أول جمعة بعد رمضان
نفجان نفجان
1442/10/01 - 2021/05/13 20:54PM
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صل الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما تَعمَلُونَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إنّ مِنْ أعظمِ النّعم التي يُنعم الله بها على عباده، أنْ بَلّغهم أيامَ الطاعات، ومواسمَ الخيرات، ونُزولَ الرحمات، لِيتزودوا من الحسنات، ويستغفرونَ عن ما بدر منهم من الذنوب والسيئات، ولقد عِشْنا مع شهر رمضان أجملَ الأوقات فَالْـهِمَمُ عاليةٌ ، والصدورُ منشرحةٌ , والنفوسُ مقبلةٌ على ربِّها وهذا كلُّه فضلٌ من الله ومنّة كما قال تعالى وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا هنيئا لمن قضى أيام رمضان في طاعة الله، وأحيا لياليه في مرضاة الله.أخي المسلم لقد تعلمت في رمضان الكثير من الأعمال الصالحات وتربيت عليها فلتكن بدايتك من هذا الشهر فأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ويا من عِشتَ مع القرآن في رمضان إياك أن تهجر القرآن بعد رمضان عِشْ مَع القرآن طُولَ حياتِك، فهو النورُ والهدى، الذي قال عنه ربُّ العالمين سبحانه قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فإن أهم مايوصى به في هذا الزمن زمن أطَلَّتْ فيه الشبُهات، وعصفت بالقلوب رياح الشهوات، وانبعثت سيول المغريات، واستهان الخلق بالثوابت واستخفوا بالمحكمات هو التعلق بالقران الكريم قراءة وتدبراً قال تعالى تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا إنَّ الأمةَ اليوم بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى أنْ تُمْعِنَ النظر في كتاب ربها وتُدَقِّقَ الفكر في سنة رسولها محمد صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي إن القرآن الكريم هو مصدر التثبيت لأنه يزرع الإيمان، ويُزَكِّي النفوس، ويقوي الصلة بالله؛ فإن الآيات إذا سكنت قلب المؤمن اطمأن قلبه، وازداد يقينه، وعظم إيمانه، يقول الله الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ أيها المسلمون الاعتصام بالقران الكريم نجاة للعبد من مضلات الفتن. الاعتصام بالقران الكريم عصمة للعبد من الوقوع في الشهوات المحرمة. الاعتصام بالقران الكريم عزة للأمة، وقوة لها. الاعتصام بالقران الكريم يكشف حيل الشيطان ومداخله. الاعتصام بالقران الكريم دليل على صحة العقل، واستقامة الفطرة. الاعتصام بالقران الكريم يثمر اطمئنان القلب، وراحة النفس. الاعتصام بالقران الكريم عصمة من الوقوع في البدع ومحدثات الأمور. وأسعدُ الناس أقربُهم من كتاب الله، وهو شرفُ وسُؤدَدُ المُسلمين، ورُقيُّ وفخرُ الأجيال، وهو أمانٌ للمُجتمع وبركةٌ عليه، وفيه الأُنسُ والرِّفعةُ ورِضا رب العالمين. يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ . بارك الله لي ولكم في القران العظيم
أيها المسلمون:من اتبَع القرآنَ نالَه الهُدى، ومن أعرضَ عنه ضلَّ في الرَّدَى، قال سبحانه فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ولا طريقَ للهداية بدونه، ومن حُجِب قلبُه عن الانتفاع به فلن يهتدِيَ بغيره، قال سبحانه فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ وكما أن القرآن يرفعُ صاحبَه فإنه يضعُ من عاداه، قال عليه الصلاة والسلام إن الله يرفعُ بهذا الكتاب أقوامًا ويضعُ به آخرين رواه مسلم وبعد عباد الله فالتمسُّك بالقران وتلاوتُه هو وصيةُ النبي صلى الله عليه وسلم للأمة. سُئل عبدُ بن أبي أوفَى رضي الله عنه عن وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أوصَى بكتابِ الله رواه البخاري