أعمال حجاج بيت الله

قاسم احمد الصامطي
1433/11/23 - 2012/10/09 15:10PM
الحمد لله الكبير المتعال ذي العزة والجلال ، خلق فسوى وقدر فهدى ، أحمده - سبحانه - وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله .. وخليله وخيرته من خلقه .. أفضل من صلى وقام وحج لله وصام ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - سبحانه - وخشيته في الغيب والشهادة ، والاستقامة على دينه في الغضب والرضا والمنشط والمكره : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا أيها المسلمون: تحدثت في الجمعة الماضية عن أهمية الحج وسألخص لكم في هذه الجمعة أعمال الحجاج بشكل مختصر لمن اراد الحج فيقال للحجاج إذا وصلتم الميقات فاغتسلوا وتطيبوا في أبدانكم في الرأس واللحية ثم أحرموا بالعمرة متمتعين وسيروا إلى مكة ملبين فإذا بلغتم البيت الحرام فطوفوا سبعة أشواط طواف العمرة، واعلموا أن جميع المسجد مكان للطواف القريب من الكعبة والبعيد، لكن القرب منها أفضل إذا لم تتأذ بالزحام، والأمر واسع ولله الحمد فإذا فرغتم من الطواف، فصلوا ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر وإلا فصلوا بعيداً المهم أن يكون المقام بينك ويبن الكعبة، ثم أخرجوا لسعي العمرة وابدؤوا بالصفا فإذا أكملتم الأشواط فقصروا من رؤوسكم من جميع الرأس، ولا يجزئ التقصير من جانب واحد لا تغتروا بفعل الكثير من الناس واعلموا أنه يشرع للحجاج في اليوم الثامن من ذي الحجة أن يحرم بالحج إن كان متمتعًا ، وإن كان مفردًا أو قارنًا فهو لا يزال في إحرامه ، ويستحب للحاج في اليوم الثامن أيضا أن يتوجه إلى منى قبل الزوال فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا من دون جمع ..فإذا صلى فجر يوم التاسع وطلعت الشمس توجه إلى عرفة وهو يلبي أو يكبر ، فإذا زالت الشمس صلى بها الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذانٍ وإقامتين .. ثم يقف بها - وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة - فيكثر فيها من التهليل والتسبيح والدعاء والاستغفار ، ويتأكد الإكثار من التهليل لأنه كلمة التوحيد الخالص ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) إذا غربت الشمس أفاض الحاج من عرفة إلى مزدلفة بسكينةٍ ووقارٍ .. فلا يزاحم ولا يؤذي ، ثم يصلي بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان وإقامتين ، ثم يبقى بها حتى طلوع الفجر ، إلا الظعن والضعفة .. فلهم أن ينصرفوا منها بعد منتصف الليل .. فإذا صلى الحاج الفجر بمزدلفة وقف عند المشعر الحرام - والمزدلفة كلها موقف - فيدعو الله طويلا حتى يسفر ثم يسير إلى منى فيرمي جمرة العقبة - وهي أقرب الجمرات إلى مكة - يرميها بسبع حصيات صغيرات يكبر مع كل حصاة ..ثم ينحر هديه إن كان متمتعا أو قارنا ، ثم يحلق ويحل من إحرامه ؛ فيباح له كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء ، ويبقى في حق القارن والمفرد طواف الإفاضة وسعي الحج إن لم يكن سعى مع طواف القدوم ، وأما المتمتع فيبقى عليه طوافُ وسعي غير طواف العمرة وسعيها .. ثم بعد الطواف يحل للحجاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام حتى النساء ، ولا يضر الحاج ما قدم أو أخر من أفعال يوم النحر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سئل عن شيء قدم ولا أخر في ذلك اليوم إلا قال : "افعل ولا حرج "، ثم يبيت الحاج في منى أيام التشريق وجوبا لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولقوله : " خذوا عني مناسككم" .. فيرمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر إن لم يكن متعجلا .. كل جمرة بسبع حصيات ؛ يبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى .. ويبدأ وقت الرمي في هذه الأيام بعد الزوال لفعله - صلى الله عليه وسلم - ومن أراد أن يتعجل فليرم بعد الزوال من يوم الثاني عشر ثم يخرج من منى إلى مكة ، ولا يضره لو غربت عليه الشمس وهو لم يخرج من منى ، كما لا يضره لو رمى بعد مغرب اليوم الثاني عشر وتعجل على الأظهر من أقوال أهل العلم ، ثم يطوف بعد ذلك طواف الوداع : فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ الخطبة الثانية : الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين سأتحدث عن قضيتين شهدناها في الأيام الماضية وهي حديث كل بيت وحديث المجالس ايضاُ القضية الأولى : ما يحصل من الخادمات من انتشار ظاهرة قتل الأطفال وارباب الأسر ولا حول ولا قوة الا بالله الكثير منا أصبح يعتمد على الخادمات في رعاية أطفالنا بشكل إلزامي بسبب ظروف عمل الأب والأم حيث لا يمكن الاستغناء عن وجود الخدم في المنازل بشكل عام، في ظل الحاجة إليهم لمساعدة ربات البيوت، لكن تختلف الأسر من بعضها إلى الآخر في نسبة الاعتماد عليهم، من الاعتماد الجزئي إلى الكلي وكذلك حال الخدم كغيرهم من البشر معرضون إلى عوامل يمكن أن تساعد على دفعهم إلى ارتكاب جميع الجرائم بدءًا من الصغيرة والبسيطة إلى الكبيرة حسب الظروف والملابسات وقد تطورت جرائم هؤلاء الخادمات مؤخرا من الهروب والسرقة إلى القتل ومحاولات الانتحار والتي كان آخرها الجريمة المروعة التي شهدتها مؤخرا محافظة ينبع فأنني اقول انه لابد من بالبدء في انشاء مشروع حضانات الاطفال في مدارس البنات والمواقع التي تعمل فيها امهات الاطفال بحيث تضمن المعلمات او هؤلاء الموظفات ان يكون اطفالهن في ايد امينة وتحت ملاحظتهن المستمرة بعيدا عن عدوانية الخادمات والتي كشفت العديد من الأحداث عن وحشية من بعض هؤلاء الخادمات تجاه اطفال الاسر التي يعملن لديهم بالمنزل . ويكون توظيف عدد كبير من اخواتنا بدلاُ من الأختلاط في المحلات وغيره القضية الثانية : لايخفى على الجميع ما نراه من جشع تجار الدواجن الذي وصل بهم الطمع إلى رفع أسعار الدجاج إلى ما يقارب ٥٠٪ معللين ذلك بأرتفاع أسعار أعلاف الدواجن وما ذلك إلا ليزيدوا من ربحيتهم عجيب ما نشاهده ، الكل يتآمر على المستهلك البائس جشع التجار وصل به الى رفع سعر الدجاج تلاعب بخيرات هذا الشعب فلا حل إلا مقاطعة شراء الدجاج حتى نجبر التجار على التعقل وأن يرجعوا إلى رشدهم كما حصل مع الالبان قبل فترة بالله عليكم أين وزارة التجارة اين وزارة الزراعة واين حماية المستهلك لن نقف مكتوفي الأيدي أمام جشع التجار وعلينا أن نتكاتف جميعا للحد من هذه الارتفاعات المتتالية في الأسعار، وقد أثبتت على الدوام الحملات الشعبية لمقاطعة السلع جدواها… فلنمتنع عن أكل الدجاج لأسبوعين ولن نموت إذا لم نأكله خلال هذه الأيام. وسترون كيف تتراجع أسعار الدجاج عندما لا يجد التجار مستهلكا يدفع ليملأوا جيوبهم وعلى التجار أن يعوا إنهم يتعاملون مع مستهلكين لديهم وعي وقدرة على نية ردعهم فسوف لن ينتهي هذا الجشع وسوف يطال اشياء اخرى وحسبنا الله ونعم الوكيل هذا ، وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله .. صاحب الحوض والشفاعة ؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيه بكم - أيها المؤمنون - فقال جل وعلا : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، وسلم الحجاج والمعتمرين برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم تقبل من الحجاج حجهم .. اللهم تقبل من الحجاج حجهم اللهم آمنّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام . اللهم ارفع عنا الغلا ..... ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المشاهدات 1710 | التعليقات 0