أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ - الحج دعوة ومنهج قويم
محمد البدر
1440/11/29 - 2019/08/01 02:15AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ" يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ » رَوَاهُ الْبُخَارِي.
عِبَادَ اللهِ : بإذن الله سنستقبل أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ فاغتنموها واحرصوا على أعمال البر والخير فيها من صلة الأرحام ، وزيارة الأقارب ، وعيادة المريض واتباع الجنائز، والإكثار من نوافل الصلوات وسائر العبادات ومما يستحب فعله في هذه الأيام الإكثار من الصيام ،والمحافظة على الصلاة مع الجماعة في المساجد، فما شرعت فرائض الصلاة في البيوت إلا للنساء ، والحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التباغض والتحاسد ،والكراهية ،وتفقد الفقراء والمساكين والأيتام وادخال السرور عليهم ،والإكثار من الدعاء والاستغفار و الذكر فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ: في أَيَّامُ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ عبادات عظيمة منها الحج وهو أحد أركان الإسلام قَالَ تَعَالَى:﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا﴾. وفي العشر يومَ عرفة، وهو اليومُ التاسعُ مِنْ ذِي الحِجَّةِ وهو يوم عظيم لجني الحسنات ومغفرة الذنوب.
وفي العشر يومَ النحر، وهو اليوم العاشر مِنْ ذِي الحِجَّةِ ، وهو أعظم الأيام ، وفيه ذبح الهدي للحاج المتمتع والقارن، وذبح الأضاحي لغير الحاج ؛ ويستمر إلى آخر أيام التشريق الثلاثة ؛ فالذبح من العبادات التي لا يجوز صرفها إلا لله قَالَ تَعَالَى:﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. وَقَالَ تَعَالَى:﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾. وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء ينبغي الحرص عليها ،وبعض الفقهاء يرى وجوبها على القادر ،ومن الواجب على من أراد أن يضحي أن يمسك عن شعره وأظفاره فلا يأخذ منها شيئا من أول شهر ذِي الحِجَّةِ حتى يضحي فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ ، فَإذَا أَهَلَّ هِلاَلُ ذِي الحِجَّةِ ، فَلاَ يَأخُذَنَّ من شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أظْفَارِهِ شَيْئاً حَتَّى يُضَحِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ومن نوى في أثناء العشر فليمسك من حينها ، ومن والأفضل ذبح الأضحية في البلد الذي يقيم فيه حتى تبقى هذه الشعيرة ظاهرة، لأن المقصود من الأضحية هو التقرب إلى الله بإهراق الدم استجابة لما شرعه الله عز وجل لعباده، واتباعا لسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ: وفي العشر مِنْ ذِي الحِجَّةِ التكبير قَالَ تَعَالَى:﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :الأَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "أيام العشر" وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبّران ويكبر الناس بتكبيرهما ،ولا يعني ذلك جواز التكبير الجماعي لأنه من البدع المنكرة، ولكن يكبر كل واحد على حدة ، وصيغة التكبير: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ: إن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير منطقة مكة المكرمة ورجال الأمن والمخلصين من أبناء هذا الوطن الغالي يبذلون كل ما في وسعهم لراحة ضيوف الرحمن وتوفير أقصى درجات الأمن والأمان لينعم الحجاج بأداء العبادة بكل يسر وسهولة في جوٍ مفعم بالإيمان تسوده الطمأنينة ، وينبغي لمن وفقه الله لحج هذا العام أن يجتنب رفع الشعارات أو احياء النعرات أو غيرها ومن أراد تسييس الحج أو القيام بأعمال تخالف ما أمر الله به، فينبغي علينا ازالت هذا المنكر بتبليغ الجهات المختصة لمعالجة ذلك وعلى كل مواطن ومقيم بل كل المسلمين ، أن يكونوا على قدر كبير من المسئولية لتعظيم شعائر الله قَالَ تَعَالَى:﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب﴾. وأن يدافعوا عن الحرمين الشريفين ، فهي أمانة في عنق كل مسلم والحفاظ عليها وعلى أمنها مسئوليتنا جميعا.الا وصلوا ....
المرفقات
أَيَّامِ-الدُّنْيَا-أَيَّامُ-الْعَش
أَيَّامِ-الدُّنْيَا-أَيَّامُ-الْعَش-2
أَيَّامِ-الدُّنْيَا-أَيَّامُ-الْعَش-2