أعمال تعدل الحج في الثواب

أعمال تعدل الحج في الثواب

عباد الله :انتهى موسم الحج وعاد الحجاج بالغنائم الربانية والنفحات الإلهية فقد تغلبوا على أنفسهم وشهواتهم وضحوا بكل ما يملكون من أجل أن تكتحل أعينهم بكعبة البيت الحرام وهذا أفضل الجهاد فقد أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ قَالَ لَا لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ ) ( [1] )، ولما كان الله تعالى قد جعل في قلوب عباده حنينًا إلى بيته الحرام، وعَلِمَ سُبحانه أن ليس كلُّ واحدٍ منا قادرًا على الحجّ في كل عام؛ فعوضنا ووهبنا من الأعمال ما نتحصّل بها على أجر الحجّاج ونحن ها هنا في بلادنا تفضلاً وامتناناً منه سبحانه وتعالي ، وهذه الأعمال تَعدِلُ الحجّ في الجزاء لا الإجزاء، بمعنى أنّ هذه الأعمال تعدل الحجّ في الفضل ، و لا تُسقط حجَّةَ الفَرض، وهذه الأعمال هي :

أولا: صدق النية مع الله تعالى 

إن صاحب النية الصادقة – وخصوصاً إذا اقترن بها ما يقدر عليه من العمل – يلتحق صاحبها بالعامل. قال تعالى: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} في صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالَ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ  ) [2]وفي رواية: ((إلاَّ شَرَكُوكم في الأجْرِ))؛ رواه البخاري من رواية أنس، ورواه مسلم من رواية جابر، واللفظ له ، ووصفَهم الله - جل وعلا - بقوله: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92].

و جاء في مسندِ أحمدَ وسُننِ ابنِ ماجه والترمذي، وصححه الألباني مِن حديث أبي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّما الدُّنيا لأربعةِ نَفَر: …)) وذكر منهم: ((وعبدٌ رزقهُ اللهُ عِلمًا ولم يرزقه مالاً، فهو صادقُ ‏‏النية، ‏يقول: « لو أنَّ لي مالاً لَعمِلتُ بِعَملِ فلان » فهو ‏‏بِنِيّتِه، فأجرُهما سواء! )) فلا تفوّت على نفسك أن تنويَ في قلبك؛ كلّ عملٍ صالحٍ لا تستطيع فعله كغيرك.. يقول ابن القيّم -رحمه الله-: (فلما فُضِّل الغنيُّ بِفعلِهِ؛ أُلحِقَ الفقيرُ الصادقُ بِنيّتِهِ) ( [3] ) .

ثانيا :المشي إلى الصلوات المكتوبة 

أخرج البيهقي بسند حسنه الألباني عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ مَشَى إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهِّرٌ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى لاَ يُنْهِضُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ ، وَصَلاَةٌ عَلَى إِثْرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ » ( [4] ) .

إن الذي سيحرص على أداء الفريضة في المسجد كلَّ يوم، سينال ثواب خمس حجات يوميًّا، وفي العام الواحد سينال حوالي (1800) حجة، وفي عشر سنوات ثماني عشرة ألف حجة ، فطوبي للمشمرين .

ثالثا: الحرص على تعلم العلم الشرعي

أخرج البيهقي والحاكم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلاَّ لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامِّ الْعُمْرَةِ وَمَنْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلاَّ لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامِّ الْحَجَّة)

فاحرصوا على طلب العلم وحضور مجالس الذكر في بيوت الرحمن تبارك وتعالي في مسند الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ  ) ( [5] ) .

رابعا : صلاة الفجر في جماعه ثم الجلوس في المصلى يذكر ربه ثم يصلي ركعتين 

أخرج الترمذي بسند حسنه الألباني عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة) ( [6]  ) .

وأخرج الطبراني في "الأوسط" بسندٍ حسن عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا صلى الفجر لم يقمْ من مَجلسه؛ حتى تمكنه الصلاة"، وقال: ((مَن صلى الصبحَ ثُمَّ جلَسَ في مَجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عُمرة وحَجة مُتقبَّلتين)) (  [7] ) .

كان شيخ الإسلام ابنُ تيمية - رحمة الله عليه - إذا صلى الفجر جلس يذكر اللهَ إلى قريبٍ من انتصاف النهار! ويقول: (هذه غدوَتي، ولو لم أتغدَّ الغداءَ لَسقطت قوتي..) سبحان الله! غذاؤُه ومَددُهُ بالله، في هذه الصلاة، في هذه الأذكار، في هذه الأوراد، في هذا الرباط..

والجميل: أن هذا الثوابَ العظيم، يَعُمُّ المرأةَ في بيتها إذا هي فعلت هذا -بفضل الله تعالى- يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: (نرجو للنساء كذلك، إذا جَلَسَتْ بعد صلاتِها في مُصلّاها تذكر الله، تقرأ القرآن، تدعو، ثم صلَّتْ ركعتين بعد ارتفاع الشمس؛ يرجى لها هذا الخير العظيم.. النساء ُكالرجال ) ( [8]  ) .

خامسا :عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم

إنْ عجزتَ عن الذهاب إلى الحَج فاجتهدْ أن تعتمرَ في رمضان؛ فإنَّها  تعدل حَجَّة مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم : في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي ) ( [9]  ) .

يقول القاضي ابنُ العربي -رحمه الله- : (هو فضلٌ مِن اللهِ ونِعمتُه؛ فقد أدركَتِ العمرةُ مَنزِلةَ الحجِّ بانضمامِ رمضانَ إليها). ويقول ابنُ الجوزي -رحمه الله- : (فيه أن ثوابَ العمل، يَزيدُ بزيادةِ شَرَفِ الوقت، كما يزيد بحضورِ القلب وخُلوصِ المَقصِد) ، و يقول النووي -رحمه الله- في شرح مسلم عن عمرة رمضان: (أي تقوم مقامَها في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء). ويقول ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: (الحاصلُ أنه صلى الله عليه وسلم أعلَمَها أنّ العمرةَ في رمضان تعدلُ الحجة في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض، للإجماع على أن الاعتمارَ لا يُجزئُ عن حَجِّ الفرض).

سادساً : التسبيح والتكبير والتحميد عقب الصلوات

في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (جمع دثر وهو المال العظيم )  مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ) ( [10]  ) . 

 وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنمه قال قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يَحُجُّونَ، وَلَا نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلَا نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا  ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُوهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ) (  [11] ) .

سابعاً : من جهز حاجا كان له مثل أجره

 أخرج بن خزيمة في صحيحه عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ جَهَّزَ حَاجًّا ، أَوْ جَهَّزَ غَازِيًا ، أَوْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ ، أَوْ فَطَّرَ صَائِمًا ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ  ) (  [12] ) .

ثامنا ً :بر الوالدين يعادل الحج في الثواب

أخرج الطبراني في المعجم الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أتَى رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: إني أشتهي الجهاد، وإني لا أقدر عليه، فقال له الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هل بَقِي أحدٌ من والديك؟))، قال: أُمِّي، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فاتَّقِ الله فيها، فإنْ فعلتَ فأنت حاجٌّ ومُعتمِر ومُجاهد)) ( [13]  ) .  

ويمكنك أن تُحوِّل ثواب ذلك الحج لأحد والديك بعد موتهما ؛ ليرتقي ثوابك إلى ثواب البر والإيثار، فإن ذلك يصل ثوابه للميت، فقد أراد عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما التصدق عن جده الكافر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يصل للميت ثواب العتق، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ، أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ، أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ، بَلَغَهُ ذَلِكَ)) ( [14] ) .

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه لطائف المعارف

من فاته هذا العام المقام بعرفة، فليقم بحقه الذي عرفه ،من عجز عن المبيت بمزدلفة، فليبيت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه، من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف، فليقم بحق الرجاء والخوف ،من لم يقدر على نحر هديه بمنى، فليذبح هواه هنا، وقد بلغ المني ، إن حُبستم العام عن الحج فارجعوا إلى جهاد النفوس، أو أُحصرتم عن أداء النسك فأريقوا على تخلفكم من الدموع ما تيسر، فإن إراقة الدماء لازمة للمحصَر، ولا تحلقوا رؤوس أديانكم بالذنوب، فإن الذنوب حالقة الدين ليست حالقة الشعر، وقوموا لله باستشعار الرجاء والخوف مقام القيام بأرجاء الخيف والمشعر، ومن كان قد بعد عن حرم الله فلا يبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله، فإن رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر، ومن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعيد، فليقصد رب البيت، فإنه ممن دعاه ورجاه، أقرب إليه من حبل الوريد .

فاللهم لا تحرمنا من  بيتك الحرام عاما من حجة وعمرة دواما ، وأكتب لنا أجر الحج بنيتنا الصادقة وأعمالنا الصالحة ، هذا وصلى الله علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

[1] ـ  صحيح البخاري ( 2 / 1520 ) .

[2] ـ صحيح البخاري ( 6 / 4423 ) .

[3] ـ [عدة الصابرين (1 /213)].

[4]  ـ رواه أبو داود (558)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (320).

[5]  ـ ( صححه الألباني في السلسة الصحيحة ( 5 / 2210 ) .

[6]  ـ حسنه الألباني في التعليق الرغيب ( 1 / 164 و 165 ) ، المشكاة ( 971 ) .

[7]  ـ قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 1 / 468 ) صحيح لغيرة .

[8]  ـ [ فتاوى نور على الدرب: (1 /436) ] .

[9]  ـ صحيح البخاري ( 3 / 1863 ) .

[10]  ـ صحيح البخاري (1 / 843 ) .

[11]  ـ (صحيح بطرقه وشواهده ) .

[12]  ـ (صححه الألباني صحيح الترغيب والترهيب ( 1/ 1078).

[13]  ـ أخرجه أبو يعلى (2760)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2915) « رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والصغير بإسناد جيد ، وأخرجه الضياء في الأحاديث المختارة [2/ 359رقم1855 - 1857] وقال: إسناده صحيح  ، و قال المحدث البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ( الصفحة أو الرقم: 5/474 |: إسناده جيد ) وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء [5 /32]: وإسناده حسن .

[14]  ـ رواه أبو داود (2883)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5291).

المشاهدات 3255 | التعليقات 0