🌟أمنيات الأموات🌟

تركي بن عبدالله الميمان
1446/05/11 - 2024/11/13 14:18PM

🌟أمنيات الأموات🌟


الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْد: فَأُوْصِيْكُم ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ U؛ فَهِيَ شَعَاُر الصَّالِحِين، وأَمَانُ الخَائِفِين، وهِيَ مَصْدَرُ النَّجَاح، وبَابُ الفَلَاح! فـ﴿أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
عِبَادَ اللهِ: كُلُّ إِنْسَانٍ في هَذِهِ الدُّنيا: لَهُ أُمْنِيَات يَسْعَى إلى تَحْقِيْقِهَا، وأَهْدَاف يَجْتَهِدُ في تَحْصِيْلِهَا؛ وهُنَاكَ فِئَةٌ مِنَ النَّاسِ: قَدِ انْتَهَتْ فُرْصَتُهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيا؛ فَتَرَكُوا العَاجِلَةَ، وعَايَنُوا الآخِرَةَ؛ كَانُوا يَعِيْشُونَ بَيْنَ الوَرَى، فَأَصْبَحُوا تَحْتَ الثَّرَى؛ فَتَعَالَوا بِنَا نَتَعَرَّفُ على أُمْنِيَاتِ الأَمْوَات!
أَيُّهَا المُسْلِمُون: إنَّ أَعْظَمَ أُمْنِيَاتِ المَوْتَى (هِيَ الرُّجُوعُ إلى الدُّنْيَا)؛ فَأَمَّا الصَّالِحُونَ فَيَتَمَنَّونَ المَزِيدَ مِنَ الحَسَنَاتِ؛ وأَمَّا المُقَصِّرُونَ فَيَتَمَنَّونَ التَّوْبَةَ مِنَ السيّئَات؛ ولَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَات! قال ﷻ: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ﴾. قال إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: (مَثَّلْتُ نَفْسِي فِي النَّارِ: آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ صَدِيدِهَا)، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: (يا نَفْسُ، أَيُّ شَيءٍ تَشْتَهِيْن؟)، فقالت: (أَرْجِعُ إلى الدُّنْيَا، فَأَعْمَلَ عَمَلًا أَنْجُو بِهِ مِنْ هَذَا العِقَابِ!) ثم قال: (وَمَثَّلْتُ نَفْسِي فِي الجَنَّةِ مَعَ حُورِهَا، وأَلْبَسُ مِنْ حَرِيرِهَا)، فقلت لِنَفْسِي: (يا نَفْسُ، أَيُّ شَيءٍ تَشْتَهِيْن؟)، فقالت: (أَرْجِعُ إلى الدُّنْيَا؛ فَأَعْمَلَ عَمَلًا أَزْدَادُ فِيهِ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ!)، قُلتُ: (فَأَنْتَ في الدُّنْيَا وفي الأُمْنِيَةِ؛ فَاعْمَلِي!).
ومِنْ أُمْنِيَاتِ الصَّالِحِيْنَ: أَنَّ أَحَدَهُمْ حِينَ يُدْخَلُ إلى قَبْرِه، ويَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ؛ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يُبَشِّرَ قَوْمَهُ وأَهْلَهُ بِمَا رَآهُ! قال تعالى -عَنْ أَحَدِ المُصْلِحِينَ لِأَقْوَامِهِمْ-: ﴿قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ﴾. قال المُفَسِّرُون: (نَصَحَ قَوْمَهُ حَيًّا ومَيِّتًا! وتَمَنَّى أَنْ يَعْلَمَ قَوْمَهُ حُسْنَ مَآلِهِ؛ لِيُؤْمِنُوا مِثْلَ إِيمَانِهِ، فَيَصِيرُوا إلى مِثْلِ حَالِهِ!).
وجَاءَ في الحَدِيثِ: أَنَّ المُؤْمِنَ إِذَا رَأَى مَا فُسِحَ لَهُ في قَبْرِه، وَرَأَى مَكَانَهُ في الجَنَّةِ؛ فَإِنَّهُ يقولُ حِيْنَئِذٍ: (دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي!).
ومِنْ أُمْنِيَاتِ الصَّالِحِيْنَ: أَنَّ الشَّهِيدَ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ في الدُّنْيَا مَرَّاتٍ وكَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ! قال ﷺ: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا على الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ!).
ومِنْ أُمْنِيَاتِ الأَمْوَاتِ: الاِسْتِكْثَارُ مِنَ الصَّلَوَات! فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَرَّ بِقَبْرٍ فقال: (مَنْ صَاحِبُ هذا القَبْرِ؟) فقالوا: (فُلَانٌ)، فقال ﷺ: (رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إلى هذا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ!). وفي روايةٍ: (مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ على قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا)؛ فقال: (رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وتَنْفِلُونَ، يَزِيدُهُمَا هذا في عَمَلِهِ؛ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ!).
ومِنْ أَعْظَمِ أُمْنِيَاتِ الفُجَّارِ، وهُمْ يُوَدِّعُونَ هَذِهِ الدَّارِ: التَّوْبةُ إلى الوَاحِدِ القَهَّار! ولَكِنْ أُغْلِقَ عَلَيْهِمْ بابُ التَّوْبَة؛ فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ: سَكَرَاتُ المَوْتِ، وحَسَرَاتُ الفَوْت! قال I: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾. قال ابْنُ عَبَّاسٍ t: (طَلَبُوا الرَّجْعَةَ إلى الدُّنْيَا، والتَّوْبَةَ مِمَّا هُمْ فِيهِ). قال بعضُ السَّلَف: (أَصْبَحْتُمْ في أُمْنِيَةِ نَاسٍ كَثِير!).
ولَيْسَ البُكَاءُ على النَّفْسِ إِذَا مَاتَتْ، ولَكِنَّ البُكَاءَ على التَّوْبَةِ إِذَا فَاتَتْ! قال ﷺ: (إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ). أَيْ: ما لَمْ تَبْلُغ الرُّوْحُ إلى الحُلْقُوْم.
ولَمَّا عَرَفُ الكَافِرُ مَآلَهُ عِنْدَ المَوْتِ: وأَنَّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ بَاطِلًا؛ تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، ويَعْمَلَ بِطَاعَةِ رَبِّ العَالَمِيْنَ! قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾. قال قَتَادَةُ: (مَا تَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ لِيَجْمَعَ الدُّنْيَا ويَقْضِيَ الشَّهَوَاتِ، ولَكِنْ تَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ؛ فَرَحِمَ اللهُ امْرَءًا عَمِلَ فِيمَا يَتَمَنَّاهُ الكَافِرُ إِذَا رَأَى العَذَابَ!).
ومِنْ أُمْنِيَاتِ الأَمْوَات: بَذْلُ الصَّدَقَات؛ لِمَا لَهَا مِنْ عَظِيْمِ الثَّوَاب، والنَّجَاةِ مِنَ العِقَاب! قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾. قال ابنُ عَبَّاسٍ t: (هُوَ الرَّجُلُ المُؤْمِنُ إِذَا نَزَلَ بِهِ المَوْتُ، ولَهُ مَالٌ لَمْ يُزَكِّهِ، ولَمْ يَحُجَّ مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ حَقَّ اللهِ فِيهِ؛ فَيَسْأَلُ الرَّجْعَةَ عِنْدَ المَوْتِ؛ لَيَتَصَدَّقَ مِنْ مَالِهِ ويُزَكِّيَ).
ومِنْ أُمْنِيَاتِ الأَمْوَاتِ: التَّزَوُّدُ مِنَ الطَّاعَاتِ، والتَّلَذُّذُ بِالعِبَادَات! فَعِنْدَمَا حُضِرَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ؛ جَعَلَ يَبْكِي، فقيل له: (مَا يُبْكِيكَ؟) فقال: (مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ المَوْتِ، ولَا حِرْصًا على الدُّنْيَا، ولَكِنْ أَبْكِي على ظَمَأِ الهَوَاجِرِ، وقِيَامِ لَيْلِ الشِّتَاء).
وقال عبدُ الرَّحْمَنِ بن الأسود: (وأَسَفَاهُ على الصَّوْمِ والصَّلَاة)، ولَمْ يَزَلْ يَتْلُو القُرْآنَ حَتَّى مَات!
أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه.
عِبَادَ الله: بَادِرْوا بِاغْتِنَامِ هَذِهِ الحَيَاةِ القَصِيْرَة، مَا دَامَتْ أَرْوَاحُكُمْ في أَجْسَادِكُمْ؛ فَإِنَّ اسْتِشْعَارَ نِعْمَةِ الحَيَاةِ، يَدْعُو إلى ذِكْرِ اللهِ وشُكْرِهِ وحُسْنِ عِبَادَتِهِ! قال ﷺ: (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ، فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي عَافَانِي في جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ).
فَأَصْلِحُوا العَمَلَ، وتَدَارَكُوا الزَّلَلَ؛ فَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ قَلَائِل، وتَرْحَلُونَ عَنْ دُنْيَاكُم، وتُلَاقُونَ رَبَّكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ! ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾.
وإِنَّ الدُّنْيا دَارُ عَمَل، وإنَّ الآخِرَةَ دَارُ جَزَاء؛ فَمَنْ لم يَعْمَلْ هُنَا: نَدِمَ هُنَاك! وَكُلُّ يَوْمٍ تَعِيْشُهُ غَنِيْمَةٌ! قال بعضُ السَّلَف: (لَوْ رَأَيْتَ يَسِيْرَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ؛ لَزَهِدْتَ في طُوْلِ أَمَلِكَ، فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَبْلَ الحَسْرَةِ والنَّدَامَةِ) ﴿وأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ في غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ ومَنْ عَلَيْها وإِلَيْنا يُرْجَعُونَ﴾.
******

* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْن، الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّين: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين، واقْضِ الدَّينَ عن المَدِيْنِين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.
* اللَّهُمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أنْتَ الغَنِيُّ ونَحْنُ الفُقَراء؛ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِيْنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

المرفقات

1731496719_‏‏‏‏أمنيات الأموات (نسخة مختصرة).pdf

1731496719_‏‏أمنيات الأموات (نسخة للطباعة).pdf

1731496719_أمنيات الأموات.pdf

1731496721_أمنيات الأموات.docx

1731496721_‏‏أمنيات الأموات (نسخة للطباعة).docx

1731496721_‏‏‏‏أمنيات الأموات (نسخة مختصرة).docx

المشاهدات 1341 | التعليقات 0