أهمية تسوية الصفوف ( 1 )
محمد البدر
1435/04/07 - 2014/02/07 01:55AM
[align=justify]الخطبة الأولى:-
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }المؤمنون: 1 – 2
عباد الله :الصلاة عمود الإسلام وآكد أركانه بعد الشهادتين وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي التي أوصي بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول « الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ »صححه الألباني. من حافظ علي هؤلاء الصلوات جماعة في المساجد فليبشر بروح وريحان وجنة نعيم يقول نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ». قَالُوا لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ.قَالَ « فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا »رواه مسلم.
وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بالإحسان في أداء الصلاة وغيرها ومن الإحسان تسوية الصفوف فانه من حسن الصلاة وتمامها فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ :« أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا ، فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وكان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حريص علي هذا الأمر معنيا به قال النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّى صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّى بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلاً بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فَقَالَ « عِبَادَ اللَّهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ » رواه مسلم.وكان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرغب في تسوية الصفوف وسد الفرج فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً »رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
ومما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل سد الفرج وثواب ذلك بشارة أوردها العلامة الألباني وروتها عائشة رضي الله عنها عن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال «مَنْ سَدَّ فُرجَةً بَنَى الله لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً».
من كان حريصا علي العمل بالسنة في صلاته فليبشر فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ » رواه النسائي وصححه الألباني.وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بإتمام الصفوف ويبين أن ذلك خير فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ »متفقٌ عَلَيهِ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَقِيمُوا الصَّفَّ فِى الصَّلاَةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحذر من التفريق في هذا الأمر ويبين للأمة أن اختلاف الصفوف في الصلاة يورث اختلاف القلوب فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِى الصَّلاَةِ وَيَقُولُ « اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ». قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلاَفًا. رواه مسلم ، ومن آثار التفريق في هذا الأمر تسلط الشياطين بقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ«رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالأَعْنَاقِ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ » رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني.
قال البغوي رحمه الله والحذف : غنم سود صغار .
عباد الله :كان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي : ويدعو لأصحاب الصف الأول ثلاثا فعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ثَلَاثًا وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً.رواه النسائي وصححه الألباني.بل لقد بشر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الصف الأول أن الله وملائكته يصلون عليهم فعن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وَصُدُورَنَا وَيَقُولُ « لاَ تَخْتَلِفُ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ أَوِ الصُّفُوفِ الأُولَى »رواه أحمد وصححه الألباني.
وعَنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى » . وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ .رواه البخاري .
وعَنِ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ « أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ». ثَلاَثًا « وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ». قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني.
عباد الله :لقد كان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرغِب في الصف الأول فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا »رواه مُسْلِمٌ. أقول قولي هذا واستغفر الله ...
الخطبة الثانية :-
عباد الله :ومما جاءت به سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لين المؤمن مع إخوانه إذا كان في الصف فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ وَلِينُوا فِى أَيْدِى إِخْوَانِكُمْ وَسُدُّوا الْخَلَلَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ » رواه أحمد وصححه الألباني.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِى الصَّلاَةِ»رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني. قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ : و مَعْنَاهُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الصَّفّ وَأَمَرَهُ أَحَد بِالِاسْتِوَاءِ أَوْ بِوَضْعِ يَده عَلَى مَنْكِبه يَنْقَاد وَلَا يَتَكَبَّر . فَالْمَعْنَى أَسْرَعكُمْ اِنْقِيَادًا . انتهي كلامه رحمه الله .
ومن سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب عدم الصف بين السواري لئلا ينقطع لقول قُرَّةُ بن إِيَاسٍ الْمُزَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا»رواه ابْنُ مَاجَهْ وصححه الألباني .وقال :إن هذا الفعل نهي عنه بين السواري جماعة وأما استعمال المرء مثله منفردا فجائز .انتهي كلامه .
وقال الشيخ بن عثيمين ( الصلاة بين السواري جائزة عند الضيق أما في حال السعة فلا يصلي بين السواري لأنها تقطع الصفوف ). انتهي كلامه رحمه الله وغفر له .
[/align]
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }المؤمنون: 1 – 2
عباد الله :الصلاة عمود الإسلام وآكد أركانه بعد الشهادتين وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وهي التي أوصي بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول « الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ »صححه الألباني. من حافظ علي هؤلاء الصلوات جماعة في المساجد فليبشر بروح وريحان وجنة نعيم يقول نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ». قَالُوا لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ.قَالَ « فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا »رواه مسلم.
وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بالإحسان في أداء الصلاة وغيرها ومن الإحسان تسوية الصفوف فانه من حسن الصلاة وتمامها فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ :« أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا ، فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وكان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حريص علي هذا الأمر معنيا به قال النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّى صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّى بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلاً بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ فَقَالَ « عِبَادَ اللَّهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ » رواه مسلم.وكان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرغب في تسوية الصفوف وسد الفرج فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً »رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
ومما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل سد الفرج وثواب ذلك بشارة أوردها العلامة الألباني وروتها عائشة رضي الله عنها عن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال «مَنْ سَدَّ فُرجَةً بَنَى الله لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً».
من كان حريصا علي العمل بالسنة في صلاته فليبشر فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ » رواه النسائي وصححه الألباني.وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بإتمام الصفوف ويبين أن ذلك خير فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ »متفقٌ عَلَيهِ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَقِيمُوا الصَّفَّ فِى الصَّلاَةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلاَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحذر من التفريق في هذا الأمر ويبين للأمة أن اختلاف الصفوف في الصلاة يورث اختلاف القلوب فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِى الصَّلاَةِ وَيَقُولُ « اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ». قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلاَفًا. رواه مسلم ، ومن آثار التفريق في هذا الأمر تسلط الشياطين بقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ«رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالأَعْنَاقِ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنِّى لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ » رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني.
قال البغوي رحمه الله والحذف : غنم سود صغار .
عباد الله :كان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي : ويدعو لأصحاب الصف الأول ثلاثا فعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ثَلَاثًا وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً.رواه النسائي وصححه الألباني.بل لقد بشر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الصف الأول أن الله وملائكته يصلون عليهم فعن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وَصُدُورَنَا وَيَقُولُ « لاَ تَخْتَلِفُ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ أَوِ الصُّفُوفِ الأُولَى »رواه أحمد وصححه الألباني.
وعَنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّى أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِى » . وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ .رواه البخاري .
وعَنِ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ « أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ». ثَلاَثًا « وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ». قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني.
عباد الله :لقد كان نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرغِب في الصف الأول فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا »رواه مُسْلِمٌ. أقول قولي هذا واستغفر الله ...
الخطبة الثانية :-
عباد الله :ومما جاءت به سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لين المؤمن مع إخوانه إذا كان في الصف فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ وَلِينُوا فِى أَيْدِى إِخْوَانِكُمْ وَسُدُّوا الْخَلَلَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ » رواه أحمد وصححه الألباني.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِى الصَّلاَةِ»رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وصححه الألباني. قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ : و مَعْنَاهُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الصَّفّ وَأَمَرَهُ أَحَد بِالِاسْتِوَاءِ أَوْ بِوَضْعِ يَده عَلَى مَنْكِبه يَنْقَاد وَلَا يَتَكَبَّر . فَالْمَعْنَى أَسْرَعكُمْ اِنْقِيَادًا . انتهي كلامه رحمه الله .
ومن سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب عدم الصف بين السواري لئلا ينقطع لقول قُرَّةُ بن إِيَاسٍ الْمُزَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا»رواه ابْنُ مَاجَهْ وصححه الألباني .وقال :إن هذا الفعل نهي عنه بين السواري جماعة وأما استعمال المرء مثله منفردا فجائز .انتهي كلامه .
وقال الشيخ بن عثيمين ( الصلاة بين السواري جائزة عند الضيق أما في حال السعة فلا يصلي بين السواري لأنها تقطع الصفوف ). انتهي كلامه رحمه الله وغفر له .
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق