إخـــلاص العمل لله

الإخلاص روح العبادات وغر الطاعات وحقيقة الدين وأساس دعوة المرسلين؛ من أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وأخذ على بني آدم الميثاق. فلا بد للعمل أن يوافق الشرع ويسلم من الشرك صغيره وكبيره خفيه وجليه. فأخلصوا أعمالكم لله فإنه شرط صحتها وقبولها، واعلموا أن المرء لا يبلغ أن يكون من المخلصين حتى يستوي ظاهره وباطنه وألا يلتمس على عمله شاهدا غير الله ولا جزاء من سـواه.

1/ الحض على إخلاص العمل لله

قال الله سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ اَلْكِتَـبَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اِللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ. أَلَا لِلَّهِ اِلدِّينُ الْخَالِصُ. الزمر 2-3.

قال الله تعالى: قُلِ اِنِّىَ أُمِرْتُ أَنَ اَعْبُدَ اَللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ. الزمر 11.

قال الله سبحانه: قُلِ اِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىْ وَمَمَاتِىَ لِلَّهِ رَبِّ اِلْعَـلَمِينَ. الأنعام 162.

قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَيُوتُواْ الزَّكَوةَ. وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ. البينة 5.

2/ منزلة الإخلاص وفضائله

الإخلاص شرط لصحة الأعمال وقبولها

قال الله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَـلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا. الكهف 110.

أبو أمامة الباهلي: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: لاَ شَيْءَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ. ن.

الضحاك بن قيس الفهري: يَأَيُّهَا النَّاسُ أَخْلِصُوا أَعْمَالَكُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ مَا أُخْلِصَ لَهُ. وَلاَ تَقُولُوا هَذَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ، فَإِنَّهَا لِلرَّحِمِ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا شَيْءٌ. وَلاَ تَقُولُوا هَذَا لِلَّهِ وَلِوُجُوهِكُمْ، فَإِنَّهَا لِوُجُوهِكُمْ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا شَيْءٌ. ق.

الإخلاص معيار تفاضل الأعمال

معاذ بن جبل: أنَّهُ قَالَ حِينَ بُعِثَ إلَى الْيَمَنِ: يَرَسُولَ اللهِ، أوْصِنِي. قَالَ: أخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْعَمَلُ الْقَلِيلُ. ذ.ض.

أبو هريرة: مَا قَالَ عَبْدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ. ت.

أبو هريرة: لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ. م.

أبو هريرة: بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ. متفق عليه.

الإخلاص طُهرة للقلب

أبو الدرداء: ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ. ت.

الإخلاص حرز من الشيطان ومكائده

قال الله تعالى: قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى اِلاَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. الحجر 39-40.

قال الله سبحانه: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ. إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا اَلْمُخْلَصِينَ. يوسف 24.

ثوبان: طُوبَى لِلْمُخْلِصِينَ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ. ذ.ض.

الإخلاص منجاة من الشدائد

قال الله تعالى: وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. فَلَمَّا نَجَّيـهُمُ إِلَى اَلْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ. وَمَا يَجْحَدُ بِئَايَـتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ. لقمان 32.

عبد الله بن عمر: انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ. متفق عليه.

الإخلاص من أسباب النصر والتمكين

سعد بن أبي وقاص: إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ. ن.

أبو الدرداء: ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ. د.

الإخلاص من موجبات الجنة

أنس بن مالك: مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاَصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ. ة.ض.

أبو هريرة: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَأَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ. أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ. خ.