أَيَّامِ الْعَشْرِ - يَوْمُ عَرَفَةَ - الْعِيدِ -الْهَدْيِ و الْأَضَاحِيِّ

محمد البدر
1437/12/07 - 2016/09/08 07:08AM
[align=justify]الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ }.
فلنحمد الله على ما من به علينا من إدراك هذه الأيام الفضيلة ونسأله أن يمن علينا بإدراك يَوْمُ عَرَفَةَ وهو اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات يوم عرفة يوم يغيظ الشيطان ،وأجر صيامه لغير الحاج كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »رَوَاهُ مُسْلِمُ. وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُبَاهِي اللَّهَ مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللَّهِ : إِنَّ يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يرجى إجابة الدعاء فيه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وختام أيام العشر يوم العيد ويستحب فيه :
1- التَّكْبِيرِ : ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
2- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر له ذلك ،إلا إذا كان هناك عُذْرٌ مِنْ مَطَرٍ أَوْ غَيْرِهِ فيصلى في المسجد لفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3- استحباب حضور الخطبة : يقول شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمية – يَرْحَمُهُ اللَّهُ أن صَلاَةِ الْعِيدِ واجبة ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى فَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال« لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
4- مخالفة الطريق : يستحب الذهاب إلى مصلى العيد من طريق والرجوع من طريق آخر فعن جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله : ( خَالَفَ الطَّريقَ )يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ .
5- التَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن الصحاب رضي الله عنهم ونقول : «تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» .
6 – وأن يذبح بعد الصلاة ، فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَاعلموا أن فِي الأَضَاحِي أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ:فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تُنْقِي » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا( أي : عرجها)وَالْكَسِيرُ(أي : المنكسرة) الَّتِي لاَ تُنْقِي ( أي : لا مخ لها لضعفها وهزالها )
عِبَادَ اللَّهِ : علينا أن نشكر الله عز وجل أن بلغنا هذه الأيام واتقوا الله في يوم العيد ولا تجعلوه يوم تبذير واسراف وترف ، ولا تجعلوه يوم معصية لله وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر....
أقول قولي هذا.....

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ :كَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بعد صلاة العيد فيأكل منها فَعَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وهو اليوم العاشر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:« كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ » رَوَاهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ، والسنة أن يشهد المضحي أضحيته ،وأن ينحرها بنفسه إن استطاع ، وإن لم يستطع فليوكل من ينحرها عنه ويكبر عليها ويقول« بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ »وأن يَأْكُلَ مِنْهَا شيئاً كما فعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،و تجزئ الشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته ،لقول أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا سُئِلَ: «كيفَ كانتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رسولِ الله .فقال :كان الرَّجلُ يُضَحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أهلِ بَيْتِهِ فيأكلُون ويُطْعِمونَ حتى تَبَاهَى الناسُ فصارت كما ترَى» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
كذلك من كان عليه هدي تمتع أو القارن ،ومن لم يجد بالنسبة للحاج فعليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله قَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } .
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي يرحمه الله : {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ}أي الهدي أو ثمنه{فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ } أول جوازها من حين الإحرام بالعمرة، وآخرها ثلاثة أيام بعد النحر، أيام رمي الجمار، والمبيت بـ "منى" ولكن الأفضل منها، أن يصوم السابع، والثامن، والتاسع{وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ}أي :فرغتم من أعمال الحج، فيجوز فعلها في مكة، وفي الطريق، وعند وصوله إلى أهله.
ألا وصلوا .....
[/align]
المشاهدات 1166 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا