أمين أطباء تعز : الوضع الصحي كارثي

احمد ابوبكر
1437/04/27 - 2016/02/06 06:41AM
[align=justify]أكد أمين عام نقابة الأطباء، في محافظة تعز، وسط اليمن، الدكتور صادق الشجاع، أن المدينة تعاني وضعا صحيا في غاية في الصعوبة والتعقيد، في ظل الحصار المفروض منذ عشرة أشهر، وإغلاق عشرات المستشفيات في وجوه المرضى، وانعدام للمستلزمات الطبية الضرورية، ومنع دخولها من قبل مليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح.

وقال الشجاع وهو مدير المستشفى الميداني بالمدينة، في حوار مع "الإسلام اليوم"، أن العشرات من الجرحى لا يزالون في غرف العناية المركزة منذ ثلاثة أشهر، ويحتاجون إلى أدوية، وإجراءات طبية متقدمة، غير متوفرة في مستشفيات المدينة، مشيرا إلى أن بعض الحالات توفيت على سرير المعالجة، في تعز، وبعضها توفيت في عدن، داعيا الحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي إلى العمل بشكل سريع لرفع الحصار وإنقاذ حياة العشرات من الموت المحقق.

وفيما يلي نص الحوار..

الإسلام اليوم: في ظل منع دخول الأدوية والأكسجين واستمرار الحصار على المدينة.. كيف تقيمون الوضع الصحي في تعز؟

تعز تعاني وضعا صحيا في غاية الصعوبة والتعقيد، منذ تسعة أشهر متواصلة، بالإضافة إلى الاستهداف الحوثي اليومي، والقصف المستمر والمباشر على المستشفيات، خاصة هيئة مستشفى الثورة، وخصوصا أقسام العمليات والعناية المركزة، وأيضا مختبر الصحة المركزي الذي يعد مختبر مرجعي في المدينة ويحوي أجهزة بملايين الدولارات والذي أصبح جزء منه مهدم بشكل كامل بما يحويه.

وتعاني تعز عجز شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، هناك عجز شديد أيضا بمستلزمات العظام، الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على الجريح والكادر الطبي، خاصة أن الكثير من الحالات الجراحية تحتاج إلى مراحل متتالية في المعالجة، وهو ما يضطرنا إلى عدم القيام بالعمليات الجراحية اللاحقة، هناك جرحى لا يزالون في العناية المركزة منذ ثلاثة أشهر، وهم بحاجة إلى أدوية، وإجراءات طبية متقدمة، ونحن في ظل الوضع القائم والحصار المستمر، نقف أمامهم عاجزين عن تقديم أي عون طبي.

الإسلام اليوم: كم عدد المستشفيات التي لا زالت تقدم خدماتها الطبية بالمدينة؟

بسبب الحصار الخانق، وانعدام الأدوية، والاستهداف الحوثي للمستشفيات، وانعدام المشتقات النفطية، اضطرت العشرات من المستشفيات والمراكز الصحية إلى إغلاق أبوابها في وجوه المواطنين، حيث أغلق أكثر من 37 مستشفى ومركز صحي، وأغلقت أقسام العمليات وأيضا أقسام العناية المركزة، في المستشفيات التي لا زالت تعمل مثل مستشفى الروضة والثورة وبعض المستشفيات الأخرى التي أصبح عددها لا يتجاوز أصابع اليد.

الإسلام اليوم: في ظل إغلاق أغلب المستشفيات كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟ وأين يتم معالجة الجرحى؟

إغلاق المستشفيات كان له تأثيرا كبيرا على الوضع الصحي في تعز عموما، في ظل مجازر يومية ترتكب بحق أبناء تعز، ما جعل الوضع يزداد تعقيدا، والمستشفيات التي لا زالت تعمل تقدم خدمتها المتوفرة للجرحى، إلا أن هناك إصابات جراحية شديدة لا تحتمل التأخير وينصح الجراحين بمعالجتها السريعة خارج اليمن، وبعضها توفى وهو على سرير المعالجة في تعز وبعضها توفي في عدن.
المشقة الكبرى في تعز هي نقل الجرحى الذين لا تحتمل إصاباتهم التأخير، تخيل أنه يتم نقل هؤلاء الجرحى إلى محافظة عدن، عبر طرق جبلية وعرة، وبوسائل نقل بدائية قد تؤذي الجريح أكثر من خدمته، وقد يصل الجريح إلى عدن، ويجد الوضع الطبي هناك أسوأ من تعز، بالإضافة إلى المعاناة النفسية والمادية، لأنه لا توجد جهة تكفل هذا الجريح، وقد ينتابه شعورا بأنه لو كان استشهد أفضل من الوضع الذي يعيشه في ظل هذه الوضع.

الإسلام اليوم: عملية إنزال الأدوية التي قام بها التحالف هل استطاعت أن تكسر الحصار؟ أم أنها غير كافية مع حجم الكارثة؟

رغم عملية الإنزال الجوي التي قامت بها قوات التحالف العربي بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة، التي نشكرهم عليها، والتي تضمنت أدوية ومستلزمات طبية هامة ومطلوبة، لكن الذي وصل إلى الآن لا يغطي أكثر من 10%من احتياجات المستشفيات، هناك أصناف دوائية بعينها لا نستطيع الحصول عليها مما يطيل من عملية الاستشفاء، الوضع الصحي في تعز بحاجة إلى عمليات إنزال للأدوية وليس عملية واحدة.

الإسلام اليوم: هل تلقيتم أي مساعدات طبية من الحكومة اليمنية منذ إعلانها تعز مدينة منكوبة؟

للأسف الحكومة الشرعية، ممثلة بوزارة الصحة، لم تقوم بواجبها المهني والإنساني تجاه الوضع الصحي المتدهور في تعز.

الإسلام اليوم: ماذا عن المنظمات العربية والدولية المعنية بالمجال الصحي؟

لم تقم المنظمات الدولية بدورها المهني والإنساني بالشكل المطلوب، مقارنة بما تعانيه محافظة تعز، ويتجلى ذلك بالنقص الشديد بالأدوية والمستلزمات الطبية، والأكسجين والمشتقات النفطية، ولم تستطع هذه المنظمات الاستمرار في تقديم خدماتها، بسبب الحصار والقصف التي تمارسه المليشيات، وعلى اثر ذلك قامت هذه المنظمات بإصدار بيانات تحمل فيها مليشيات الحوثي مسؤولية تدهور الوضع الصحي والإنساني، ومن باب الإنصاف نقول لولا الجمعيات والمنظمات والمبادرات الشبابية وفاعلي الخير في الداخل والخارج، لتوقفت الخدمات الطبية في المستشفيات وبالأخص المستشفيات التي تستقبل الجرحى والمصابين.

الإسلام اليوم: كم عدد الحالات التي توفت بسبب انعدام الأكسجين في تعز؟

معاناة مستشفيات تعز واسطوانات الأكسجين مريرة، هناك أكثر من 25 حالة توفت بسبب انعدام الأكسجين بينهم نساء وأطفال، وما قصة الحجة حمامة عنا ببعيد ..وقصة أطفال الحاضنات كذلك، وحاجة مستشفيات تعز للأكسجين تصل إلى 200 اسطوانة يوميا، وقيمة اسطوانة الأكسجين حتى تصل إلى داخل تعز قادمة من عدن تصل إلى( 70 )دولارا، وبفضل الله أولا وبفضل الجمعيات والمنظمات والمبادرات وفاعلي الخير بدأت المستشفيات تنعم بالأكسجين، رغم أن رحلة وصول الأكسجين من عدن إلى تعز تستغرق أسبوع إلى عشرة أيام.

الإسلام اليوم: ماذا عن مرضى الفشل الكلوي والسكر والضغط؟

معاناة مرضى الفشل الكلوي، ومرضى السكر والضغط، كبيرة حيث أن الحصار الخانق المفروض على المدينة، حرم هذه الفئة من المرضى من أدويتهم، خاصة محاليل الغسيل الكلوي، والأنسولين الخاص بمرضى السكر.

الإسلام اليوم: هل هناك حالات تستدعى السفر للخارج؟

نعم، هناك أكثر من 450 حالة بحاجة إلى مراكز متخصصة خارج اليمن، بسبب إصاباتهم البالغة التي تحتاج إلى عمليات غير متوفرة في المستشفيات اليمنية.

الإسلام اليوم: كيف تفسرون الاستهداف المتواصل من قبل الحوثيين للمستشفيات في المدينة؟

مليشيات الحوثي وقوات المخلوع استهدفت في تعز كل شيء، المستشفيات والمدارس والجامعات والمحلات التجارية والمؤسسات الحكومية والمتاحف والمكتبات، وقتلت الأطفال والنساء، واستهدفت سيارات الإسعاف ومنها سيارات الهلال الأحمر وسيارات الصليب الدولي.

ونذكر بأن القانون الدولي ومواثيق جنيف تحرم استهداف المؤسسات الطبية ويدن هذه التصرفات، إلا أن المليشيات تجاوزت هذه القوانين والنظم، ضاربة بعرض الحائط بالقوانين الدولية والأممية آخرها القرار الدولي 2216، ولا يوجد شيء محرم لدى هذه المليشيات، حتى المستشفيات التي تعمل على تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، تم استهدافها، وقد قال مهدي المشاط مدير مكتب زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي، إحدى انه يتمنى إبادة تعز، وهذا يظهر مدى الحقد الطائفي لدى هذه الجماعة المتطرفة .

الإسلام اليوم : هل لديكم إحصائيات باستهداف الطواقم الطبية في تعز؟

هناك أكثر من خمسة شهداء، وعشرات الجرحى من أبناء الكادر الطبي العامل في تعز، بسبب الاستهداف المتعمد والقصف المباشر للمستشفيات والطواقم الطبية من قبل مليشيات الحوثيين.

الإسلام اليوم: كم تقدر عدد القتلى والجرحى المدنيين في مدينه تعز منذ بداية الحرب على المدينة؟

وصل عدد الشهداء في محافظة تعز إلى أكثر من 1533 شهيدا، بينهم أكثر من 500 شهيد من الأطفال والنساء، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 11200 جريحا.

الإسلام اليوم: هل لديكم تقديرات لقتلي وجرحي الحوثيين وقوات صالح؟ وأين يعالجون جرحاهم؟

لا يوجد لدينا تقديرات لجرحى وقتلى الحوثيين وقوات صالح، ولكنهم كانوا يتعالجون في بعض مستشفيات تعز مثل مستشفى اليمن الدولى والذي أصبح متوقف حاليا، وأيضا المستشفى العسكري وهو كذلك مغلق، وهنالك مستشفيات أخرى خاصة يتعالجون بها، وهنالك مستشفيات ميدانية يستخدموها في الإسعافات الأولية ومعالجة بعض جرحاهم، وبعض الجرحى يتم نقلهم إلى مستشفيات صنعاء وذمار وإب.

الإسلام اليوم: ما هي المساعدات الطبية العاجلة التي تحتاجونها في تعز؟

نعاني عجزا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية المتمثلة بالآتى ، بعض أنواع المضادات الحيوية، وأدوية التخدير ومستلزمات العمليات، والأدوية والمحاليل التي تستخدم في التغذية والسوائل الوريدية، مستلزمات عمليات العظام، مستلزمات ومحاليل المختبر، مستلزمات ومحاليل الأشعة، أدوية ومحاليل الغسيل الكلوي.

الإسلام اليوم : هل لديكم كلمة أخيرة؟

مهما حاولنا أن ننقل عن الوضع الإنساني والصحي في مدينة تعز فلن نفيها حقها، ونقول ولولا الله أولا، والمنظمات والجمعيات وفاعلي الخير في الداخل والخارج لتوقف عمل المستشفيات وكثير من الأعمال الإغاثية، وعبر منبر الإسلام اليوم، نطالب الحكومة الشرعية، وقيادة التحالف العربي والإسلامي سرعة فك الحصار عن مدينة تعز، والذي لن يستغرق في وجهة نظري إلا أياما معدودة، كما ندعو منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بدورهم الطبي والإنساني في تعز.

المصدر: الاسلام اليوم[/align]
المشاهدات 440 | التعليقات 0