إلى محور التربية

1437/05/17 - 2016/02/26 12:21PM
[font="]عنوان الخطبة: إلى محور التربية[/font]
[font="]للشيخ / عبدالله علي باحميد[/font]
[font="]ملخص الخطبة : [/font]
[font="]1- الرسالة الرابعة: إلى الطالب محور أعمدة التربية الثلاثة السابقة. 2- تستنفر جهود المجتمع لأجل الطالب وتعقد عليه الآمال . 3- ماذا يستفيد الطالب وأهله من تعطيل الدراسة ؟! 4- حث الطلاب على العلم والمحافظة على الأوقات . 5- حثهم على الصبر على الدراسة وكلفها . 6- حثهم على معرفة قدر المعلم واحترامه والتأدب معه . 7- تأثير الطلاب على المعلم سلباً وإيجاباً . 8- حث الطلاب على تحسين علاقتهم بزملائهم وتعاونهم والابتعاد عن الحسد . 9- توجيه الطلاب المتضايقين من ملل المذاكرة . 10- توجيه الطلاب المحبطين بسبب الأوضاع والفساد العام .[/font]
[font="]الخطبة الأولى :[/font]
[font="]الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره .. [/font]
[font="]في الخطبة السابقة وجهت ثلاث رسائل إلى أعمدة التربية الثلاثة ، إلى مدير المدرسة ، وإلى المعلم ، وإلى ولي أمر الطالب ، وهذه الرسالة الرابعة توجه اليوم إلى المحور الذي تدور حوله هذه الأعمدة الثلاثة ، وتعمل لأجله ومن أجل مصلحته ، إلى الذي تستنفر من أجله الجهود الكبيرة ، الجهود المالية والذهنية والوقتية ، إلى الذي يتعاهد المربون سقاية نبتته ورعايتها ، حتى تؤتي أكلها بعد حين ، إلى الطالب.. إلى أمل المستقبل .. إلى المنتظر خيره وبره ونفعه .[/font]
[font="]أيها الطالب ! لتكن ثمارك يانعة .. فالبيت يرجو منك ويؤمل ، والمدرسة تبذل لك وتعلم ، والمجتمع ينتظرك . [/font]
[font="]أيها الطالب ! العلم أشرف مطلوب، وأجلُّ موهوب ، العلم شرف الدهر ومجد العصر، العلم شرف الزمان وختم الأمان ، وهو حارس على الجوارح ، وبوابة المصالح .[/font]
[font="]العلم زين وتشريف لصاحبه *** فاطـــلب فنون العــــــلم والأدبـــــــــا[/font]
[font="]العلم كنز وذخر لا نفاد لــــه *** نعم القرين إذا ما صاحبٌ صَحِبا[/font]
[font="]قد يجمع المرء مالاً ثم يسلبه *** عـــما قليل فيلقى الذل والحربا[/font]
[font="]وجـــــامع الــــــعلم مغــــبوط به أبدا *** ولا يحاذر منه الفوت والسلبا[/font]
[font="]يـا جـامع العلم نعم الذُخر تجمعه *** لا تعــــــــدلن به داراً ولا ذهباً[/font]
[font="]أيها الطلاب ! حافظوا على دراستكم واجتهدوا في دروسكم ، بكم تستقر الدراسة وتستمر ، وبكم تضطرب الدراسة وتتعثر، فأنتم المحور والعمود الأساسي في العملية التعليمية ، والكل ينظر إليكم فلا تخيبوا الآمال ولا تضيعوا أوقاتكم في القيل والقال، افتحوا صفحة جديدة مشرقة .[/font]
[font="] لقد تعثرت الدراسة كثيراً وتعطلت ، فماذا جنيتم من وراء ذلك ؟! وماذا استفدتم؟ وماذا استفاد أهلوكم ؟ بل ازداد الأمر سوءاً فلم تنفرج الأزمة بتعطيل الدراسة ، ولم تُحل المشكلة بل تفاقمت ، فما المصلحة إذن من تعطيل الدراسة ؟! [/font]
[font="]قيِّموا عملكم وانظروا في مساركم وأعمِلوا عقولكم، ماذا تريدون ؟ تريدون الصلاح والإصلاح في البلاد ؛ فإن صلاح البلاد بصلاحكم ، وفسادها بفسادكم ، أنتم عنوان المجتمع ، أنتم عنوان الأمة . [/font]
[font="]أيها الطلاب ! حافظوا على أوقاتكم واستغلوها ولا تضيعوها في الشوارع واللعب والمتاهات .[/font]
[font="]والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع[/font]
[font="]الوقت له قيمة عظيمة عند المسلمين، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) [/font][font="][ رواه البخاري ][/font]
[font="]والوقت منقضٍ بذاته ، منصرم بنفسه ؛ فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ، وعظم فواته ، واشتدت حسراته ، وجميع المصالح تنشأ من الوقت ، فمن أضاعه لم يستدركه أبداً .[/font]
[font="]لذا اشتهر عن السلف قولهم :" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ونفسك إن شغلتها بالحق وإلا شغلتك بالباطل " ، وكان عمر بن عبدالعزيز يقول :" إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما " ؛ فحافظوا على أوقاتكم ولا يستهوينكم الشيطان .[/font]
[font="]أيها الطلاب ! اصبروا فإن طلب العلم ثقيل على النفس ، إن المدرسة ثقيلة عليكم وأنتم تشعرون بهذا، لذا فإنكم تفرحون بالإجازة وتعطيل الدراسة ، هذه طبيعة النفس فإنها أمارة بالسوء ، داعية إلى الراحة والبطالة ، لتقع فيما بعد الحسرة والندامة ، فاصبروا واجتهدوا وستجدون ثمرة هذا الصبر والاجتهاد؛ فإنه لا يتعلم من لا يصبر ، وتفكروا في مستقبلكم وآمال آباءكم وأمهاتكم .[/font]
[font="]أيها الطالب ! اعرف قدر معلمك إنه رجل جليل ، عظيم القدر رفيع المنزلة ، كبير الشأن ، يكفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال فيه : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ ) [/font][font="][ رواه الترمذي وصححه الألباني ][/font][font="] .[/font]
[font="]تفكر في هذا الحديث ، وتذكر وأنت في الصف أمامك هذا المعلم إنك أمام رجل اللهُ يصلي عليه ، أي : يرحمه ويغفر له . وأمر الملائكة أن تصلي عليه ، أي تدعو وتستغفر له ، وكذلك أذن لأهل السموات والأرض بالدعاء له والاستغفار، حتى النملة والحيتان ألهمها الله الاستغفار للمعلم ، ألا يستحق هذا المعلم الاحترام والتقدير والأدب ؟[/font]
[font="]فإن رأيت تقصير عند المعلم ، فلك أن ترفع هذا إلى مدير المدرسة بأدب وصدق وإخلاص ، تأدبوا وتخلقوا بالأخلاق الكريمة ، ينصت لكم ويلتفت إليكم وينتبه لطلباتكم . [/font]
[font="]وأخبركم أيها الطلاب أنكم تؤثرون على المعلم سلباً وإيجاباً ، باجتهادكم ومتابعتكم وأدبكم يجتهد المعلم في تحضير الدرس والاهتمام به ، وبكسلكم وفوضويتكم تُحطم نفسية المعلم ، فلا يجتهد لكم ولا يهتم بكم . [/font]
[font="]فاحترموا معلميكم ، وتأدبوا معهم في الألفاظ والحركات , وتواضعوا لهم ، وهذا من الإيمان وأنتم أهل له ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ) [/font][font="][ رواه أحمد وهو في صحيح الجامع ] ، [/font][font="]ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ، وَالْوَقَارَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعْلَمُونَ مِنْهُ) [/font][font="][ رواه الطبراني في الأوسط وقال الألباني في الترغيب والترهيب : ضعيف جداً ][/font][font="] .[/font]
[font="]والاستخفاف بالمعلم جريمة كبرى تؤدي إلى النفاق كما ورد في الأثر: " ثلاثة لا يستخف بهم إلا منافق : ذو الشيبة في الإسلام ، وذو العلم ، وإمام عادل " ..[/font]
[font="] أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .[/font]
[font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين ، فبلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى ..[/font]
[font="] أيها الطلاب إن الناس مع بدء العام الدراسي يضعون أيديهم على قلوبهم ، لا يدرون ماذا سيحصل فيه ؟ وكيف ستكون الدراسة ؟ ويخافون من اضطرابها وتعطيلها كما حدث في العام الماضي ، فبيضوا وجوهكم ووجوه آبائكم ومعلميكم .[/font]
[font="]أيها الطلاب ! أحسنوا علاقاتكم ببعضكم البعض ، تعاونوا وتحابوا إياكم والحسد ، والسب واللعن والبغض ، وإياكم والتنابز بالألقاب ، تذكروا أنكم إخوة زملاء تسيرون في طريق واحد وإلى هدف واحد هو النجاح والتفوق في المستقبل .[/font]
[font="]تنتاب كثير من الطلاب أمور منها :[/font]
[font="]- الضيق والملل عند المذاكرة ، وهذا يتعرض له اليوم أكثر الطلاب ، والنفس تمل وتسأم ، والدراسة فيها التزام وكلف، ولكن لا تستسلم لهذه الحالة ؛ فتستولي عليك الأفكار السيئة ، فتقطع الدراسة بل اصبر واعمل بالوسائل التي تذهب هذا الضيق والملل . [/font]
[font="]غير وضعك ، غير مكانك ، غير أسلوب المذاكرة ، تذكر زملائك وتنافسهم ، حافظ على صلاة الجماعة والورد القرآني والأذكار ، فإن هذا يعينك على تنظيم وقتك، وتحسن نفسيتك .[/font]
[font="]- ومن هذه الأمور: الإحباط بسبب الأوضاع والفساد العام ، فأقول لكم إن الشدائد لا تدوم ، والظلم لن يبقى ، بل سوف يرفع بإذن الله ، وكونوا متفائلين بتحسن الأوضاع ، وتحقق الرخاء بعد الشدة ، وإقامة العدل بـعد الظــلم ، وبالإصلاح بعد الفساد ، فاجتهدوا و أصلحوا أنفسكم لعل الله يجعلكم أنتم سبب في الإصلاح ، وكما قلت لكم إن صلاح البلاد بصلاحكم وفسادها بفسادكم ، فانتم عنوانها وسبب عزها أو سبب ذلها .[/font]
[font="]أسأل الله أن يوفقكم ويصلحكم ويأخذ بأيديكم إلى الهدى والإصلاح .. يا أمل آبائكم وأمهاتكم وأمتكم .[/font]
المشاهدات 935 | التعليقات 0