إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ.
أ.د عبدالله الطيار
الحمدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ، وَالْمُتَعَالِي عَن الشَّبِيهِ وَالنَّظِيرِ، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا فِي الضَّمِيرِ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا إِلى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَُمون) البقرة: [281].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ مِنَ الأَسَالِيبِ الْبَلاغِيَّةِ، وَالْفَرَائِدِ اللُّغَوِيَّةِ في الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ: ضَرْبَ الأَمْثَالِ، وَهُوَ أُسْلُوبٌ قُرْآَنِيٌّ مُعْجِزٌ، سَهْلٌ عَلَى الأَفْهَامِ، قَرِيبٌ لِلأَذْهَانِ، يُرَادُ مِنْهُ الْوَعْظُ وَالتَّذْكِيرُ، والتَّفَكُّرُ والتَّدَبُّرُ، قَالَ تَعَالَى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وَهَذِهِ الأَمْثَالُ يَفْهَمُهَا المؤْمِنُونَ، وَيَفْطِنُ لَهَا المُتَّقُونَ، قَالَ تَعَالَى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) العنكبوت:[43].
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ إِعْجَازِ هَذَا الأُسلوبِ مَا جاءَ في السُّنَنِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (ضَرَبَ اللهُ تعالى مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سُورَانِ فيهمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةُ وعلَى الأبوابِ ستورٌ مُرْخَاةٌ، وعلى بابِ الصراطِ داعِ يقولُ: يا أيُّها الناسُ! ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا ولَا تَتَعَوَّجوا، وداعٍ يدعُو مِنْ فَوْقِ الصراطِ، فإذا أرادَ الإِنسانُ أنْ يفتحَ شيئًا مِنْ تِلْكَ الأبْوابِ قالَ: وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ، فإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فالصِّرَاطُ الإسلامُ، والسُّورانِ حدودُ اللهِ، والأبوابُ الْمُفَتَّحَةُ محارِمُ اللهِ تعالى، وذلِكَ الدَّاعِي على رأسِ الصراطِ كتابُ اللهِ، والداعي مِنْ فوقٍ واعظُ اللهِ في قلْبِ كُلِّ مسلِمٍ) أخرجه الترمذي (2859) والنسائي (11233) وأحمد (17634) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3887).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وفي الْحَدِيثِ دُرَرٌ نفيسةٌ وجواهرُ ثمينةٌ يَرْقُبُهَا المسْلِمُ بعينِهِ ويَفْتَحُ لهَا لُبَابَ قَلْبِهِ؛ لِيَنْهَلَ مِنْ مَعِينِهَا مَا تَسْتَقِيمُ بِهِ حَيَاتُهُ، وَيَسْعَدَ بِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ.
فقد شبَّهَ النبيُّ ﷺ الإسلامَ بطريقٍ مستقيمٍ مُمْتَدٍّ غَيرَ مُعْوَجٍّ قَالَ سُبْحَانَهُ:(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ) الأنعام: [153] وهذا الطَّرِيقُ مُسَوَّرٌ بِسُورَيْنِ هُمَا حُدُودُ اللهِ ومَحَارِمُهُ الَّتِي أَمَرَ بِاجْتِنَابِهَا، وَحَذَّرَ مِنَ التَّعَدِّي عَلَيْهَا أو انْتِهَاكِهَا، قَالَ تَعَالَى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة: [229].
عِبَادَ اللهِ: وَهَذانِ السُّورَانِ على جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ يَتَخَلَّلهُمَا أبْوَابٌ مُغَطَّاةٌ بِسُتُورٍ مُرْخَاةٍ ودَاعٍ على رأسِ الصِّرَاطِ، وهُوَ كِتَابُ اللهِ عزَّ وجلَّ يَأْمُرُ النَّاسَ بالاسْتِقَامَةِ، ويُرْشِدهُم لسبيلِ الْهِدَايَةِ، ويُحَذِّرُهُمْ مِنْ سُبُلِ الْغِوَايَةِ، فيكونُ الْقُرْآَنُ نُورًا للعبدِ في دُنْيَاهُ، كَمَا هُوَ نُورٌ للْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصِّرَاطِ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء:[9].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: ومِنْ فَوْقِ هَذَا الصِّرَاطِ دَاعٍ آخر، كُلَّمَا هَمَّ الْعَبْدُ بفَتْحِ السُّتُورِ أَو الاقْتِرَابِ مِنْهَا، زَجَرَهُ وَنَهَاهُ، وهذا الدَّاعِي هُوَ وَاعِظُ الإِيمَانِ في الْقَلْبِ، وإِذَا كَانَ القَلْبُ صَافيًا نَقِيًا لَمْ يَتَلَوَّث بِشُبْهَةٍ، أَوْ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ، فَإِنَّهُ سُرْعَانَ مَا يَسْتَجِيبُ لِدَاعِي الخيرِ، ويَأْتَمِرُ بِأَمْرِهِ. وحولَ الدروسِ المستقاةِ منَ هذا الحديثِ أُوجِزُ مَا يَلِي:
أوَّلًا: الإسلامُ هوَ دينُ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِلْعَالَمِينَ، وبعثَ بهِ الأنبياءَ والمرسلينَ وهوَ طريقٌ واحدٌ لا يَتَشَعَّبُ، وصِراطٌ مستقيمٌ لا تَتَعَرَّجُ، ففي الحَدِيثِ: (خَطَّ رَسولُ اللهِ ﷺ خَطًّا بيَدِه، ثمَّ قال: هذا سَبيلُ اللهِ مُستقيمًا، ثمَّ خَطَّ عن يمينِه وشِمالِه، ثمَّ قال: هذه السُّبُلُ ليس منها سَبيلٌ إلّا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثمَّ قرأ: (وَأَنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) أخرجه أحمد (4437) وإسناده صحيح في تخريج المسند لشاكر (6/199).
ثانيًا: في قولِ النَّبِيِّ ﷺ: (وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ) نَهْيٌ صَرِيحُ عنْ فَتْحِ أَبْوَابِ الْفِتَنِ، أو التَّعَرُّضِ لهَا، أو الاقترابِ منهَا، بل موقفُ المسلمِ من الفتنِ: اعتزالُهَا والنَّأْيُ عنها وتجنُّبهَا والتحذيرُ منها، قالَ ﷺ: (إِنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ) أخرجه أبو داود (4263) وصححه الألباني وقال أيضًا: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ..) أخرجه مسلم (2867).
ثالثًا: قولُ النَّبِيِّ ﷺ (إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ) دليلٌ عَلَى أنَّهُ لا يَلِجُ الْفِتْنَةَ، إلا مَنْ قَرَعَ أَبْوَابَهَا، وَبَذَلَ أسْبَابَهَا، وَوَطَأَ سُبُلَهَا، واسْتَشْرَفَ لَهَا.
رابعًا: قولُ النَّبِيِّ ﷺ (إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ) الْوُلُوجُ هو الدُّخُولُ بِقُوَّةٍ، وفي هذا دليلٌ عَلَى أنَّ مَنْ اسْتَشْرَفَ الفِتْنَةَ أو أَطَلَّ بِرَأْسِهِ لَهَا، أوْ عَبَثَ بَأَسْوَارِهَا، أَوْ تَلَمَّسَ سُتُورَهَا سَقَطَ في بِئْرٍ لا قَرَارَ لَهُ، وكانَ كَالرّاعِي يَرْعى حَوْلَ الحِمى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ.
خامِسًًا: السُّقُوطُ في الْفِتْنَةِ أَيْسَرُ مِمَّا يَظُنُّ المرْءُ، وَأَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، فلا يظنُّ العاقلُ مِنْ نفسهِ العِصْمَةَ والمنَعَةَ، فإنَّهُ ليسَ بينهُ وبين الفتنةِ إلا أنْ يُحَرِّكَ سُتُورَهَا أو يَتَلَمَّسَ أسْبَابَهَا، وليعلمَ المسلمُ أنَّ لَهُ عدوًّا أخذَ الْعَهْدَ على نفسهِ أنْ يوقعَهُ في الفِتْنَةِ، قالَ تعالى حِكَايَةً عَنْ إبليس: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف: [16- 17].
بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ القاعدةَ النَّبَوِيَّةَ (فإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ) هي منهجٌ للمسْلِمِ في التَّعَاملِ مَعَ الْفِتنِ وَدَرْءِ أَسْبَابِهَا، وفي هَذَا الزمنِ تعدَّدَتْ أبوابُ الفِتَنِ ما بينَ شاشاتٍ وقنواتٍ وهواتِفَ وشبَكَاتٍ، نفعُهَا قليلٌ وشرُّهَا عَمِيمُ أَبْوَابُهَا مُفَتَّحَةٌ، وسُبُلهَا مُمَهَّدَةٌ.
أيُّهَا المؤمنُونَ: وهذه الأجهزةُ التي بينَ أيدي النَّاسِ اليومَ جَمَعَتْ أَبْوَابًا مِنَ الْفِتَنِ، شُبُهَاتٌٍ وشهَوَاتٌ، آفاتٌ وابتلاءاتٌ، وعَلَى كُلِّ باب مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، واعلموا أنَّ الفُضُولَ لدى المرءِ داءٌ قاتِلٌ، فكلُّ ممنوعٍ مرغوبٌ، وكم من أناسٍ وَلجُوا أبوابًا للفتنةِ بِدَاعي الفُضُولِ، والمعرفةِ والاطَّلاعِ، فزَلَّتْ أَقْدَامُهُم، وكانَ مَصِيرُهُم الْهَلاكَ.
عِبَادَ اللهِ: إنَّ حالَ المسلمِ مع الاستقامةِ في الدَّنُيَا، توطئَةٌ لِحَالِهِ معَ الصِّرَاطِ المضْرُوبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فمنْ كانَ مُسْتَقِيمًا عَلَى أَمْرِ اللهِ في الدنيا، رزَقَهُ اللهُ الثَّبَاتَ على الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ومنْ تَجَرَّأَ في دُنْيَاهُ على المحَرَّمَاتِ، واسْتَسَاغَ الشُّبُهَاتِ، وانْغَمَسَ في الشَّهَوَاتِ، تَخَطَّفَتْهُ الكَلالِيبُ على الصِّرَاطِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً بِحَسْبِ مَا فَتَحَ في الدُّنْيَا مِنْ أَبْوَابِ المحَارِمِ، جَزَاءً وِفَاقًا، وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.
عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ فيمنَ اسْترْعَاكُم اللهُ مِنَ الأَبْنَاءِ والبَنَاتِ، وكُونُوا صَمَّامَ أَمَانٍ لَهُمْ ضِدَّ الْفِتَنِ، وحَوَاجِزَ مَنِيعَةً ضِدَّ أَسْبَابِهَا، ولا تَفْتَحُوا عَلَيْهِمْ أبْوَابَهَا، وتُلْقُوا بِهِمْ أَمَامَ أَلْسِنَتِهَا، فَتَذْرُوهُم الرِّيَاحُ، وتُصِيبُهُم السِّهَامُ، دُونَ وَعْيٍ أَوْ فَهْمٍ، كَشَخْصٍ أَلْقَيْتَهُ في الْيَمِّ مَكْتُوفًًا، ثُمَّ تَأْمُرُهُ ألا يَبْتَلَّ، فَأَنَّى لَهُ النَّجَاة؟!.
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أَنْ يُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ برحمتك يا أرحم الراحمين.
اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادم الحرمينِ الشريفينِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
الجمعة 1/ 4/ 1446هـ