ألاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ

محمد البدر
1438/06/04 - 2017/03/03 07:27AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد،قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ ﴾[التوبة: 100].
عِبَادَ اللهِ:إن حديثنا اليوم سيكون عن سيرة قدوة من القدوات ورجل من عظماء الرجال احد الخلفاء الراشدين ،قال عنه صلى الله عليه وسلم ألاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذي جعل عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الأمر شورى بينهم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن ،ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم ،فهو عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بن قُصَيِّ بن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ بن فِهْرٍ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو ، وَيُقَالُ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَأُمُّ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ : أَرْوَى بنتُ كَرِيزِ بن رَبِيعَةَ بن حَبِيبِ بن عَبْدِ شَمْسٍ ، وَأُمُّ أَرْوَى : أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ بنتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمُّ أُمِّ حَكِيمٍ : فَاطِمَةُ بنتُ عُمَرَ بن عَائِذِ بن عِمْرَانَ بن مَخْزُومٍ ، وَهِي جَدَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيهِ.
وهو أحد الخمسة الذين اسلموا على يد ابي بكر الصديق وأول من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان له النصيب الأوفى من الآية قَالَ تَعَالَى :﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل : 41 ، 42]
عِبَادَ اللهِ:ومن مَنَاقِبُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن الله كتب له أجر حضور بدر مع كونه لم يشهدها فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:إِنَّمَا تَغَيَّبَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وأهل بدر كلهم في الجنة قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:وَمَا يُدْريكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
ومن مَنَاقِبُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن كتب له فضل بيعة الرضوان مع كونه لم يبايع بنفسه فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ اليُمْنَى: «هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ - فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ - هَذِهِ لِعُثْمَانَ» اذْهَبْ بِهَذَا الآنَ مَعَكَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .يعني يده اليمنى فضرب بها يده الأخرى فكان يد رسول الله لعثمان خيراً من يد عثمان لنفسه. ومن فضل أهل بيعة الرضوان أنه لا يدخل النار أحد منهم قَالَ تَعَالَى :﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح : 18] .وكان في المدينة بئر عذبة الماء يقال لها بئر رومة لرجل من اليهود فكان يبيع الماء على الناس فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ يَشْتَرِى بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ الْمُسْلِمِينَ » . فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَقَالَ « مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ » . فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
ومن أهم اعماله توسعة الحرمين وهي أكبر توسعة في عهد الخلفاء الراشدين .
وفضائله ومناقبه أكثر من ان نحصيها ولا يتسع المجال لذكرها .
.أقول قولي هذا...

الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: « كُنْتُ مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللهَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بَالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمدَ اللهَ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ الْمُسْتَعَانُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ،وكانت وفاته مقتولا على يد الخوارج قاتلهم الله في الثانية والثمانين من عمره رضي الله عنه و أرضاه .... الا وصلوا...
[/align]
المشاهدات 1029 | التعليقات 0