أهمية التوحيد وثماره
محمد البدر
1436/05/07 - 2015/02/26 11:31AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله : قال تعالى :﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56] .
دلت الآية على أن الله تعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، وهي القيام بما وجب عليهم من عبادته وحده بترك عبادة ما سواه .
والتوحيد هو الغاية التي أرسل الله جلّ وعلا لأجلها رسله الكرام وأنزل كتبه العظام ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل:36]، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:25].
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله -هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.
عباد الله : إنّ فاقد التوحيد ميّت ولو كان يمشي على الأرض ، ومحقّق التوحيد هو الذي يحيا الحياة الحقيقية ، يقول الله جلّ وعلا: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام:122] أي أحييناه بالإيمان والتوحيد ، ويقول جلّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24].
وبالتوحيد - عباد الله - أمن الأوطان وراحة الأبدان وسعادة الناس ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام:82] ، ويقول جلّ وعلا : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾ [النور:55].
وبالتوحيد - عباد الله - سعادة الإنسان وطمأنينته وراحته يقول الله جلّ وعلا : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]، ويقول جلّ وعلا: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه:123-124] ، ويقول جلّ وعلا: ﴿ طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى﴾ [طه:1-2] أي إنما أنزلناه عليك لتسعد به ويسعد به من اتّبعك .
عباد الله : وبالتوحيد تزول الهموم والوساوس ، ويحصل للقلب طمأنينته وراحته وهدوؤه وسكونه ، يقول الله جل وعلا : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ ﴾ وهذا توحيد الله ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [سورة الناس] .
وبالتوحيد - عباد الله - تفر الشياطين ولا تطيق البقاء في مكان يُصدع فيه بالتوحيد ، وإذا سمع الشيطان الأذان ولّى وله ضراط ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ الأَذَانَ »رواه البخاري . والأذان كلّه توحيد وتمجيد وتعظيم لله جل وعلا ، وآية الكرسي هي آية التوحيد ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ » رواه البخاري .
وبالتوحيد - عباد الله – يتحصن العبد بإذن الله من كيد الأشرار ؛ من السحرة والكهنة والعرافين ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج:38] ، ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47].
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله : فإنَّ توحيد الله جلّ وعلا هو أوْلى أمرٍ وأعظم أمر ينبغي أن يذكّر به الناس قال الله تعالى : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]. والعبد بينه وبين نفسه يحتاج إلى تقوية إيمانه وتجديد إسلامه وتقوية صلته بربِّه جلّ وعلا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ )صححه الألباني.
وفي خضم الفتن الصارفة والأهواء الجارفة والفتن العاصفة يحتاج الناس إلى التأكيد على التوحيد ، ويحتاج الصغار إلى أن ينشّئوا عليه تنشئة عظيمة جليلة ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ .فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ: فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾[لقمان:13] وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ عز وجل وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى يُدْبِرَ لبِعضِهم مِنَ بعضٍ "أخرجه البزار وحسنه الألباني .
عباد الله : واعلموا - رعاكم الله - أن هذه الحياة دار ممرٍّ وليست بدار قرار ، وأن الجزاء على الأعمال يوم لقاء الله ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:88-89] ؛ سليمٍ من الشرك، وسليمٍ مما يُسخط الله جلّ و علا.
وصلوا وسلموا- ..
[/align]
أما بعد عباد الله : قال تعالى :﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56] .
دلت الآية على أن الله تعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، وهي القيام بما وجب عليهم من عبادته وحده بترك عبادة ما سواه .
والتوحيد هو الغاية التي أرسل الله جلّ وعلا لأجلها رسله الكرام وأنزل كتبه العظام ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل:36]، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:25].
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله -هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.
عباد الله : إنّ فاقد التوحيد ميّت ولو كان يمشي على الأرض ، ومحقّق التوحيد هو الذي يحيا الحياة الحقيقية ، يقول الله جلّ وعلا: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام:122] أي أحييناه بالإيمان والتوحيد ، ويقول جلّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24].
وبالتوحيد - عباد الله - أمن الأوطان وراحة الأبدان وسعادة الناس ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام:82] ، ويقول جلّ وعلا : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾ [النور:55].
وبالتوحيد - عباد الله - سعادة الإنسان وطمأنينته وراحته يقول الله جلّ وعلا : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]، ويقول جلّ وعلا: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه:123-124] ، ويقول جلّ وعلا: ﴿ طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى﴾ [طه:1-2] أي إنما أنزلناه عليك لتسعد به ويسعد به من اتّبعك .
عباد الله : وبالتوحيد تزول الهموم والوساوس ، ويحصل للقلب طمأنينته وراحته وهدوؤه وسكونه ، يقول الله جل وعلا : ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ ﴾ وهذا توحيد الله ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [سورة الناس] .
وبالتوحيد - عباد الله - تفر الشياطين ولا تطيق البقاء في مكان يُصدع فيه بالتوحيد ، وإذا سمع الشيطان الأذان ولّى وله ضراط ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ الأَذَانَ »رواه البخاري . والأذان كلّه توحيد وتمجيد وتعظيم لله جل وعلا ، وآية الكرسي هي آية التوحيد ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ » رواه البخاري .
وبالتوحيد - عباد الله – يتحصن العبد بإذن الله من كيد الأشرار ؛ من السحرة والكهنة والعرافين ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج:38] ، ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47].
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله : فإنَّ توحيد الله جلّ وعلا هو أوْلى أمرٍ وأعظم أمر ينبغي أن يذكّر به الناس قال الله تعالى : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]. والعبد بينه وبين نفسه يحتاج إلى تقوية إيمانه وتجديد إسلامه وتقوية صلته بربِّه جلّ وعلا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ )صححه الألباني.
وفي خضم الفتن الصارفة والأهواء الجارفة والفتن العاصفة يحتاج الناس إلى التأكيد على التوحيد ، ويحتاج الصغار إلى أن ينشّئوا عليه تنشئة عظيمة جليلة ﴿يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ .فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" الظُّلْمُ ثَلَاثةٌ: فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لَا يَتْرُكُهُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، فَالشِّرْكُ , قَالَ اللَّهُ: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾[لقمان:13] وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ، فَظُلْمُ العِبَادِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ عز وجل وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَتْرُكُهُ، فَظُلْمُ العِبَادِ بُعْضَهُمْ بَعْضًا , حَتَّى يُدْبِرَ لبِعضِهم مِنَ بعضٍ "أخرجه البزار وحسنه الألباني .
عباد الله : واعلموا - رعاكم الله - أن هذه الحياة دار ممرٍّ وليست بدار قرار ، وأن الجزاء على الأعمال يوم لقاء الله ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:88-89] ؛ سليمٍ من الشرك، وسليمٍ مما يُسخط الله جلّ و علا.
وصلوا وسلموا- ..
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق