أمانة ثقيلة

حمدان بن راشد البقمي
1430/06/29 - 2009/06/22 15:00PM
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...أما بعد،
فهذه رسالة من قلب أخ لأخيه، رسالة مناصحة يرجوا بها الثواب من الله يوم تبلى السرائر ويبين ما تخفيه عن العيون الضمائر، يوم الندم وهل يجدي الندم إلم يسبقه في الدنيا ندم، يوم اليقين وهل يجدي اليقين إلم يسبق في الدنيا بيقين، يوم الخشية وهل تنفع الخشية إلم تسبقها في الدنيا من الله خشية، يوم البكاء..وهل يجدي في ذلك اليوم البكاء إلم يسبقه في الدنيا من خشية الله البكاء، وكذلك الذل والتوبة والخضوع والرغبة والرهبة، كلها أعمال لا تنفع صاحبها إلم تسبق في الدنيا بمثلها.
عبد الله ..يا من أخضع الله لك أسماع الناس ، وأخرس لك الله ألسنتهم، وأوجب عليهم حضور ما أعددته من العضات، اتق الله !! وكن حريصا على التذكير لهم بالله، حري بك أيها الخطيب أن تبذل الغالي والنفيس من أجل إعداد الخطب ، وما جعلني أقول ذلك والله إلا لما رأيت من بعض الإخوان هدانا الله وإياهم من تفريط في هذا المجال العظيم الذي مكنهم الله منه، فيأتي أحدهم إلى الناس كل جمعة بكلام مكرور، ولا يتحرى الموضوع المناسب لأهل بلدته، ولا الزمن المناسب، والناس إلم ترى من الخطيب الاجتهاد في إعداد الخطبة لم تستمع بقلب واع بل تصبح خطبة الجمعة بدلا من أن تكون موعظة يأمل منها أن تكون رادعة لهم عن الغي داعية لهم إلى سبل الرشاد خلال أسبوع كامل، أصبحت كالعادة التي لا تقدم ولا تؤخر ، لكن من عرف نعمة الله عليه وأدرك عظم مقامه، وثقل الحمل الذي حمله على عاتقه، كان حريصا أشد الحرص على أن تكون الخطبة كفيلة بأن تكون بعد فضل الله رادعة للسامع عن الغي والذنب لمدة أسبوع وذلك أقل القليل، و ليس بصعب لكن يوفَّق إليه من عظَّم الله تعالى في نفسه حق التعظيم وأدرك ثقل الأمانة التي هي إيصال الذكرى لقلوب الناس وتذكيرهم بربهم، وعقابه للعاصين، وثوابه للطائعين، أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن إذا ذُكِِِِِِِِِّرَ ذَكَر ، وإذا ابتلي صبر، وإذا أنعم الله عليه نعمة نسب الفضل إليه وشكر، وإذا أذنب أقر بذنبه وندم عليه وعزم ألا يعود إليه وإن كان في ذنبه مظلمة أعاد المظالم إلى أهلها وتلك هي شروط التوبة، التي من حققها قبلت توبته وغسلت عن الذنوب حوبته، وبدلت سيئاته إلى حسنات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.......
[/align]
المشاهدات 2965 | التعليقات 2

أخي الشيخ حمدان بن راشد البقمي

وعظت فأبلغت .. بوأك الله في الصديقين مكانا

أخي الشيخ : سعدت كثيرا بانضمامك لملتقى الخطباء وأسأل الله أن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يتولاك بحفظه ورعايته

وما أحوج الواعظ في كل أسبوع لمن يعظه ويذكره .. والله المستعان


نسأل الله أن يوفقنا لهذا.

وأشكرك أخي الشيخ حمدان على هذا الطرح الطيب، ونتمنى أن تتحفنا بالمزيد مما عندك.