أفضل مواسم الصوم بعد رمضان
الفريق العلمي
يكتبها: عارف بن أحمد الصبري.
الصوم عبادة أجرها بغير حساب.
والصوم عبادة أجرها عظيم وهو مما لا يخطر على بال أحدٍ، ولا يعلم ثوابها إلا الله.
والصوم لا عِدل له ولا مثل له.
وأفضل الشهور الحُرم شهر مُحرَّم.
وأفضل الصوم بعد رمضان صوم شهر الله المحرم.
وأفضل يوم في محرم يوم عاشوراء.
مسألة:
يستحب الإكثار من الصيام في محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل).
مسألة:
يُستحَبّ للمسلم صيام يوم عاشوراء، وصيامه يكفر ذنب سنة كاملة.
فقد بيّن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ صيام يوم عاشوراء يُكفّر ذنوب سنةً سابقةً، كما في حديث أبي قتادة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم قال: (وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
مسألة:
ويُستحَبّ صيام تاسوعاء أيضاً مع عاشوراء؛ وهو اليوم التاسع من شهر مُحرَّم؛ لقَوْل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).
مسألة:
الحِكمة من صيام يوم عاشوراء:
يُوافق يوم عاشوراء يوم نجاة موسى عليه السلام مع مَن آمن بدعوته، وهلاك فرعون وقومه، فصامه موسى؛ شُكراً لله سبحانه على نجاته، وشُرع صيامه شُكراً لله على فَضْله ونصره؛ ولذلك حَثّ النبيّ عليه الصلاة والسلام المسلمين على صيام عاشوراء، كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما: (قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).
مسألة:
مراتب صيام عاشوراء يتفرّع صيام يوم عاشوراء من حيث الأفضليّة إلى أربع مراتب:
المرتبة الأولى:
صيام التاسع، والعاشر، والحادي عشر من مُحرَّم؛ لِما ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما من حديث: (صُومُوا يومَ عاشوراءَ، وخالفُوا فيهَ اليهودَ، صومُوا قبلَه يومًا، وبعدَهُ يومًا).
كما أنّ في صيام ثلاثة أيّامٍ زيادةً في صيام النَّفل.
المرتبة الثانية:
صيام العاشر والتاسع من مُحرَّم؛ مُوافقةً لقوْل النبيّ عليه الصلاة والسلام: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).
المرتبة الثالثة:
صيام العاشر والحادي عشر من شهر مُحرَّم.
المرتبة الرابعة:
صيام عاشوراء فقط؛ نَيلاً لفَضْله الوارد في قَوْله عليه الصلاة والسلام: (وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
مسألة:
حُكم إفراد عاشوراء بالصيام.
اختلف العلماء في حُكم إفراد يوم عاشوراء بالصيام، على قولَين:
القول الأوّل:
قال جمهور العلماء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة بإباحة صيام يوم عاشوراء مُنفرِداً دون كراهةٍ، وهو ما رجّحه أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية.
القول الثاني:
قال الحنفيّة بكراهة صيام يوم عاشوراء مُنفرِداً دون صيام يومٍ قَبله أو بَعده، مع اتّفاقهم مع جمهور العلماء في نَيْل أجر صيام عاشوراء بصيامه مُنفرِداً.
مسألة:
حكم صيام عاشوراء إن وافق يومَ سبتٍ.
يصحّ صيام يوم عاشوراء إن وافق يومَ سبت.
ذهب المالكية إلى القول بالجواز مُطلَقاً دون اشتراط صيام يومٍ قَبْله، أو يومٍ بَعده، وتجدر الإشارة إلى أنّ النَّهي الوارد في صيام يوم السبت يُراد به مَن صام يوم السبت لكَوْنه يوم السبت بصيامه نَفْلاً مُطلَقاً، وليس لكونه عاشوراء، أو عرفة، أو قضاء، أو كفّارة، أو غير ذلك، والأولى صيام يومٍ قَبْله، أو يومٍ بَعده؛ خروجاً من خِلاف العلماء.
أيها المسلمون هذا فضل الله علينا وعليكم، فلا يفوتنا هذا الأجر والثواب، فصوموا وشجعوا صغاركم وأهليكم على صيامه، وتواصوا بصيامه، والدّال على الخير كفاعله.
وفقنا الله وإياكم لذكره وشكره وحسن عبادته.