أهمية الدعاء في الشدائد وخطورة ما حصل من الاحتفالات بالسنة الميلادية مع ما نحن فيه من
فيصل التميمي
1435/03/02 - 2014/01/03 06:43AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الخطبة في أصلها لأحد المشايخ الفضلاء
جزاه الله عنا خير الجزاء
وقد جرى عليه قلم التعديل والإضافة بما يناسب المقام
*****
أهمية الدعاء في الشدائد وخطورة ما حصل من الاحتفالات بالسنة الميلادية مع ما نحن فيه من شدة 2/3/1435هـ
أمّا بعد، فأيها الناس.. اتقوا الله تعالى, وابذلوا أسباب الفوز برحمته, واحذروا من أسباب سخطه وعقوبته, قال جل وعلا ﴿ أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
عباد الله.. إنَّ حاجة المسلم إلى ربِّه دائمة، فهو - سبحانه - الرزَّاق ذو القوة المتين، وما يُصيب العباد من النَّعماء والخير، فبفضله، ولا يمسُّهم شيء من الأذى والعَنت، إلاَّ بِعلمه وحكمته، ولا يُرفع إلاَّ بإذنه؛ ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].
ولا غنى للمسلم عن الضراعة واللجوء إلى خالقه في كلِّ حال وفي كلِّ زمان، أمَّا في أزمان الفتن وضِيق الحال، وتقلُّب الأمور، فإن الحاجة تزيد، فالعبد ضعيف بنفسه مَهْما أُوتِي من قوة وبأْسٍ، وإن المتأمِّل في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحواله، ليرى منه - صلى الله عليه وسلم - العجب في تعلُّقه بربِّه واللجوء إليه، والإلحاح على الله بالدعاء والطلب، وعدم اليأس، مع أن دعاءَه مُجابٌ، ورغبته مُحقَّقة، فكان صلى الله عليه وسلم عند مُدلهمَّات الأمور، ومفارق الطرق، ومضايق الأحوال، يلجأ إلى ربِّه، ويُلِحُّ عليه في المسألة؛ حتى إنَّ أصحابه - رضي الله عنهم - ليُشفقون عليه ويَرحمونه من شدَّة تضرُّعه وسؤاله؛ قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾[الأنفال: 9] ﴿ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾: تَستجيرون به من عدوِّكم، وتدعونه للنصر عليهم، ﴿ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾: فأجابَ دعاءَكم بأني مُمدكم بألفٍ من الملائكة يُردفُ بعضهم بعضًا، ويتلو بعضهم بعضًا، ثم ساق سندَه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: لَمَّا كان يوم بدر، ونظَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وعُدَّتهم، ونظَر إلى أصحابه نَيِّفًا على ثلاث مائة، فاستقبَل القِبلة، فجعَل يدعو ويقول: ((اللهمَّ أنجِز لي ما وعدَّتني، اللهمَّ إن تَهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تُعبد في الأرض))، فلم يَزل كذلك، حتى سقَط رداؤه وأخَذه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فوضَع رداءَه عليه، ثم الْتَزَمه من ورائه، ثم قال: كفاك يا نبيَّ الله، بأبي وأمي مُناشدتكَ ربَّك، فإنه سيُنجز لك ما وعدَك، فأنزَل الله ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾"؛ ا.هـ.
وقد أخبَرنا القرآن الكريم أنَّ الدعاء عند مواجهة العدوِّ من أمضى الأسلحة وأقواها؛ قال تعالى عن عباده المجاهدين: ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 147 - 148].
وقال تعالى مُبيِّنًا للمسلمين أن تفويضَ الأمور إليه - سبحانه - يُفيد في وقت الأزمات وتحزُّب الأحزاب: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 173 - 175].
وقال تعالى عن جُند طالوت حين عايَنوا جالوت وجنوده وفرَّ منهم مَن فرَّ: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 250 - 251].
وهكذا كلُّ مسلم تَنزل به نازلة، أو تحلُّ به أو بإخوانه نَكبة، يَلجأ إلى ربه بالدعاء والضَّراعة، وفي الصحيحين: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين يَفرغ من صلاة الفجر من القراءة، ويكبِّر ويَرفع رأسه: ((سَمِع الله لِمَن حَمِده، ربَّنا ولك الحمد))، ثم يقول وهو قائم: ((اللهمَّ أنجِ الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعيَّاش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهمَّ اشْدُد وَطْأتك على مُضَر، واجعَلها عليهم كسِنِي يوسف، اللهمَّ الْعَن لِحيان ورِعْلاً، وذَكْوان وعُصيَّة، عصَت الله ورسوله))؛ قال الإمام ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "إنه كما شرَع الدعاء بالاستسقاء للمؤمنين، كذلك شرَع الدعاء بالقَحط على الكافرين؛ لِما فيه من نَفْع المسلمين بإضعاف عدوِّ المؤمنين"؛ ا. هـ.
والله تعالى قريب ممن دعاه؛ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
بارَك الله لي ولكُم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله تعالى لي ولكم ولسائِرِ المسلمين والمسلماتِ من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ - حَقَّ تَقْوَاهُ, وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهْ. ثم اعلموا رحمكم الله أنه لحري بكل مسلمٍ وجسدُ أمتنا مثخنٌ بالجراح النازفة أن يَستشعر كونَ المسلمين كالجسد الواحد، الذي يتألَّم كلُّه لشوكة تُصيب أُصبع قدمه، أو لجُرحٍ صغير في طَرفه، فضلاً عن المواجع والآلام التي لا تُطاق.
إنه لحري بك أخي المسلم أن تتصوَّر حال ذاك اللاجِئ الطريد الهارب من الضَّرب والقَصف، وصاحبه الذي تُمطره السماء بقذائفَ وقنابل تهزُّ الجبال، وتُصمُّ الآذان، لا ينجلي دخانها ولا يقطع صوتها إلا صراخ أسر مكلومة وجثث ممزقة وبيوت مهدمة على أهلها.
تَفكَّر أخ الإسلام والعقيدة في تلك المرأة التي أُهينَ عِرضها، وتخيَّل أنَّها أُختك، أو ابنتك، ألا تأخُذك الحَميَّة والغَيرة؟
وأنت يا مَن تنام شبعانَ آمنًا مطمئنًّا بين عيالك، تذكَّر آلافًا من المسلمين حلَّت بهم النَّكبات، ونزَلت بهم المصائب، ففرَّقت بين الولد وأبيه، وبين الأم ورضيعها، ويا مَن يَنعم بلذيذ المآكِل والمشارب مع الصَّحب والإخوان، تذكَّر إخوانًا لك لا يَجدون ما يسدُّ جوعهم، أو يروي ظمأهم، وهم في خوف ورعبٍ لا يُطاق، ويا مَن يَسكن البيوت الدافئة في الشتاء.. الباردة في الصيف، ، ويَنام على الفُرُش الوثيرة، تذكّر إخوانًا لك يَفترشون الغبراء ولحافهم السماء، وأمطارهم قذائف مُحرقة، وشُهبٌ لاهبة، والله المستعان.
ما ظنُّك لو كانت تلك العجوز التي تصرخ بأعلى صوتها هل من مغيث؟ هي أُمَّك أو أُختك، أو قريبتك؟ أيَهدأ لك بالٌ، أو تهنأ بك دارٌ؟ لا أظن ذلك أبداً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نقول هذا وقد شاهدنا والعالم كله أجمع طائفةً من المسلمين احتفلت مع النصارى برأس السنة الميلادية وأنفقت الملايين على الألعاب النارية وغيرهم كثير ابتهاجا وفرحا بمناسبة لا تمت لديننا ولا لعروبتنا ولا لعادتنا ولا لتقاليدنا بصلة!!. وإخوانهم في العقيدة والدين.. يستقبلون البراميل المتفجرة والقذاف الحارقة وجراحهم نازفة وبطونهم جائعة، فما أجهل أقوامًا غَفَلوا عمَّا أمامهم، وألِفُوا حياة الدَّعة والراحة بل والذل والهوان، والأُمم من حولهم تَطحنها الحروب، وتَعصف بها الكروب، وهو في غفلة ساهون، وفي لعبهم سامدون، وكأن الأمر لا يَعنيهم من قريب أو بعيدٍ.
ما بالُ أقوام أمِنوا مكر الله تعالى، وظنُّوا أنهم في مأمنٍ من العذاب والبلاء؟
﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ ﴿ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ﴾ ﴿ أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ﴾
﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 45 - 47].
أخوة الإيمان والعقيدة.. أين العين التي تبكي من خشية الله وخوف عقابه، أين العين التي تذرف الدمع حزنًا وألَمًا على مصاب المسلمين، وقد قال أحد السلف ـ رحمه الله ـ كلما قوي إيمانُ العبد ويقينه قوي خوفه ورجاؤه من الله.
عبدَ الله.. وأنت تستحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) وأنت تشاهد ما يمر بإخوانك المسلمين المكلومين في مشارق الأرض ومغاربها، ليكن مصابهم مصابك وألمهم ألمك، الله الله بالوقوف معهم ونصرتهم.. وإن لم تستطع نصرتهم والوقوف معهم في محنتهم فلا أقل من أن تحترم مشاعرهم وتحفظ كرامتهم ولا تجرحها بما تظهره من مظاهر الفرح والسرور والانشغال عنهم وتجاهلهم.. واعلم بأن الله هو وليهم ولن يخذلهم وما تأخير الفرج إلا لحكمة يعلمها جل وعلا والأيام حبلى بالفرج القريب إن شاء الله تعالى.
عَبْدَ الله.. ليكن لهم حظ من دعاءك في خلواتك وبعد صلواتك، ارفع يدَ الضراعة إلى ربك سائلاً متضرِّعًا، واسأل الله لهم النصرَ وكشْفَ الضُّر، وزوالَ البلاء، والله - سبحانه - لا يُخيِّب راجيًا، ولا يردُّ سائلاً، وهو - سبحانه - لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].
اللهم يا منْ لا يُهزم جنده، ولا يُخذل أولياؤه، اللهم ارحَم المستضعفين المسلمين في كل مكان، اللهم ارحَم ضَعفهم، واجبُر كَسْرهم، وتولَّ أمرهم، واحفَظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ومن فوقهم.
اللهمَّ أمِّن كلَّ مسلم خائف، واحفَظ عليه دينَه وماله وعِرضه، اللهمَّ أنزِل السكينة في قلوب عبادك المستضعفين في كلِّ مكان، اللهم أطعِم جائعهم واكسُ عاريهم، واشفِ مرضاهم، وارحَم موتاهم.
اللهم يا مَنْ لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم عليك بالذين يعادون أولياءَك ويقتلون عبادك ، اللهم اجعَل الدائرة عليهم ودمِّرهم تدميرًا، اللهم ردَّ كيدهم في نحورهم، واكفِ المسلمين شرورهم ياقوي ياعزيز.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال قولا كريماً...
المشاهدات 2460 | التعليقات 2
العفو شيخ زياد والشكر لك على تعليقك
وكلماتك الطيبة اللطيفة حفظك الله ورعاك
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
شكرا شيخ فيصل ولقد كان قولك هو القول الفصل خطبة تهز الوجدان وتحرك المشاعر وتأنب الضمير.
فأحسنت الصدق في النقل وأجدت في التعديل للمناسبة بورك فيك نسأل الله أن يجعل لها صدى وقبولا وأثرا ومردودا.
تعديل التعليق