أهمية حفظ النفس والإسعافات الأولية

عايد القزلان التميمي
1444/02/20 - 2022/09/16 08:47AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
أما بعد
فيا أيها المؤمنون إن شريعة الإسلام، مبنية بناء متينا حكيما، لأنها من العزيز الحكيم الحميد، فما من مصلحة في الدنيا و الآخرة إلا وأرشدت إليه ودلت عليه، ولذا اعتنت الشريعة بحفظ الضرورات الخمس والتي هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال.
فحياة البشر في الدنيا لا تستقيم إلا بحفظ هذه الضروريات والتي اتفقت عليها الأديان السماوية، وأقرت بها الأمم الماضية .
وقد وضعت الشريعة الإسلامية تدابير عديدة كفيلة بإذن الله بحفظ النفس من التلف والتعدي عليها, ومن ذلك تحريم الانتحار والوعيد الشديد لمن قتل نفسه و النهي عن القتال في الفتنة و النهي عن الإشارة بالسلاح ونحوه من حديدة وغيرها و النهي عن السبّ والشتم المفضي للعداوة ثم التقاتل .
عباد الله وقد جاءت الشريعة الإسلامية لحفظ الضروريات الخمس، قال الله تعالى:  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا   وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا   رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا   وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا  ،
فجاء ما يدل على حفظ الدين في مطلعها في قوله:  وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ ،
وجاء حفظ المال في قوله:  وَءاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ  وقوله:  وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا ،
وجاء حفظ النفس في قوله:  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ  وقوله:  وَلاَ تَقْتُلُواْ
ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقّ .
و حفظ النفس تلكم الضرورة العظيمة التي جاء الإسلام بالتأكيد على حفظها تأكيداً شديداً قالَ الله تعالَى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
قالَ مُجَاهِدٌ: (وَمَنْ أَحْيَاهَا) أَيْ: أَنْجَاهَا مِنْ غَرَقٍ أو حَرَقٍ أو هَلَكَة.
فمن عناية الإسلام بحق الجسم والمحافظة على النفس البشرية ما شرعته أحكامه من رخص في أداء الفرائض إذا كان العمل بذلك يؤذي الجسم، كأن يسبب له مرضاً، أو يزيد في مرض قائم، أو يؤخر الشفاء منه، أو يؤدي إلى مشقة زائدة، فهنا يضع الوضوء إلى التيمم، والصلاة قائما إلى الصلاة قاعداً أو مضطجعاً، وله الفطر في رمضان للسفر أو المرض إلى غير ذلك من أنواع التخفيف  وفي الحديث إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته .
وَإِنَّ مِنْ أَهم الْأَسْبَابِ َالْمُؤَثِّرَةِ فِي حِفْظِ النُّفُوسِ بإذن الله عز وجل ، عُلُومُ الطِّبِّ الْبَشَرِيِّ ، وَعَلَى رَأْسِهَا، مَا يُسَمَّى بِالْإِسْعَافَاتِ الْأَوَّلِيَّةِ، لأن الإسعافات الأولية تساعد بإذن الله على تقليل الضرر الناجم عن الحادثة ومنع تطورها وتوفر الوقت الممكن إلى حين توفر الرعاية الصحية المناسبة للمصاب لأن المحافظةُ على الصحةِ لها أهميةٌ كبيرةٌ في حياةِ المسلمِ، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ،
 
 وهو عمل انساني بالدرجة الاولى، (( وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا وَاستَغفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ )) . بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية       
الحمد لله الذي أمر بالتقوى وحث على التعاون والبذل،  نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد فيا عباد الله : ولأهمية الإسعافات الأولية،  يُفترض أن يكون الإلمام بأساسيات الإسعافات الأولية أمراً دائماً ومستمراً وملازماً لكل أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم ووظائفهم ولا يقتصر على فئة دون أخرى، لينشر حالة دائمة من التعاضد والتلاحم بين أفراد المجتمع، ويضع على عاتقهم المسؤولية لحماية بعضهم البعض، وهو ما تجسَّد في قول الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا).
ويذكر أنه يوجد دورات تدريبية، لزيادة الوعي بأساسيات الإسعافات الأولية وهي متاحة على مدار العام وفي مختلف مناطق المملكة .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ...
المرفقات

1663307663_أهمية حفظ النفس ومعرفة الإسعافات الأولية.docx

1663308023_أهمية حفظ النفس ومعرفة الإسعافات الأولية.docx

المشاهدات 645 | التعليقات 0