إدخـالُ السرور على المسلم ( 2 )
أحمد عبدالله صالح
خطبــة جمعــة بعنــوان
( إدخال السرور على المسلم ) ( 2 )
ثم اما بعد ايها الكــرام :
يقع الكثير من المسلمين في خطأٍ كبير حين يقصرون العبادة على الشعائر التعبدية فحسب، ويُفوّت أمثال هؤلاء على أنفسهم خيراً كثيراً وفضلاً عظيماً حين يحصرون طاعة الله في الصلاة والصيام والزكاة والحج مع عظم مكانتها ومنزلتها في دين الله..
بيد انّ هناك الكثير من الأعمال الصالحة التي يمكن أن يُدرك من خلالها المسلم منزلةً عظيمةً عند الله، وينال بفعلها الأجر العظيم والمثوبة الكبرى، ولعل من أبرز هذه الأعمال وأكثرها مثوبةً ومنزلةً ومكانةً عند الله :
"إدخال السرور على قلوب المسلمين"
وهو اول احبُّ الاعمال الى الله التى ذكرت في الحديث الذي تناولناه في الجمعة الماضية من
حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً)..
حديث جمعة اليوم سيبدأ بتناول اول احبُّ الاعمال الله : ( ادخال السرور على المسلم )..
إدخال السُّرورِ على قلُوبِ الناس، إِسعادُ النفوس وإدخالُ البِشرِ إليها، ورسمُ البسمةِ على الْوُجُوهِ ..
وصُنعُ البهجةِ في النفوسِ، وهذا أمرٌ لا يُدركُهُ إلا الأنقياء والأصفياء من عبّاد الله ولا تستطيعه إلا النفوس الكبيرة العظيمة، ولا يَقوى عليهِ إلَّا الكبارُ حقًّا.
أما من ابتلي بداء السلبية أو الأنانية فلا يرى
إلا نفسه وخاصته، وأمثال هؤلاء لايمكنهم تحصيل شيء من هذا الخلق السامي ..
ولذلكم إدخال السُّرورِ على النَّاسِ قِيمةٌ عاليةٌ من قيمِ هذا الدينِ العظيمِ،وقد رتب عليهِ الشارعُ الحكييمُ أعظَم الجزاءِ وأوفره ..
ففي الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط وابن حِبان عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم ) .
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :( إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك ).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه الطبراني قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم يرض الله له ثواباً دون الجنّة ).
وللحديث الذي رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لقي أخاه المسلم بما يحب الله ليسره بذلك سرّه الله
عزوجل يوم القيامة ) .
وللحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ الأعمال أفضل ؟ قال : إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته، أو سترت عورته، أو قضيت له حاجة ) ..
ولما سئل بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم اجمعين ما بقي من لذاتك في الدنيا ؟؟؟
قال: إدخال السرور على الإخوان.
وهذا الامامِ مالك يسألهُ سائل فقال: "أَيُّ الاعمالِ تُحبّ؟ "فكانَ الجوابُ: "إدخالُ السُّرورِ على المسلِمين، وأنا نذرتُ نَفسِي أَن أُفرجَ كُرباتِ المسلمين ".
ايها المسلمون الكرام
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحَرص على أن يكون المرء مُدخلاً للسرور على قلوب إخوانه المسلمين بأي عمل، وبأي طريقة او صوره، والاعمال والطرق التي تُدخلُ السرورَ على الناسِ
لا يمكنُ إِحصاؤها أَو عَدُّها أو إِجمالُها في خطبة او خطبتين، ولكن لعلَّنا نذكرُ شيئاً يسيرًا منها ومن ذلك:
:: ( الهدية ) ..
تلكَ الوَسيلةُ التي لها الأثرُ الكبيرُ في استجلاب المحبة وإثبات المودة وإِذهاب الضغائنِ وتأليفِ القلوبِ؛ وذلك فقد قَبِلَ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم الهدية ومنحها، وأقرها، واخذها مِن المسلم والكافر، والصغير والكبير بل حثَّ عليها كما في البخاري بقوله: "تهادوا تحابوا"..
وتأملُوا معي احبتي الكرام هذه القصة :
جيءَ إِليه صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يومًا بثوبٍ لهُ أعلامُ -يعني فيه خُطوطٌ- فقال عليه الصلاة والسلامُ:"أينَ أُمُّ خالد؟" يا تُرى من هيَ أُمُّ خالد يا عباد اللَّه؟
إِنَّها طفلةٌ صغيرةٌ لِأبي العاصِ، كانت قد وُلدت في الحبشةِ .. قال: أَينَ أُمُّ خالد؟
فجيءَ بالصبيَّةِ إليهِ، فجعل يُلبسُها الثَّوبَ بيدهِ، وهي تنظرُ إِلى أعلامه وإِلى الثَّوبِ فرحةً مُستبشرةً مسرُورةً، ثُمّ لَمَّا لفَّ عليها الثَّوبَ جعلَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم يُشِيرُ إِلى أَعلامِ الثَّوبِ -يعني إِلى الخطوطِ الملوَّنة فيهِ- ويقولُ : "سَنَهْ سَنَهْ» وَهي بالحبشيَّةِ تعنى: حَسَنَةٌ حَسَنَةٌ.
:: ومن طرق ادخال السرور :
( الابتسامة )
الإبتسامة شعارٌ من شعائرِ الأنبياءِ، وسُنَّةٌ من سُننِ الْمرسلين، وصفةٌ من صفاتِ المؤمنين، ولُغةٌ ساميةٌ من لُغاتِ الحضارةِ البشريَّةِ..
إِنَّ خيرَ مَن مشى على هذا الكوكبِ، وخير من وطيء قدمه الثرى وأَجملَ منْ نظرتْ إليهِ الأعين، وألين مَن صافحتهُ الأكُفُّ، كانَ أكثرَ النَّاسِ تبسُّمًا، وكما قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه:
"ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلاّ تبسم في وجهي"...
وهو القائل صلى الله عليه وسلم: [ تبسمك في وجه أخيك صدقة]، وفي الحديث الذي رواه مسلم يقول عليه الصلاة والسلام : ((لا تحقِرَنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلق))..
:: ومن طرق إدخال السرور:
( الكلمة الطيبة )
كما قال عليه الصلاة والسلام: [ الكلمة الطيبة صدقة]، وقال صلى الله عليه وسلم : [ اتقوا النار ولو بشق تمرة.. قال: [فمن لم يجد فبكلمةٍ طيبة]..
وربنا عزوجل يقول: {و قولوا للناس حسنا} ..
يعني الكلام الطيب، ويقول عزوجل مبيناً فضل ذلك وهو يختار لعباده أن يتكلموا بأحسن الكلام :
{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}
يعني يختار أطيب الكلمات ثم يتكلم بها ..
= ومن طرق وصُورِ إدخال البهجةِ والسُّرورِ لدى الآخرين أيضاً : ( السَّلام )
ففي الحديث الذي أخرجهُ الامامُ مسلم قال رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا تدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدُلكم على شيءٍ إذا فعلتموهُ تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» .
وإفشاء السلام في الاسلام ليس تقليداً إجتماعياً أو عرفاً قبلياً يتغير ويتطور تبعاً للبيئة والعصر وانّما هو أدبٌ ثابتٌ ومحدد ..
فعوّد نفسك أن تُسلم على من عرفتَ ومن لا تعرف سواءٌ كانوا أغنياء او فقراء عزيز او ذليل صغاراً أم كباراً، ففي الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم
أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أيُّ الإسلام خير ؟ قال :(( تُطعمُ الطعام، وتَقرأُ السلام على من عرفتَ ومن لم تعرف )) ..
:: ومن طرق ادخال السرور :
( الصدقة على المحتاج )
كما بين النبي صل الله عليه وسلم فضلها في أحاديث كثيرة، وكما قال الله جل وعلا:
{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}...
فهو ليس مالك ولا مال أبيك إنّما هو مال الله جعله بين يديك قال تعالى : {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}...
لأن في الإعانة إدخالٌ للسرور على المحتاج.
واعلم انك ما تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلاّ رزقك الله تعالى خيراً منها، وكلنا يا عباد الله نتعامل مع رب كريم {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}...
أسألُ اللهَ أن يجعلنا مفاتيحَ لِلخير مغالِيقَ لِلشرِّ، وأن يجعلنا مباركينَ أينما كنا.
بارك اللهُ لي ولكم بالقرآن العظيم واستغفروا الله لي ولكم ويافوز المستغفرين .....
الخطبـة الثانيـة :
ثم امابعد أيها الإخوة الأكارم :
إدخالُ السرور على المسلم عبادةٌ من العبادات التى قد تهون في عين العبد مقارنة بالصلاة والصيام والحج ولكنها عند الله ليست بهينة بل هي ثقيلة في الميزان، فعن جعفر بن يزيد، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال:
قال عليه الصلاة والسلام: (( ما أدخل رجلٌ على مؤمنٍ سروراً إلا خلقَ الله عزَّوجل من ذلك السرور ملكاً يعبد الله عزَّوجل ويوحِّده، فإذا صار العبد في قبره، أتاه ذلك السرور فيقول: أما تعرفني ؟!
فيقول له: مَن أنت ؟ يقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا اليوم أونس وحشتك، وألَقِّنك حجتك، وأثبتك بالقول الثابت، وأشهدك مشاهدك يوم القيامة، وأشفع لك إلى ربك، وأريك منزلتك في الجنة ))..
أما إذا كان يوم القيامة كان ذلك السرور الذي
ادخلته على مسلم رفيقاً لك كما جاء عند الخطيب البغدادي من حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال:( من أدخل على أخيه المسلم فرحاً أو سروراً في دار الدنيا خلق الله عزوجل من ذلك خلقاً يدفع به عنه الآفات في دار الدنيا ...!!
- ربما كانت تلك المشاكل التى دفعها الله عنك بسبب ادخالك السرور على احد المسلمين ..
- ربما تلك المصائب التى دفعها الله عنك والتى كانت ستكلفك مالا تطيق كانت بسبب ادخالك السرور على بيت من المسلمين..
- ربما تلك الهموم والغموم والأمراض والاسقام والأوجاع التى دفعها الله عنك كانت بسبب ادخالك البهجة والفرح والسرور على أسرةٍ فقيرةٍ لاتملك قوت يومها ...
ولذلكم / أعيد عليكم الحديث:
( من أدخل على أخيه المسلم فرحاً أو سروراً في دار الدنيا خلق الله عزوجل من ذلك خلقاً يدفع به عنه الآفات في دار الدنيا !!
فإذا كان يوم القيامة كان منه قريباً فإذا مر به هول يُفزعه قال له : لا تخف فيقول له : من أنت ؟
فيقول : أنا الفرج أو السرور الذي أدخلته على أخيك في دار الدنيا ) .
وفي حديث اخر اكثر روعة وعظمة وفخر وشرف لمن ينتمون لهذا الدين ويُسعدون اخوانهم المسلمين عن جابر مرفوعاً :
( من أدخل على أهل بيت سروراً خلق الله من ذلك السرور خلقاً يستغفرون له إلى يوم القيامة ) .
الله اكبر .... ما هذا الدين العظيم ؟!!
إذا أدخلت على أخيك المؤمن السرور فهذا
من أرقى العبادات:
وقد تسُرّه بكلمة طيبه، وقد تسره بموقف .
وقد تسره بمشاعِرَ نبيلة، وقد تسره بابتسامة.
وقد تسره بتحيةٍ او سلام، وقد تسره برسالة.
وقد تسره بمساعدة، وقد تسره بزيارة.
وقد تسره بتعزية، وقد تسره بمشارَكة .
وقد تسرُّه بعطاء، وقد تسرُّه بهدية .
وقد تسره بقرض، وقد تسره بإطعام الطعام.
وقد تسره بتلبية دعوة ولو كان بيته بعيداً.
أيُّ طريقة من طرق إدخال السرور على المؤمن لها عند الله عزَّ وجل شأنٌ كبير.
وكل شيء عند الله محفوظ لا ينسى : مواقفك، عطاءاتك، ابتساماتك، زياراتك، تهنئاتك، تعزياتك ، خدماتك، تعاونك ...
(( وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِرَاً وَلاَيَظْلِمُ رَبُكَ أَحَدًَا ))
- أتظن انّ الله سيُحزنك وسيجعلُ حياتك حزناً
وقد ادخلت السرور يوماً على عبدٍ من عباده..
- أتظن انّ الله سيتخلى عنك ويُسلِمَكَ للحزن عند حلول سكرة الموت ونزول الأجل وقد ادخلت يوماً سروراً على أسرة وافرحت صغيرهم والكبير..
- أتظن انّ الله سيدعك للحزن ويُمليء بيتك الجديد في لحدك وقبرك حزناً وقد ملئت بيوت المسلمين فرحاً وغبطةً وسروراً وسعادة..
- أتظن انّ الله سيتخلى عنك في يوم التغابن
ويوم الحزن الأكبر وعند العرض عليه وقد كنت في الدنيا نعم العبد الصالح الذي افرح الحزين وأسعد المكروب وواسى المتألم وساند الضعيف وآوى المشرد..
- أم انك تظن انّ الله سيغفل عن دعواتٍ رُفعت لك من محتاجٍ اعنته ومن مسكين أعطيته ومن محزون اسعدته دعا فيها لك وقال من اعماق قلبه ورفعها لخالقه:
(( اللهم يا ربي كما أسعدني وأسعد أهلى واولادي وملأ بيتى فرحاً وسروراً فأسعد قلبه وأنر طريقه وبارك ماله واصلح ذريته ولاتذقه ألماً ولاحزناً ولا هماً ولاغماً واجعله من اوليائك الصالحين واجعل جنتك داره والفوز برضاك جائزته يا اكرم الاكرمين ))
ايها الكرام:
قصة يقصها احد علماء المسلمين المعاصرين
قصة ليست من نسج الخيال او مما يصاغ للتعبير والتأثير ...يقول الشيخ؛ كان هناك تاجر كبير يعاني من مرض سرطاني في الصدر ..
هذا التاجر لم يترك وسيلة الا سلكها ...
ولكن لم يُجديه نفعا..
نصحوه بالسفر الى الدول المتقدمة في مجال الطب لعله يجد مخرجاً من الآلآم التي كادت تفتكُ بصدره الضعيف والذي لا يملك حولاً ولا قوة.
ولكن لم يسعفه الطب بتقدمة ولا العلماء بعلمهم الجم في هذا المجال الخصب الذي اشبع بحوثاً عن اسباب ظهور وإنتشار هذا الداء .
عندها قرر هذا التاجر العودة الى بلده وليموت على فراشه وبين ابنائه وزوجته المخلصة الباكية على حاله ..
وكان ذلك في اخر ايام العشر الآواخر من رمضان وقرب العيد ..
كانت حالته مع مرور الايام تسوء يوماً بعد آخر
والآلام تزداد يوما بعد آخر وتشتد وطئتها بلا رحمة أو هوادة .
في الوقت كان النّاس يستعدون ليوم العيد والمتبقى على دخوله يومان .
وكان يعوده الكثيرين من الناس مشفقين على حاله البائس وحالته المريرة ..
وكان من الزوار شيخٌ معروف بحكمته وصلاحه وبعد أن عرف القصة كاملة اشار اليه أن يبحث عن أسرة فقيرةٍ جداً واخبره أن يتصدق عليهم وأن تكون الصدقة غنية ( اي يغنيهم ) وليس فقط لكفاف الحاجة وسد الرمق ..
وقال له العيد على الابواب فأشترى لهذه الاسرة كل ما تحتاجه ويحتاجه الابناء ويحتاجه البيت مثل ما كنت تفعل تماماً ببيتك وأهلك .
سمع التاجر المريض الذي كان ينتظر منيته النصيحة، وأمر أحد العاملين المخلصين لدى متاجره بالبحث عن اسرة فقيرة .. فدله الناس على امرأة لديها اطفال أيتام ..
جاء هذا العامل وطرق بيت الارملة المسكينة الفقيرة ولما فتح له الباب وجد ايتاماً عراة إلا من ساتر وأم منكسرة لاتملك حتى قوت يومها.
فأخبرها أنه مرسل من سيده التاجر لكي يعطيكم (حق الله) .. وبعدها قام العامل بشراء ملابس جديدة للاطفال الايتام وكسوة جديدة كذلك للأم من القماش الغالي ,, واشترى مواد غذائية بكافة انواعها ..
حتى الحلوى اشتراها للاطفال والالعاب والاحذية وقام ايضاً بشراء اثاث جديد ..
ودفع فوق ذلك كله مبلغاً كبيراً للارملة المسكينة .. وكانت المناسبة سعيدة للأم والاطفال كون أن العيد على الابواب وأنتهى العامل من مهمته التي كلفه بها سيده التاجر المريض ...
وعند خروجه من منزل السيدة دوى رحيق القلوب وعطر النفوس آذان صلاة العصر ...
وفي هذه اللحظة شاهد المرأة ترفع يدها الى السماء وهي تذرف دموع متتالية من عينيها المُجهدة وقالت : (( اللهم من أدخل السرور في قلوبنا . اللهم اني اسألك أن تدخل السرور في قلبه ولاتريه حزناً بعد اليوم ابدا ))
رجع العامل الى سيده بعد أن سمع الدعوة الصالحة والصادرة من قلب المرأة المنكسرة ..
وكانت المفاجأة !!...
فقد رأى سيده يقف على رجليه ضاحكاً فرحاً
كأنه لم يصبه شيٌ قط ولا مرضٌ آلبته ..
- فرح العامل لذلك اشد الفرح وأخذ يسرد لسيده قصته مع العجوز وأطفالها وماذا قدم لهم حتى نهاية خروجه من بيتها ورفع يديها للدعاء ..
فسأله سيده متى كانت هذه الدعوة ؟
قال عند آذان العصر تماماً.
فقال التاجر: والذي نفسي بيده انني شعرت في تلك اللحظة وعند الاذان وكأن ملكاً مسح على صدري وردّ إليّ عافيتي والآن كما تراني لا اشعر بأي ألم .
الله اكبر .... وهو القائل عليه الصلاة والسلام :
(( الصدقة تقي مصارع السوء )) والقائل صلى الله عليه وسلم : (( داوو مرضاكم بالصدقة .))
والقائل صلى الله عليه وسلم : (( إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم )) ...
هذا هو الدين يا إخواني الكرام :-
الدين أعمال، الدين مواقف، الدين أخلاق،
الدين خدمات، الدين تعاون، الدين تعاضد،
الدين حل مشكلات، والله عزوجل كما يقول الناس أكرم الأكرمين، أنت تتكارم ..الله أكرم منك، تعطي الله يعطيك، وكل واحد يعطي، وكل واحد يسعد اخرين .... ( له مع الله تأريخ )..
- اللهم ادخل السرور الى كل قلب من يدخل السرور إلى بيوت المسلمين ...
- اللهم من اسعد عبداً من عبيدك وافرح خلقاً
من خلقك فاسعده سعادةً لايشقى بعدها ابدا ..
- اللهم لاتريه شقاءً ابدًا ولابؤساً ابداً ولا ألماً ابداً
ولا ضيفاً ابداً ولاحزناً ابداً ولا مرضاً ابداً مادام قلبه لخلقك رحيماً ولعبادك شفوقا ...
صبّ له من الخير صباً وافتح له من ابواب الزرق فتحاً..
هذا وصلّوا رحمكم الله على من بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، فقد أمركم الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.