أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ
محمد البدر
1438/06/25 - 2017/03/24 02:15AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمابعد،قَالَ تَعَالَى :﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾[الفتح : 29].
عِبَادَ اللهِ:إن حديثنا اليوم عن مقطفات من سيرة رابع الخلفاء الراشدين وعن قدوة من أعظم القدوات ،هو أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة إلى عدنان ، وهو ابن عم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوج ابنته فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.ويلقب بأبي تراب، وهذا اللقب هو أحب ما يُدعى به؛ حيث جاء النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يبحث عنه فلم يجده إلا في المسجد وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
ولد قبل البعثة بعشر سنين، وتربى في بيت النبوة، وهو أول من أسلم من الصبيان، وقد شهد المشاهد كلها مع رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدا غزوة تبوك فقدخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قَالَ عَلِىٌّ وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ «أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقد اشتهر بالفروسية والشجاعة، ومع شجاعته العظيمة فقد كان من علماء الصحابة،وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وكان عَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رجلاً آدم، شديد الأدمة، أشكل العينين، عظيم اللحية، كثير شعر الصدر، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشي على الأرض، وقد كانت لهذا الصحابي مواقف بطولية رائعة تدل على شجاعته، ونصرته لهذا الدين، فمنها أنه بات في فراش النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الهجرة، وعرض نفسه للقتل فداء للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أول من بارز في سبيل الله ، وهو من النفر القلة الذين ثبتوا مع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة أحد.
ومن مواقفه العظيمة أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوم خَيبَر : ( لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رجلاً يَفْتَحُ الله عَلَى يَدَيهِ ، يُحبُّ اللهَ وَرَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَاهَا . فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا . فَقَالَ : ( أينَ عَلِيُّ ابنُ أَبي طالب ) فقيلَ: يَا رسولَ الله، هُوَ يَشْتَكي عَيْنَيهِ . قَالَ : ( فَأَرْسِلُوا إِلَيْه ) فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ فَبَرِىءَ حَتَّى كأنْ لَمْ يكُن بِهِ وَجَعٌ ، فأعْطاهُ الرَّايَةَ . فقَالَ عَليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُول اللهِ ، أقاتِلُهمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : ( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتهمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإسْلاَمِ ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ ، فَوَالله لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
جاء عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أَبُو بَكْرٍ . قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ . وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .رواه البخاري .
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ: عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ رَجُلَيْنِ ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِي قَرْنَهُ ، حَتَّى تُبَلَّ مِنْهُ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وكان قتله على يد الشقي الخارجي عبدالرحمن بن ملجم سنة أربعين من الهجرة،رضي الله عن علي، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته .
الا وصلوا...
[/align]
أمابعد،قَالَ تَعَالَى :﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾[الفتح : 29].
عِبَادَ اللهِ:إن حديثنا اليوم عن مقطفات من سيرة رابع الخلفاء الراشدين وعن قدوة من أعظم القدوات ،هو أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة إلى عدنان ، وهو ابن عم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوج ابنته فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.ويلقب بأبي تراب، وهذا اللقب هو أحب ما يُدعى به؛ حيث جاء النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته يبحث عنه فلم يجده إلا في المسجد وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
ولد قبل البعثة بعشر سنين، وتربى في بيت النبوة، وهو أول من أسلم من الصبيان، وقد شهد المشاهد كلها مع رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدا غزوة تبوك فقدخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: « أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قَالَ عَلِىٌّ وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ «أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقد اشتهر بالفروسية والشجاعة، ومع شجاعته العظيمة فقد كان من علماء الصحابة،وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وكان عَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رجلاً آدم، شديد الأدمة، أشكل العينين، عظيم اللحية، كثير شعر الصدر، حسن الوجه، ضحوك السن، خفيف المشي على الأرض، وقد كانت لهذا الصحابي مواقف بطولية رائعة تدل على شجاعته، ونصرته لهذا الدين، فمنها أنه بات في فراش النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الهجرة، وعرض نفسه للقتل فداء للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أول من بارز في سبيل الله ، وهو من النفر القلة الذين ثبتوا مع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة أحد.
ومن مواقفه العظيمة أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوم خَيبَر : ( لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رجلاً يَفْتَحُ الله عَلَى يَدَيهِ ، يُحبُّ اللهَ وَرَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَاهَا . فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا . فَقَالَ : ( أينَ عَلِيُّ ابنُ أَبي طالب ) فقيلَ: يَا رسولَ الله، هُوَ يَشْتَكي عَيْنَيهِ . قَالَ : ( فَأَرْسِلُوا إِلَيْه ) فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ فَبَرِىءَ حَتَّى كأنْ لَمْ يكُن بِهِ وَجَعٌ ، فأعْطاهُ الرَّايَةَ . فقَالَ عَليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُول اللهِ ، أقاتِلُهمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : ( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتهمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإسْلاَمِ ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ ، فَوَالله لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
جاء عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لأَبِي أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أَبُو بَكْرٍ . قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ . وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .رواه البخاري .
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ: عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ رَجُلَيْنِ ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِي قَرْنَهُ ، حَتَّى تُبَلَّ مِنْهُ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ، صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وكان قتله على يد الشقي الخارجي عبدالرحمن بن ملجم سنة أربعين من الهجرة،رضي الله عن علي، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته .
الا وصلوا...
[/align]