أقسام التوحيد

 جعل الله كلمة التوحيد سبيل الفلاح في الدنيا والاخرة، وجعل لها شروطا لا بد من معرفتها والعمل بها حتى تقبل وتكون مفتاح الجنة. فتعلموا العلم فإن طلبه عبادة وتعلمه رفعة وتعليمه صدقة، واعلموا أن أولى العلوم معرفة توحيد الله وما يضاده من الشرك، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

1/ أولوية تعلم التوحيد والبدء به في الدعوة.

قال الله تعالى: فَاعْلَمَ اَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُومِنِينَ وَالْمُومِنَـتِ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَيكُمْ. محمد 19.

عثمان بن عفان: مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ. م.ح.

ربيعة بن عباد الديلي: رَأَيْتُ النَّبِيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: يَأَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا. ح.

عبد الله بن عباس: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ. متفق عليه.

2/ أقسام التوحيد الثلاثة.

تلازم أقسام التوحيد: هذه الأقسام متلازمة لا ينفك قسم منها عن الآخر. فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية هو مقتضى توحيد الربوبية، وكذلك توحيد الأسماء والصفات.

قال الله سبحانه: رَبُّ السَّمَـوَتِ وَالاَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَـدَتِهِ. هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا. مريم 65.

قال الله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ اَلسَّمَـوَتِ وَالاَرْضَ وَسَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اَللَّهُ. فَأَنَّى يُوفَكُونَ. العنكبوت 61.

توحيد الربوبية: توحيد الله بأفعاله وإفراده بالخلق والملك والتدبير.

قال الله تعالى: اللَّهُ خَـلِقُ كُلِّ شَيْءٍ. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. الزمر 62.

قال الله سبحانه: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ. الصافات 96.

قال الله تعالى: تَبَـرَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اِلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الملك 1.

قال الله تعالى: فَسُبْحَـنَ اَلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. يس 83.

قال الله سبحانه: قُلِ اِللَّهُمَّ مَـلِكَ اَلْمُلْكِ تُوتِي اِلْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ. آل عمران 26.

قال الله تعالى: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالاَمْرُ. تَبَـرَكَ اَللَّهُ رَبُّ الْعَـلَمِينَ. الأعراف 54.

قال الله سبحانه: يُدَبِّرُ الاَمْرَ مِنَ اَلسَّمَاءِ الَى اَلاَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ. السجدة 5.

قال الله تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي اِلاَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا. كُلٌّ فِي كِتَـبٍ مُّبِينٍ. هود 6.

قال الله سبحانه: مَا يَفْتَحِ اِللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا. وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ. فاطر 2.

توحيد الألوهية: توحيد الله من خلال أعمال العباد بصرف جميع أنواع العبادة لله: توحيد الألوهية هو مقتضى توحيد الربوبية.

قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلنَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. البقرة 21.

قال الله سبحانه: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمَـوَتِ وَالاَرْضَ حَنِيفًا. وَمَا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ. الأنعام 79.

قال الله تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ. لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. خَـلِقُ كُلِّ شَيْءٍ. فَاعْبُدُوهُ. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. الأنعام 102.

قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَوةَ وَيُوتُواْ الزَّكَوةَ. وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ. البينة 5.

قال الله سبحانه: قُلِ اِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ اِلْعَـلَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ. وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ. الأنعام 162-163.

قال الله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. الكوثر 2.

توحيد الأسماء والصفات: ‏إفراد الله بكل إسم أو وصف ورد في كتابه أو على لسان رسوله وذلك بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

قال الله تعالى: وَلِلَّهِ اِلاَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَـئِهِ. سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. الأعراف 180.

عبد الله بن مسعود: سَأَلْتُ النَّبِيَّ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ. متفق عليه.

الربيع بنت معوذ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَبِيحَةَ عُرْسِي وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَتَقُولاَنِ فِيمَا تَقُولاَنِ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَلاَ تَقُولُوهُ. مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ. خ.ة.

عبد الله بن عباس: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلاً! بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.ح.ب.

المصدر: مصر سات.