أما تدري ما صنع الدعاء
عبد الله بن علي الطريف
أما تدري ما صنع الدعاء 28/3/1445هـ
الحمد لله الذي فتح بابه للسائلين، وشرع لهم الدعاء في كل آنٍ وحين، ووعدهم بالإجابة ولو بعد حين، نحمده حمد الشاكرين، وأشهد الا إله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119]
أيها الإخوة: الدعاءُ من أجلِّ العبادات بل هُوَ الْعِبَادَةُ، وأحبها إلى رب البريات، وهو سمة العبودية، وأبرز علاماتها.. وفيه يستشعر الداعي الافتقارُ والانكسارُ والتذللُ بين يدي مولاه.. قال ﷺ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ». ثُمَّ قَرَأَ: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60] رواه الترمذي وابن ماجه عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وصححه الألباني. ففي الدعاءِ تتجلى الطاعةُ للهِ، والامتثالُ لأمرِه والسين في "أَسْتَجِبْ" سِينُ التَّوْكِيدِ، وَهُوَ يَقُومُ مَقَامَ الْقَسَمِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْمَعَانِي..
والدعاءُ أكرم شيء على الله تعالى قال ﷺ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ». رواه ابن ماجة، والترمذي والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وحسنه الألباني. أي: لا يُوجَدُ شيءٌ في العباداتِ أفضلُ عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى مِن الدُّعاءِ؛ لأنَّ الدُّعاءَ فيه إظهارُ العَجْزِ والخُضوعِ والفَقرِ إلى اللهِ، والاعترافُ بقوَّةِ اللهِ سبحانه..
والدعاءُ سببٌ لدفعِ غضبِ الله قَالَ ﷺ: «إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ» رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وحسنه الألباني. قَالَ الطِّيبِيُّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يُبْغِضْهُ وَالْمَبْغُوضُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ وَاللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَل انْتهى..
والمتكاسل عن الدعاء من أعجز الناس قال ﷺ: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ». رواه ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني. والعجز ترك ما يجب فعله بالتسويف، وهو عام في أمور الدين والدنيا «مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ» لربه تعالى فإنه لا يتركه إلا أعجز الناس إذ لا مشقة فيه ولا كلفة وهو عبادة محبوبة لله تعالى..
ويكفي الداعي شرفًا أنه في معية الله: قَالَ ﷺ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي». رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أيها الإخوة: حاجة العبد إلى ربه وخالقه ورازقه مستمرة، فإن كان في رخاء فحاجته لربه باستمرار ما هو فيه من خير وطلب المزيد، وإن كان في شدة وضيق ولأواء فحاجته لكشف ما به من ضيقٍ ظاهرة، إذاً؛ نحن بحاجةٍ ماسةٍ لدعاءِ خالقِنا ففي الدعاءِ تضرعٌ إلى الله والتجاءٌ إليه، ومناجاةٌ له، واتصالٌ روحيٌّ بالعليِ الأعلى، وافتقارٌ إليه وبراءةٌ من الحول والقوة إلا به.
وعلينا أن نعتقد بأن التوجه للدعاء توفيق من الله، والاستجابة فضلٌ آخر، وقد كان عمر رضي الله عنه يقول: "أنا لا أحمل همّ الإجابة إنما أحمل همّ الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه"، وهي كلمة القلب العارف الذي يدرك أن الله حين يُقَدِرُ الاستجابة يُقَدِرَ معها الدعاء، فهما حين يوفق الله متوافقان متطابقان.
وأعظم ما يريده المسلم أن يستجيبَ اللهُ دعاءَه؛ ولذلك ينبغي أن يعزم بدعائه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا دَعوتُمُ اللَّهَ فَاعزِمُوا فِي الدُّعاءِ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحدُكُم إنْ شِئتَ فَأعطِنِي، فَإنَّ الله لا مُستَكرِهَ لَهُ» رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني عن أنس رضي الله عنه. وينبغي للداعي أن يتخير لدعائه أوقات الإجابة ومواضعها، ومن الأحوال التي يُتحرّى فيها الدعاء حين الصيام قَالَ ﷺ: «إنَّ لِلصَّائِمِ عَنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مَا تُرَدُّ» عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وإسناده صحيح. وَزَاَدَ ﷺ فِيِ حَديثٍ آَخَرَ دَعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ فقال: «ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ» رواه الطبراني وهو صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ومن الدعاء الذي ترُجَى استجابته دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب في أي وقت بحيث لا يعلم المدعو له بذلك، قَالَ ﷺ: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» رواه مسلم عَنْ أُمَّ الدَّرْدَاءِ. وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ، يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بِتِلْكَ الدَّعْوَة، لِيَدْعُوَ لَهُ الْمَلَكُ بِمِثْلِهَا، فَيَكُونَ أَعْوَنَ لِلِاسْتِجَابَةِ..
قال شيخنا محمد العثيمين: "يعني الملَكُ يؤمن على دعائك إذا دعوت لأخيك بظهر الغيب، ويقول: لك مثله.. وهذا يَدُلُ على فضيلةِ هذا، لكنه فيمن لم يطلب منك أن تدعو له، أما من طلب منك أن تدعو له فدعوت له فهذا كأنه شاهد لأنه يسمع كلامك لأنه هو الذي طلب منك، لكن إذا دعوت له بظهر الغيب بدون أن يطلب منك فهذا هو الذي فيه الأجر وفيه الفضل والله الموفق. أهـ فإذا أردت أن تستجاب دعوتك فادع لإخوانك المسلمين حتى يدعو لك الملك لأن دعاءه مستجاب..
أيها الإخوة: ومن مواطن استجابة الدعاء إِذَا حَضَرْتُمْ عند الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ، فَــــــ «عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ، أَوِ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ»، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، فَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَعْقِبْنَا عُقْبَى صَالِحَةً» قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مُحَمَّدًا ﷺ» رواه مسلم وغيره
ومن الدعوات التي أقسم الباري جل جلاله بعزَّته وجلاله أنه لا يَرُدُ صاحبَها دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» رواه الطبراني وابن حبان عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ: «وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. أَيْ: لَيْسَ لَهَا صَارِفٌ يَصْرِفُهَا وَلَا مَانِعٌ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا عَاصِيًا، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ «دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ أَحْمَدَ مَرْفُوعًا وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
أيها الإخوة: ومن الدعاء المستجاب الذي لا يرد، دعوة الوالد لولده، أو عليه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «ثلاثُ دَعَواتٍ لَا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ ودَعْوَةُ المُسافِرِ» رواه أَبُو الْحسن بن مهرويه في الثلاثيات الضياء عن أنس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الوَالِدِ على وَلَدِهِ وَدَعْوَةُ المُسافِرِ وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ» رواه أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
قال شيخنا محمد العثيمين: "دعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة، أما دعوته لولده؛ فلأنه يدعو لولده شفقة ورحمة والراحمون يرحمهم الله عز وجل.. وأما الدعاء عليه؛ فإنه لا يمكن أن يدعو الوالد على ولده إلا باستحقاق فإذا دعا عليه وهو مستحق لها استجاب الله دعوته.. والوالد سواء الأم أو الأب".. أهـ
ودعاء الولد الصالح لوالديه مستجاب كذلك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. اللهم أصلح ذريتنا واجعلنا هداة مهتدين بارك الله لي ولكم..
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: والدعاء سببٌ لرفع البلاء: قال ﷺ: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ» وَقَالَ ﷺ: «إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ». رواه الترمذي والحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وحسنه الألباني. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويَرْقَعُهُ، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وللبلاء مع الدعاء ثلاث مقامات: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.. أو يكون أخفَّ من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد ولكن يخففه، وإن كان ضعيفاً. أو يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه".
أيها الإخوة: والدعاء من أسباب النصر على الأعداء، وخاصَّة إذا كان ذلك من عباد الله الضعفاء، وقد دلَّ على ذلك حديث رسول الله ﷺ: "إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ" رواه النسائي وصححه الألباني. وصدق من قال:
وإنِّي لأدعو الله والأمرُ ضيِّقٌ * عليَّ فما ينفــكُ أن يتفـــــرجا
ورُبَّ فتىً ضاقت عليه هُمومُه * أصابَ له في دعوةِ اللهِ مخرجًا
أحبتي: لقد قصر بعضنا في استخدام أعظم سلاح وأيسره.. وهو سلاح في متناول أيدينا لا يحتاج إلى تصريح ولا تدريب خاص.. سلاح يطلق في كل وقت عن قرب وعن بعد.. من الكبير والصغير والذكر والأنثى، وتقصير بعضنا.. ليس جهلاً منا بفضله وأثره، ولكن ربما كان غفلةً منا، وصرفاً لنا عنه من الشيطان الرجيم.. نعم إنه سلاح الدعاء ذلكم السلاح الخفي الفتاك.. ذو التأثير الكبير. يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَـــــــــــــــاءِ وَتَزْدَرِيهِ ***وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ*** لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ
اللهم وفقنا للدعاء في وقت الإجابة، وساعتنا هذه من ساعات الإجابة فأمنوا على الدعاء بكل ثقة بالله ويقين..
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، وانتصر للمظلومين، وفك أسر المأسورين واقض الدين عن المدينين وشف مرضاهم وانصر من الدين، واخذل كل أعداء الدين من اليهود والباطنين وحرر بيت المقدس واجعله بيد صالح عبادك المؤمنين..
وصلوا وسلموا...