أنموذج خطبة : شرف الحجاب وفضيلة النقاب

جابر السيد الحناوي
1430/11/16 - 2009/11/04 20:42PM
Aa
[motr][glow=9900FF]شرف الحجاب وفضيلة النقاب [/glow][/motr]

[align=center]
أنموذج لخطبة معدة من بحث طويل بعنوان :
" شرف الحجاب وفضيلة النقاب وخصوم لا يَمَلُّون من الرقاعة " والمنشور بالموقع تحت عنوان :
" حتي لا يتهم الأزهر ـ خطأ ـ بأنه علي دين شيخهم "

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أما بعد ...
[/align]


في عام 648هـ الموافق 1275م نزلت جحافل الفرنسيين مدينة دمياط المصرية واغتصبوها ، فيماعرف بالحملة الصليبية السابعة ، التي أرادت مصر والشرق الإسلامي بسوء ، ولكن شاء الله إلا أن ينزل عليهم عار الذل ، ويلزمهم ثياب المذلة والهوان علي يد امرأة مسلمة مبرقعة ، تلكم المرأة هي " شجرة الدر " زوجة الصالح نجم الدين أيوب حفيد صلاح الدين ، فعلى يد هذه السيدة المبرقعة ، وبصائب سياستها ، أسرالمصريون قائد الحملة الصليبية ملك فرنسا لويس التاسع ، وأودعوه دار ابن لقمان القاضي الشرعي بمدينة المنصورة ، بعد أن أحكمت شجرة الدر الخطة ، وأخفت عن المجاهدين خبر موت زوجها وقائِدِهِم ومليكهم ، وبنفسها قادت المعركة والبلاد في وجه الصليبين بعد أن أشاعت أن الملك مريض ، ويرغب أن لا يدخل عليه أحد ، وأرسلت إلى قواد الجيش وأمرائه ان الملك يأمرهم بالتأهب للقاء الصليبيين الفرنسيين الذين نزلوا دمياط ، بينما طيَّرت إلى ولي عهده ببلاد الشام بالنبأ ، وطلبت إليه القدوم على جناح السرعة .
وأدارت المرأة المسلمة ـ المبرقعة – أدارت الدولة والمعركة على عينها ، باسم الملك الصالح ، ثمانين يوما حتي أتاها ولي العهد توران شاه من ميدان الجهاد بالشام ، وتسلم زمام الملك وراية الجهاد من يد المرأة المبرقعة ، فكان يومُ الفصل الذي ذهب فيه من جنود الفرنسيين ثلث جيوشهم صرعى- ثلاثون ألفا من تسعين ألف مجرم ، هذا بخلاف الأسرى من أصحاب الملك وأعوانه من الأمراء المجرمين : الكونت " دنجواي " ، والكونت " دارا توار" ، والكونت " دو بواتيه " وكان الفضل في ذلك كله لله أولا ، ثم إلى حنكة تلك المرأة المسلمة المبرقعة وإدارتها لتلك النازلة ، تلك المدة التي أوفت الثمانين يوما بقيادة حازمة للجيوش التي أزالت عن المسلمين عار مانزل بهم من هزيمة في معركة " بواتييه " بلاط الشهداء بفرنسا ، والتي كانت قبل واقعة المنصورة بخمسة قرون " عام 114 هـ 732م".
والظاهر أن هذه المعركة هي أحد أسباب حنق الفرنسيين علي الحجاب الإسلامي ، وتزعمهم لجبهة محاربة المرأة المسلمة في حجابها في دول أوروبا ؛ فالفرنسيون باحتكاكهم المباشر ، هم أعلم الناس بقَدر المرأة المسلمة المُتَصَوِّنة بحجابها ، والمترفعة بحيائها ، التي أنزل الله على يديها ذلهم وهوانهم في معركة المنصورة ، فخرجوا من تلك المواجهة ، متحالفين وأسلافهم من اليهود وصبيانِهم من العلمانيين والمتفرنجين ، على إرادة نشر الميوعة والخنا في صفوف خصومهم المسلمين ، الذين أنجبوا تلك المرأة المسلمة المحتشمة المبرقعة .
وبسبب هذا البرقع - الذي أغاظ ولايزال يغيظ كل متهتك رقيع - قدَّر الله الجلاء الأول على بني إسرائيل من المدينة المنورة ، كما قدر علي تلك الحملة الصليبية الخامسة الجلاء من أرض مصر.
وهذا من عجيب أمر هذا الحجاب الذي جعله الله تعالى شرعة من شعائر ديننا ، ثم دعَّم حرمته بفضيلة البرقع والنقاب ، فجعله يعمل في الحياة عملين متقابلين : عمله الأول وهو الظاهر من معانيه من الستر والصون والحفاظ ، وعمله الثاني الخفي بأسراره بأن جعله الله تعالى كذلك هاتكاً للأستار فاضحاً للأسرار ... أستار الفاجرين ، وأسرار المجرمين الخائنين .. به أضلَّ الله الظالمين ، وله وبهم يفعل دائما ما يشاء ، فبه وعنده تفضح الأسرار بما يجري على الألسنة بسببه " قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " ( [1] )
لقد كانت أوَّلَ مواجهة للإسلام مع اليهود بعد بدر سببها هذا الحجاب - وإن شئت فقل البرقع أو النقاب - الحجاب الذي أغاظ ويغيظ الآن أنظمة ودُوُلاً، وألهب بالحقد قلوب وأشياع قوم مجرمين.
عن أبي عون قال : كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا بها ، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان الصائغ يهودياً ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهلُ المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع .
وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة ، حتى نزلوا على حكمه.( [2] ) فكلم فيهم عبد الله بن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وألح عليه فقال : خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم ! وتركهم من القتل وأمر بهم أن يجلوا من المدينة، وولى إخراجهم منها عبادة ابن الصامت فلحقوا بأذرعات فما كان أقل بقاءهم بها ( [3] ) إذ لم يستدر عليهم العام حتى هلكوا.
وعلى أثر بني قينقاع جاءت تونس تحادِّ الله ورسوله ، وتداعى بعملها الساقطون حولها ، جاءت تونس كالمقدمة لهذا الفساد الفرنسي الرقيع ، أتَوْا جميعا الآن متبجحين ينعقون في جنباتها وهم آمنون إلا من مكر الله وكيده ... فالمحجبات في تونس في بلاء عظيم .. يُمنعن من الدخول إلى الكليات ... يلاحقونهن حتى في المساجد ، حتى في رمضان ... أعوان الشرطة هناك منتشرون في كل مكان ، يتقاضون الأجور فقط للامساك بالمحجبات ، ناهيك عما يحدث للرجال ، فالقميص ممنوع ، واللحية ممنوعة ، وحلقات تحفيظ القرآن وتدارس العلم الشرعي كذلك ممنوعة ، وعقوبة المخالفة السجن ... نسأل الله لهم ولهن الصبر والثبات .
وفي مصر تداعت أبواق الصليبية وأزلام الصهيونية وهتفوا بأن الحجاب ليس فريضة ، وأن النقاب ليس من الدين في شيء ، وأن المدافعين عنه هم الفاسدون ، وأن الرذيلة تحت النقاب ، وصدرت القرارت الرسمية من شيخ الأزهر ووزير التعليم العالى بمنع ارتداء " النقاب " مطلقاً داخل جامعة الأزهر، وفصول المعاهد الأزهرية للفتيات وقاعات الامتحانات ، بالإضافة إلي منع المنتقبات من السكن بالمدن الجامعية ، فضلاًعن أن الأزهرأحال قرار منع ارتداء النقاب إلي مجلس الشوري ومجلس الشعب ، بقصد تقنين منع النقاب ، عن طريق قيام مجلس الشوري بمناقشة الموضوع ثم إحالته إلي مجلس الشعب كمشروع قانون للتصويت عليه واعتباره قانونا يجرم لبس النقاب ، كخطوة مماثلة لما فعل أمثالُهم .. أشياعُ الكفر في تونس ، والبقية تأتي ، والخراب يتري ... وإنا لله وإنا إليه راجعون .
إنها سابقة خطيرة ، هي الأولي من نوعها في تاريخ مصر التي يتخذ فيها إجراء رسمي ـ وعن طريق الأزهر ـ لإصدار قانون يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة بهذه البجاحة ... المرة الأولي التي يتبني فيها الأزهر الخطوة الأولي في الحملة الخبيثة لمحاربة دين الله بسيادة القانون الوضعي ، وهو المفروض فيه أنه الصرح الإسلامي المعني بالذود عن حياض شريعة الله .
لقد كانت أول السياسة في استعباد أمم الشرق أن يُترك للشرقيين الاستقلال التام في حرية الرذيلة ، فلما عجز صبيانهم عن تحقيق أغراض السادة ، كشف سادتهم عن وجوههم بما قالوا وما فعلوا، وما ارادوا بذلك إلا استعجال نتائج ما أمَّلوا وخططوا فينا تحت العناوين الكاذبة والشعارات الفاضحة.
إن حياة الجماعة لاتنتظم إلا بالقيود والحواجز، وهذه القيود هي التي تُكسب الحياة الطعم وتعطيها المزية والفضيلة ، ولذلك جاءوا بقضهم وقضيضهم وسفهائهم يسخرون من مزايانا على رجاء أن ينالوا من كرامتنا .
إنَّ الصليبية ترى الفتك دينا ، وترى وجود غيرها إلى جوارها منكرا ، وذاك ما أضراها علينا ، وأغرى الكلاب من أتباعها باستئصالنا ،
وصدق الله العظيم حين قدم لنا النصيحةالغالية في قوله عز وجل : " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " ( [4] )
*** *** ***

إن المرء ليتساءل : لماذا كل هذه الحروب الضارية للحجاب؟ والجواب :
إن الحجاب منظومة متكاملة من أخلاق الإسلام يصان بها بقية أخلاقه ، تبدأ تلك المنظومة من داخل الضمير إيمانا به وبمن أنزله ، وتوقيراً له ، وعزيمة على الالتزام به ، والدفاع عنه ، ثم يتعاظم ويزداد نموا فيظهر في وجوب الاستئذان ، وغض البصر، والتنزه عن مواطن الريبة ودواعيها ، فـ " فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ " ( [5] ) " ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ " ( [6] ) ثم يكتمل أمره بالرداء السابغ ، الحافظ للكرامة الهاتف ببقاء المروءة " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً " ( [7] )
إن منظومة الحجاب المتكاملة قد حفظ الله بها الأمة من أن تقع فيما وقعت فيه أمم الحضارات الكبرى قبلها التي صارت بالمرأة المتفسخة أثراً بعد عين ؛ وصدق النَّبِيُّّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قَوله : " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ " ( [8] )
لقد كانت اليونان قديما هي أرقى الأمم حضارة وازدهار مدنية ، وكان عفافها في تلك المرحلة وتَصَوُنُها من أغلى وأنفس ما يحرصون عليه ، ثم جعلت الشهوات النفسية تتغلب على أهل اليونان حتى جرفهم تيارالغرائزالبهيمية والأهواء الجامحة ، فسقطت اليونان ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك مرة أخرى.
وفي الرومان حدث نفس الشيء ، فالعفاف كان يُنظرُ إليه إبان مجد الامبراطورية الرومانية بعين الإجلال ، ثم أصاب الرومان ما أصاب اليونان ، فأخذت الأخلاق تتبدل وتتقلب بسبب ما أُترِفُوا فيه شيئا فشيئا ، حتى انقلب الأمر رأساً على عقِب ، فكان من جَرَّاءِ ذيوعِ تلك الأخلاق تصدع بنيان الدولة ، وإعلان استعدادها للانهيار، فتمزقت كل مُمَزَّقٍ ، وهكذا كان مصير أوربا المسيحية ، وبابل الفارسية ، والهند المزدكية.
لقد كان الحجاب عاصماً للأمة كلها وملاذا، لا تكاد تسقط في ناحية حتى تهتف بها معالم الإيمان عند النساء في بقية النواحي ، فيوقدن بهذا الحجاب ، وما ظاهره من دعامة النقاب نار الغيرة على الأعراض في الأمة ، فلا تلبث طويلا حتى تسترد عافيتها وتنهض من كبوتها.
لكن يبدو أن من مطالب العولمة الآن بث الخنا وتيسير أمر الفجور رسميا في العالمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )





[1] آل عمران من الآية 118

[2] تهذيب سيرة ابن هشام 1 / 239

[3] غزوات الرسول وسراياه لابن سعد 1 / 12


[4] البقرة من الآية 120

[5] الأحزاب 32

[6] النور 31

[7] الأحزاب 59

[8] صحيح مسلم 13 / 285
المشاهدات 4941 | التعليقات 2
علي القرعاني

فعلا أنموذج ...
بارك الله فيك

جابر السيد الحناوي

[align=center]
[glint]
بسم الله الرحمن الرحيم
مروركم أنار صفحتنا ، أرجو الا تحرمونا من ملاحظاتكم
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ... لكم مني أجمل تحية .
[/glint]
[/align]