أَوْصَانِى خَلِيلِى صلى الله عليه وسلم بِثَلاَث
سعود المغيص
1436/10/07 - 2015/07/23 14:40PM
الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن مِنْ نِعَم الله علينا وفضْله أن بلَّغنا تمام شهرِ رمضان؛ ، وأتمَّ علينا نعمته بالعيد؛ فاللهمَّ لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً .
كانت لحظاتُه جميلة ، وأيامه سعيده ؛ ملأها المؤمنون بطاعةِ الله ، وتزودوا من التقوى، وأودَع الناس فيه أعمالَهم الصالحة { لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب}
وصيتي إليكم أيها الأحبّة في هذا المكان المبارك، هي الوصية التي أوصى بها محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم صاحِبَه أبا هريرة رضي الله عنه ، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: ( أَوْصَانِى خَلِيلِى صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ -جاء في البخاري: لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، وفي رواية أبي داود : لاَ أَدَعُهُنَّ فِى سَفَرٍ وَلاَ حَضَرٍ ما هي هذه الثلاث وما هي الوصية التي لن يتركَها أبو هريرة رضي الله عنه ؟ قال : صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَىِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ ) .
هذه الأعمالُ الصالحةُ من خير العبادات التي يوفَّقُ للمحافظةِ عليها من وفَّقه الله وهداه، هذه الأعمال من أخف العبادات
على المؤمن ومن أثقلها في ميزان حسناته.
أما الصيام فلأصحابه بابٌ يُنادَون منه اسمه باب الريّان لا يدخله إلا الصائمون، ويكفي في فضل الصيام ما رواه مسلمٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ( يعني في مرضاته ويريد به وجه الله والدار الآخرة (إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) .
صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، والتي أوصانا بها النبي عليه وسلم : إذا صمتها، فكأنك صمتَ الدهر !
أما الوصية الثانية من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه فهي ركعتي الضُّحى. وأقلُّ صلاةِ الضحى ركعتان وأعلاها ثمانِ ركعات يقول صلى الله عليه وسلم مبيّناً فضلها كما في صحيح مسلم: (( يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى )) .
انظر يا رعاك الله ، كيف أنَّ ركعتين يركعهما الإنسان تكفيه وتُجزيه عن مثل هذه الصدقات وفضلُ الله واسع.
عملٌ يسير لا يأخُذ منك إلا ثلاثَ دقائقَ ومع ذلك سمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم (( صَلاَةُ الأَوَّابِينَ )) والأواب هو المطيع لربّه كثيرُ الرجوع إليه.
اللهم اجعلنا من الأوابين التوَّابين ، اللهم وفقنا للمداومة على هذه الأعمال الصالحة إنك سميع مجيب .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله :
فإن الوصية الثالثة لأبي هريرة رضي الله عنه من خليله وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهي أن يوتر قبل أن ينام.
لقد جربتُم جميعاً لذةَ الوترِ والقيامِ في رمضان، فلماذا لا نستمرُ جميعاً في نعيم الطاعة هذا؟ هل تعلم أنَّ الله يحبُ من يقوم من الليل؟ يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البيهقي وحسنه الألباني : (( ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ ، ويَضْحَكُ إليهِمْ ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ : ) وذكر منهم من ترك شهوته ونومه وقام من الليل يناجي ربَّه ) .
(( ومَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ )) كما قال صلى الله عليه وسلم. فلو صليت ركعتين قرأت فيهما سورة الفلق وسورة الناس لكنتَ من هؤلاء.
فاحرص أخي المسلم على ألا تبيتَ إلا وقد صليتَ لله ثلاث ركعات ، أو ركعةً واحدة.
إن لم تؤدها في آخر الليل، فلتؤدها قبل نومك أو بعد أدائك لصلاة العشاء مباشرة في المسجد.
جاهد النفس التي يُثبّطها الشيطان عن فعل الخير، واصبر على هذه الطاعات وصابر ورابط ، لتجدها قد سبقتك لتكون شفيعاً لك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون ) .
الا وصلوا ..
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن مِنْ نِعَم الله علينا وفضْله أن بلَّغنا تمام شهرِ رمضان؛ ، وأتمَّ علينا نعمته بالعيد؛ فاللهمَّ لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً .
كانت لحظاتُه جميلة ، وأيامه سعيده ؛ ملأها المؤمنون بطاعةِ الله ، وتزودوا من التقوى، وأودَع الناس فيه أعمالَهم الصالحة { لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب}
وصيتي إليكم أيها الأحبّة في هذا المكان المبارك، هي الوصية التي أوصى بها محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم صاحِبَه أبا هريرة رضي الله عنه ، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: ( أَوْصَانِى خَلِيلِى صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ -جاء في البخاري: لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، وفي رواية أبي داود : لاَ أَدَعُهُنَّ فِى سَفَرٍ وَلاَ حَضَرٍ ما هي هذه الثلاث وما هي الوصية التي لن يتركَها أبو هريرة رضي الله عنه ؟ قال : صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَىِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ ) .
هذه الأعمالُ الصالحةُ من خير العبادات التي يوفَّقُ للمحافظةِ عليها من وفَّقه الله وهداه، هذه الأعمال من أخف العبادات
على المؤمن ومن أثقلها في ميزان حسناته.
أما الصيام فلأصحابه بابٌ يُنادَون منه اسمه باب الريّان لا يدخله إلا الصائمون، ويكفي في فضل الصيام ما رواه مسلمٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ( يعني في مرضاته ويريد به وجه الله والدار الآخرة (إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) .
صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، والتي أوصانا بها النبي عليه وسلم : إذا صمتها، فكأنك صمتَ الدهر !
أما الوصية الثانية من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه فهي ركعتي الضُّحى. وأقلُّ صلاةِ الضحى ركعتان وأعلاها ثمانِ ركعات يقول صلى الله عليه وسلم مبيّناً فضلها كما في صحيح مسلم: (( يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى )) .
انظر يا رعاك الله ، كيف أنَّ ركعتين يركعهما الإنسان تكفيه وتُجزيه عن مثل هذه الصدقات وفضلُ الله واسع.
عملٌ يسير لا يأخُذ منك إلا ثلاثَ دقائقَ ومع ذلك سمَّاها النبي صلى الله عليه وسلم (( صَلاَةُ الأَوَّابِينَ )) والأواب هو المطيع لربّه كثيرُ الرجوع إليه.
اللهم اجعلنا من الأوابين التوَّابين ، اللهم وفقنا للمداومة على هذه الأعمال الصالحة إنك سميع مجيب .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله :
فإن الوصية الثالثة لأبي هريرة رضي الله عنه من خليله وحبيبه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهي أن يوتر قبل أن ينام.
لقد جربتُم جميعاً لذةَ الوترِ والقيامِ في رمضان، فلماذا لا نستمرُ جميعاً في نعيم الطاعة هذا؟ هل تعلم أنَّ الله يحبُ من يقوم من الليل؟ يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البيهقي وحسنه الألباني : (( ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ ، ويَضْحَكُ إليهِمْ ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ : ) وذكر منهم من ترك شهوته ونومه وقام من الليل يناجي ربَّه ) .
(( ومَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ )) كما قال صلى الله عليه وسلم. فلو صليت ركعتين قرأت فيهما سورة الفلق وسورة الناس لكنتَ من هؤلاء.
فاحرص أخي المسلم على ألا تبيتَ إلا وقد صليتَ لله ثلاث ركعات ، أو ركعةً واحدة.
إن لم تؤدها في آخر الليل، فلتؤدها قبل نومك أو بعد أدائك لصلاة العشاء مباشرة في المسجد.
جاهد النفس التي يُثبّطها الشيطان عن فعل الخير، واصبر على هذه الطاعات وصابر ورابط ، لتجدها قد سبقتك لتكون شفيعاً لك ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون ) .
الا وصلوا ..
المشاهدات 4171 | التعليقات 4
خطبة جميله ومختصره بورك فيك ياشيخ
محمد الودعاني;27742 wrote:
خطبة رائعة الله يجزاك الجنه
جزاك الله خير الجزاء
أبوزياد;27743 wrote:
خطبة جميله ومختصره بورك فيك ياشيخ
جزاك الله خير الجزاء
محمد الودعاني
خطبة رائعة الله يجزاك الجنه
تعديل التعليق