إكراما لعمر...أوقفوا مسلسل عمر - أبو بكر بن محمد
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
1433/08/14 - 2012/07/04 11:22AM
إكراما لعمر...أوقفوا مسلسل عمر - أبو بكر بن محمد
كأنه أصبح من يومياتنا التي اعتدنا عليها أن من واجبنا أن نرضخ للحضارة المادية المعاصرة فكلما ارتفع فيها علم هرولنا تجاهه.
حتى إذا كانت الدراما ذات شأن ومردود مادي ضخم ويستخدمه القوم لبث قيمهم بكل طريقة ولون وبدون حدّ ؛ فإن علينا حضاريا من وجهة البعض ألا نتركها مهما كان الثمن الذي ندفعه حتى ولو كان الامتهان لديننا ورجالاتنا العظام بتنزيلهم في صورة أقل شأنا من شأنهم وأهون مقدارا من قدرهم.
ومادام أن أساتذتنا الغربيين قاموا بتمثيل المسيح عليه السلام أعظم شخصية مقدسة لديهم وجسدوها في الدراما فما الذي يمنعنا من تمثيل عظمائنا ؟
قد تقول إن الذي يمنعنا من ذلك هو فتاوى العلماء التي تحرم تمثيل الصحابة . حسنا نحن مستعدون لجلب علماء يجيزون ذلك وإن كانوا قلة إلا أن الماكينة الإعلامية ستتكفل بإضفاء الهالة اللازمة لتكثير سوادهم وحشد الرأي العام للاقتناع بما يقولونه ولو كان مخالفا للصواب.
وستجد من يقول إن تمثيل الصحابة مسألة خلافية . ونقول نعم فيها خلاف لكنه خلاف لا يعتد به إذ المانعون مجامع وهيئات فقهية كبرى والمجيزون أفراد .
ومن هنا فإننا نطالب بإيقاف هذا المسلسل وإغلاق الباب الذي سيكسر لتنفتح بعده أبواب فتن الدراما التي لن تكتفي به بل ستتعداه لتمثل شخص النبي عليه الصلاة والسلام... وكما كان عمر رضي الله عنه الباب الحائل دون الفتن والذي كسر فانفجرت الفتن بعد قتله ؛ فلا تجعلوا سيرته الباب الذي يكسر هيبة التلاعب بأشخاص الصحابة والنبيين بدعوى الدراما وتقريب التاريخ للأجيال.
من فضلكم أوقفوا مسلسل عمر بن الخطاب إكراما لعمر ولسيرته التي لن تتقنوا التشبه بها ولو من باب التمثيل .
وحينما نطالب بإيقاف المسلسل فإن ذلك قائم على أسباب نراها أكبر وأهم من أسباب المجيزين للعمل ومنها ما يلي:
1-الخلاف الفقهي الذي يحتج به المجيزون لا يعتد به:
الخلاف الفقهي الذي يحتج به المجيزون والداعمون لمسلسل عمر بن الخطاب لا يقوم في وجه المنع الأقوى منه بكل الصور، فالمانعون هم عامة المجامع الفقهية في الرابطة ومجمع الفقه العالمي واللجنة الدائمة في السعودية فهم أكثر عددا وأفضل حالا من المجيزين الذين هم قلة وإذا وازنا بين أسماء المانعين والمجيزين كانت الكفة راجحة للمانعين من حيث عددهم ومن جهة فقههم وسعة علمهم ومن جهة فضلهم وتقواهم ومن حيث عدم تكسبهم من فتواهم تلك على عكس المجيزين الذين -وإن كنا نظن بهم خيرا-إلا أنهم تلحقهم تهمة التكسب من حضورهم لجان التحضير للعمل كما شاع ذلك في الآونة الأخيرة مع طرق الإدارة الحديثة التي طالت اللجان الشرعية في جميع المجالات ...ثم إن هؤلاء المجيزون ممن يدعو بضرورة عدم التصدي للنوازل بشكل فردي وينادون بضرورة العناية بالفتوى الجماعية في النوازل وإذا بهم هنا في هذه النازلة أبعد الناس عن دعواهم لعلمهم أنه لو طرحت هذه النازلة في مجمع فقهي فلن يجيزها!.
2-الأثر النفسي على المشاهدين أو الصورة الذهنية التي ستعلق بأذهان المشاهدين عن شخصية صحابي سترتبط بصورة الممثل وسيصبح المشاهد كلما سمع بالصحابي أو قرأ عنه قفز إلى ذهنه ذلك الممثل وطريقته وكأنه هو الصحابي وذلك لأنها مثلت الصورة المصاحبة لشخصية الصحابي وسيرته وحياته. ومن تجربتي الذاتية أني لازلت كلما قرأت شيئا عن خالد بن الوليد كأني أنظر إلى الممثل المصري عزت العلايلي الذي رأيته يمثل دور خالد بن الوليد منذ أكثر من ربع قرن .كما أني إذا سمعت بعمر بن عبدالعزيز قفزت إلى ذهني مباشرة صورة الممثل رشيد علامة في مسلسل قديم عرض ونحن أطفال أيام التلفاز الأبيض والأسود وكانت أول مرة اسمع فيها باسم عمر بن عبدالعزيز.
ولبعض المفكرين المعاصرين كلام مهم في ثقافة الصورة ملخصه: أن الناس في الأزمان السابقة كانوا يعتمدون على الكلمة وهم اليوم بفعل التقدم يعتمدون على الصورة وإذا تشرب الإنسان صورة لم يستطع أن يمحوها إلا صورة أشد منها. وحسب تعبيره فإن (النظرية تقوم على ثقافة الصورة وليس الصورة المجردة وثقافة الصورة هي في تحول الاتصال ليكون بصريا). ومن هنا فإن أي خطأ في تمثيل حياة عمر بن الخطاب أو غيره خلال هذا العمل أو غيره سيرسخ في أذهان المشاهدين وهذا السبب وحده كاف لمنع عرض المسلسل.
3-التقليل من مكانة الصحابة: لا شك أن تصوير الصحابة وتمثيل شخصياتهم سيقلل من مكانتهم وذلك أنه سيخرجهم من الفكر المجرد المرتبط بالقيم إلى أن يصبحوا شيئا محسوسا لا يختلف كثيرا عما نراه في أي مكان آخر ، نعم سيبقون ذوي فضل ومكانة لكنهم لن يكونوا أولئك الذين تعرفنا عليهم في بطون الكتب بل سيكونون مجرد أشخاص كغيرهم وربما أخطأ الممثل التشبه بهم فلحق بالصحابي ذلك النقص الذي ليس فيه. ثم أليس من امتهان الصحابة رضي الله عنهم تمثيل حياتهم داخل بيوتهم واختلاق تصورات عن معيشتهم لإتمام الحبكة الدرامية.
وهل يرضى الصحابة بكل ذلك؟ وكيف بتمثيل زوجاتهم وكيف بالموسيقى المصاحبة للمشاهد وهل يرضون أن يكون من يقوم بتمثيل دور الصحابي رجل فاسق من أسوأ خلق الناس سيرة وسريرة؟
4-الأخطاء في حكاية أحوال الصحابة واردة بكثرة: وقد ذكر كثير ممن انتقد المسلسلات والأفلام السابقة لهذا العمل أن بعض من يمثل الصحابة كان يأكل في المشهد بشماله ولا يحسن أحدهم تلاوة الآية من القرآن الكريم ومثل هذه الأخطاء وحدها قد تنسف الفوائد المزعومة للعمل برمته.
5-المسلسل قائم على أحداث والروابط بين الأحداث تكون غالبا مختلقة من أجل الحبكة الدرامية وفي هذا تشويه للتاريخ وكذب متعمد.
6-كما أن تمثيل أدوار الكفار سيضطر المخرج بدعوى الحبكة الدرامية وتسلسل الأحداث لعرض كفرياتهم وسجودهم للأصنام على الناس ومعلوم أن الأطفال سيقومون بتقليدها وربما أصبحت بعض تلك الكفريات موضة بين سفهاء المشاهدين يقلدونها أو يتقمصون أدوار من قام بها فينطق أحدهم بالكفر أو ما قاربه وهذا خطير جدا.
7-القائم على هذا المسلسل هي قنوات mbc متعهدة التهتك الفضائي في بلاد المسلمين فمتى كانت حريصة على القيم الإسلامية والعناية بالاقتداء بالصحابة. أتجمع الأموال من دعوات الفسق والفجور لتنفقها على مسلسل عمر بن الخطاب ظناً منها بأنها تفعل خيرا فليتها كـما قيـل:"لم تزن ولم تتصدق".
بنى مسجدا للّه من غيرِ حلِهِ ... وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَ موفقِ
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها..لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
8-انهزامية مقيتة: الانكباب على الأعمال الدرامية لا شك أنه مجد من الناحية الاقتصادية للمؤسسات التجارية ، ولكن ليبق الأمر في مكانه من جوانب الدنيا ولا يتعرض لما يتهدد الدين ، ونحن نربأ بدعاتنا أن يكونوا ممن يرضخون للمؤسسات الاقتصادية الكبرى وأن لا يشاركوهم في تسهيل تكسبهم المادي ولو على حساب الدين .
ونحن نلاحظ أن هنالك انهزامية أمام الدراما العالمية من قبل بعض الدعاة وهو مما يحزننا بدعوى خدمة الدين ، ونسأل مع كل هذه الأشكال المتتابعة من الانهزامية ماذا سيفعل هؤلاء الدعاة لنصرة الإسلام سوى مواكبة الحضارة المادية التي قضوا ردحا من أعمارهم يحاربونها ؟
ثم ماذا ؟ وأين دعواتهم السابقة لنصرة الإسلام ومجابهة المستبدين أم أنها كانت مجرد رد فعل على التضييق فلما اتسعت عليهم الدنيا ضاقت دعواتهم السابقة إلى مدافعة الباطل إلى أن اختفت أو كادت.
ولذلك كله فإننا نقول أوقفوا مسلسل عمر إكراما لعمر وللتاريخ وللإسلام وللأجيال القادمة ولا تكونوا سببا في ابتذال ذلك الجيل الفريد والعصر المتميز من تاريخنا وأكثر لمحاته إضاءة للعالم أجمع ، وهيئ لنا اللهم من أمرنا رشدا .
كتبه أبو بكر بن محمد
1433/8/14هـ
كأنه أصبح من يومياتنا التي اعتدنا عليها أن من واجبنا أن نرضخ للحضارة المادية المعاصرة فكلما ارتفع فيها علم هرولنا تجاهه.
حتى إذا كانت الدراما ذات شأن ومردود مادي ضخم ويستخدمه القوم لبث قيمهم بكل طريقة ولون وبدون حدّ ؛ فإن علينا حضاريا من وجهة البعض ألا نتركها مهما كان الثمن الذي ندفعه حتى ولو كان الامتهان لديننا ورجالاتنا العظام بتنزيلهم في صورة أقل شأنا من شأنهم وأهون مقدارا من قدرهم.
ومادام أن أساتذتنا الغربيين قاموا بتمثيل المسيح عليه السلام أعظم شخصية مقدسة لديهم وجسدوها في الدراما فما الذي يمنعنا من تمثيل عظمائنا ؟
قد تقول إن الذي يمنعنا من ذلك هو فتاوى العلماء التي تحرم تمثيل الصحابة . حسنا نحن مستعدون لجلب علماء يجيزون ذلك وإن كانوا قلة إلا أن الماكينة الإعلامية ستتكفل بإضفاء الهالة اللازمة لتكثير سوادهم وحشد الرأي العام للاقتناع بما يقولونه ولو كان مخالفا للصواب.
وستجد من يقول إن تمثيل الصحابة مسألة خلافية . ونقول نعم فيها خلاف لكنه خلاف لا يعتد به إذ المانعون مجامع وهيئات فقهية كبرى والمجيزون أفراد .
ومن هنا فإننا نطالب بإيقاف هذا المسلسل وإغلاق الباب الذي سيكسر لتنفتح بعده أبواب فتن الدراما التي لن تكتفي به بل ستتعداه لتمثل شخص النبي عليه الصلاة والسلام... وكما كان عمر رضي الله عنه الباب الحائل دون الفتن والذي كسر فانفجرت الفتن بعد قتله ؛ فلا تجعلوا سيرته الباب الذي يكسر هيبة التلاعب بأشخاص الصحابة والنبيين بدعوى الدراما وتقريب التاريخ للأجيال.
من فضلكم أوقفوا مسلسل عمر بن الخطاب إكراما لعمر ولسيرته التي لن تتقنوا التشبه بها ولو من باب التمثيل .
وحينما نطالب بإيقاف المسلسل فإن ذلك قائم على أسباب نراها أكبر وأهم من أسباب المجيزين للعمل ومنها ما يلي:
1-الخلاف الفقهي الذي يحتج به المجيزون لا يعتد به:
الخلاف الفقهي الذي يحتج به المجيزون والداعمون لمسلسل عمر بن الخطاب لا يقوم في وجه المنع الأقوى منه بكل الصور، فالمانعون هم عامة المجامع الفقهية في الرابطة ومجمع الفقه العالمي واللجنة الدائمة في السعودية فهم أكثر عددا وأفضل حالا من المجيزين الذين هم قلة وإذا وازنا بين أسماء المانعين والمجيزين كانت الكفة راجحة للمانعين من حيث عددهم ومن جهة فقههم وسعة علمهم ومن جهة فضلهم وتقواهم ومن حيث عدم تكسبهم من فتواهم تلك على عكس المجيزين الذين -وإن كنا نظن بهم خيرا-إلا أنهم تلحقهم تهمة التكسب من حضورهم لجان التحضير للعمل كما شاع ذلك في الآونة الأخيرة مع طرق الإدارة الحديثة التي طالت اللجان الشرعية في جميع المجالات ...ثم إن هؤلاء المجيزون ممن يدعو بضرورة عدم التصدي للنوازل بشكل فردي وينادون بضرورة العناية بالفتوى الجماعية في النوازل وإذا بهم هنا في هذه النازلة أبعد الناس عن دعواهم لعلمهم أنه لو طرحت هذه النازلة في مجمع فقهي فلن يجيزها!.
2-الأثر النفسي على المشاهدين أو الصورة الذهنية التي ستعلق بأذهان المشاهدين عن شخصية صحابي سترتبط بصورة الممثل وسيصبح المشاهد كلما سمع بالصحابي أو قرأ عنه قفز إلى ذهنه ذلك الممثل وطريقته وكأنه هو الصحابي وذلك لأنها مثلت الصورة المصاحبة لشخصية الصحابي وسيرته وحياته. ومن تجربتي الذاتية أني لازلت كلما قرأت شيئا عن خالد بن الوليد كأني أنظر إلى الممثل المصري عزت العلايلي الذي رأيته يمثل دور خالد بن الوليد منذ أكثر من ربع قرن .كما أني إذا سمعت بعمر بن عبدالعزيز قفزت إلى ذهني مباشرة صورة الممثل رشيد علامة في مسلسل قديم عرض ونحن أطفال أيام التلفاز الأبيض والأسود وكانت أول مرة اسمع فيها باسم عمر بن عبدالعزيز.
ولبعض المفكرين المعاصرين كلام مهم في ثقافة الصورة ملخصه: أن الناس في الأزمان السابقة كانوا يعتمدون على الكلمة وهم اليوم بفعل التقدم يعتمدون على الصورة وإذا تشرب الإنسان صورة لم يستطع أن يمحوها إلا صورة أشد منها. وحسب تعبيره فإن (النظرية تقوم على ثقافة الصورة وليس الصورة المجردة وثقافة الصورة هي في تحول الاتصال ليكون بصريا). ومن هنا فإن أي خطأ في تمثيل حياة عمر بن الخطاب أو غيره خلال هذا العمل أو غيره سيرسخ في أذهان المشاهدين وهذا السبب وحده كاف لمنع عرض المسلسل.
3-التقليل من مكانة الصحابة: لا شك أن تصوير الصحابة وتمثيل شخصياتهم سيقلل من مكانتهم وذلك أنه سيخرجهم من الفكر المجرد المرتبط بالقيم إلى أن يصبحوا شيئا محسوسا لا يختلف كثيرا عما نراه في أي مكان آخر ، نعم سيبقون ذوي فضل ومكانة لكنهم لن يكونوا أولئك الذين تعرفنا عليهم في بطون الكتب بل سيكونون مجرد أشخاص كغيرهم وربما أخطأ الممثل التشبه بهم فلحق بالصحابي ذلك النقص الذي ليس فيه. ثم أليس من امتهان الصحابة رضي الله عنهم تمثيل حياتهم داخل بيوتهم واختلاق تصورات عن معيشتهم لإتمام الحبكة الدرامية.
وهل يرضى الصحابة بكل ذلك؟ وكيف بتمثيل زوجاتهم وكيف بالموسيقى المصاحبة للمشاهد وهل يرضون أن يكون من يقوم بتمثيل دور الصحابي رجل فاسق من أسوأ خلق الناس سيرة وسريرة؟
4-الأخطاء في حكاية أحوال الصحابة واردة بكثرة: وقد ذكر كثير ممن انتقد المسلسلات والأفلام السابقة لهذا العمل أن بعض من يمثل الصحابة كان يأكل في المشهد بشماله ولا يحسن أحدهم تلاوة الآية من القرآن الكريم ومثل هذه الأخطاء وحدها قد تنسف الفوائد المزعومة للعمل برمته.
5-المسلسل قائم على أحداث والروابط بين الأحداث تكون غالبا مختلقة من أجل الحبكة الدرامية وفي هذا تشويه للتاريخ وكذب متعمد.
6-كما أن تمثيل أدوار الكفار سيضطر المخرج بدعوى الحبكة الدرامية وتسلسل الأحداث لعرض كفرياتهم وسجودهم للأصنام على الناس ومعلوم أن الأطفال سيقومون بتقليدها وربما أصبحت بعض تلك الكفريات موضة بين سفهاء المشاهدين يقلدونها أو يتقمصون أدوار من قام بها فينطق أحدهم بالكفر أو ما قاربه وهذا خطير جدا.
7-القائم على هذا المسلسل هي قنوات mbc متعهدة التهتك الفضائي في بلاد المسلمين فمتى كانت حريصة على القيم الإسلامية والعناية بالاقتداء بالصحابة. أتجمع الأموال من دعوات الفسق والفجور لتنفقها على مسلسل عمر بن الخطاب ظناً منها بأنها تفعل خيرا فليتها كـما قيـل:"لم تزن ولم تتصدق".
بنى مسجدا للّه من غيرِ حلِهِ ... وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَ موفقِ
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها..لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
8-انهزامية مقيتة: الانكباب على الأعمال الدرامية لا شك أنه مجد من الناحية الاقتصادية للمؤسسات التجارية ، ولكن ليبق الأمر في مكانه من جوانب الدنيا ولا يتعرض لما يتهدد الدين ، ونحن نربأ بدعاتنا أن يكونوا ممن يرضخون للمؤسسات الاقتصادية الكبرى وأن لا يشاركوهم في تسهيل تكسبهم المادي ولو على حساب الدين .
ونحن نلاحظ أن هنالك انهزامية أمام الدراما العالمية من قبل بعض الدعاة وهو مما يحزننا بدعوى خدمة الدين ، ونسأل مع كل هذه الأشكال المتتابعة من الانهزامية ماذا سيفعل هؤلاء الدعاة لنصرة الإسلام سوى مواكبة الحضارة المادية التي قضوا ردحا من أعمارهم يحاربونها ؟
ثم ماذا ؟ وأين دعواتهم السابقة لنصرة الإسلام ومجابهة المستبدين أم أنها كانت مجرد رد فعل على التضييق فلما اتسعت عليهم الدنيا ضاقت دعواتهم السابقة إلى مدافعة الباطل إلى أن اختفت أو كادت.
ولذلك كله فإننا نقول أوقفوا مسلسل عمر إكراما لعمر وللتاريخ وللإسلام وللأجيال القادمة ولا تكونوا سببا في ابتذال ذلك الجيل الفريد والعصر المتميز من تاريخنا وأكثر لمحاته إضاءة للعالم أجمع ، وهيئ لنا اللهم من أمرنا رشدا .
كتبه أبو بكر بن محمد
1433/8/14هـ