إماطة الأذى عن الطريق سبب لدخول الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم إخوة الإيمان والعقيدة ... اعلموا أن طرقَ الخير كثيرة، والله المثيب على فِعْلها، فما أوسع فضلَ الله على خَلْقه! ]وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ[ وقال تعالى ]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[. واعلموا أن أعمال الخير تكون بالقلب واللسان والجوارح، فتوجد في القلب اعتقادًا، وفي اللسان نُطقًا، وفي الجوارح فِعلاً، والكف عن الشر يكون كذلك، فتعتقد تحريمه، وتُمسِك عن مقالك له، وتَكُف عنه جوارحك، بهذا يتكامل إسلامك؛ قال ﷺ (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) فلا يَغِب عن ذهْنك هذا الوصف العظيم، تَحْظ بالخير الكثير. وتأملوا قول الله U ]وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا[ وإن من أذيتهم ما يُوضَع في طرقاتهم وأسواقهم مما يؤذيهم ويُدنِّس ثيابَهم وأقدامهم ونِعالهم، أو بما يجرح أبدانهم ويُعرِّضهم لما يؤلمهم كالأحجار والأخشاب والزجاج والمسامير، أو بما يُضيِّق طرقاتهم كالتراب وحَفْر الحفر بلا ضرورة، أو لضرورة ويتساهل أصحابها في إزالتها أو بوضع حواجز للحماية منها. فكما أن هذا يؤذي المؤمنين، فإن إزالته من بِرِّهم والإحسان إليهم، وهو من الإيمان العملي؛ قال ﷺ (الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) وقال ﷺ (عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، ووَجَدْتُ في مَساوِي أعْمالِها النُّخاعَةَ تَكُونُ في المَسْجِدِ، لا تُدْفَنُ) وبهذا نعرف أن الإسلام دين عبادة وعمل ونظافة واجتماع وتعاون. وقال ﷺ في فضل مزيل الأذى عن الطريق، وأنه مُستحِق لشكر الله تعالى ومغفرته لذنوبه (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له) وفي رواية أخرى (مَرَّ رجلٌ بغُصْنِ شجرةٍ على ظَهْرِ طريقٍ، فقال: والله لَأُنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمينَ، لا يُؤْذِيهِم، فأُدْخِلَ الجنةَ). وعن أبي برزة t قال: قلت: يا رسول الله، عِلِّمني شيئًا ينفعني، قال (اعْزِلِ الأذَى عن طَرِيقِ المُسْلِمِينَ). ولذلك حذر النبي ﷺ وأخبر بأن كل من يؤذي المسلمين في طُرقِهم بأي نوع من أنواع الإيذاء الحسي أو المعنوي فهو مستحق للعنتهم، قال ﷺ (مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ) وقال (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ) قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ (الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ) أي: احذروا الأمرين الجالبين للعن الناس، أي أن الانسان الذي يَتَغَوّط في طريق الناس أو في ظل شجرة يستظل بها الناس، فإن الناس إذا مرّوا بها لَعَنُوا فاعِلَها؛ لأن هذا الفعل يدفع الناس إلى اللعن، فمن آذى المسلمين فأصابته لعنتهم فلا يلومن إلا نفسه. فيشمل هذا كل من وضع حجرًا أو شوكًا في طريق الناس، أو تغوط أو تبوّل في طريقهم أو ظلهم فقد آذاهم، أو برمي بقايا الطعام والشراب والأكياس في الحدائق والمنتزهات والأماكن العامة. فاتقوا الله تعالى أيها المسلمون، واحذروا أذى إخوانكم المسلمين، وتعاونوا فيما بينكم على إماطة الأذى عن الطريق، تفوزوا بجنات النعيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.   الحمد لله رب العالمين ... معاشر المؤمنين ... قال رسول الله ﷺ (كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تَطلُع فيه الشمس: تَعدِل بين اثنين صدقة، وتُعين الرجل في دابته، فتحمله أو ترفع له عليها متاعه، صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة) وفي حديث آخر قال رسول الله ﷺ (خلق الله ابن آدم على ستين وثلاثمائة مَفصِل، فمن ذكر الله، وحمِد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، وعزل حجرًا عن طريق المسلمين، أو عزل شوكة، أو عزل عظمًا، أو أمَر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد الستين والثلاثمائة السلامى، أمسى من يومه وقد زحزح نفسه عن النار) فأي فضلٍ بعد هذا. أسأل الله أن يهدينا إلى خير الأفعال والأقوال وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المرفقات

1662090436_إماطة الأذى عن الطريق.docx

1662090447_إماطة الأذى عن الطريق.pdf

المشاهدات 921 | التعليقات 0