إستغلال النصف الباقي
أبو شهد
1437/09/11 - 2016/06/16 21:28PM
[font="]
[/font]
[font="]هذه الخطبه منتقاه من خطب بعض الخطباء في هذا الملتقى المبارك
[/font]
[font="]
[/font]
الْحَمْدُ للهِ الذِي فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمَان , وَجَعَلَ سَيَّدَ الشُّهُورِ رَمَضَان , وَوَفَّقَ لاغْتِنَامِهِ أَهْلَ الطَّاعَةِ وَالإِيمَان , أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُه , وَمِنْ مَسَاوِئِ أَعْمَالِنا أَسْتَغْفِرُه , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا ًكَثِيرَاً إِلَى يَوْمِ الدِّين !أَمَّا بَعْدُ :
فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ
فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ *** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ
قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ **** وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ
سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ ** وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ
كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ
معاشر الصائمين .. ما أسرع ما تمضي الأيام .. شهر رمضان ، ضيف كريم استقبلناه بالأمس ، وها هو اليوم مضى ثلثه و قارب على نصفه ، فَهَلْ سَأَلَ سَائِلٌ مِنَّا نَفسَهُ: أَينَ أَنَا مِنَ الخَيرِ في شَهرِ الخَيرِ؟ هَل كُنتُ مِن طُلاَّبِهِ العَامِلِينَ بِأَسبَابِهِ الدَّاخِلِينَ مَعَ أَبوَابِهِ؟ فَإِن كَانَ كَذَلِكَ فَطُوبى لَهُ، وَإِن كَانَ بِخِلافِ ذَلِكَ فَمَاذَا يَنتَظِرُ؟! أَيَنتَظِرُ أَن يُقَالَ غَدًا العِيدُ وَهُوَ لم يُقَدِّمْ مِنَ الخَيرِ شَيئًا؟! أَيَنتَظِرُ أَن يَخرُجَ الشَّهرُ وَقَد رَغِمَ أَنفُهُ وَلم يُغفَرْ لَهُ؟!
مَنْ فينا من قام في رمضان بما عرف؟ وتشوقت نفسه لنيل الشرف؟ فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، ولئنْ كان منا من فرّط فيما مضى، فمَا بَقِيَ منه خيرٌ وأبقى،فَلْنُرِي اللهَ مِنْ أَنْفُسِنَا خَيراً، فَلُقيَا الشَّهْرِ غَيرُ مُؤكدة، وَرَحِيلُنا مُنتظر، والخسارةُ قد تكونُ كبيرةً، نسألُ الله السلامة.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: رَمَضَانُ وَالخَيرُ قَرِينَانِ؛ فَرَمَضَانُ هُوَ شَهرُ الخَيرِ وَزَمَانُهُ، وَالخَيرُ هُوَ عَمَلُ رَمَضَانَ وَوَظِيفَتُهُ، وَطَالِبُو الخَيرِ هُم أَهلُ رَمَضَانَ، وَرَمَضَانُ هُوَ سُوقُ أَهلِ الخَيرِ وَمَوسِمُهُم، وَمَن وُفِّقَ لِفِعلِ الخَيرِ في رَمَضَانَ وَخَفَّت إِلَيهِ نَفسُهُ فَهُوَ المُوَفَّقُ، وَمَن خُذِلَ عَنِ الخَيرِ فِيهِ وَثَقُلَ عَنهُ وَأَعرَضَ عَن مَوَائِدِهِ فَالظَّنُّ أَنَّهُ لا يُوَفَّقُ لَهُ في غَيرِهِ وَلا يُهدَى لِسَبِيلِهِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّ فُرَصَ الخَيرِ في رَمَضَانَ مُهَيَّئَةٌ بِمَا لا تَتَهَيَّأُ في غَيرِهِ؛ فَصَاحِبُ الخَيرِ مُنَادًى بِالإِقبَالِ مُرَحَّبٌ بِهِ، وَصَاحِبُ الشَّرِّ مَطرُودٌ مَقصُورَةٌ خُطَاهُ، وَالشَّيَاطِينُ مُصَفَّدَةٌ وَمَجَارِيهَا مُضَيَّقَةٌ، وَأَبوَابُ النَّارِ مُغَلَّقَةٌ وَأَبوَابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ، وَالقُرآنُ يُتلَى وَالمُلائِكَةُ مُتَنَزِّلَةٌ، وَالجُمُوعُ مُتَعَبِّدَةٌ وَالأُجُورُ مُضَاعَفَةٌ. وَمَن هُيِّئَ لَهُ كُلُّ هَذَا وَلم تَشتَقْ نَفسُهُ لِلخَيرِ وَلم يَكُنْ لَهُ فِيهِ سَهمٌ فَلْيَتَفَقَّدْ قَلبَهُ فَإِنَّهُ لا قَلبَ لَهُ.
يا مسكين : يا مسكين :
رقاب الصالحين من النار تعتق و أنت بعد لا تدري ما حال رقبتك .
صحائف الأبرار تبيض من الأوزار و صحيفتك لا تزال مسودة من الآثام .
أليس لك سمع ، أو معك قلب .
و الله لو كان قلبك حيا لذاب حسرة و كمدا على ضياع المغفرة و العتق في رمضان
آه لو كشف لك الغيب و رأيت كم من الحسنات ضاعت عليك ، وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك و كم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك.
قل للذي ألِف الذنوب وأجرما **وغدا على زلاته متندما
لا تيأسنّ واطلب كريماً دائماً يولي **الجميل تفضلاً وتكرما
يا معشر العاصين جودٌ واسعٌ **مِن إلهٍ لمن يتوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى **تُفني زمانك في عسى ولربما؟
بادر إلى مولاك يا من عُمره **قد ضاع في عصيانه وتصرما
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه:
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أَيُّهَاالحَبيبُ الصَّائِمُ:
سارع بفكاكِ نفسكَ من النَّدم، سارع بفكاكِ نفسكَ من النَّدم.لأنه
مَنْ فَاتَهُ الزَّرعُبوقتِ البِذارِ فمــا تَراهُ يحصدُ غير الهمِّوالنَّدَمَـــــا
طُوبى لمن كانت التقوى بِضَاعَتَـــهُ فيشهرهِ وَبحبلِ الله مُعتَصِمَا
أيها الأحبة : لنعد إلى أنفسنا- فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات و تفريطها في المحرمات لنعد إلى أنفسنا و نحاسبها محاسبة دقيقة ، ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد ، ولنشمر في الطاعات و نصدق مع الله و نقبل على الله .
فلا يزال الله ينشر رحمته و يرسل نفحاته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في دهركم لنفحات فتعرضوا لنفحات الله ).
نعم لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات عله أن تصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا .
وإليك يا من فرط في ما مضى من أيام هذا الشهر، وتساهل في استغلال أيامه ولياليه، مازال في الشهر سعة، وما زال في العمر بقية، ولعلك لا تدرك رمضان بعد عامك هذا.
بقي في الشهر نصفه، وبقيت العشر الأواخر، وبقيت ليلة القدر، ومن حرم خيرها فقد حرم.
إلحق بركب الصالحين، وعد إلى مولاك الكريم، والزم عتبة العبودية، فإن رمضان فرصة لإصلاح النفس، وتهذيب الذات، وإصلاح ما قطعته من حبالٍ مع الله، وليحسنَ الختامَ ، فإن الأعمالَ بالخواتيمِ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنوبي كثرةً ** فَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ عَفْوَكَ أَعظَـــمُ
إنْ كانَ لاَ يَرجــــــــوكَ إلا محسنٌ **فمنْ الَّذي يَدعُو ويَرجُو المُجــرمُ
أدعوكَ ربِّ كماأمرْتَ تَضرُّعاً ***فإذا رددتَ يَدِي فمنْ ذا يَرحمُ
ما لي إليكَ وَسيلةٌإلا الدُّعـــاء ***وَجميــــــــلُ عَفـــــــوكَ، ثُمَّ إنِّي مُسلـمُ
اللهم اجعلنا من المعتوقين ووالدينا من النار اللهم تقبل منا الصيام والقيام
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، وأرض اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين 0
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا , وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا التِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا ! اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ! اللَّهُمَّ جَنِّبْ بِلادَنَا الْفِتَنَ وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلمِينَ يَا رَبَّالعَالَمِينَ ! اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن !،اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ فِينَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ، وَاجْعَلُهُ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
عبادَ اللهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا اللهَ يذكُركم،واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.
[/font]
[font="]هذه الخطبه منتقاه من خطب بعض الخطباء في هذا الملتقى المبارك
[/font]
[font="]
[/font]
الْحَمْدُ للهِ الذِي فَاضَلَ بَيْنَ الأَزْمَان , وَجَعَلَ سَيَّدَ الشُّهُورِ رَمَضَان , وَوَفَّقَ لاغْتِنَامِهِ أَهْلَ الطَّاعَةِ وَالإِيمَان , أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُه , وَمِنْ مَسَاوِئِ أَعْمَالِنا أَسْتَغْفِرُه , وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا ًكَثِيرَاً إِلَى يَوْمِ الدِّين !أَمَّا بَعْدُ :
فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
رَمَضَـانُ جِئْتَ وَلَيْلُنَا مُتَصَـدِّعٌ ** أَمَّا النَّـهَـارُ بِلَهْـوِهِ مَشْغُـوْلُ
فَالْتـَفَّ حَـوْلَكَ سَادَةٌ ذُو هِمَّـةٍ *** لَمْ يُثْنِهِمْ عَنْ صَـوْمِهِمْ مَخْـذُوْلُ
قَامُـوا لَـيَالٍ وَالدُّمُـوْعُ غَـزِيْرَةٌ **** وَيَدُ السَّخَـاءِ يَزِيْـنُهَا التّـَنْوِيْلُ
سَجَـدُوا لِبَارِئِهِمْ بِجَبْهَةِ مُخْلِـصٍ ** وَأَصَـابَ كُلاًّ زَفْـرَةٌ وَعَـوِيْلُ
كَمْ فِيْكَ مِنْ مِنَـحِ الإِلَهِ وَرَحْمَـةٍ ** وَالْعِتْـقُ فِيْكَ لِمَنْ هَفَا مَأْمُـوْلُ
معاشر الصائمين .. ما أسرع ما تمضي الأيام .. شهر رمضان ، ضيف كريم استقبلناه بالأمس ، وها هو اليوم مضى ثلثه و قارب على نصفه ، فَهَلْ سَأَلَ سَائِلٌ مِنَّا نَفسَهُ: أَينَ أَنَا مِنَ الخَيرِ في شَهرِ الخَيرِ؟ هَل كُنتُ مِن طُلاَّبِهِ العَامِلِينَ بِأَسبَابِهِ الدَّاخِلِينَ مَعَ أَبوَابِهِ؟ فَإِن كَانَ كَذَلِكَ فَطُوبى لَهُ، وَإِن كَانَ بِخِلافِ ذَلِكَ فَمَاذَا يَنتَظِرُ؟! أَيَنتَظِرُ أَن يُقَالَ غَدًا العِيدُ وَهُوَ لم يُقَدِّمْ مِنَ الخَيرِ شَيئًا؟! أَيَنتَظِرُ أَن يَخرُجَ الشَّهرُ وَقَد رَغِمَ أَنفُهُ وَلم يُغفَرْ لَهُ؟!
مَنْ فينا من قام في رمضان بما عرف؟ وتشوقت نفسه لنيل الشرف؟ فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، ولئنْ كان منا من فرّط فيما مضى، فمَا بَقِيَ منه خيرٌ وأبقى،فَلْنُرِي اللهَ مِنْ أَنْفُسِنَا خَيراً، فَلُقيَا الشَّهْرِ غَيرُ مُؤكدة، وَرَحِيلُنا مُنتظر، والخسارةُ قد تكونُ كبيرةً، نسألُ الله السلامة.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: رَمَضَانُ وَالخَيرُ قَرِينَانِ؛ فَرَمَضَانُ هُوَ شَهرُ الخَيرِ وَزَمَانُهُ، وَالخَيرُ هُوَ عَمَلُ رَمَضَانَ وَوَظِيفَتُهُ، وَطَالِبُو الخَيرِ هُم أَهلُ رَمَضَانَ، وَرَمَضَانُ هُوَ سُوقُ أَهلِ الخَيرِ وَمَوسِمُهُم، وَمَن وُفِّقَ لِفِعلِ الخَيرِ في رَمَضَانَ وَخَفَّت إِلَيهِ نَفسُهُ فَهُوَ المُوَفَّقُ، وَمَن خُذِلَ عَنِ الخَيرِ فِيهِ وَثَقُلَ عَنهُ وَأَعرَضَ عَن مَوَائِدِهِ فَالظَّنُّ أَنَّهُ لا يُوَفَّقُ لَهُ في غَيرِهِ وَلا يُهدَى لِسَبِيلِهِ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّ فُرَصَ الخَيرِ في رَمَضَانَ مُهَيَّئَةٌ بِمَا لا تَتَهَيَّأُ في غَيرِهِ؛ فَصَاحِبُ الخَيرِ مُنَادًى بِالإِقبَالِ مُرَحَّبٌ بِهِ، وَصَاحِبُ الشَّرِّ مَطرُودٌ مَقصُورَةٌ خُطَاهُ، وَالشَّيَاطِينُ مُصَفَّدَةٌ وَمَجَارِيهَا مُضَيَّقَةٌ، وَأَبوَابُ النَّارِ مُغَلَّقَةٌ وَأَبوَابُ الجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ، وَالقُرآنُ يُتلَى وَالمُلائِكَةُ مُتَنَزِّلَةٌ، وَالجُمُوعُ مُتَعَبِّدَةٌ وَالأُجُورُ مُضَاعَفَةٌ. وَمَن هُيِّئَ لَهُ كُلُّ هَذَا وَلم تَشتَقْ نَفسُهُ لِلخَيرِ وَلم يَكُنْ لَهُ فِيهِ سَهمٌ فَلْيَتَفَقَّدْ قَلبَهُ فَإِنَّهُ لا قَلبَ لَهُ.
يا مسكين : يا مسكين :
رقاب الصالحين من النار تعتق و أنت بعد لا تدري ما حال رقبتك .
صحائف الأبرار تبيض من الأوزار و صحيفتك لا تزال مسودة من الآثام .
أليس لك سمع ، أو معك قلب .
و الله لو كان قلبك حيا لذاب حسرة و كمدا على ضياع المغفرة و العتق في رمضان
آه لو كشف لك الغيب و رأيت كم من الحسنات ضاعت عليك ، وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك و كم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك.
قل للذي ألِف الذنوب وأجرما **وغدا على زلاته متندما
لا تيأسنّ واطلب كريماً دائماً يولي **الجميل تفضلاً وتكرما
يا معشر العاصين جودٌ واسعٌ **مِن إلهٍ لمن يتوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى **تُفني زمانك في عسى ولربما؟
بادر إلى مولاك يا من عُمره **قد ضاع في عصيانه وتصرما
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه:
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أَيُّهَاالحَبيبُ الصَّائِمُ:
سارع بفكاكِ نفسكَ من النَّدم، سارع بفكاكِ نفسكَ من النَّدم.لأنه
مَنْ فَاتَهُ الزَّرعُبوقتِ البِذارِ فمــا تَراهُ يحصدُ غير الهمِّوالنَّدَمَـــــا
طُوبى لمن كانت التقوى بِضَاعَتَـــهُ فيشهرهِ وَبحبلِ الله مُعتَصِمَا
أيها الأحبة : لنعد إلى أنفسنا- فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات و تفريطها في المحرمات لنعد إلى أنفسنا و نحاسبها محاسبة دقيقة ، ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد ، ولنشمر في الطاعات و نصدق مع الله و نقبل على الله .
فلا يزال الله ينشر رحمته و يرسل نفحاته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في دهركم لنفحات فتعرضوا لنفحات الله ).
نعم لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات عله أن تصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا .
وإليك يا من فرط في ما مضى من أيام هذا الشهر، وتساهل في استغلال أيامه ولياليه، مازال في الشهر سعة، وما زال في العمر بقية، ولعلك لا تدرك رمضان بعد عامك هذا.
بقي في الشهر نصفه، وبقيت العشر الأواخر، وبقيت ليلة القدر، ومن حرم خيرها فقد حرم.
إلحق بركب الصالحين، وعد إلى مولاك الكريم، والزم عتبة العبودية، فإن رمضان فرصة لإصلاح النفس، وتهذيب الذات، وإصلاح ما قطعته من حبالٍ مع الله، وليحسنَ الختامَ ، فإن الأعمالَ بالخواتيمِ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنوبي كثرةً ** فَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ عَفْوَكَ أَعظَـــمُ
إنْ كانَ لاَ يَرجــــــــوكَ إلا محسنٌ **فمنْ الَّذي يَدعُو ويَرجُو المُجــرمُ
أدعوكَ ربِّ كماأمرْتَ تَضرُّعاً ***فإذا رددتَ يَدِي فمنْ ذا يَرحمُ
ما لي إليكَ وَسيلةٌإلا الدُّعـــاء ***وَجميــــــــلُ عَفـــــــوكَ، ثُمَّ إنِّي مُسلـمُ
اللهم اجعلنا من المعتوقين ووالدينا من النار اللهم تقبل منا الصيام والقيام
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، وأرض اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين 0
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا , وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا التِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا ! اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ! اللَّهُمَّ جَنِّبْ بِلادَنَا الْفِتَنَ وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلمِينَ يَا رَبَّالعَالَمِينَ ! اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن !،اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ فِينَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ، وَاجْعَلُهُ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
عبادَ اللهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا اللهَ يذكُركم،واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.