أين الدعاة عن بلاد عُمان عبد الله بن عبد العزيز الحميدة
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/10/14 - 2010/09/23 15:29PM
أين الدعاة عن بلاد عُمان
عبد الله بن عبد العزيز الحميدة
إن بلداً بحضارة وتاريخ وأمجاد عريقة، مثل عُمان له حق على دعاة الإسلام ألا ينسوه. بلد يقطنه شعب طيب ومحافظ، ألا يستحق التفاته دعوية، فهو من الأقربين الذين هم أولى بالمعروف؟ شعب لا تكاد تجد فيه النهب والسرقة، وإنما تجد عزة النفس والإباء وحُب العمل؛ وقديماً قيل: عُمان بلاد الأمان. إن المتابع العادي في الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي يخفاه الكثير عن الحركة الفكرية والثقافية والأدبية حتى المعاصر منها؛ ولكن حينما يزور هذه البلاد فسيجدها كتاباً مفتوحاً أمامه، ويتفرع عن هذا واقع الدعوة هناك الذي لم يستغل إلى الآن. ألا يستطيع أهل السنة القيام بالدعوة هناك؟ بلى.
أليس أهل السنة والجماعة، أهل المنهج السويّ أولى بأهل عُمان [بمن فيهم من تلبس ببدع] من أهل الرفض؟
أليس من الحكمة عدم الاكتفاء بالقول: أن هذه الطائفة على خطأ، ثم تركها لقمة سائغة لطوائف الرافضة؟ لقد فات أهل السنة خير كثير في مواضع من العالم ( السودان ومصر وأندونيسيا وغيرها) حينما انعزلوا عن فرق الإسلام، وبدئوا يضربون كفاً بكف وسُقِطَ في أيديهم لما أدركوا أن فِئام من أهل القبلة وجهوا قبلتهم إلى (قم) و(النجف) بعد أن كانوا يوجهونها إلى مكة.
ألا يكون الأجدر أحياناً حين التعامل مع المبتدع الرفق معه والتدرج في بيان خطأه وبيان المنهج الصحيح له؟ ومن وجهة نظر قد تكون قاصرة فهناك إلمامة عن البلد، يحتاجها الداعية تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه...الحديث".
- حاكم البلاد السلطان قابوس، توجهه داخلي في إصلاح البلاد أكثر من كونه خارجي على المستوى الإقليمي.
- السلطان قابوس إباظي العقيدة (أحد فرق الخوارج القديمة) لكن لديه توجه إسلامي مرن مفتوح على كل الاتجاهات، يدل على ذلك نشأته الإسلامية على يد والده السُني المعتقد، مما يكوّن مُناخ ملائم لكسبه لصالح أهل السنة، أو على أقل تقدير أن يأمن أهل السنة غلواء الخصوم بسبب حدبه عليهم، ومما يؤكد ذلك أنه قام بتشييد ثمان جوامع باسمه في أنحاء السلطنة يؤم فيها أهل السنة ويخطبون الخطب البعيدة عن أي قدح في العقيدة، ويقيم مسابقات حفظ القرآن الكريم في أنحاء السلطنة.
- الحكومة لا تعاني من ضغوطات خارجية، أو مشاكل داخلية وفتن طائفية وإنما الاستقرار هو سِمة البلاد.
- اقتصاد البلاد متوسط بين المشقة والترف وهو في تحسن مستمر مما يعني أن الشعب لا يعاني من شظف العيش الذي يشغله عن متابعة ما ينفعه في دينه، وليس هو مترف إلى درجة كراهيته لغير ما يحقق له اللهو والهزل.
وحينما يشرع الدعاة في الدعوة إلى المنهج الحق، فينبغي الحذر من جملة أمور مثل: - عدم الخوض في القضايا السياسية وإثارتها مما لا يفيد الدعوة، بل يعرقل مسيرتها وليست هي مما يحتاجه عامة الناس وموضع طرحها إنما مع من يحسن الاستماع إليها والتعامل معها، من النخب المثقفة وعبر كتابات في مواقع الإنترنت ونحو ذلك، أما ما يتعلق بشئون السلطنة السياسية فلا ينبغي طرحه أصلاً.
- يُفضَل عدم الخوض في نقاش ومناظرات مع الإباضية لأنهم وإن لم يشكلون الأغلبية من الشعب إلا أن لهم تأثيراً لا يخفى، فيكفي طرح المواضيع العامة والتي تحقق الهدف دون مشاحنات تصرف الدعوة عن هدفها المنشود.
- سيلاحظ الدعاة وجود تعظيم للقبور وانتشار للبدع حولها، فهذه يمكن أن تعالج بطريقة غير مباشرة وذلك ببيان العقيدة السليمة مما يساعد تدريجياً على معالجتها بطريقة لا تلفت الأنظار وتؤلب الخصوم، مع الأخذ في الاعتبار وجود مناطق من السلطنة يتواجد فيها من هو سلفي العقيدة و على الفطرة السليمة (مثل عجائز نيسابور كما قال الرازي) وهذا في: جعلان وظفار ونواحي من صحار والبريمي، ويرجع الفضل بعد الله - عز وجل - لانتشار الدعوة الإصلاحية وامتداد نفوذ الدولة السعودية في أطوارها الأولى إلى هناك.
يعقد في السلطنة دورات ودروس علمية ومحاضرات لطلبة ودعاة من أهل السنة والجماعة حتى من غير العمانيين منهم المغمور ومنهم المشهور فقد زارهم كل من: د. سلمان العودة ود. محمد العريفي وسليمان الجبيلان ...وغيرهم، بل هناك من طلبة العلم العمانيين من كان يقدم برامج دينية في التلفزيون العماني، فيا ليت دعاة المنهج الصحيح يهتبلون الفرصة، لقد كانت جارتها الإمارات ولا زالت - ولله الحمد - ميداناً مفتوحاً للدعاة إلا أن المبتدعة والصوفية والقبوريين قد أثروا حتى في طبقة بعض الحكام هناك وسبب هذا هو تقصيرنا، فهل وعينا الدرس جيداً قبل أن يقال: كانت عُمان بلداً سُنياً؟.
المصدر: لجينيات
عبد الله بن عبد العزيز الحميدة
إن بلداً بحضارة وتاريخ وأمجاد عريقة، مثل عُمان له حق على دعاة الإسلام ألا ينسوه. بلد يقطنه شعب طيب ومحافظ، ألا يستحق التفاته دعوية، فهو من الأقربين الذين هم أولى بالمعروف؟ شعب لا تكاد تجد فيه النهب والسرقة، وإنما تجد عزة النفس والإباء وحُب العمل؛ وقديماً قيل: عُمان بلاد الأمان. إن المتابع العادي في الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي يخفاه الكثير عن الحركة الفكرية والثقافية والأدبية حتى المعاصر منها؛ ولكن حينما يزور هذه البلاد فسيجدها كتاباً مفتوحاً أمامه، ويتفرع عن هذا واقع الدعوة هناك الذي لم يستغل إلى الآن. ألا يستطيع أهل السنة القيام بالدعوة هناك؟ بلى.
أليس أهل السنة والجماعة، أهل المنهج السويّ أولى بأهل عُمان [بمن فيهم من تلبس ببدع] من أهل الرفض؟
أليس من الحكمة عدم الاكتفاء بالقول: أن هذه الطائفة على خطأ، ثم تركها لقمة سائغة لطوائف الرافضة؟ لقد فات أهل السنة خير كثير في مواضع من العالم ( السودان ومصر وأندونيسيا وغيرها) حينما انعزلوا عن فرق الإسلام، وبدئوا يضربون كفاً بكف وسُقِطَ في أيديهم لما أدركوا أن فِئام من أهل القبلة وجهوا قبلتهم إلى (قم) و(النجف) بعد أن كانوا يوجهونها إلى مكة.
ألا يكون الأجدر أحياناً حين التعامل مع المبتدع الرفق معه والتدرج في بيان خطأه وبيان المنهج الصحيح له؟ ومن وجهة نظر قد تكون قاصرة فهناك إلمامة عن البلد، يحتاجها الداعية تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حينما قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه...الحديث".
- حاكم البلاد السلطان قابوس، توجهه داخلي في إصلاح البلاد أكثر من كونه خارجي على المستوى الإقليمي.
- السلطان قابوس إباظي العقيدة (أحد فرق الخوارج القديمة) لكن لديه توجه إسلامي مرن مفتوح على كل الاتجاهات، يدل على ذلك نشأته الإسلامية على يد والده السُني المعتقد، مما يكوّن مُناخ ملائم لكسبه لصالح أهل السنة، أو على أقل تقدير أن يأمن أهل السنة غلواء الخصوم بسبب حدبه عليهم، ومما يؤكد ذلك أنه قام بتشييد ثمان جوامع باسمه في أنحاء السلطنة يؤم فيها أهل السنة ويخطبون الخطب البعيدة عن أي قدح في العقيدة، ويقيم مسابقات حفظ القرآن الكريم في أنحاء السلطنة.
- الحكومة لا تعاني من ضغوطات خارجية، أو مشاكل داخلية وفتن طائفية وإنما الاستقرار هو سِمة البلاد.
- اقتصاد البلاد متوسط بين المشقة والترف وهو في تحسن مستمر مما يعني أن الشعب لا يعاني من شظف العيش الذي يشغله عن متابعة ما ينفعه في دينه، وليس هو مترف إلى درجة كراهيته لغير ما يحقق له اللهو والهزل.
وحينما يشرع الدعاة في الدعوة إلى المنهج الحق، فينبغي الحذر من جملة أمور مثل: - عدم الخوض في القضايا السياسية وإثارتها مما لا يفيد الدعوة، بل يعرقل مسيرتها وليست هي مما يحتاجه عامة الناس وموضع طرحها إنما مع من يحسن الاستماع إليها والتعامل معها، من النخب المثقفة وعبر كتابات في مواقع الإنترنت ونحو ذلك، أما ما يتعلق بشئون السلطنة السياسية فلا ينبغي طرحه أصلاً.
- يُفضَل عدم الخوض في نقاش ومناظرات مع الإباضية لأنهم وإن لم يشكلون الأغلبية من الشعب إلا أن لهم تأثيراً لا يخفى، فيكفي طرح المواضيع العامة والتي تحقق الهدف دون مشاحنات تصرف الدعوة عن هدفها المنشود.
- سيلاحظ الدعاة وجود تعظيم للقبور وانتشار للبدع حولها، فهذه يمكن أن تعالج بطريقة غير مباشرة وذلك ببيان العقيدة السليمة مما يساعد تدريجياً على معالجتها بطريقة لا تلفت الأنظار وتؤلب الخصوم، مع الأخذ في الاعتبار وجود مناطق من السلطنة يتواجد فيها من هو سلفي العقيدة و على الفطرة السليمة (مثل عجائز نيسابور كما قال الرازي) وهذا في: جعلان وظفار ونواحي من صحار والبريمي، ويرجع الفضل بعد الله - عز وجل - لانتشار الدعوة الإصلاحية وامتداد نفوذ الدولة السعودية في أطوارها الأولى إلى هناك.
يعقد في السلطنة دورات ودروس علمية ومحاضرات لطلبة ودعاة من أهل السنة والجماعة حتى من غير العمانيين منهم المغمور ومنهم المشهور فقد زارهم كل من: د. سلمان العودة ود. محمد العريفي وسليمان الجبيلان ...وغيرهم، بل هناك من طلبة العلم العمانيين من كان يقدم برامج دينية في التلفزيون العماني، فيا ليت دعاة المنهج الصحيح يهتبلون الفرصة، لقد كانت جارتها الإمارات ولا زالت - ولله الحمد - ميداناً مفتوحاً للدعاة إلا أن المبتدعة والصوفية والقبوريين قد أثروا حتى في طبقة بعض الحكام هناك وسبب هذا هو تقصيرنا، فهل وعينا الدرس جيداً قبل أن يقال: كانت عُمان بلداً سُنياً؟.
المصدر: لجينيات
عبدالله البصري
من خلال زيارات متعددة في سنوات مضت لسلطنة عمان كان مقصدها (ظفار) وقاعدتها مدينة (صلالة) فإني أشهد أن هذا الشعب ما زال يعيش على الفطرة ، ويلحظ زائره أنه يتعامل مع شعب طيب أصيل هادئ صامت مؤدب ، لم تعبث به يد المدنية المغيرة للفطر ، ولم يجد من المال سعة تُبطِرُهُ ، والمناخ في تلك البلاد ملائم لمن رزق البصيرة وآتاه الله الحكمة ، وأما المستعجل فلا ؛ لأن النظام هناك لا هوادة فيه على ما يبدو .
وقد كان لبعض من تولوا التدريس من الإخوة السعوديين هناك أثر طيب ، غير أن بعضهم استعجل قطف الثمار ، ودخل في أمور من الخلافيات التي أثمرت عن الاستغناء عن جميع المعلمين السعوديين .
أما (صلالة) فأهلها سنة على المذهب الشافعي ، وترى كتب الشيخين ابن باز وابن عثيمين وعلماء بلاد الحرمين عامة من أغلى ما يحرص الناس ثمة على امتلاكه وقراءته .
وأهلها يفرحون بالزوار من بلاد الحرمين ويقدرونهم ، وقد علمتُ أن جامعة الإمام أقامت قبل رمضان دورة صيفية علمية هناك ، ولا أدري هل هي أول دورة أم أنه قد سبقتها دورات ؟
نسأل الله أن يجعلنا من الدعاة إلى سبيله على علم بصيرة وأن يؤتينا الحكمة " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا "
تعديل التعليق