( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

حامد ابراهيم طه
1437/09/13 - 2016/06/18 19:41PM
قد تمت إضافة خطبة

( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

في خطب ( العبادات - الصوم ) وهناك مجموعة خطب عن شهر رمضان

يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط

https://hamidibraheem.wordpress.com/

ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد


الخطبة الأولى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ) سورة القدر
إخوة الإسلام
حول معاني هذه السورة الكريمة سوف يكون لقاؤنا اليوم إن شاء الله
فقوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال ابن عباس وغيره
( أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع ، في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وليلة القدر هي الليلة التي قال الله- تعالى- في شأنها في سورة الدخان: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ. فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الدخان 3 : 5.

وهذه الليلة هي من ليالي شهر رمضان، بدليل قوله- تعالى : ) شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ) .البقرة 185 ثم قال الله تعالى معظما لشأن ليلة القدر ، والتي أختصها بإنزال القرآن الكريم فيها (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) أي : ما أدراك ، وما علمك يا محمد منزلة هذه الليلة ؟ وما شأنها عند الله ؟ ،
فكأن الحق تبارك وتعالى يستفهم عن شأن هذه الليلة تشويقا للسامعين إلى معرفة شأنها ، ومنزلتها عند الله سبحانه وتعالى ،
وفيه أيضا تنويه بشرف هذه الليلة، وتفخيم لشأنها، حتى لكأن عظمتها أكبر من أن تحيط بها الكلمات والألفاظ.
أي: وما الذي يدريك بمقدار عظمتها وعلو قدرها، إن الذي يعلم مقدار شرفها هو الله ،
ثم قال سبحانه (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) أي أن ليلة القدر هي ليلة عظيمة الشأن والمنزلة ، وفيها العمل الصالح والعبادة تضاعف أضعافا كثيرة ، والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ، وهذا إن دل فإنما يدل على عظيم منزلتها عند الله
وليلة القدر أفضل من ألف شهر، بسبب ما أنزل فيها من قرآن كريم يهدى للتي هي أقوم. ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وبسبب أن العبادة فيها أكثر ثوابا، وأعظم فضلا من العبادة في أشهر كثيرة ليس فيها ليلة القدر.
والعمل القليل قد يفضل العمل الكثير، باعتبار الزمان والمكان، وإخلاص النية، وحسن الأداء، ولله- تعالى- أن يخص بعض الأزمنة والأمكنة والأشخاص بفضائل متميزة.
والتحديد بألف شهر يمكن أن يكون مقصودا. ويمكن أن يراد منه التكثير. وأن المراد أن أقل عدد تفضله هذه الليلة هو هذا العدد. فيكون المعنى: أن هذه الليلة تفضل الدهر كله. وفي مسند الإمام أحمد وغيره
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ »
ويقول سبحانه (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )
أي ومن مزايا وفضائل هذه الليلة أيضا، أن الملائكة- وعلى رأسهم الروح الأمين جبريل- ينزلون فيها أفواجا إلى الأرض، بأمره- تعالى- وإذنه، وهم جميعا إنما ينزلون من أجل أمر من الأمور التي يريد إبلاغها إلى عباده، ونزول الملائكة إلى الأرض، من أجل نشر البركات التي تحفهم، فنزولهم في تلك الليلة يدل على شرفها، وعلى رحمة الله- تعالى- بعباده فيها .
والروح: هو جبريل، وذكره بخصوصه بعد ذكر الملائكة، من باب ذكر الخاص بعد العام، لمزيد الفضل، واختصاصه بأمور لا يشاركه فيها غيره.
وقوله- سبحانه- ( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ )أي: يتنزلون بسبب إذن ربهم لهم في النزول.
وقوله تعالى (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) أي: هذه الليلة يظلها ويشملها السلام المستمر، والأمان الدائم، لكل مؤمن يحييها في طاعة الله- تعالى- إلى أن يطلع الفجر، أو هي ذات سلامة حتى مطلع الفجر،
أو هي سالمة من كل أذى وسوء لكل مؤمن ومؤمنة حتى طلوع الفجر.

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

روى الإمام أحمد في مسنده (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْبَوَاقِي مَنْ قَامَهُنَّ ابْتِغَاءَ حِسْبَتِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَغْفِرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَهِىَ لَيْلَةُ وِتْرٍ تِسْعٍ أَوْ سَبْعٍ أَوْ خَامِسَةٍ أَوْ ثَالِثَةٍ أَوْ آخِرِ لَيْلَةٍ ».
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَراً سَاطِعاً سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لاَ بَرْدَ فِيهَا وَلاَ حَرَّ وَلاَ يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى تُصْبِحَ وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَلاَ يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ ».
أيها المؤمنون
إن ليلة القدر هي ليلة الرفعة والشأن العظيم ، هي ليلة الرحمات والبركات ، والصلوات من الله وملائكته على عباده المؤمنين ، هي ليلة الغفران ، وليلة الإحسان ، فأحيوا ليلها بالصلاة والذكر والدعاء ، وكونوا فيها من القانتين ،
وليست ليلة القدر كما يظن البعض ، أ نها تأتي في ساعة غفلة ، ويرى فيها أنوارا أو غير ذلك ،
ولكن ، إذا صام المؤمن رمضان إيمانا واحتسابا ، وصان نفسه عن كل رزيلة ، وتقرب إلى ربه بالطاعات ، عند ذلك تسمو نفسه ويشرق بالأنوار قلبه ، وينشرح بالإيمان صدره ، فيحس في هذه الليلة بإشراقات ، وتجليات ، ويشعر المؤمن بانشراح في صدره ، وارتقاء وسمو في روحه
روى الامام أحمد والترمذي بسند صحيح (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ :
« قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى ».
الدعاء

توجد مجموعة خطب عن رمضان وليلة القدر وصدقة الفطر على هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
المشاهدات 1309 | التعليقات 0