أول خطبة في رمضان

عبدالله يعقوب
1432/08/27 - 2011/07/28 22:38PM
هذه أول خطبة في رمضان 1431هـ
أصلها منقول من النت (نسيت لمن) وزدت عليها ونقصت منها
نسأل الله القبول


(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، ومنَّ علينا ببلوغ رمضان.
وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها الناس: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فاتقوا الله تعالى في أنفسكم، واتقوا الله في أهليكم، واتقوا الله في أموالكم وأولادكم. (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
أيها الناس.. اذكروا الله ذكراً كثيراً، واشكروه شكراً كبيراً، وسبحوه بكرة وأصيلاً.
فربكم ذو رحماتٍ واسعة، ونِعمٍ مترادفة، وآلاءٍ سابغة، يمينُه ملأى، لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُرْي، وهدى من الضلالة، وبَصّر من العماية، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلاً.
سبحانه وبحمده.. لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث، ولا يخشى الدوائر، يعلم مثاقيلَ الجبال، ومكاييلَ البحار، وعددَ قطرِ الأمطار، وعددَ ورقِ الأشجار، وعددَ ما أظلمَ عليه الليلُ وأشرقَ عليه النهار، وما تواري منه سماءٌ سماء، ولا أرضٌ أرضاً، ولا بحرٌ ما في قعره، ولا جبلٌ ما في وعره. (وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).
أيها الناس.. اذكروا الله ذكراً كثيراً، واشكروه شكراً كبيراً، وسبحوه بكرة وأصيلاً.
فربكم يقبل التائبين، ويَجزي المحسنين، وينصر المظلومين، ويقصم الجبارين، ويقيل العثرات،ويستر العورات، ويؤمن الروعات، ويرفع أقواما ويضع آخرين، لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفضالقسط ويرفعه، يُرفع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل، حجابُه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
قلوبُ العباد ونواصيهم بيده، وأزمَّةُ الأمور معقودةٌ بقضائه وقدره، (الْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخرالذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء.
لنيطاع إلا بإذنه ورحمته، ولن يعصى إلا بعلمه وحكمته، يطاع فيشكر، ويُعصى فيتجاوز ويغفر، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حال دون النفوس، وأخذبالنواصي، ونسخ الآثار، وكتب الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، والغيب عندهشهادة، (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
سبحان من سبحت له السمواتُ بأكنافها، وسبحت له البحارُ بأمواجها، وسبحت له الجبال بأصدائها، وسبحت له الحيتان بلغاتها، وسبحت له النجوم في السماء بأبراجها، وسبحت له الأشجار بأصولها وثمارها، سبحان من سبحت له السمواتُ السبعُ والأرضون السبعُ ومن فيهن ومن عليهن، (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
أيها الناس.. اشكروا الله على نعمة الإسلام، واشكروه على نعمة مجاورة البيت الحرام، واشكروه على نعمة بلوغ رمضان.
بلوغ رمضان.. فرصة عظيمة لمحو الآثام والذنوب..
بلوغ رمضان.. فرصة عظيمة لرفع الدرجات.. وزيادة الحسنات..
بلوغ رمضان.. فرصة عظيمة لتوثيق العلاقة مع كتاب ربنا، الذي هجرناه، وقصرنا في تلاوته وتدبره. فجاء رمضان ليعيد المسلم فيه علاقته بالقرآن تلاوة وحفظاً وتدبراً وعملاً وتطبيقاً.
إن بلوغ رمضان.. يفرح به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
كيف لا.. وهو شهر الرحمات والنفحات.
كيف لا يفرح المسلم برمضان.. وهو شهر القيام والتراويح..
كيف لا يفرح المسلم برمضان.. وهو شهر لذة العبادات، وأنس الطاعات، وحلاوة المناجاة..
شهر الدمعات الغزار، والإحسان إلى الجار، والبذل المتواصل في الليل والنهار.
لله در أقوام.. علموا حقيقة رمضان، فقاموا فيه لله.. ملأوا أوقاتهم وعمروها بذكر الله وطاعته. رهبان في الليل.. فرسان في النهار.. في ميادين البر والمعروف المتنوعة.
وإذا كان بعض الناس قد لوث ودنس هذا الشهر الكريم، بقنوات تحارب الفضيلة، وتنحر العفاف والحياء.. أو بمقالات تطعن في ثوابت الدين ومسلماته، أو بأفكار مستوردة من زبالات الغرب.
فإن هذا كله لا يعد سوى مقداراً يسيراً ضئيلاً لا يقاوم تيارَ الخير وجموعَ الخير وسُبُلَ المعروف وأنواعَ الطاعات، التي عليها المؤمنون الصادقون الغيورون في رمضان.
نعم... مهما حاول أهل الفساد في صد الناس عن دينهم، وتصوير المجتمع المسلم الطاهر على أنه مجتمع شهواني حيواني همه لذاته ونزواته.
إلا أن المجتمع المسلم بأفراده وآحاده يثبت أنه على الإسلام حقيقة ويقيناً.
ولذا ترى صوراً مشرقة عظيمة للطاعات في رمضان.
ترى صوراً للطاعة تبهج الفؤاد وتشرح الصدر وتسر الخاطر.
أرأيت جموع الناس وهم يتقاطرون على بيوت الله لأداء فرائض الله
أرأيت أجمل وأبهج من ذلك المنظر.. حين يتقاطر أهل الدار إلى المسجد للصلاة فيجتمعون ويصلون، ثم يسلم بعضهم على بعض ويرحب بعضهم ببعض، ثم ينقلبون إلى أهليهم قد امتلأت قلوبهم رضا عن الله، وحباً في الله، وتواصلاً لله وفي الله.
أرأيت جموع الناس وهم يتنافسون في تفطير الصائمين.
لن تدخل مسجداً من مساجد المسلمين وقت الإفطار إلا وذلك المنظر الجليل.. يملأ العين.. سعادة وفرحاً وأنساً وسروراً.
سفر ممدودة، وصفوف متراصة، ورجال أخيار أبرار يخدمون الصائمين، يمدونهم بالطعام والشراب. والفرحة تغمر الوجوه وتعلوها.
أرأيت جلسات القرآن المباركة في المساجد تدوي دوي النحل.
أرأيت الراكعين الساجدين..
أرأيت الداعين المخبتين..
أرأيت المتصدقين..
إنها صور الطاعة في رمضان..
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
اللهم تقبل الصيام والقيام..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم



الخطبة الثانية..
أيها الصائمون: إن رمضان.. فرصة للتغيير .. لمن كان مسرفاً على نفسه بالخطاياوالموبقات، ويعاقر المنكرات، أن يسارع إلىالإنابة، ويبادر إلى الاستقامة، قبل زوال النعم، وحلـول النقم، فهنالك لا تُقـالُالعثرات، ولا تُستدركُ الزلات.. (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ويكفي التائبين فخراً وعزاً، ورفعة وشرفاً أن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّالْمُتَطَهِّرِينَ }
فالتوبة.. التوبة.. يا صائمون، فهيشِعارُ المتقين. ودأبُ الصالحين. وحِليةُ المؤمنين.
بادر يا رعاك الله بالتوبة النصوح في هذا الشهر الكريم، وليكن رمضان هذا العام يختلف عن رمضان فيما مضى من الأعوام.
اللهم اجعلنا ممن تاب من الذنوب والعصيان، وفاز بالرضا والرضوان، والفوز بالجنان،والنجاة من النيران، يا كريم يا رحمان .
وصلوا وسلموا رحمكم الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
اللهم صل على محمد وآله...
المشاهدات 9020 | التعليقات 1

ترفع لعله يستفاد منها
وبالله التوفيق