ألم فراق رمضان والفرحة بالعيد 1433هـ
محمد البدر
1433/09/27 - 2012/08/15 10:32AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد:عباد الله:-لقد شمر الشهر عن ساق، وأذن بوداع وانطلاق، ودنا منه الرحيل والفراق، لقد قُوِّضت خيامه، وتصرمت أيامه، وأزف رحيله، ولم يبق إلا قليله. وقد كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأل الله قبوله.
سيمضى هذا الشهر الكريم، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات...ألا إن السعيد في هذا الشهر المبارك من وُفق لإتمام العمل وإخلاصه، ومحاسبة النفس والاستغفار والتوبة النصوح في ختامه، فإن الأعمال بالخواتيم .
عباد الله:-لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:«كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ »، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
عباد الله: متى يُغفر لمن لم يُغفر له في هذا الشهر؟!ومتى يُقبل من رُدَّ في ليلة القدر؟!
بادروا ياعباد الله :فلعل بعضكم لا يُدركه بعد هذا العام، ولا يُؤخره المنون إلى التمام، فيا ربح من فاز فيه بالسعادة والفلاح، ويا حسرة من فاتته هذه المغانم والأرباح، لقد دنا رحيل هذا الشهر وحان، وربَّ مؤمِّلٍ لقاء مثله خانه الإمكان، فاغتنم - أيها المفرط - في طاعة المنان الفرصة قبل فوات الأوان، وتيقظ أيها الغافل من سنة المنام، وانظر ما بين يديك من فواجع الأيام، واحذر أن يشهد عليك الشهر بقبائح الآثام، واجتهد في حسن الخاتمة فالعبرة بحسن الختام.
عباد الله:يا من استجبتم لربكم في الصيام والقيام، استجيبوا له في سائر الأعمال وفي كل الأيام .
أما آن للقلوب أن تخشع لذكر الله وما نزل من الحق أما آن للقلوب أن تجتمع على الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة ،هذا هو الأمل، وعلينا الصدق والعمل، فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا الصيام والقيام والدعاء.
أيها الصائمون: لقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، فندبكم في ختام شهركم إلى الاستغفار والشكر والتوبة ،كما شرع لكم زكاة الفطر شكرًا لله على نعمة التوفيق للصيام والقيام، وطُهرت للصائم من اللغو والرفث وطعمت للمساكين، وتحريكًا لمشاعر الأخوة والألفة بين المسلمين، وهي صاع من طعام من برّ أو نحوه من قوت البلد كالأرز وغيره، فيجب إخراجها عن الكبير والصغير والذكر والأنثى، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه، والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وإن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين فلا حرج إن شاء الله.
والسنة أن يخرجها طعامًا كما هو نص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح رحمهم الله حديث أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ حين قال « كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ..فأدوا -رحمكم الله - زكاة الفطر طيبة بها نفوسكم، فقد أعطاكم مولاكم الكثير وطلب منكم القليل .
* أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:-
عباد الله ، اللهَ اللهَ في الثبات والاستمرار على الطاعة والأعمال الصالحة في بقية أعماركم ، لتفوزوا برضا المولى جل وعلا ،واعلموا أنه لئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور، فقد سنّ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صيامَ يوم الاثنين والخميس، وقال:« تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وأوصَى نبيّنا محمّد أبا هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ بصيام ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وقال:« صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .وأتبِعوا صيامَ رمضان بصيام ستّ من شَوَّال ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عباد الله :- من حُسن التوديع لهذا الشهر الكريم الإكثارُ من التكبير فالله جل وعلا يقول : ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). قال أهل العلم: ويسنُّ التكبير ليلةَ العيد في خلوات الناس ومجامعهم، يجهر به الرجال، وتسِرّ به النساء. يكبر المسلم حتى يقضيَ صلاةَ العيد كما جاء ذلك في الأثر.
والمنقول عن أكثر الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ في صفات التكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. وكان ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يقول في التكبير: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا) رواه البيهقي بسند صحيح، وفي مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى بسند صحيح عن سلمان الخير قال: (كبِّروا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً).والسنة أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِى غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ.
هذا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
[/align]
أما بعد:عباد الله:-لقد شمر الشهر عن ساق، وأذن بوداع وانطلاق، ودنا منه الرحيل والفراق، لقد قُوِّضت خيامه، وتصرمت أيامه، وأزف رحيله، ولم يبق إلا قليله. وقد كنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأل الله قبوله.
سيمضى هذا الشهر الكريم، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات...ألا إن السعيد في هذا الشهر المبارك من وُفق لإتمام العمل وإخلاصه، ومحاسبة النفس والاستغفار والتوبة النصوح في ختامه، فإن الأعمال بالخواتيم .
عباد الله:-لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:«كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامَا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ »، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
عباد الله: متى يُغفر لمن لم يُغفر له في هذا الشهر؟!ومتى يُقبل من رُدَّ في ليلة القدر؟!
بادروا ياعباد الله :فلعل بعضكم لا يُدركه بعد هذا العام، ولا يُؤخره المنون إلى التمام، فيا ربح من فاز فيه بالسعادة والفلاح، ويا حسرة من فاتته هذه المغانم والأرباح، لقد دنا رحيل هذا الشهر وحان، وربَّ مؤمِّلٍ لقاء مثله خانه الإمكان، فاغتنم - أيها المفرط - في طاعة المنان الفرصة قبل فوات الأوان، وتيقظ أيها الغافل من سنة المنام، وانظر ما بين يديك من فواجع الأيام، واحذر أن يشهد عليك الشهر بقبائح الآثام، واجتهد في حسن الخاتمة فالعبرة بحسن الختام.
عباد الله:يا من استجبتم لربكم في الصيام والقيام، استجيبوا له في سائر الأعمال وفي كل الأيام .
أما آن للقلوب أن تخشع لذكر الله وما نزل من الحق أما آن للقلوب أن تجتمع على الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة ،هذا هو الأمل، وعلينا الصدق والعمل، فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا الصيام والقيام والدعاء.
أيها الصائمون: لقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، فندبكم في ختام شهركم إلى الاستغفار والشكر والتوبة ،كما شرع لكم زكاة الفطر شكرًا لله على نعمة التوفيق للصيام والقيام، وطُهرت للصائم من اللغو والرفث وطعمت للمساكين، وتحريكًا لمشاعر الأخوة والألفة بين المسلمين، وهي صاع من طعام من برّ أو نحوه من قوت البلد كالأرز وغيره، فيجب إخراجها عن الكبير والصغير والذكر والأنثى، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه، والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وإن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين فلا حرج إن شاء الله.
والسنة أن يخرجها طعامًا كما هو نص حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح رحمهم الله حديث أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ حين قال « كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ..فأدوا -رحمكم الله - زكاة الفطر طيبة بها نفوسكم، فقد أعطاكم مولاكم الكثير وطلب منكم القليل .
* أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:-
عباد الله ، اللهَ اللهَ في الثبات والاستمرار على الطاعة والأعمال الصالحة في بقية أعماركم ، لتفوزوا برضا المولى جل وعلا ،واعلموا أنه لئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور، فقد سنّ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صيامَ يوم الاثنين والخميس، وقال:« تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وأوصَى نبيّنا محمّد أبا هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ بصيام ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وقال:« صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .وأتبِعوا صيامَ رمضان بصيام ستّ من شَوَّال ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عباد الله :- من حُسن التوديع لهذا الشهر الكريم الإكثارُ من التكبير فالله جل وعلا يقول : ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). قال أهل العلم: ويسنُّ التكبير ليلةَ العيد في خلوات الناس ومجامعهم، يجهر به الرجال، وتسِرّ به النساء. يكبر المسلم حتى يقضيَ صلاةَ العيد كما جاء ذلك في الأثر.
والمنقول عن أكثر الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ في صفات التكبير: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. وكان ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يقول في التكبير: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا) رواه البيهقي بسند صحيح، وفي مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى بسند صحيح عن سلمان الخير قال: (كبِّروا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً).والسنة أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِى غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ.
هذا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }.
[/align]