أهم رسائل التحالف الإسلامي//د. زياد الشامي
احمد ابوبكر
1437/03/09 - 2015/12/20 08:19AM
[align=justify]لعل السمة الأبرز التي تميز العصر الحديث هي : نشوء التحالفات بين الدول سياسيا وعسكريا واقتصاديا , فلا مكان في العصر الذي نعيشه للدول القطرية أو الدويلات الصغيرة , مع وجود التكتلات والاتحادات التي قد تجمع 28 دولة معا كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي مثلا .
وإذا كانت الدول الغربية قد أدركت مبكرا أهمية الدخول في تحالفات واتحادات سياسية واقتصادية وعسكرية , لتحقيق مصالحها وتنفيذ أهدافها الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية , على الرغم من اختلاف لغاتها ومذاهبها الدينية والعرقية وعاداتها وتقاليدها .... فإن الدول الإسلامية لم تفطن لخطورة ما هي عليه من تفرق وتشرذم واختلاف وانعدام لأي شكل من أشكال الاتحاد أو التحالفات , رغم القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعها دينيا ولغويا وتاريخيا ....
ومع الاعتراف بالدور الكبير الذي لعبته الدول الاستعمارية الغربية في تفتيت وتمزيق الدول العربية والإسلامية , سواء من خلال دورها في إسقاط الخلافة العثمانية وتمزيقها , أو في رسم الحدود المصطنعة بين الدول العربية والإسلامية بعد اتفاقية سايكس بيكو , معتمدة على مبدأ "فرق تسد" , مع العمل على منع أو إفشال أي محاولة للاتحاد أو حتى التحالف والاجتماع .... فإن ذلك لا ينفي تقصير الدول الإسلامية الكبير والخطير في السعي إلى عقد تحالفات تقي هويتها الإسلامية من العدوان , وحدودها من الانتهاك , وخيراتها من النهب والاستغلال ....
لم يقتصر خطر انعدام التحالفات الإسلامية على إضعاف دولها و تهديد هويتها الدينية فحسب , بل وصل إلى حد البدء بمشروع تقسيم المقسم منها وتفتيت المفتت , و الشروع بتنفيذ ما يسمى "الفوضى الخلاقة" .... لتدرك الدول الإسلامية أخيرا أنه لا بد مما ليس منه بد , ولتقود المملكة العربية السعودية "التحالف العربي" الذي يعتبر الأول من نوعه ضد التغول الصفوي في المنطقة عموما واليمن على وجه الخصوص , ليأتي التحالف الإسلامي تتويجا لهذه اليقظة المحمودة وإن كانت متأخرة .
وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل حول التحالف الإسلامي الجديد الذي أعلنت عنه المملكة السعودية أمس , والذي يتشكل من 34 دولة لمحاربة ما يسمى "الإرهاب" في مناطق مختلفة بالعالم الإسلامي ، انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته , والذي ستقوده بلاد الحرمين بغرفة عمليات مقرها الرياض ..... إلا أن مجرد الإعلان عن قيام هذا التحالف يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح .
ويكفي إيجابية في هذا التحالف أنه يوجه عدة رسائل إقليمية ودولية بمجرد الإعلان عنه أهمها :
1- رسالة إلى إيران ومشروعها الصفوي الذي تغول كثيرا في السنوات الأخيرة في المنطقة , وكشف عن وجهه القبيح الذي كان يخفيه سابقا تحت شعارات حب آل البيت وأكاذيب التقارب السني الشيعي وعقيدة التقية الرافضية الباطلة , وخصوصا في سورية واليمن وبعض دول الخليج .
ومفاد هذه الرسالة أن هناك تحالف سني قد نشأ لمواجهة تحالف الرافضة مع كل من العرق وسورية التي تهيمن عليهما بشكل أو بآخر , ومع الروس التي لا تريد أن تخسر آخر مناطق نفوذها في المنطقة , والتي تداولت وسائل الإعلام الكثير من الأنباء عن تشكل هذا الحلف مؤخرا .
ومن هنا يمكن فهم الصدمة التي قد تكون اعترت طهران بعد الإعلان عن قيام التحالف الإسلامي الجديد , من خلال عدم تعليقها على الخبر حتى الآن , خصوصا بعد أن ذاقت الأمرين من التحالف العربي الذي تقوده السعودية أيضا في اليمن , والذي أفشل مخططها الخبيث في الهيمنة على حدود المملكة والخليج الجنوبية عبر عملائهم الحوثيين هناك .
2- الرسالة الثانية لهذا التحالف الجديد موجهة إلى أعداء الإسلام الذين يحاولون دائما ربط الدين الحنيف "بالإرهاب" , بل ويسعون إلى حصر ما يسمى "الإرهاب" بالإسلام والمسلمين , من خلال تحميل دين الله الحنيف والمسلمين جميعا وزر الفهم الخاطئ لبعض المنتسبين إليه , والتي أفرزت بطبيعة الحال ممارسات لا تمت إلى صحيح دين الله و وسطيته وسماحته بأي صلة .
لقد كان الإعلان عن قيام تحالف إسلامي سني لمحاربة جميع أشكال "الإرهاب" - بما في ذلك "إرهاب داعش" بطبيعة الحال - رسالة قوية إلى كل من يحاول ربط دين الله الخاتم "بالإرهاب" , كما أن في تأكيد التحالف الجديد بأنه لن يقتصر على استهداف "داعش" فحسب , بل سيحارب جميع أشكال الإرهاب وكل المنظمات الإرهابية كما أكد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي و وزير الدفاع ....رسالة أخرى لأولئك الذين يحاربون إرهابا دون إرهاب , ويتعاملون بازدواجية صارخة مع هذا الملف الخطير , فينتفضون لقتل "داعش" أفرادا أو عشرات أو حتى مئات , ويحشدون دول العالم لمحاربته وضرورة القضاء عليه ....بينما يتركون طاغية الشام وأمثاله يبيد شعبا بأكمله , ويقتل بوحشية منقطة النظير مئات الآلاف من المدنيين , دون أن يعتبروا ذلك "إرهابا" , فضلا عن أن يحشدوا لمحاربته ووقف جرائمه التحالفات العسكرية .
كثيرة هي الرسائل التي يمكن قراءتها من إعلان قيام التحالف الإسلامي الجديد , ولكن الأهم من ذلك ثبات هذا التحالف وفاعليته في مواجهة ما يحيق بالأمة من مخاطر حالية , وخصوصا الخطر الصفوي الذي أيقنت الدول السنية حتمية مواجهته أخيرا .
[/align]
وإذا كانت الدول الغربية قد أدركت مبكرا أهمية الدخول في تحالفات واتحادات سياسية واقتصادية وعسكرية , لتحقيق مصالحها وتنفيذ أهدافها الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية , على الرغم من اختلاف لغاتها ومذاهبها الدينية والعرقية وعاداتها وتقاليدها .... فإن الدول الإسلامية لم تفطن لخطورة ما هي عليه من تفرق وتشرذم واختلاف وانعدام لأي شكل من أشكال الاتحاد أو التحالفات , رغم القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمعها دينيا ولغويا وتاريخيا ....
ومع الاعتراف بالدور الكبير الذي لعبته الدول الاستعمارية الغربية في تفتيت وتمزيق الدول العربية والإسلامية , سواء من خلال دورها في إسقاط الخلافة العثمانية وتمزيقها , أو في رسم الحدود المصطنعة بين الدول العربية والإسلامية بعد اتفاقية سايكس بيكو , معتمدة على مبدأ "فرق تسد" , مع العمل على منع أو إفشال أي محاولة للاتحاد أو حتى التحالف والاجتماع .... فإن ذلك لا ينفي تقصير الدول الإسلامية الكبير والخطير في السعي إلى عقد تحالفات تقي هويتها الإسلامية من العدوان , وحدودها من الانتهاك , وخيراتها من النهب والاستغلال ....
لم يقتصر خطر انعدام التحالفات الإسلامية على إضعاف دولها و تهديد هويتها الدينية فحسب , بل وصل إلى حد البدء بمشروع تقسيم المقسم منها وتفتيت المفتت , و الشروع بتنفيذ ما يسمى "الفوضى الخلاقة" .... لتدرك الدول الإسلامية أخيرا أنه لا بد مما ليس منه بد , ولتقود المملكة العربية السعودية "التحالف العربي" الذي يعتبر الأول من نوعه ضد التغول الصفوي في المنطقة عموما واليمن على وجه الخصوص , ليأتي التحالف الإسلامي تتويجا لهذه اليقظة المحمودة وإن كانت متأخرة .
وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من التفاصيل حول التحالف الإسلامي الجديد الذي أعلنت عنه المملكة السعودية أمس , والذي يتشكل من 34 دولة لمحاربة ما يسمى "الإرهاب" في مناطق مختلفة بالعالم الإسلامي ، انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته , والذي ستقوده بلاد الحرمين بغرفة عمليات مقرها الرياض ..... إلا أن مجرد الإعلان عن قيام هذا التحالف يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح .
ويكفي إيجابية في هذا التحالف أنه يوجه عدة رسائل إقليمية ودولية بمجرد الإعلان عنه أهمها :
1- رسالة إلى إيران ومشروعها الصفوي الذي تغول كثيرا في السنوات الأخيرة في المنطقة , وكشف عن وجهه القبيح الذي كان يخفيه سابقا تحت شعارات حب آل البيت وأكاذيب التقارب السني الشيعي وعقيدة التقية الرافضية الباطلة , وخصوصا في سورية واليمن وبعض دول الخليج .
ومفاد هذه الرسالة أن هناك تحالف سني قد نشأ لمواجهة تحالف الرافضة مع كل من العرق وسورية التي تهيمن عليهما بشكل أو بآخر , ومع الروس التي لا تريد أن تخسر آخر مناطق نفوذها في المنطقة , والتي تداولت وسائل الإعلام الكثير من الأنباء عن تشكل هذا الحلف مؤخرا .
ومن هنا يمكن فهم الصدمة التي قد تكون اعترت طهران بعد الإعلان عن قيام التحالف الإسلامي الجديد , من خلال عدم تعليقها على الخبر حتى الآن , خصوصا بعد أن ذاقت الأمرين من التحالف العربي الذي تقوده السعودية أيضا في اليمن , والذي أفشل مخططها الخبيث في الهيمنة على حدود المملكة والخليج الجنوبية عبر عملائهم الحوثيين هناك .
2- الرسالة الثانية لهذا التحالف الجديد موجهة إلى أعداء الإسلام الذين يحاولون دائما ربط الدين الحنيف "بالإرهاب" , بل ويسعون إلى حصر ما يسمى "الإرهاب" بالإسلام والمسلمين , من خلال تحميل دين الله الحنيف والمسلمين جميعا وزر الفهم الخاطئ لبعض المنتسبين إليه , والتي أفرزت بطبيعة الحال ممارسات لا تمت إلى صحيح دين الله و وسطيته وسماحته بأي صلة .
لقد كان الإعلان عن قيام تحالف إسلامي سني لمحاربة جميع أشكال "الإرهاب" - بما في ذلك "إرهاب داعش" بطبيعة الحال - رسالة قوية إلى كل من يحاول ربط دين الله الخاتم "بالإرهاب" , كما أن في تأكيد التحالف الجديد بأنه لن يقتصر على استهداف "داعش" فحسب , بل سيحارب جميع أشكال الإرهاب وكل المنظمات الإرهابية كما أكد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي و وزير الدفاع ....رسالة أخرى لأولئك الذين يحاربون إرهابا دون إرهاب , ويتعاملون بازدواجية صارخة مع هذا الملف الخطير , فينتفضون لقتل "داعش" أفرادا أو عشرات أو حتى مئات , ويحشدون دول العالم لمحاربته وضرورة القضاء عليه ....بينما يتركون طاغية الشام وأمثاله يبيد شعبا بأكمله , ويقتل بوحشية منقطة النظير مئات الآلاف من المدنيين , دون أن يعتبروا ذلك "إرهابا" , فضلا عن أن يحشدوا لمحاربته ووقف جرائمه التحالفات العسكرية .
كثيرة هي الرسائل التي يمكن قراءتها من إعلان قيام التحالف الإسلامي الجديد , ولكن الأهم من ذلك ثبات هذا التحالف وفاعليته في مواجهة ما يحيق بالأمة من مخاطر حالية , وخصوصا الخطر الصفوي الذي أيقنت الدول السنية حتمية مواجهته أخيرا .
[/align]