إلى أعمدة التربية
1437/05/17 - 2016/02/26 12:15PM
[font="]عنوان الخطبة: إلى أعمدة التربية[/font]
[font="]للشيخ / عبدالله علي باحميد[/font]
[font="]ملخص الخطبة : [/font][font="]1- بداية العام الدراسي الجديد واستنفار الجهود . 2- المدارس وإدارة التربية والتعليم عنوان صلاح البلاد . 3- التربية و التعليم من صميم الدين . 4- رسائل موجهة إلى العاملين في الحقل التعليمي المدرسي . 5- الرسالة الأولى : إلى مدير المدرسة . 6- مسؤوليته عمن تحت يديه. 7- إخلاصه واجتهاده يؤثر على الإداريين والمعلمين والطلاب . 8- تحذيره من المحاباة لأسبابٍ طبقية أو مذهبية أو سياسية . 9- رجوعه عن الأخطاء مكرمة . 10- الرسالة الثانية : إلى المعلم .11- المعلم قدوة في قوله وفعله ومظهره . 10- التعليم أشرف مهمة على وجه الأرض . 13- هدف التعليم بناء إنسان مسلم صالح . 14– التعليم عبادة قبل أن يكون وسيلة للكسب . 15- الرسالة الثالثة : إلى ولي أمر الطالب . 16- توفير لوازم المدرسة لا يعني انتهاء دور ولي الأمر. 17- متابعة الأولاد في دراستهم ومدرستهم . 18- الجلوس معهم جلسات تربوية وتوجهيه .[/font]
[font="]الخطبة الأولى :[/font]
[font="]الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره .. [/font]
[font="]هذه الأيام يبدأ العام الدراسي الجديد واستنفرت الجهود كل بحسبه ، يعود الطلاب والطالبات إلى مدارسهم ، يعودون إلى صفوف الدراسة ، إلى كتبهم وكراساتهم ، إلى مربيهم ومعلميهم ، واستنفار في البيوت والأسواق بحاجات المدارس ولوازمها ، والجميع مسؤول كل بحسب موقعه ، ومع ابتداء كل عام دراسي تتلافى أخطاء وتبقى أخطاء ، وهنا رسائل أوجهها إلى العاملين في الحقل التعليمي المدرسي، إلى أطراف العملية التعليمية تذكيراً وتنبيهاً :[/font]
[font="]عملكم هذا ليس بمنأى عن دينكم ، وليس خارجاً عن مراقبة ربكم ، بل هو من صميم دينكم، إنه تربية وتعليم ، وما ديننا إلا تربية وتعليم؛ فانتم في أداء عملكم هذا تمارسون دينكم ، والله مطلع عليكم ينظر ماذا تعملون .[/font]
[font="]وعنوان صلاح البلاد وإصلاحها يبرز من أحوال المدارس وإداراتها وإدارة التربية والتعليم عموماً .[/font]
[font="]* الرسالة الأولى : إلى مدير المدرسة :[/font][font="] يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَّا أَتَى اللهَ مَغْلُولًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ فَكَّهُ بِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ، وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [/font][font="][ رواه أحمد ، وهو في صحيح الجامع ][/font]
[font="]وهذا ليس تنفيراً من المسؤولية ، بل إنها قد تكون واجبة عليك ، إذا كنت أهلاً لها ، فاستعن بالله سبحانه وتعالى؛ فإنه من عَمِل لله أعانه الله ووفقه ، فأنت مسؤول عن نفسك ومسؤول عمن تحت يديك ، وأنت رأس الهرم في ذلك الصرح التعليمي المدرسي ، ومسؤوليتك مضاعفه بقدر موقعك ، فكن مخلصاً لله تعالى في أداء مهمتك وأمانتك التي تحملتها وضع نصب عينيك قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،) [/font][font="][ متفق عليه ][/font][font="] ..[/font]
[font="]ومعلوم أن اجتهادك في تأدية عملك ينعكس أثره على العاملين معك من إداريين ومعلمين وطلاب فأنت أساس البناء وعليك وبك تكون قوة البناء أو ضعفه .[/font]
[font="]والبيت لا يبتنى إلا بأعمدة *** ولا عماد إذا لم تبن أركان .[/font]
[font="]مع إخلاصك لله عزّ وجل في عملك تحبب إلى العاملين معك من معلمين وإداريين وطلاب بالحلم والأناة والرحمة ولين الجانب والرفق والمروءة والتواضع والصدق والصبر والوفاء بالوعد والعفة والعدل وسلامة الصدر .[/font]
[font="]احذر أن تمنعك قرابة قريب أو محاباة حبيب أو علاقة طبقية أو مذهبية أو سياسية عن أداء رسالتك وعملك على الوجه الذي تبرأ به ذمتك أمام ربك .[/font]
[font="]الخطأ وارد من الجميع وأنت من الجميع فلا تتردد في رجوعك عن خطئك متى علمت ذلك ، فاعترافك بخطئك ورجوعك عنه مكرمة تحسب لك وهي أوقع في النفس وأشد تأثيراً على من حولك .[/font]
[font="]أعانك الله ووفقك ونفع بك .[/font]
[font="]الرسالة الثانية : إلى المعلم :[/font][font="] أنت بيت القصيد ومحط الركب، وأنت أكثر الناس اتصالاَ بالطلاب من غيرك تتردد عليهم في اليوم مرة أو مرتين أو أكثر ، ينظرون إلى شخصك ويصغون إلى قولك ، عملك رسالة وقدوة ، فأنت قدوة في قولك وفعلك ومظهرك ؛ فكن قدوة حسنة وكن عند حسن الظن بك ، واعلم أنك تستطيع بعد فضل الله عليك أن تجعل لنفسك شخصية محترمة محببة لدى طلابك .[/font]
[font="]اعرف مهمتك ، إنك تحمل أعظم وأشرف مهمة حملها إنسان على وجه الأرض ؛ فلقد كانت مهمة سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أنت وريث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألم تسمع حديثه : ( إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) [/font][font="][ رواه الترمذي وصححه الألباني ] [/font][font="].[/font]
[font="] اعرف هدفك كي تسير في الطريق الصحيح ، إنك مكلف ببناء الإنسان وصياغته على الإسلام : إنساناً مسلماً صالحاً عابداً لربه ناجحاً في حياته ، حسن الخلق مثقفاً سليم التفكير ، حريصاً على وقته نافعاً لغيره .[/font]
[font="]فأنت إذاً تبني الأمة المسلمة ؛ فلا يكن التدريس بالنسبة لك هو الخيار الاضطراري الذي ما وجدت غيره وأنه مجرد وسيلة للكسب المادي فحسب ، فهل تنتظر لعملك ثمرة إذا كنت هكذا ؟ ثم كيف ستخرج منك الكلمات المخلصة لتصل إلى قلوب تلاميذك وأبنائك فينتفعوا بها . [/font]
[font="]إن التعليم عبادة لله سبحانه قبل أن يكون وسيلة للكسب :( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ ) [/font][font="][ رواه الترمذي وصححه الألباني ][/font][font="] .[/font]
[font="]إن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه ، مهما دارت عجلة الزمان ، ومن المعلمين من ينسى اسمه ورسمه ويكون لسان حال طلابه ومقالهم : مستريح ومستراح منه ، الطالب مستريح والمعلم مستراح منه ؛ فكن من أولئك الذين إذا حضروا ذكروا بخير وإذا غابوا ذكروا بخير وإذا ماتوا ذكروا بخير .[/font]
[font="]أعانك الله أخي المعلم ووفقك ونفع بك .[/font]
[font="] أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .[/font]
[font="]
[/font] [font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين ، فبلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى ..[/font]
[font="] الرسالة الثالثة : إلى رجل خارج المدرسة :[/font]
[font="]ببدنه لكنه فيها بداخلها بقلبه وحرصه ومتابعته ، هكذا ينبغي أن يكون هذا الرجل ، إنه ولي أمر الطالب ، أنت أكثر الناس حصراً على أولادك ، ولن يكون المعلم أكثر حرصاً منك على أولادك ، ولا أكثر حباً منك لأولادك ، ولا أشد اهتماماً منك بأولادك ، ولا أحسن متابعةً منك لأولادك ، فأنت الأب ! [/font]
[font="]وعاطفة الأبوة من أعظم العواطف رقة وتأثراً ، تحب أولادك حباً عظيماً وهم مصدر حزنك وفرحك ، إن أصابهم خير فرحت وسعدت وانشرح صدرك ، وإن أصابهم شرٌ حزنت وتألمت وضاقت نفسك ، تشعر وكأنك تعيش لأجلهم ، ولا معنى لحياتك بدونهم ، تنتظر نجاحهم ورجولتهم وبرهم ونفعهم .[/font]
[font="]تبذل جهدك وتذل نفسك وتبيع ماء وجهك وتتعرض للأخطار لأجلهم ، إنها الأبوة ، فهلا أخرجت هذا كله إخراجاً صحيحاً، وترجته إلى برنامج عملي، ومنهج سلوكي، ونظام تربوي تعليمي ، وتكون صادقاً في حبك لهم ، وحرصك عليهم .[/font]
[font="]إن بعض الآباء يظن أنه بتوفير لوازم المدرسة ، قد أدى ما عليه وانتهى دوره وهذا من أخطاء التصور وخلل التفكير، إن مسؤولية الأب لا تنتهي عند هذا، بل عليك متابعة أولادك في دراستهم ومدرستهم ، في ذهابهم وإيابهم ، في علاقاتهم مع معليهم ، وإدارات مدارسهم ، في اهتمامهم بدروسهم ، وحل واجباتهم .[/font]
[font="] عليك أن تجلس مع أولادك جلسات تربوية تنصحهم ، وتوجههم ، وتصحح أفكارهن ، وتعلمهم كيف يحترموا معليهم ومدارسهم ، ومن هو أكبر منهم ، فبعض الطلاب يتظاهر بالتعقل والهدوء أمام والده هيبة من والده وخوفا ً، بينما يتلاشى ذلك العقل والهدوء إلى ضده في المدرسة بين زملائه ومع معلميه ؛ ولو كان الأب يزور المدرسة ، ويسأل عن ولده ، لعرف شخص ولده في حضوره عنده وغيابه عنه ؛ (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ) .[/font]
[font="] هذا واجبك وأنت مسؤول عنه بين يدي ربك : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) ، ( مَا مِنْ رَاعٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) ، ( إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَهُ ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ) ..[/font]
[font="]أما الرسالة الرابعة التي توجه إلى الطلاب فستكون لها خطبة مستقلة إن شاء الله تعالى .[/font]
[font="]اللهم إنا نسألك علماً نافعاً ... [/font]
[font="]اللهم أرنا الحق حقاً ...[/font]