أمور يحتاجها الشباب.. وأسرى العراق.!

HAMZAH HAMZAH
1440/07/27 - 2019/04/03 10:27AM

أمور يحتاجها الشباب.. وأسرى العراق.!

د. حمزة بن فايع الفتحي

18/3/1425 هـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ...

معاشر المسلمين : كم هي الأحداث مؤلمة ، وكم هي البلايا شديدة، وليس لنا من مفر ولا ملجأ إلا إلى الله تعالى ،هوالذي يحمي دينه وينصر حملته ويؤازره أولياءه .

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ  يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (غافر:51 -52)

إن العاقل ليستنكر كل ما يحصل من مصادمات في هذه البلاد المباركة ، ويسأل الله أن يحفظ علينا بلادنا ، ويديم أمنها وعزها، ويجيرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين .

عباد الله : إن شبابنا وأبناءنا هم أغلا ما لدينا، فلنتق الله فيهم ولنستيقظ لتربيتهم، ولنقم على إصلاحهم وتهذيبهم، ولنحرص ملء حياتهم بالإيمان، فإن الإيمان هو الذي يحول دون وقوعهم في الشهوات ، ويحفظهم من الشرور والانحرافات ، ويسوقهم للأعمال الصالحة ، ويثبتهم على الطريق ، ويرسّخ مبادئهم، ويشعل هممهم وعزائمهم.

قال تعالى في أهل الكهف (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).(الكهف: 13).

لقد كان إيمان أهل الكهف حافظاً من شرور الظالمين، واعتداءات المجرمين، قال تعالى (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) (الكهف: 16).

فأَووا إلى الكهف، فنشر الله عليهم رحماته ، وصبّ عليهم بركاته ، فناموا في كنف الله ورعايته، يحميهم من كل خطر ، ويصد عنهم كل ناظرا .

(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) . سورة الكهف:18.

وضع الله عليهم المهابة، وكساهم بالجلالة ، التي جعلت كل من يطلع عليهم يخاف ويرتعد ، ويذهب ويولي ...!

كذا هو حفظ الله لعباده المؤمنين. إن أعظم درس يجتنى من هذه القصة ( فضل الإيمان) الذي حمى الله به هؤلاء الشببة، وعصمهم من الانحراف، وصانهم من الضلال، وبلغهم السعادة ، والحياة الطيبة .

إن الإيمان يا مسلمون هو الذي سيصون شبابنا وأبناءنا، ويعصمهم من الانحرافات ويحول دون الشهوات ، وسوف يشعل هممهم وينير دروبهم .

وهذا الإيمان الذي أكرمنا الله به، لابد من تزكية، وإشعال بالأعمال الصالحة من قراءة للقرآن، وذكر وصلاة وصدقة ومعروف، لأنه يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية ومن أهم وسائل تقوية الإيمان :

العلم الشرعي : وهو ما يحتاجه شبابنا في هذه الأزمنة، المكتظة بالفتن والشدائد،! إن العلم نور ، وهادٍ للطريق المستقيم ، وعاصم من أسباب الضلال والانحراف، قال صلى الله عليه وسلم ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة) .

إن العلم هو الذي سيحمل الشباب على التمييز بين الحق والباطل ، ومعرفة الجيد من الردئ ، فيطرحون من الأفكار ما شان، ومن الفتاوى ما ساء، ومن الكتب ما انحرف وحاد .

ومن الأمور التي يحاج إليها الشباب: الصحبة الطيبة، فتخير أخي الشاب من الأصدقاء، أصدقهم دينا، وأحسنهم خلقا، وأطيبهم أثراً، قال صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) .

وذكّرني حلوُ الزمان وطيبهُ

مجالسَ قوم يملأون المجالسا

حديثاً وقرآنا وفقهاً وحكمةً

وبِراً ومعروف وإلفا موآنسا

ومن الأمور المهمة للشباب: علو الهمة في هذه الحياة ، وعدم الرضا بالدون والدنئ ومجاهة الأكدار ، فإن الحياة صعبة، والأمور معقدة، ولا يعني ذلك الرضوخ والاستسلام.

تعلّموا من رسول الله كيف قاسى في دعوته ، وعانى في طعامه وشرابه، ومع ذلك واصل ، وجد واجتهد ، حتى بلغه الله مناه .

تعلموا من أصحابه الصبر، والجد وعلو الهمة، وكيف أنهم كانوا أعزة، رغم ظروفهم الصعبة ،وحالاتهم النكدة.

ومن الأمور المهمة للشباب : الصبر في الحياة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) سورة آل عمران الاية رقم 200. وقال عليه الصلاة والسلام: ( ومن يتصبر يصبره الله). وقال كما في صحيح مسلم: ( والصبر ضياء).

الصبر وقود الشباب في الحياة، وطريقه للنجاح، وبابُه للنصر والتمكين ، فلا بد أن يصبر على الأقدار ، وعلى الضغط الشهواني، وعلى قلة الأعوان .

والصبر عماد الشاب في الحياة، وطريقه للنجاح، وبابه للنصر والتمكين. فلا بد أن نصبر على الأقدار، وسوء الأحوال، وعلى قلة الأعوان، فإن الرزق بيد الله وليس بيد بشر، ولكن المسلم يسعى ويكد ويبحث .

وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك: 15).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...........

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين....

أيها الإخوة الكرام : لم يعد سِرا تلك الصور والنماذج التي مارسها الصليبيون على إخواننا الأسرى في العراق .

صور وفظائع.. تكشف الحقد الصليبي الدفين، وتنبئ عن وحشية خبيثة، وعن إجرام منتناهٍ، ليس له نظير !!

لقد مارس المجرمون الأمريكان ألوانا من التعذيب، مع أسرى المسلمين، وعروهم وقتلوهم، ونكلوا بهم، واغتصبوا نساءهم ...

فيا لله كم هم مجرمون، وكم هو وحوش، وكم هم أغبياء ، إنهم يستفزون شباب الأمة ويثيرون طاقاتهم، بسبب  تلك الفظائع ؟!!

يجب علينا يا مسلمون ألا نغفل عن تلك الصور ، فإنها جرح في  قلب كل مسلم ، وأن نهب لدعم إخواننا، وأن لاننساهم من دعوة صادقة، ومن رجاء محترق ، أن ينصرهم الله، ويثبت أقدامهم .

اللهم انصر إخواننا في العراق، اللهم انصر إخواتنا في العراق، اللهم أفرغ عليهم صبرا ، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين ....

وصلوا وسلموا على معلم الخير.........

المشاهدات 545 | التعليقات 0