أُناس يشربون من الحوض وأُناس يحرمون منه
عبدالله منوخ العازمي
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾،
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها، وَكُلَّ مُحْدثةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وكُلَّ ضَلالةٍ فِي النَّارِ
عباد الله :
إذا كان يوم القيامة حشر الناس جمياً حفاة عراة
وهم في قمة الجوع والعطش والتعب ،
فيبحثون في أرض المحشر
عن شربة ماء
ليشربوها بعد عطش طويل منذ مئات السنين وهم في قبورهم.
وبعد بحث طويل يعلم الناس أنه ليس
هناك
أي ماء في أرض المحشر
إلا في حوض النبي – صلى الله عليه وسلم
ويذهب كل الناس إلى حوض النبي - صلى الله عليه وسلم
ليشربوا
من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة ، لا يظمؤون بعدها ابداً
فمنهم من يلقاه النبي - صلى الله عليه وسلم
ويفرح به ويسقيه من حوضه - صلى الله عليه وسلم
ومنهم من تمنعه الملائكة من الاقتراب من الحوض فيقول النبي
صلى الله عليه وسلم
يارب هؤلاء من أصحابي فيرد عليه ملك من الملائكة ويقول له:
انك لا تدري ما احدثوا بعدك .
وهنا يتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم
من الذين ابتدعوا في دينه ولم يتبعوا سنته ويقول لهم :
((سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي )) .
ولقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : قصة المطرودين عن حوضه
فقال صلى الله عليه وسلم : (( إني فرطكم – أي : سابقكم الى الحوض-
على الحوض، من مر بي شرب ، ومن شرب لم يضمأ أبداً،
وليردن علي أقوام أعرفهم ويعريفوني ، ثم يحال بيني وبينهم،
فأقول : أنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،
فأقول : سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي )) .
وعن ابي هريرة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود – أي أطرد وأمنع – الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله ))
قالوا يا رسول الله أتعرفنا ؟
قال: (( نعم ، لكم سيما – أي : علامة – ليست لأحد غيركم ،
تردون علي غرا محجلين –الغرة : بياض في جبهة الفرس،والتحجيل – بياض في يديها ورجليها من آثار الوضوء ، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون – أي : لا يصلون الى الحوض – فأقول : يارب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك
فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟ ) رواه مسلم
عباد الله :
وقد جاء في وصف حوض النبي – صلى الله عليه وسلم-
أن ماءه اشد بياضا من اللبن ، وطعمه أحلى من العسل ،
كما ثبت بذلك الحديث في صحيح مسلم وغيره
أيه الأخوة الكرام :
أنها صفات تسلب العقل ، وتثير الأيمان ، وتعمل وسعها
من أجل أن تشرب منه ، شربة هنيئة من المصطفى
صلى الله عليه وسلم – لا تضمأ بعدها أبدا .
ايه الأحبة : الحوض مأوى أهل الأيمان قبل دخول الجنة .
يروى عنده الظمأى ، ويأمن عنده الخائفون ،
ويسعد عنده المحزونون .
عباد الله : اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشَّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأعْوانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، وَاستمسكوا من الاسلام بالعروة الوثقا
ايه الاخوة الكرام :
ما الدروس المستفادة ؟
1-أن هذه الامة تعرف بالتحجيل – من اثار الوضوء
وهم اهل المحافضة على الصلاة
ام الذي لا يصلي ليس له علامة ليعرف بها!
– فمن سار على سنته واتبع هداه شرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم-
ومن هجر سنته وابتدع في دين الله ( جل وعلى )ولم يصلي فلن يشرب
من حوض النبي صلى الله عليه وسلم .
2- أن المسلم لا بد أن يكون على يقين من أنه لا نجات
إلا في السير وراء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا فلاح إلا في
اتباع سنته صلى الله عليه وسلم .
3- أن النبي صلى الله عليه وسلم – لا يعلم الغيب ولذلك تقول له
الملائكة : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .
4-أن المسلم لا بد أن يستعد بالعمل الصالح والبعد عن البدع
حتى لا يتبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم –
يوم القيامة ويقول له : سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي .
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد ....
اللهم اعز الاسلام والمسلمين,,,,,,,