ألسنتهم ، وقصمت ظهورهم ، ومزقت جلودهم ، وغلت أيدهم إلى أعناقهم ، وجمع بين نواصيهم وأقدامهم ، وهم يمشون على وجوههم ، ينادون الملائكة وخزنة جهنم يطلبون التخفيف من العذاب{ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} فيجيبونهم { قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} فتزداد حسرتهم ، ويعظم مصابهم ، وتنقطع أصواتهم فلا يسمع لهم إلا الأنين والشهيق والبكاء يبكون على تضييع أوقات الشباب ، ويتأسفون أسفاً أعظم من المصاب ، ولكن هيهات ذهب العمل وجاء الجزاء والعقاب ، فيرسل البكاء عليهم فيبكون دمعاً حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً حتى يصبح في وجوههم مثل الأخاديد لو سيرت فيها السفن لجرت عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الْأُخْدُودِ لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ" ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع. ويزيد الله في حسرتهم أن يريهم أهل الجنة وهم ينعمون فيها فينادون أهل الجنة يطلبون ماءاً أو طعاماً { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} ويزيد عذابهم شدة تذكرهم ما فاتهم بدخول النار ، لقد فاتهم دخول الجنات ، ورؤية وجه الرحمن ، ورضوان الله تعالى . ويزيد حسرتهم أن العذاب الذي هم فيه سببه شهوة ذاهبة . ولذة فانية . لقد باعوا جنة عرضها السموات والأرض بثمن بخس . باعوا الجنة بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت فكأنها وكأنهم ما كانوا ولا كانت ، ثم لقوا عذاب طويلاً ، وهواناً مقيماً . فيعاذا بالله من نار هذه حالها ، وعياذا بالله من عمل هذه عاقبته { وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ *هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }.
المشاهدات 4392 | التعليقات 5

صدقت فيما نقلت شيخ منديل وأجدت فيما ذكرت وأحسنت الاختيار
لقد كانت نار الله الموقدة سياط الله يسوق ربي بها عباده إلىى جنته ويقرعهم بها عن محارمه، ولقد كانت النار أعظم وسائل الترهيب المذكورة في نصوص الوحيين "ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون" كما أن الجنة هي أعظم وسائل الترغيب طمّع ربي العباد بما فيها إليها وصرفهم عن لذائذ الدنيا المحرمة ونعيمها الزائل ليسعوا إلى بذل أسباب الدخول في هذه الدار " وقالوا الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ".
اللهم نسألك الجنة ونعيمها ونعوذ بك من النار وسمومها !!


تقبّل الله منا ومنكم أستاذ منديل ، و نسأل الله لنا ولكم العافية .
جناحان للتربية والتذكير والموعظة ، الجنّة و النار ، يحفظان للمؤمن حسن الإقبال على الله تعالى بين الرجاء و الخوف ، بين الرغبة والرهبة ، ولا عجب ؛ فقد كان هذا التوازن من ركائز التربية في القرآن المكي ، أثمر إخراجَ جيلٍ فريدٍ خاشعٍ لله يسارع في الخيرات ويدعوه رغبًا ورهبًا . . بارك الله فيك أستاذنا الفاضل .


زياد الريسي;17413 wrote:
صدقت فيما نقلت شيخ منديل وأجدت فيما ذكرت وأحسنت الاختيار
لقد كانت نار الله الموقدة سياط الله يسوق ربي بها عباده إلىى جنته ويقرعهم بها عن محارمه، ولقد كانت النار أعظم وسائل الترهيب المذكورة في نصوص الوحيين "ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون" كما أن الجنة هي أعظم وسائل الترغيب طمّع ربي العباد بما فيها إليها وصرفهم عن لذائذ الدنيا المحرمة ونعيمها الزائل ليسعوا إلى بذل أسباب الدخول في هذه الدار " وقالوا الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ".
اللهم نسألك الجنة ونعيمها ونعوذ بك من النار وسمومها !!

آمين
وشكرا لمرورك وتعليقك المفيد فجزاك الله كل خير


رشيد بن ابراهيم بوعافية;17418 wrote:
تقبّل الله منا ومنكم أستاذ منديل ، و نسأل الله لنا ولكم العافية .
جناحان للتربية والتذكير والموعظة ، الجنّة و النار ، يحفظان للمؤمن حسن الإقبال على الله تعالى بين الرجاء و الخوف ، بين الرغبة والرهبة ، ولا عجب ؛ فقد كان هذا التوازن من ركائز التربية في القرآن المكي ، أثمر إخراجَ جيلٍ فريدٍ خاشعٍ لله يسارع في الخيرات ويدعوه رغبًا ورهبًا . . بارك الله فيك أستاذنا الفاضل .


لست أدري كيف أشكرك على تواجدك الدائم وتعليقاتك النافعة وتوجيهاتك السديدة ولن أكافأك بأفضل من أن أقول جزاك الله كل خير


عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ أَنْذَرْتُكُمْ النَّارَ حَتَّى لَوْ كَانَ رَجُلٌ كَانَ فِي أَقْصَى السُّوقِ سَمِعَهُ وَسَمِعَ أَهْلُ السُّوقِ صَوْتَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ