إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة

خُطْبَةِ عَنْ(إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة لمواجهة انتشار فيروس كورونا)

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.وَقَال تَعَالَى:﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ يَقُولُ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيِّ-رَحِمَهُ اللهُ:أي:أعلمهم به،وادعهم إليه،وبلغ دانيهم وقاصيهم، فرضه وفضيلته،فإنك إذا دعوتهم،أتوك حجاجا وعمارا،رجالا أي:مشاة على أرجلهم من الشوق﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾أي:ناقة ضامر،تقطع المهامه والمفاوز،وتواصل السير،حتى تأتي إلى أشرف الأماكن﴿مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾أي:من كل بلد بعيد ..إلخ

عِبَادَ اللَّهِ: كما تعلمون أن السعودية لديها الخبرات والقدرات والاستطاعة الكافية لتنظيم حشود الحج بكامل الأعداد،لولا أزمة انتشار فيروس كورونا،لذلك حرصاً من ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية على صحة كل من يعيش على أرضيها وحفظاً للنفس البشرية فقد قررت وزارة الحج والعمرة على قصر حج هذا العام للمواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط بإجمالي 60 ألف حاج،في ظل ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد وظهور تحورات جديدة له،ونظرًا لطبيعة الحشود في فريضة الحج التي تقتضي أوقاتًا ممتدة في بقاع متعددة ومحددة اتباعًا لترتيب أداء المناسك،ما يجعل تطبيق أعلى درجات الاحترازات الصحية أمراً حيويا في غاية الأهمية، لحماية صحة الحجاج وضمان سلامتهم،والمملكة تتصرف من واقع المسؤولية ووفق الضوابط والإجراءات التي يحددها العلماء ووزارة الصحة.

عِبَادَ اللَّهِ:قَال تَعَالَى:﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾وَهِيَ: شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَتِسْعٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ،أوَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ،فلا يَجُوزُ لأحدٍ أن يُحْرِمَ بالحجِّ في غيرِها،وقد فرض على عباده أن يحجوا بيته الحرام في العمر مَرَّةً وَاحِدَة فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيِّ ﷺفَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ:« بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فعلى من توفرت فيه شروط الوجوب وانتفت الموانع أن يتقي الله وليبادر إلي تقديم طلب الْحَجِّ،قَالَﷺ:«مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ » رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

لذا نؤكد على جميع من وفقه الله لحج هذا العام ونذكر الجميع في هذا المسجد وفي غيره بضرورة التعاوون في اتباع جميع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللهِ :الحج كله توحيد لله تعالى وفيه اتباع واقتداء بالنَّبِيَّﷺفي خطوات الحج ومنها المبيت بمنى والوقوف بعرفات والمزدلفة ورمي الجمرات بمنى وذبح الهدي وكل الأعمال المتعلقة بالحج قَالَﷺ:«لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وفي الحج تحقيقٌ لتوحيد الله تعالى ،والخضوع والتذلل له،فالحجاج يُهلون بالتوحيد اقتداء بالنَّبِيَّ ﷺقَالَ:«لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ومن مظاهر توحيد الله في الحج طواف الإفاضة والوداع واستلام الركن اليماني والحجر الأسود تقبيلاً ولمساً وإشارةً طاعة لله واقتداء برسولهﷺقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾.

وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾.

.الا وصلوا...