ألا بذكر الله تطمئن القلوب
أبو حاتم إسماعيل بوفار
فذكرُ إله العرشِِ سرا ومعـــــلنا
يزيلُ الشقا والهم عنك يطـــرُدُ
ويجلبُ للخيرات دنيا وآجـــــــلا وإن يأتك الوسواس يوما يشرد
فقد أخبر المختارُ يوما لصـــحبه بأن كثير الذكر في السبق مفردُ
ووصى معاذا يستعينُ إلهـــــــــه على ذكره والشكر بالحسن يعبد
وأوصى لشخص قد أتى لنصيحة وقد كان في حمل الشرائع يجهد
بأن لا يزال رطبا لسانك هــــــذه تعين على كل الأمور وتسعـــد
وأخبرَ أن الذكر غرسٌ لأهلـــــه بجنات عدن والمساكن تمهــــد
وأخبر أن الله يذكر عبــــــــــــده ومعه على كل الأمور يســــدد
وأخبر أن الذكر يبقى بجنــــــــة وينقطع التكليف حين يخلــــــدوا
ولو لم يكن في ذكره غير أنـــــه طريقٌ إلى حب الإله ومُرشــد
وينهى الفتى عن غيبة ونميمــــة وعن كل قول للديانة مُفســــــد
لكان لنا حظ عظيم و رغبـــــــة بكثرة ذكر الله نعم الواحـــــــد
ولكننا من جهلنا قل ذكرنـــــــــا كما قل منا للإله التعبـــــــــــد
المشاهدات 3834 | التعليقات 5
جاء في [ أحكام القرآن ] للإمام القرطبي رحمه الله : عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ ( أَفَرَأَيتَ إنْ مَّتَّعناهُم سنينَ ثُمَّ جَاءَهم مَّا كانوا يُوعدُون مَا أغنى عنْهُم مَّا كاونوا يُمتَّعون ) [الشعراء] ثم يبكي ويقول :
نهارُك يا مغرورُ سهوٌ وغفلـــةٌ وليلُك نومٌ والرَّدى لـــــــك لازمُ
فلا أنتَ في الأيقاظِ يقظانُ حازمُ ولا أنتَ في النُّوَّامِ ناجٍ فســـالمُ
تُسرُّ بما يفنى وتفرحُ بالمنــــى كما سُرَّ باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوفَ تكرهُ غبَّه كذلك في الدنيا تعيشُ البهائــــمُ.
هذه أبياتٌ راقت مسمعي واهتز لها فؤادي وإذا كان الكلام من القلب وصل إلى القلب :
كنتُ أسيرُ مفردًا
أحملُ أفكاري معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم : خذوه
سألتهم : ما تُهمتي ؟
فقيل لي : تجمُّعٌ مشبوه .
وأبيات أخرى رائقة تقول :
جسَّ الطبيبُ خافقي
وقال لي :
هل هنا الألم ؟
قلتُ : نعم
فشقَّ بالمشرطِ جيبَ معطفي
وأخرج القلمْ
هزَّ الطبيبُ رأسَهُ...ومالَ وابتسمْ
وقال لي
ليس سوى قلم
فقلتُ : لا يا سيدي
هذا يدٌ...وفمْ
رصاصة..ودمْ
وتُهمةٌ سافرةٌ
..تمشي بلا قدمْ ;)
هذا النوع هو من الأدب السياسي التحرّري ، وهو شعرٌ في صورة احتجاج أو سخرية أو فكاهة و لكنه يعبّر بقوّة باطنة عن الرؤية السياسيّة للشاعر و تطلعاته و آلامه وآماله تجاه الأوضاع السياسية المزرية في وطنه أو أمته ، سواء كان الوطن محتلاًّ من العدو ، أو يعاني من فساد سياسي .
وهو من أجمل فنون الأدب حقًّا ، ومن أكبر أسباب تحصيل الوعي الاستراتيجي للنخبة المكوّنَة المؤصّلة عقديًّا ومنهجيًّا وفكريًّا . .
وكما قيل : طعام الكبار سُمُّ الصّغار . . فلا بُدّ أن يسبقه حصانةٌ عقدية ومنهجيّة تجعله يستغلُّ في الاتجاه الصحيح ! .
ذوق رفيع أستاذ اسماعيل .
ولكن لديك مخالفة :cool: : عدم انسجام ما ذكرته مع العنوان [ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ] ، و لذلك :
خذوه . . ! حكمت عليك المحكمة حضوريًّا نهائيًّا غير قابل للشك ولا للنقاش ولا للاستئناف :
1 / عدم معاودة هذا الخطأ المنهجي .
2 / غرامة أخويّة " غداء أو عشاء " على حساب صديقي اسماعيل في مطعم من المطاعم أو في بيتك لا بأس ! . رُفعت الجلسة :D .
يحيا العدل .. يحيا العدل .. !!!!
قال ابن كثير رحمه الله (في ثنايا حديثه عن الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ):"..... مع كثرة الطلب ليلا ونهاراً وكثرة الابتهال وكان حسن القراءة والخُلق وكثير التودد لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه ولا يستغيبه ولا يحقد على أحد .... ولا أعرفُ في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه وكانت له طريقة في الصلاة يُطيلها جدًا ويمد ركوعه وسجوده ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك رحمه الله وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير وكتبَ بخطه الحسن شيئا كثيرا واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تصيلُ عُشره من كتب السلف والخلف وبالجملة كان قليل النظير في مجموعه وأموره وأحواله والغالب عليه الخير والأخلاق الصالحة سامحه الله ورحمه ".[البداية والنهاية 4/234]
قال ابن رجب رحمه الله في ذيل طبقات الحنابلة 2/448: ....وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته ،لم أَشاهد مثله في ذلك ولا رأيت أوسع منه علماً ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الايمان منه وليس بمعصوم ولكن لم أر في معناه مثله ".
وقال رحمه الله في موضع آخر عنه : وحجَّ مرَّات كثيرة وجاور بمكة وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمراً يُتعجب منه .
أقول : أيها الخطباء ولنكن صرحاء مع أنفسنا حتى على الأقل نُعذر عند ربنا باعترافنا بتقصيرنا : كيف حالك مع الله ؟!!!
كيف حالك مع أعظم العبادات بعد الشهادتين وقد قرأت معي شيئا من سيرة هذا الإمام العلم وكيف هو في صلاته : نحن إذا حافظنا على الصلوات الخمس ظننا بأنفسنا كأبي بكر وعمر !!!
أما الحديث عن النوافل فلا تسل تضييعٌ على طول الخط ناهيك عن قيام الليل فهذا خطبٌ جلل إلا من رحم الواحد الأحد.
كيف حالك وأنت في صلاتك ؟ وأنت تقرأ معي شيئا من سيرة هذا الإمام العلم وكيف كان يطيل السجود والركوع !! لقد رأيتُ أحد الأئمة الذين يخطبون في الناس ويعظونهم ينقر نقر الغراب ولا تسل عن الطمأنينة فقد غادرت الأركان منذ الأزل فإلى الله وحده المشتكى .
أين أنت من ذكر الله وأنت تقرأ معي شيئا من سيرة هذ الإمام العلم وكيف يلهج بذكر الله وكيف كانت أوقاته عامرة بالاستغفار والإناية والابتهال أما نحن فالله المستعان حتى معقبات الصلاة قد نأتيها ونحن في الطريق !!!
أين أنت أخي الخطيب من المحافظة على الوقت وأنت تقرأ معي شيئا من سيرة هذا الإمام العلم وكيف حصل كل هذا العلم وكيف كان يقرأ القرآن وكيف يذكر ربه وكيف يصلي ويطيل أركانها وكيف يقوم على شؤون أسرته وطلابه وعوام الناس وكيف يؤلف كل هذه التآليف العظيمة ؟!!!!ونحن إذا جلس الواحد منا يحاول ذكر ربه أتت عليه المتاعب من كل أنحائه ، وإذا جلس مع درسه لساعة أونصف ساعة أحس من نفسه إرهاقا كبيرا ورأى من نفسه ذلك الطالب المثابر وصدق من قال دعك من الكتابة فلست منها ولو لطخت ثوبك بالمداد والله المستعان .
أين أنت أخي الخطيب يا من أظن فيك الخير وأنت صفوة المجتمع وأنت تقرأ معي شيئا من سيرة هذا الإمام العلم وهو بعيدٌ كل البعد عن الحسد والحقد والغل وغيرها من الأدواء ؟!!!!!
في الحقيقة أهاتٌ كثيرة تملأ قلبي وهموم كثيرة ركبتني وزفرات إمتلأ بها وجداني فلا أملك إلا أن أقول رحم الله تقيصري وهداني وإياكم سبل السلام وأقولها بكل ثقة من أراد العلم فالطرق كثيرة وقد تنال ذلك ولكن الأعظم من ذلك أن تكون حقا وصدقا وريثا للنبي صلى الله عليه وسلم فذلك الذي من أجله تسمع عن هؤلاء الأئمة الأعلام وحينها تعلم يقينا أن ربي ما خلَّد ذكرهم إلا لأنهم كما سمعت بعض ترجمتهم .
إن الناس يا إخواني قد أُتوا من قِبَلنا فلو كنَّا ولو على الشيء اليسر من سِيَرهم لكان الحال غير الحال !!!!
تشبهوا بالرجال إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
وأختم كلامي بأنه من أراد طريق الإمامة في الدين فعليه بالجادَّة وأقصد البحر وخلِّ القنوات
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس .
أبو حاتم إسماعيل بوفار
عن محمد بن حسنويه قال : حضرتُ أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله وجاءهُ رجلٌ من أهل خُراسان فقال : يا أبا عبد الله قصدتُك من خُراسان أسألك عن مسألة :قال له سلْ ، فقال : متى يجدُ العبد طعمَ الرَّاحة ؟ قال :عند أوَّل قدمٍ يضعها في الجنة . طبقات الحنابلة 1/291
قال الإمام الشافعي رحمه الله : أصلُ العلم التَّثبيت وثمرته السلامة ، وأصل الورع القناعة وثمرته الراحة ، وأصلُ الصبر الحزم وثمرته الظَّفر ، وأصلُ العمل التوفيق وثمرته النُّجح ، وغايةُ كلِّ أمرٍ الصدق . سير أعلام النبلاء 10/40،41
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : أجمع عقلاءُ كلِّ أمَّة على أنَّ النَّعيم لا يُدرك بالنَّعيم ، وأَنَّ من رافق الرَّاحة فارق الراحة وحصل على المشقَّة وقت الراحة في دار الراحة فبقدر التَّعب تكونُ الراحة . مدارج السالكين 2/166
تعديل التعليق