إغاثة إخواننا المنوكبين 19 ربيع الثاني 1445 ه
محمد بن مبارك الشرافي
إغاثة إخواننا المنوكبين 19 ربيع الثاني 1445 هـ
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ وأشهدُ أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعدُ فإن وصيةَ الله للأولين والآخرين هي بتقوى الله، قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَإِيّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾.
عبادَ الله، إنَّ نعمَ اللهِ على عباده كثيرةٌ ومنها نعمةُ المالِ التي تقومُ بها مصالحُ الإنسانِ وهذه النعمةُ تستحقُّ الشكرَ ومِن شُكرِها أداءُ الحقوقِ التي أمر اللهُ بها، فإن لله في أموالنا حقًا للفقراء والمحتاجين قال الله تعالى: ﴿وَالَّذينَ في أَموالِهِم حَقٌّ مَعلومٌ * لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾
وأمر اللهُ بالصدقة وحثَّ عليها قال اللهُ تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
فأَمرَ اللهُ تعالى بالإنفاق والمبادرةِ بذلك في الحياةِ الدنيا قبل أن يَحِلَّ أجلُ العبدِ فلا ينتفعَ بما خلَّفَ من المال بل يُحاسَبُ عليه ويقتسمُه ورثتُه من بعده بل ربما ماطل الورثةُ فلا يسددون دَينَه ولا ينفذون وصيتَه.
وقد جاء الحثُّ على الصدقةِ حتى ولو كانت يسيرةً جِدًا قال النبيُّ ﷺ: "ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلمُه اللهُ، ليس بينه وبينه تُرْجُمانٌ، فينظرُ أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قَدَّمَ، وينظرُ أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قَدَّمَ، وينظرُ بين يديه فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهِه، فاتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تمرةٍ". متفقٌ عليه.
فليتصدقِ المسلمُ ولو بريالٍ واحدٍ فإنه يَعظُمُ أجره عند اللهِ كثيرا لمن تَقبَّلَ اللهُ منه.
عبادَ الله، إن الإنفاقَ في سبيل الله يُضاعفُ إلى سبعمائةِ ضِعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ وهذه هي التجارةُ الرابحةُ مع أكرم الأكرمين عز وجل قال الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ ". متفق عليه.
فالآيةُ والحديثُ يدلان على أن أجرَ الصدقةِ يضاعفُه اللهُ أضعافاً كثيرةً ولو كانت الصدقةُ يسيرةً؛ فطوبى للمتصدقين.
ومن فوائد الصدقةِ أنها بابٌ عظيمٌ من أبواب الرزق فإن اللهَ يفتحُ للمتصدق أبواًبًا من الرزق لم تَخطُرْ له على بالٍ ، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين ﴾
وقال النبيُّ ﷺ : "قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ". متفق عليه. وقال ﷺ : "ما نقصت صدقةٌ من مال".رواه مسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفرُ الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فإن واجبَ الإخوةِ الإسلاميةِ يقتضي إعانةَ المسلمين بعضِهم لبعضٍ قال النبي ﷺ : "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمِهم، وتعاطفِهم: مَثَلُ الجسدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسَّهر ِوالحُمَّى".
وتكون الحاجةُ للعون والمساعدةِ أكثرَ والأجرُ فيها أعظمَ إذا كان ذلك في الكوارثِ الكبيرةِ كالحروب التي تُسفكُ فيها الدماءُ وتنقطعُ فيها السُبلُ وتَهلكُ فيها الأموال، ومن ذلك ما جرى لإخواننا الفلسطينين في غزةَ من اعتداء اليهودِ عليهم؛ ولهذا فقد وجه خادمُ الحرمين الشريفين ووليُّ عهدِه حفظهما اللهُ بقيام حملةٍ شعبيةٍ عَبرَ منصةِ " ساهِم " للتبرع للمتضررين في غزة وللتخفيف عنهم، وهذا بحمد اللهِ وفضلِه هو امتدادٌ لموقف بلادِنا المعروفِ قديمًا وحديثًا من مساندة القضيةِ الفلسطينيةِ ودعمِها بكل ما يُمكن.
فاحتسبوا عبادَ الله الأجرَ في التبرعِ لهم، ولا يحقِرَنَّ أحدُكم شيئًا من الصدقةِ ولو كان يسيرًا، فإن الصدقةَ باليسير إذا تقبلها اللهُ يكونُ أجرُها عظيمًا.
اللهم وفق خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهدِه لكل ِّخير.
اللهم اهدهما وسددهما. اللهم أرهما الحقَّ حقًا وارزقهما اتباعَه، والباطلَ باطلًا وارزقهما اجتنابَه. اللهم أنجِ المستضعفين من المسلمين في غزَّةَ اللهم كن لهم معينًا ونصيرًا اللهم ارحم موتاهم واشف ِجرحاهم
اللهم أصلح ذاتَ بينهم واجمع كلمتَهم على الحق يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم عليك باليهود المعتدين، اللهم أدِرْ عليهم دائرةَ السَوء، اللهم اجعل تدبيرَهم تدميرَهم , اللهم شتت شملَهم ومزّق ملكَهم اللهم أرنا فيهم عجائبَ قدرتك يا قويُّ يا عزيز. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذابَ النار. وصلَّىَ اللهُ وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
المرفقات
1698939545_إغاثة إخواننا المنوكبين 19 ربيع الثاني 1445 هـ.doc
المشاهدات 1697 | التعليقات 2
هذه خطبة أخينا الشيخ عبد الله بن رجا الروقي
جزاه الله خيرا
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق